العناية بالأسرى وحمايتهم من القصف السعودي: عملية “نصر من الله”.. إنجازٌ عسكري وتفوُّقٌ أخلاقي

| تقرير| هاني أحمد علي

 

لم يَذُقِ الإنسانُ اليمني طعمَ الفرحة والشعور بالفخر والعزة والكرامة مثلَ اليوم وهو يشاهد الانتصارات العظيمة والملاحم البطولية التي سطّرها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في عملية “نصر من الله” بجبهة نجران الحدودية كأكبر عملية عسكرية برية منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن سيدوّنها التاريخ في أنصع صفحات الخلود والبأس اليماني؛ لتبقى درساً ملهماً للأجيال على مر الزمن.

النصر العسكري الذي حقّقه المجاهدون الأبطال في عملية “نصر من الله” والتي أدت إلى سقوط 3 ألوية تابعة لتحالف العدوان السعودي ومرتزِقته، ووقوع أكثر من 2000 مقاتل من قوات العدوّ في الأسر، عددٌ منهم من الأطفال، والاستيلاء على مئات المدرعات والآليات وكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، رافقه انتصارٌ أخلاقيٌّ تمثل بالمعاملة الراقية والحَسنة التي قوبل بها الأسرى السعوديون والمرتزِقة المقاتلون في صفوف العدوان رغم كثرة أعدادهم، وعكست الأخلاق العالية المتشبعة بالثقافة القرآنية المحمدية لدى أبناء الجيش واللجان الشعبيّة في التعامل مع أسرى الطرف الآخر الذي لم يكن في قاموسه يوماً ذرةٌ من أخلاق تجاه أسرى الجيش واللجان بل وحتى أسراه الذين قصفهم بالطائرات داخل السجون للتخلص منهم، وما حدث في سجن كلية المجتمع بذمار الشهر الماضي خيرُ دليل.

وبحسب المؤتمر الصحفي الذي عقده العميد يحيى سريع -المتحدث الرسمي للقوات المسلحة-، أمس الأحد، للكشف عن تفاصيل عملية “نصر من الله”، التي تأتي في إطار الرد المشروع على استمرار العدوان وتعنته في حل قضية الأسرى، وقد استغرق إنجاز المرحلة الأولى منها 72 ساعة، شن فيها طيرانُ العدوان 300 غارة، 100 منها خلال 48 ساعة، حيث كشف عن إبادة جماعية بالطيران تعرض لها المخدوعون بلغ عددهم أكثر من 200 قتيل استهدفوا بعشرات الغارات أثناء الفرار أَو الاستسلام، في مجزرة بشعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي يرتكبها تحالف العدوان بحق المرتزِقة المقاتلين في صفوفه.

ولفت العميد سريع إلى أن دفاعاتنا الجوية لم تتوقف عن التصدي للغارات المعادية حتى لتلك التي استهدفت مجاميع المخدوعين، موضحاً أن قوات الجيش واللجان ساهمت بشكل كبير في تقديم الإسعافات الأولية لمصابي العدوّ جراء تلك الغارات، إلا أن استمرار التحليق ضاعف من خسائرهم، ناهيك عن التعامل الحَسَن والمهذَّب في استقبال مجاميع المرتزِقة الأسرى والمحافظة عليهم من استهداف الطيران وتقديم العلاج للمصابين والطعام والشراب والملابس للجميع، ليجعلوا من تلك الأخلاق السامية التي شربوها من مناهل وينابيع الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوانُ الله عليه، ومن بعده قائد الثورة العلَم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مثَلاً ودليلاً على ما يتمتع به اليمنيون من شمائلَ حميدة قلَّما تجدُها لدى سواهم، وبالعكس من تعامُلِ تحالف العدوان مع الأسرى.

ومن جديد تكرّر حكومةُ صنعاء دعوتَها لكافة المخدوعين والمقاتلين في صفوف تحالف العدوان بأن يتركوا مواقعَهم ويعودوا إلى الوطن مع ضمان تأمينهم، وبأن عليهم أخذَ العظة والعبرة مما جرى ويجري لمن سبقوهم ممن لقوا مصارعَهم بقصف الطيران وهم يحاولون إنقاذَ أنفسهم من الموت بنيران الجيش واللجان ليجدوه أمامهم ولكن بنيران “صديقة” لا ترحَم.

المسيرة

قد يعجبك ايضا