عندما فقدت الأمة مقومات العزة أصبحت ذليلة
|| من هدي القرآن ||
أوليست الأمة هذه فاقدة لعزتها؟ هل منحتها العزة دباباتها وطائراتها، وبترولها, وعددها الهائل, وعدتها الكبيرة, وأموالها الضخمة؟ هل منحتها العزة؟. لا.. فقدت العزة التي كان الله يريد أن تكون لها فيما إذا سارت على نهجه.
فعندما فقدت هذه العزة بالتخلي عن أسبابها الإلهية لم يكن هناك أي شيء يمكن أن يعوضها عزة بدل تلك العزة التي فقدتها من قبل الله سبحانه وتعالى، بل أصبح كل مقومات الحياة هي من الأشياء التي تبدو أمامنا تعطي شاهدا أكثر على أنهم أذلاء أكثر.
أليس الزعيم الفلاني يفرح عندما يرى نفسه رئيس بلد فيرى نفسه عزيزاً, لكننا نحن نراه ذليلا؛ لأنه لماذا أنت على الرغم من القوة التي تمتلكها, الجيش, الأسلحة المتطورة، الشعب الكبير، الشعب الكثير العدد، الذي أنت تحكمه؟ فلماذا أنت ذليل؟ لماذا أنت ذليل؟ لا تستطيع أن تقول كلمة جريئة! أليس هذا هو ما نلمسه؟.
كل واحد منا لا يرضى لنفسه أن يكون في مقام أي زعيم من هؤلاء الزعماء لأننا نراهم هم أذل منا.
الذلة التي حصلت بسبب آخرين, بسبب أعداء الأمة فقهرونا جميعاً، نحن نرى الزعماء أكثر ذلا منا. لماذا؟ نرى أنهم كيف أصبحوا هكذا وبأيديهم كذا وكذا, ويمتلكون كذا وكذا.. الخ.
أليست هي مقومات العزة لديهم؟ هي من منظارنا ما يعزز الشاهد الكبير على أنهم أذلاء أكثر منا أمام الأعداء الذين أذلونا جميعاً, نحن وهم.
{فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً}(النساء: من الآية139) جميعا.. حزب الله أليس يبدو أمامنا عزيزا, والزعماء يعرفون أن ذلك الحزب, وزعيم ذلك الحزب يبدو عزيزاً، وهل يمتلكون شيئاً مما يمتلكه الآخرون؟. لا.. من أين هذه العزة؟ هي العزة الإيمانية: {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً}.
إذاً فلندعو الله بهذا الدعاء نقول:
اللهم صل على محمد وآله ومتعنا بهدى صالح لا نستبدل به, وطريقة حق لا نزيغ عنها، ونية رشد لا نشك فيها, وعمرنا ما كانت أعمارنا بذلة في طاعتك, فإذا كانت أعمارنا مرتعا للشيطان فاقبضنا إليك قبل أن يسبق مقتك إلينا, أو يستحكم غضبك علينا، ونعوذ بك يا الله من أن يسبق مقتك إلينا, أو يستحكم غضبك علينا. اللهم لا تدع خصلة تعاب منا إلا أصلحتها, ولا عائبة نؤنب بها إلا حسنتها يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين،،،
[ في ضلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الأول]