حصار البغاة وصبر الأنصار
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
يتمادى السعودي والإماراتي والأمريكي والإسرائيلي في عدوانهم وإجرامهم ووحشيتهم على يمن الإيمان وأنصار النبي العدنان ، ويواصلون فرض الحصار الخانق على قرابة الثلاثين مليون يمني ، لا ذنب لهم سوى أنهم خرجوا في ثورة شعبية أسقطت هوامير الفساد ، وأدوات العمالة والخيانة والارتزاق ، ووضعت نهاية للوصاية السعودية التي ظلت قائمة على مدى عقود من الزمن ، كانت السعودية هي صاحبة الأمر والنهي في اليمن ، وهي صاحبة القرار ومن تتحكم في كل شؤون الدولة بواسطة سفيرها ولجنتها الخاصة.. يفرضون الحصار المطبق على سفن المشتقات النفطية التي يحتجزون العشرات منها في جيبوتي وجيزان رغم حصولها على تصاريح رسمية من قبل الأمم المتحدة بعد استكمالها إجراءات التفتيش التي فرضت على السفن التجارية التي تصل إلى ميناء الحديدة ، وهو الأمر الذي يتهدد بإغلاق مئات المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية ، ويتهدد حياة الكثير من مرضى الفشل الكلوي والأمراض المستعصية ، كما يتهدد بإغلاق الكثير من المصانع والمنشآت والوحدات الإنتاجية ، ويتهدد بتوقيف الخدمات العامة للمواطنين وفي مقدمتها خدمات المياه والنظافة والاتصالات وغيرها من المجالات التي تعمل بالديزل.
هذا الصلف وهذا الإصرار السعودي على تضييق الخناق وتشديد الحصار يأتي في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس مهدي المشاط مبادرته الوطنية لتحقيق السلام والتي جاءت من باب إثبات حسن النوايا ، حيث قوبلت هذه الخطوة الوطنية المسؤولة برعونة سعودية وإماراتية قذرة ، تمثلت في احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة بهدف تركيع أبناء الشعب اليمني ، وإجبارهم على الخنوع والخضوع والاستسلام ورفع الراية البيضاء ، مستغلين تواطؤ وتجاهل الأمم المتحدة لمعاناة الشعب اليمني ، جراء الحصار المفروض عليه برا وبحرا وجوا ، وصمتها المريب أمام هذا التعسف الغير منطقي الذي وصل لمستويات لا تطاق. تكررت النداءات والمناشدات المطالبة برفع الحصار والسماح للسفن المحملة بالمشتقات النفطية بالدخول إلى ميناء الحديدة وإنهاء الاحتجاز التعسفي لها ، والذي يكبد شركة النفط خسائر كبيرة ويكلفها رسوماً مالية باهظة جراء التأخير تفرضها الشركات المالكة للسفن ، ولكن كل هذه النداءات والمناشدات لم تجد نفعا ، ولم تلق استجابة من قبل الأمم المتحدة ، وما زاد الطين بلة القرارات والتوجهات الرعناء الصادرة عما تسمى باللجنة الاقتصادية التابعة للدنبوع هادي التي يرأسها المسخ العميل حافظ معياد المقال من رئاسة بنك عدن والمعين مستشارا للدنبوع هادي للشؤون الاقتصادية والذي خاطب المبعوث الأممي في مذكرة له حاول من خلالها تبرير احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية ، والحديث بكل بجاحة عن ضرورة دفع 200مليون عن كل سفينة تدخل لميناء الحديدة تورد لحساب حكومة الفنادق في البنك الأهلي السعودي ، هذه الخطوة الرعناء الهادفة إلى التضييق على المواطنين في معيشتهم وإجبار شركة النفط على رفع أسعار المشتقات النفطية لتغطية المبلغ المفروض من قبلهم ، وهذا ما لا يمكن القبول به على الإطلاق ، كونه لا يوجد له أي مسوغ قانوني ، فلا سلطة ولا شرعية لهم على الشعب اليمني ، ولا قبول بمثل هكذا قرار ، وخصوصا بعد أن قدم السيد القائد مبادرته الحكيمة بشأن تحييد إيرادات موانئ الحديدة وتوريدها في حساب خاص يصرف لتغطية مرتبات الموظفين ، كخطوة أحادية الجانب ، وضعها على طاولة الأمم المتحدة بحيث تعمل عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيت على إلزام الطرف الآخر بخطوة مماثلة من شأنها إنهاء أزمة المرتبات.
بالمختصر المفيد ،على السعودي والإماراتي ومن دار في فلكهما وتحالف معهما أن يدركوا بأن صبرنا على حصارهم لن يطول ولن نظل مكتوفي الأيدي ، ولن ننتظر حتى نموت جوعا ، وعليهم أن يعملوا على إطلاق السفن التجارية المحتجزة المحملة بالمشتقات النفطية ، قبل نفاد صبرنا ، فالرد سيكون مزلزلا لهم وقاسيا عليهم ، وعليهم أن يتحملوا تبعات رعونتهم وحماقتهم التي لا يمكن السكوت عنها ، كونها مسألة حياة أو موت ، ( وياروح ما بعدك روح) و(من طلب الجن ركضوه).
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.