ثورة شرف يا كُـلّ غيور
|| مقالات || خولة العُفيري
في اللحظة التي يتوقف فيها نبضُ الغيرة على الأرض تموت حينها خلايا الغيرة عن العرض وتُشَلُّ كُـلّ المبادئ والقيم الدينية والإنسانية، فمثل هؤلاء الناس أشبهُ بالحيوانات المفترسة التي لا تجد أيَّة مشاعر للكرامة والشعور الإنساني، فالغريزةُ الحيوانية هي التي تحَرّكهم لينالوا من فريستهم، فما نلمسه نحن في هذه المرحلة الاستثنائية بأنَّ الوحوشَ البشرية تتمادى عن الحدِّ المعلوم وتتجاوز كُـلَّ الخطوط الحمر، فلم تكتفِ بالارتزاق والتجنيد مع العدوِّ والالتحاق في الصفوف الأولى لحماية من جاؤوا لاحتلال أرضه، فلم تكن الدناءة هنا فحسب، بل تجاوزت كُـلَّ الحدود وكسرت كُـلَّ الحواجز، وامتدت الأيادي الوحشية لتمزّق شبكةَ الأمان التي تنعم بها المرأةُ في المجتمع اليمني المحافظ، فلم يراعوا الديانةَ التي ينتمون إليها ولم يحترموا القيم الأخلاقية التي تميز المجتمع اليمني.
ليس غريباً على حثالة من البشر تخلوا عن كرامتهم ووالوا أعداءَ الله، فهم أصبحوا مُجَـرّدين من كُـلِّ القيم الإنسانية وبدلوها بالوحشية، فباتوا لا يراعون حرمةَ أرض أَو عِرض ولا يفرقون بين كلَيهما، فما حصل بالأمس القريب في الخوخة عندما اغتُصبت تلك الفتاة وهي تجمع الحطبَ؛ لتسدَّ ما تركه الحصار من انقطاع الغاز من قبل السوداني الذي يتمركز في معسكر المرتزِقة المجموعين من كُـلِّ دولة آنذاك، وزوجها أحد أولئك الجنود، لم يراعوا الريالَ السعودي الذي جمعهم ولا مبدأ الارتهان الذي بينهم، وعندما علم زوجُها بتلك الفضيحة وقبل أن يتفوّه بحرفٍ واحد؛ ليدينَ ويستنكرَ قبحَ ما حصل، لجّموه ببعض الريالات؛ ليكتم الفضيحة بل وينكِرَها، وما حصل اليوم في منطقة التحيتا هو نتاجُ ذلك السكوت من أولئك الخونة أنفسهم، تعود الفضيحةُ ويعود المجرمون، ويا له من ذُلٍّ يرتدونه لم يخلعوه ولكن سيخلعه لهم ويخلع جلودَهم نفيرُ الأحرار الغيورون الذي سيثورون ثورةَ شرف ضدَّ من لا يملكونه..
فيا من أنتم العَون والسند ودرع الأمان لنا كأخوات لكم، نناشدكم أحرفاً تخرُجُ كشرر ملتهبٍ من أحشائنا، ونحنُ هنا نشدُّ على أياديكم، يا من أنتم أهلاً للشرف والحمية، وأَسَاساً تبنى عليه العزة والحرية.
بلساني ولسان كُـلِّ امرأة نحملكم مسؤوليةَ (أعراضنا فهي أمانةٌ في أعناقكم، وستسألون عليها أمام الله، فأنتم تنتمون إلى اليمن السعيد الذي لا يقبل البؤسَ، وبلد الإيمان الذي لا يقبل الجاحدين).
إليكم أنتم كأحرار شرفاءَ، وليس كأحزاب متطرفين، فالعِرضُ عِرضُ الجميع والأرضُ أمٌّ وأنتم أبناؤها.