ما حدث في التحيتا
|| مقالات || أمة الملك الخاشب
ما حدث في التحيتا جريمةٌ بحَقِّ الإنسانية، هل تعلمون أن الأسرةَ المعتدى عليها أسرةٌ فقيرة جِـدًّا ومسحوقةٌ، فقد شاءت الأقدارُ سابقاً أن التقي بابن الشهيد الذي استُشهد مؤخراً وهو يدافع عن البنت التي حاول اغتصابها من يسمون أنفسهم “حراس الجمهورية” من مرتزِقة وكلاب طارق عفاش، عرفته شاباً بسيطاً مجاهداً لأول مرة في حياته يزور صنعاء.
تبدو على ملامحه البراءة والبساطة، وعندما أخبروني عن مدى انبهاره بالمدنية في صنعاء وتفاجئه بطريقة عيش سكان صنعاء.. صمت قليلاً في نفسي، ولعنتُ عفّاشاً من كُـلِّ قلبي الذي كان سبباً في تجهيل الناس، فبينما كان يتمتعُ بثروات اليمن هو وعائلته، ويعيشون في ترفٍ وبذخ، كان أبناءُ اليمن خَاصَّةً أهلَ تهامة في فقرٍ شديدٍ وفي جهلٍ أشدَّ، لا يعرفون من الحياة شيئاً.. إلى أن وصلهم هديُ الله عبر المسيرة القرآنية، وتعلّموا معنى الدين والجهاد وانطلقوا، وأحيتهم دماءُ الصمّاد وشعروا بقيمتهم في الحياة وقدموا أنفسَهم في سبيل الله وجاهدوا وبذلوا رغم فقرهم ومعاناتهم، فلم يرق للمرتزِق طارق عفاش، وأراد أن يذلهم ويهينهم ويغتصب بناتهم ويكسر شرفهم، معتقداً أنهم سيخافون أَو سيتراجعون عن طريق الدفاع عن الوطن الذي تركه هؤلاءِ الخونة، ويقاتلون من أجل تسليمه للمحتلّ الخارجي، بعدَ أن تنعموا بخيراته ونهبوها لعقود طويلة.
وفي الأخير أثبت أهلُ تهامة أنهم هم من يدافعون عن أرضهم، هم أصحاب الكرامة وأصحاب الشرف والعزة، فلم تكن الأموالُ ولا السلطة ولا الجاه يوماً دليلاً على إنسانية الإنسان، فصبراً يا أهلَ تهامة الشرفاء فواللهِ إن كُـلَّ الشرفاء في هذا الوطن تألموا لما حدث من جريمة بحَقِّ ابنتكم وأبنائكم، فأعراضُكم هي أعراضُنا جميعاً، وكرامتكم هي كرامةُ اليمن بأكمله، ولا نامت أعينُ الجبناء المرتزِقة، وانتظروا قريباً مآلَ أولئك المجرمين، فهم يدركون جيداً أن لا منجى من قواتنا ومن استخباراتنا، ولو كانوا في عُقر دار العدوّ، والأحداثُ تثبت ذلك، وطريقةُ الاقتصاص لقاتل الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي ليست عنهم ببعيدةٍ.. وما ذلك على الله بعزيز.