اتفاق “قسد” والدولة السورية.. كيف غيّر الساحتين الميدانية والإقليمية؟
|| صحافة عربية ودولية ||
لطالما كانت هناك مفاوضات بين الدولة السورية وقوات سوريا الديموقراطية خلال السنين الماضية، منها ما كان معلناً ومنها ما لم يعلن عنه، دون نجاح أيّ منها بالوصول لنقطة تقاطع بين الطرفين تحدد مستقبل المنطقة الشرقية، إلى أن تم الإعلان عن اتفاق قبل يومين جاء بعد بدء العدوان التركي وانسحاب القوات الأمريكية وتركها “قسد” وحيدةً، الأمر الذي أدى لسيطرة الجيش السوري على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا، ولكن كيف لاتفاقٍ صِيغَ بشكل مفاجئ وخلال ساعات أن يُحدثَ انعطافةً بالمشهد السوري والإقليمي؟.
بغض النظر إن كانت “قسد” مرغمةً على تسليم المناطق الشرقية للجيش السوري أم لا، فالنتيجة كانت دخول قواته لكامل مدينة منبج وعين العرب واليوم الأربعاء دخلت مدينة الرقة بموجب اتفاق بين الدولة السورية وقوات سوريا الديموقراطية يهدف لصد العدوان التركي.
المحلل السياسي والاستراتيجي السوري مهند الضاهر رأى في حديث لـ موقع “العهد” الإخباري أنّ “الاتفاق الذي حدث بين الحكومة السورية و”قسد” أسقط ذريعة غزو الشرق السوري من قبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وهذا الأمر أراده الطرفان لتجنيب المنطقة هول حرب كبيرة بعد الانسحاب الأمريكي الذي بات شبه مؤكد”، مضيفاً أنّ ” الأمريكي سيتمركز في العراق، وربما يعمد الى تقوية نفوذه في منطقة التنف ولكن المهم اليوم أن قسد باتت تدرك أنّه لا يمكن أن يكون هناك حل إلا عن طريق الدولة السورية ولا يمكن أبداً أن يكون هناك تقسيم، وبالتالي الاتفاق بين قسد ودمشق أسقط مشروع التقسيم الأمريكي الذي كان بدايةً لمشروع طائفي وبات اليوم مشروعًا لتقسيم ديموغرافي”.
وأشار الضاهر في حديث لـ”العهد” إلى أنّ “مجريات المشهد تبدو اعتباطيةً عابرة ولكن انعكاساتها الإقليمية كبيرة جداً إذ إنّ الانسحاب الأمريكي بات مؤكداً هذه المرة لأسباب عديدة أولها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد إسقاط مشروعين اثنين في المنطقة، أولهما المشروع الأوراسي بقيادة روسيا والذي يضم سوريا وتركيا والعراق وإيران وهو مشروع اقتصادي يمكن أن يهدد الاقتصاد الأمريكي لأنه سيشكل أقوى علاقة اقتصادية في العالم، والمشروع الآخر هو المشروع الصيني الاقتصادي المتعلق بطريق الحرير. وبالتالي هناك قوات جديدة تظهر في عالم لا قطبي والساحة السورية أظهرت الروسي اقتصادياً وبالتالي ما يريده ترامب هو الانسحاب العسكري من سوريا خصوصاً أنّ وجوده يستنزف ويُكلف أميركا الكثير من الدولارات دون أن يجني شيئاً”.
وأكد الضاهر في نهاية حديثه لـ”العهد” أنّ “المواقف الأوروبية المعادية للعملية العسكرية التركية لا يُعول عليها أبداً وكلها تصريحات كلامية لا يمكن أن تقدم أو تؤخر شيئاً بالنسبة لسوريا”.
علي حسن.. العهد