أسرانا في ضيافتهم وأسراهم في ضيافتنا … ضمادة وساطور
|| صحافة محلية || صحيفة لا
أعلنت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، أمس السبت، إقدام مرتزقة تحالف العدوان الأمريكي السعودي على إعدام 3 من أسرى الجيش واللجان الشعبية في مأرب، بعد أن تم تعذيبهم داخل السجن حتى استشهدوا.
وليست هذه المرة الأولى التي ترتكب فيها قوى العدوان ومرتزقتها جرائم جسيمة بحق أسرى الجيش واللجان الشعبية، فهناك سلسلة من الجرائم منذ بداية العدوان مستمرة حتى الآن، وأوردنا بعضها في هذا التقرير.
منذ الوهلة الأولى لشن العدوان على الوطن في 26 مارس 2015، ظهر التحالف الأمريكي السعودي المعتدي ومرتزقته منسلخين من الإنسانية وأخلاق الحرب، واستهدفوا بغارات طيرانهم منازل المواطنين وقتلوا المئات من الأطفال والنساء، منتهكين بذلك كافة القوانين والأعراف الدولية وما تسمى حقوق الإنسان، دون أن تحرك المنظمات المتنطعة بها ساكنا.
ومع مرور الأيام، تنسلخ الإنسانية من على تحالف العدوان ومرتزقته أكثر وأكثر، وينكشف انتماؤهم للإرهاب الذي طالما حاول ترهيب الشعوب وتركيعها بالسواطير وأنواع القتل والتعذيب البشعة التي لا تمت للإنسان والأديان السماوية بصلة، ولعل أبرز أعمالهم التي تجسد فيها ذلك السلوك الإجرامي، هو معاملتهم للأسرى من أبطال الجيش واللجان الشعبية.
في المقابل، ورغم كل تلك الأفعال الإجرامية، ظل أبطال الجيش واللجان الشعبية متمسكين بأخلاقيات الحرب وإنسانيتهم وانتمائهم للقرآن الذي لم يمر لهم عمل عسكري إلا وتجسد فيه لاسيما تعاملهم مع العدو ومرتزقته في جبهات القتال، خصوصاً أولئك الأعداء الذين يقعون في الأسر. وفي هذا التقرير نعقد مقارنة بين تعامل الجانبين مع الأسرى من خلال عرض قصص وحالات لم يعلمها الكثير.
انتهاك الأعراف والمواثيق والقوانين الملزمة بحماية الأسير
أوجبت سائر الأديان السماوية والأعراف القبلية والأخلاق الإنسانية وكذلك المواثيق والقوانين الدولية المصادق عليها، حماية الأسير، وأعطت فئة الأسرى حماية خاصة تمثلت في حقوق ومبادئ يجب مراعاتها والأخذ بها وضمان تطبيقها.
وقد أشارت إلى تلك المبادئ والحقوق الاتفاقية الثالثة من اتفاقيات جنيف الأربع الموقعة عام 1949، وتأتي ممارسات دول تحالف العدوان ومرتزقتها خرقاً واضحاً وجلياً لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية الإنسانية، ليس فقط بارتكابها الجرائم والانتهاكات والمجازر تجاه المواطن اليمني ومقومات الحياة الإنسانية، بل امتدت تلك الانتهاكات لتطول فئة الأسرى المحتجزين في سجون ومعتقلات مرتزقة العدوان ومعتقلات وسجون العدو السعودي والإماراتي.
ولم تراع دول العدوان تلك المبادئ والمعايير الدولية تجاه الأسرى اليمنيين المحتجزين في سجونها وقواعدها العسكرية، ولم تبدِ أي حقوق أو جوانب إنسانية تجاههم، بل عاملتهم معاملة وحشية غير إنسانية ومهينة عند أسرهم أو أثناء اقتيادهم أو في الأماكن التي تم إيداعهم فيها وحتى أيضا لدى الإفراج عن عدد منهم.
وقد رصدت مراكز حقوقية بإشراف من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، إفادات عدد من الأسرى الذين تم الإفراج عنهم، وقدموا شكاوى حول الممارسات الإجرامية التي لحقت بهم سواء في الأماكن التي تم احتجازهم وأسرهم فيها لأول مرة، وتمثلت في محافظة مأرب من قبل المرتزقة والخونة، أو في سجون ومعتقلات الجماعات المسلحة الإرهابية المدعومة من قبل دول تحالف العدوان في تعز وعدن والحديدة، أو عند اقتيادهم إلى منطقة خميس مشيط وقاعدة الملك خالد، وأحياناً يتم الزجّ بهم في سجون داخل بوارج دول تحالف العدوان وأخرى تم إنشاؤها في جيبوتي أو إثيوبيا.
وتمثلت أساليب ووسائل تعذيب ومعاملة الأسرى في عدة صور نعرضها على القارئ من تقرير حصلت عليه الصحيفة من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، منها: الضرب على الظهر والرأس والقدمين وجميع أنحاء الجسم بالأيدي والهراوات وأسلاك الكهرباء، وتكبيلهم بقيود وسلاسل حديدية تزن كيلوجرامات، وتعليقهم في الهواء، وحرمانهم من النوم والراحة، وتعذيبهم بصدمات كهربائية ذات تيار عالٍ، وتهديدهم بقتل أسرهم من خلال استهدافها بالطيران، وترويعهم عن طريق تمثيل عمليات إعدام وهمية، وخلق ضوضاء ونشر روائح كريهة، والحبس الانفرادي في زنزانات ضيقة، وشتمهم بألفاظ بذيئة ومهينة، وتهديدهم بالذبح، وضربهم أثناء التحقيق والعصب على أعينهم، وتعرض بعضهم للحرق بمادة البنزين والأسيد الحارق وزيت السيارات بعد غليه، وإعطاؤهم مسحوقاً أو مادة في الطعام أو الشراب تحدث آلاماً شديدة في المعدة وتسبب المغص والإسهال، وإعطاؤهم أدوية وحقناً غير معروفة، والتغذية غير الكافية وغير السليمة، وإيداعهم في عنابر ضيقة ليختنقوا من الازدحام، وتحديد مواعيد معينة لدخولهم دورات المياه لا يستطيعون الدخول بعدها، ومنعهم من قراءة القرآن وأداء فريضة الصلاة.
منع الأسرى من الرعاية الصحية اللازمة
مارست دول تحالف العدوان ومرتزقتها أعمالا سيئة ومقيتة مع الأسرى من الجيش واللجان الشعبية، ومن ضمن تلك الأعمال عدم منحهم الرعاية الصحية اللازمة، حيث تشير أقوال عدد من الأسرى -بحسب مراكز حقوقية قامت بتوثيقها- إلى أن العدو ومرتزقته يتعمدون إهمال الأسرى من الناحية الصحية، ولا يمنحونهم الرعاية الصحية المناسبة وفقاً لأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
ومن جوانب تلك الممارسات عدم تطبيب أو معالجة أو حتى استدعاء الطبيب المناسب من قبل القائمين على السجون التابعة لدول تحالف العدوان ومرتزقتهم، لتفقد المرضى من الأسرى أو عند تعرض أحدهم لأي مرض، وكذلك منع عدد من أسرى الجيش واللجان الشعبية خصوصاً المرضى منهم ممن كانوا يستخدمون أدوية معينة وكانت بحوزتهم أثناء احتجازهم، من تناولها.
بالإضافة إلى عدم قيام المسؤولين عن احتجاز الأسرى بمجارحة وعلاج الأسرى المصابين والجرحى أثناء أسرهم، رغم أن كثيراً منهم تعرضوا لإصابات جراء رصاصات اخترقت أجسادهم، ومع ذلك مارس العدو ومرتزقته شتى أنواع التعذيب معهم حتى يستمروا في النزيف، ولم يسمحوا لرفاقهم بتضميد جراحهم حتى بقطعة من قماش ملابسهم، ليوقفوا النزيف.
كما أن العدو ومرتزقته يجبرون الأسرى المصابين على شرب الماء ليستمر النزيف، وفي حال تم أخذ بعضهم للمستشفيات والمراكز الصحية يتلقون معاملة سيئة ومهينة لا تقل سوءاً عنها في أماكن الاحتجاز.
ويتعرض الأسرى لأمراض خطيرة كالجرب وغيره جراء سوء النظافة داخل غرف الاحتجاز، وعدم السماح لهم بالعلاج المناسب لذلك المرض وغيره.
وإضافة للممارسات السابقة، منعت دول تحالف العدوان ومرتزقتها بقيادة السعودية أسرى الجيش واللجان الشعبية والمدنيين من أخذ حوالات مالية أرسلت لهم من قبل أهاليهم الذين عرفوا أماكن احتجازهم، وسلبتها إياهم، أما بعضهم فإن أهاليهم لم يعرفوا عنهم شيئاً.
أعدم تحالف العدوان ومرتزقته 37 أسيراً
حصلت صحيفة “لا” على معلومات من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى حول الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان ومرتزقته بحق الأسرى من أبطال الجيش واللجان الشعبية، وانتهكوا من خلالها جميع الأعراف الإنسانية والمواثيق والقوانين الدولية.
حيث أقدم العدو ومرتزقته على إعدام عدد كبير من الأسرى منذ بداية عدوانه في 26 مارس 2015 وحتى اليوم، وحصلت “لا” على معلومات وبيانات 37 أسيرا تم تعذيبهم وقتلهم بطريقة وحشية لا تمت للإنسانية بصلة.
واستخدم العدو ومرتزقته الإرهابيون طرقاً عديدة ومتنوعة في تعذيب الأسرى وإعدامهم، تظهر مدى البشاعة التي يحملها مشروعهم الهادفين إلى تنفيذه في الوطن.
إعدام بطرق وحشية
تنوعت أعمال وممارسات دول تحالف العدوان ومرتزقتها في الاعتداء على حياة الأسرى الذين تم أسرهم وقتلهم سواء بشكل مباشر أو بطريقة غير مباشرة حتى الموت، ولم يكتفوا بذلك، بل تمادوا في التفنن في الاعتداء على السلامة البدنية للأسرى، ومن ثم قتلهم والتمثيل بهم، حتى وصل بهم الحال إلى تقطيع أجزاء من أجسادهم كالأنف والأذنين، والقيام بتقطيع جسم الأسير إلى قطع صغيرة، وفصل رأسه عن جسده والتمثيل به، وهناك طرق متعددة وكثيرة نسرد منها على سبيل المثال لا الحصر:
في تاريخ 7/12/2015، أقدمت جماعة مسلحة تابعة لما يسمى تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يقاتل في صفوف تحالف العدوان الأمريكي السعودي، على إعدام عدد من أسرى الجيش واللجان الشعبية في منطقة جعار بمحافظة أبين، بأسلوب وحشي وغير إنساني، على أيدي عناصرها.
في 2016، أعدمت جماعات مسلحة تابعة لدول تحالف العدوان، عدداً من الأسرى، وعلقتهم في أعمدة الكهرباء.
بتاريخ 4/8/2018، قامت مجموعة مسلحة تابعة لدول العدوان بنشر فيديو يوثق إعدامها 3 أسرى رمياً بالرصاص، ولم تكتف بذلك، بل قامت بتقطيع أجسادهم إلى قطع وأجزاء صغيرة والتمثيل بها، بعد أن ربطتهم وغطت أعينهم وكبلت أيديهم إلى الخلف، ونقلتهم على متن سيارة إسعاف إلى صحراء الساحل الغربي لإعدامهم والتمثيل بجثثهم.
في سبتمبر 2015، أقدمت جماعة مسلحة تابعة لمرتزقة دول تحالف العدوان، وبدعم منها، على إعدام مجموعة من أسرى الجيش واللجان الشعبية في مديرية المنصورة بمحافظة عدن، رمياً بالرصاص.
أقدم تكفيريو تنظيم القاعدة المدعومون من قبل دول تحالف العدوان، على ذبح الأسير محمد أحمد حزام العسرة، في منطقة الزوب بمديرية القريشية بمحافظة البيضاء، والتمثيل بجثته، وذلك بتاريخ 19 مارس 2018.
بتاريخ 14/6/2018، قامت جماعة تابعة للمرتزق ياسر عبدالله الحارثي المعبري، قائد ما يسمى اللواء 102، التابع لمرتزقة العدوان، بتعذيب الجريح علي محمد علي صالح سمنان، بمختلف أنواع وأساليب التعذيب الجسدية والنفسية، والمساس بكرامته، والتفنن في التنكيل به أثناء ما كان جريحاً، ثم قاموا بتصفيته رمياً بالرصاص ورميه من أعلى الجبل، وذلك في منطقة منفذ علب.
في نهاية شهر مايو 2015، قامت جماعات مسلحة تابعة لمرتزقة دول تحالف العدوان، وبدعم منها، برمي 3 أسرى من أعلى قمة قلعة الدملؤة بمديرية الصلو بمحافظة تعز، وقد كانت تقوم تلك الجماعة بتعذيب أولئك الأسرى، ورمي كل واحد منهم في يوم مختلف لترهيب البقية.
بتاريخ 22 يوليو 2017، قامت مجموعة مرتزقة تابعين لتنظيمي القاعدة وداعش المدعومين من قبل القيادي السلفي حمدي شكري، المدعوم من قبل دول تحالف العدوان، بإعدام 4 أسرى من الجيش واللجان الشعبية، في مديرية موزع بمحافظة تعز، بصورة تؤكد انتزاع القيم والأخلاق والضمير الإنساني من خلال القتل ذبحا ورميا والتمثيل بجثامينهم.
قامت جماعة مسلحة تابعة لمرتزقة دول تحالف العدوان بدفن الأسير عبدالقوي الجبري في التراب، ورشه بمادة الأسيد الحارق، وفوق ذلك أخذوا رقم والدته من هاتفه واتصلوا بها وأخبروها بكل وقاحة وجرم أنهم رشوا على فلذة كبدها مادة حارقة ودفنوه حياً.
ومن ضمن الجرائم البشعة التي ارتكبها تحالف العدوان ومرتزقته بحق الأسرى، جمع مجموعة منهم وإطلاق صاروخ موجه عليهم لا يستخدم إلا لصد عربات عسكرية مدرعة، وكذلك ربط أحزمة ناسفة على أجسادهم وتفجيرها عن بُعد، ووضع عدد منهم في قارب بحري مفخخ بالألغام المتفجرة وتفجيره في عرض البحر، إلى جانب إعدام الأسرى باستخدام زيت السيارات المغلي الذي تكون درجة حرارته مرتفعة جداً، ووضع الأسير فيه ليغلي ويتعذب حتى الموت، بالإضافة إلى ربط الأسير خلف إحدى السيارات وسحبه حتى الموت، وكذلك ربط الأسير على أرجل الحمار في أعالى الجبال والسير به حتى يفارق الحياة.
التمثيل بالجثث
عمد تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته على تشويه الأسرى والتمثيل بهم بشكل كبير، ليخرج المجرم منتهكا كافة القوانين والاتفاقيات الدولية الموقعة والملزمة لحماية أسرى الحرب أيا كانوا وفي أي بلد.
ووثقت عدد من المراكز والمنظمات الإنسانية تلك الانتهاكات الجسيمة التي دأب العدو ومرتزقته على ممارستها بحق أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يقعون في أسره، ومن تلك الانتهاكات ربط الأسرى خلف السيارات وسحل جثثهم في الطرقات، وتعليق أجسادهم بعد قتلهم في الجسور والتمثيل بهم، وقطع أنف الأسير وأذنيه بعد قتله، وقلع العينين من وجه الأسير بعد قتله، وتقطيع جسم الأسير إلى أجزاء صغيرة ورميها، وقطع رأس الأسير من الرقبة وفصله عن الجسد وتعليق جثته للتمثيل بها.