حسين القاضي ” قادتنا هم أول الشهداء في هذه المسيرة والسيد عبدالملك أخٌ لخمسة شهداء”
موقع أنصار الله – صنعاء – 28 صفر 1441هـ
– الناشطون الذين يستهدفون مؤسّسة الشهداء لن يحطّوا من قدرها ولن يكونوا أحرصَ من السيد القائد
– أسر الشهداء تحظى بالرعاية في المجال الصحي والتربوي والاجتماعي والمعيشي
– ما يقاربُ 426 مليون ريال إجمالي مرتبات أسر الشهداء تصرف شهرياً لـ40 ألف مستهدف
حسين القاضي -القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسّسة الشهداء- في حوار مع صحيفة “المسيرة”:
نتحَرّك ضمن أطر وخطط تصب في مصلحة أسر الشهداء ولدينا العديد من المشاريع
قال الأُستاذ حسين عبدالوهاب القاضي -القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسّسة الشهداء-: إن المؤسّسة تولي ما يقارب 40 ألف مستهدَف من أسر وأبناء الشهداء اهتماماً بالغاً في مجال الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، انطلاقاً من المسئولية الملقاة على عاتقها وبإشراف ومتابعة مباشرة من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والقيادة السياسية ممثلةً بالمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، كأقل واجب يُقدَّمُ لهؤلاء الشريحة الذين قدموا أبناءهم وفلذات أكبادهم أرواحهم ودماءَهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن والدين.
وأعلن القاضي في حوار مع صحيفة “المسيرة”، عن بدء صرف راتب مايو 2019 لأسر الشهداء نهاية شهر أكتوبر الجاري، مبيناً أنه تم صرفُ 5 رواتب منذ بداية العام، أي بواقع راتب كُـلّ شهرين، لافتاً إلى أن المبلغَ الإجمالي لتلك الرواتب بلغ 426 مليون ريال.
وفيما يلي نص الحوار:
حوار| أيمن قائد:
– في البداية حدثنا عن تاريخ نشأة المؤسّسة؟
بدايةً نشكُرُ صحيفةُ “المسيرة” على هذه الالتفاتة، المؤسّسةُ نشأت في عام 2011 بتوجيه من السيد العلَم عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظُه الله عقب الحرب السادسة التي شنها النظامُ الفاسدُ على أبناء صعدة، فكانت حصيلة هذه الحروب الظالمة الكثيرَ من الشهداء الأحرار الذين دافعوا عن أوطانهم وأعراضهم ولنُصرة دين الله ونُصرة المستضعفين، وكانوا طليعة المجاهدين والشهداء والصابرين وقاوموا الظلمَ وهو في كُـلّ جبروته وكان النظام في ذلك الحين ينفذ توجيهاتِ الأمريكان لمحاربة المسيرة الطاهرة، وكان السيد يحفظُه الله حرصاً منه على أسر الشهداء على إنشاء هذه المؤسّسة وبدأت بنشاطاتها وأعمالها من ذلك الحين بدأت من الصفر ولم تكن تمتلكُ إطلاقا لا الموارد ولا الموازنات وكانت تعتمد على الجهود الذاتية وفاعلي الخير من المؤمنين ومن المجاهدين الذين استجابوا لله وللرسول وتعاونوا مع هذه المؤسّسة من بداية نشأتها وحتى اليوم، ولا زالوا اليوم هم المصدر الوحيد والركيزة الأَسَاسية لدعم هذه المؤسّسة، فقامت بمسؤولياتها مع بداية تكوينها يما يتناسب مع حجمها وبدأت تكبُرُ مسؤوليتها وفجأةً مع العدوان الغاشم على بلدنا توسّعت هذه المسؤولية.
– مَا هِيَ أنشطتكم التربوية التي تقدمونها لأبناء الشهداء؟
الجانبُ التربوي من أَهَـمّ الأعمال التي تسعى المؤسّسة إلى أن تقوم به بالشكل المطلوب، ولكن المسؤولية التربوية كبيرة جِـدًّا، وهي تعتبر بحد ذاتها مؤسّسةً خَاصَّةً بهذا الجانب، ومسؤولية تحتاج إلى الكادر الكبير وميزانية ونفقة تشغيلية والكادر المتميز والمندوبين والعلاقات الواسعة، وبحاجة إلى تعاون من قبل الجهات ذات العلاقة كوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم المهني والفني والصحي وغير ذلك.
وهذه الإدارةُ تقومُ حالياً بجهود مميزة، استطاعت أن تشُقَّ طريقها رغم قلة الكادر وقلة الإمْكَانيات والصعوبات التي نواجهها، وهذا العمل يحتاج إلى مجال واسع وكبير ولكنهم يقومون بحسب المستطاع وبحسب المتاح الحالي، إلّا أنهم فرضوا وجودهم وقدموا خدمة لأبناء وذوي الشهداء مواكبةً في ما يخص التعليم الجامعي، وقد تم هذا العام استقبال ما يقارب أكثر من تسعمِئة طالب وطالبة من أبناء وبنات الشهداء وإخوان الشهداء وفي المنح المجانية تم قبول خمسمِئة طالب وطالبة في جامعة صنعاء، وكذلك طلبات التظلمات تم قبولهم ويقوم القسم بمتابعة تسجيل الطلاب وتوزيعهم ودخولهم على الجامعات ومنذ ثلاثة أعوام ونحن نقوم بصرف رعاية عشرة آلاف ريال شهرياً لأبناء وبنات الشهداء الملتحقين بالجامعات، فالجهودُ كبيرة والمساعي كبيرة والتطلعات أكبر مما يقدم، كذلك هناك جهود في التعليم المدرسي، حَيْـثُ قُدم أكثر من ألف وخمسمِئة مقعد مجاني في المدارس الخَاصَّة بأمَانَة العاصمة وكذلك مئات المقاعد في المحافظات، فأينما وُجدت هذه الخدمة وُجدنا ووُجد القسم التربوي ممثلاً بالأُستاذ عبدالسلام الطالبي والكادر العامل معه كما تم توزيعُ الحقيبة المدرسية لأكثرَ من 25 ألفاً من أبناء الشهداء موزعين على أكثر من 17 محافظة وموزعين على مئات المديريات وآلاف العزل والقرى ووصلت إليهم هذه الحقيبة بفضل الله في الأسبوع الأول من التعليم، وكان ذلك بدعم من الهيئة لعامة للزكاة ونشكرها على هذا الدعم ونشكر كافة المندوبين والعاملين والجنود المجهولين بهذا القسم على خدماتهم، فهم ليسوا مندوبين للمؤسّسة فقط فهم مندوبون لكل المجاهدين الذين يستشعرون عظمة فضل الشهداء، وهنالك جهودٌ على المستوى المهني، فهناك مقاعد خَاصَّة في المعاهد المهنية وهناك دعم.
أما في الجامعات الخَاصَّة هناك مقاعدُ لأبناء الشهداء ويحظون بدعم كامل واهتمام خاص، وليس الدعم التي تفرضه الحكومة فقط، وهناك مبادرات تفوق ما تقدمه الدولة للمقاعد المجانية، وهذا ما يدل على الاستشعار الكبير في مسؤولية رعاية أسر الشهداء وأبنائهم، ونشكر الجامعات وفي طليعتها جامعة اقرأ التي تمنح أبناء الشهداء ميزةً وأهميّةً خَاصَّة ولا تساوي بهما أحداً، وتستوعب مئات الطلاب، وبفضل الله لنا معها مسيرة من العمل في خدمة أبناء الشهداء لأكثر من ثلاثة أعوام، ونقوم لهم “فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”.
– هل لكم أن تحدثونا عن خدماتكم في الجانب الصحي؟
الجانبُ الصحي هو قضيةٌ مؤلمة لكل أبناء الشعب اليمني، الأمراض كثيرة والحالات الصحية متردية جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر وسوء التغذية وَذلك شكّل علينا حملاً وعبئاً كَبيراً جِـدًّا، حاولنا جاهدين خلال السنوات الماضية أن نقدم ما نستطيع من خلال رعايات صحية طارئة نصرفُها للمديريات والمحافظات بالفروع وتقديم هذه الخدمة لمن وصلت شكواه إلى القسم بالمحافظة، ولكن بفضل الله وابتداءً من شهر 1/ 2019م قامت مؤسّسة الشهداء بخطوة جبارة وشجاعة أن فتحت قسماً صحياً بمستشفى الكويت يعلق عليه لوحة تشير إلى أن هذا القسم خاص بأسر وذوي الشهداء من الدرجة الأولى.
وقام هذا القسم بالرغم من شحة الإمْكَانات وبالرغم من عدم وجود موازنة لتغطية ما سيقوم بمواجهته، ولكن من خلال هذا القسم، نواجه كافة الحالات وبنسب متفاوتة حسب الحالات، وهناك معاييرُ لما استطعنا تقديمه، وحسب التقرير السنوي فقد قدمت خدمة لعدد 22288 حالة مرضية تم استقبالهم من شهر واحد إلى شهر تسعة، بما فيها المنح العلاجية بالتعاون مع وزارة الصحة وبما فيها طلب علاجات ورعاية خَاصَّة وفحوصات وكشافات وغيرها، وكذلك رعايات نقدية يتم صرفها بقدر المستطاع فقط، إلّا في حالات استثنائية يتكلف الأمر التعاون فيها بنسبة مِئة في المِئة ومهما كلف الأمر.
وبسبب الحصار الذي فُرض علينا وارتفاع الدولار وأسعار العلاجات وضعف الخدمات في المستشفيات الحكومية؛ بسَببِ العدوان والحصار، وكذلك ندرة الخدمات الطبية في الأرياف وكثرة الأمراض الكبيرة وتفشيها كالسرطان والجلطات والقلب وكلفة المواد لهذه العمليات والعلاجات، وقد تبلغ هذه الطلبات إلى ملايين؛ بسَببِ ارتفاع الدولار.
هناك جهاتٌ لديها دخلٌ كبيرٌ جِـدًّا وموارد خُصُوصاً في القطاع الصحي، شركات الأدوية، المستشفيات الخَاصَّة، شركات ذات دخل عملاق وجبار، وَإيراداتها ومواردها أكبر من إيرادات الدولة، ومن المفترض أن لديها جانباً من الرعاية لأبناء وأسر الشهداء…. ورسالتنا إليهم: أسر الشهداء هم الأسر الذين يستحقون قبلكم وقبلنا الرعايةَ والاهتمام؛ بفضل أبنائهم وبفضل دمائهم التي أرخصوها في سبيل الله؛ دفاعاً عن هذا الوطن نلتم الأمَن ومارستم نشاطكم التجاري وتبيعون بكل حرية لهذا البلد وجنيتم أرباحاً طائلة، فلا تبخلوا عليهم، فلن يستمر احتياجُهم لخدماتكم طويلاً، بل سيصلون بفضل الله إلى الاستكفاء الذاتي، بل سنستجدي من هذه الأسر العطاءَ المادي الذي ربما أن لديكم الآن فرصة ﻷن تقدموه ولم نطلبه منكم طلبَ الذليل إنما الفرصة متاحة أن تقدموا ما استطعتم حالياً، ولكن إذا تعافى اليمن قريباً فنحن بفضل الله ومن خلال رؤيتنا، نرى أن أسر الشهداء لن تحتاج إليكم فسوف نعالجهم في أفضل المستشفيات دون أن نحتاجَ من أحد ريالاً واحداً.
– كم هي الميزانيةُ التي يحتاجُها الجانبُ الصحي لأسر الشهداء؟
من شهر يناير إلى شهر سبتمبر الماضي قدمنا الخدمةَ لما يقارب من أربعمِئة وخمسةٍ وعشرين مليون وخمسمِئة وثمانية وثمانين ألفاً (٤٢٥٥٨٨000)، ولكن إذَا أردنا أن نقدمَ خدمة لأسر الشهداء فنحن بحاجة إلى أضعاف هذا المبلغ؛ لأَنَّ هذا المبلغ لا يوازي ثلاثين في المِئة من التكاليف.
وما يؤلمنا ويوجعُ قلوبنا أن هناك ظروفاً صعبةً تمر بها أسرُ الشهداء في الجانب الصحي؛ بسَببِ تكاليف العلاجات والأوضاع الصعبة، وليعلم كُـلّ إنسان أنه من الواجب أن يقدم خدمةً لهؤلاء الأسر، ذلك الطبيب الذي يجني مرتباً ودخلاً كَبيراً جِـدًّا أليس بفضل ذاك الذي ضحّى بدمه من أجلك؟ فلا تبخل عليهم، أما القسم ففتحناه وتوكلنا على الله وثقتنا بالله وبفاعلي الخير والشرفاء من أبناء الشعب وإننا مستمرّون في هذا القسم وسنستمر، ولن نتراجع مهما كلفتنا الظروف بتقديم ما نستطيع، فنحن لا نعد بالتغطية مِئة في المِئة ولكننا لن نغيبَ ولن نختفيَ، وهذا واجبنا ومسؤوليتنا والله معنا ولن يتركنا.
– مَا هِيَ الآلية التي تقومون بتنفيذها في المؤسّسة تجاه أسر الشهداء خلال المناسبات العيدية؟
تنقسمُ المشاريعُ التي تقوم بها مؤسّسة الشهداء حالياً إلى مشاريعَ موسمية ثابتة ومشاريع منفصلة تُقدّم حسبَ الوفرة وحسب الإمْكَانات، وبفضل الله هذه المشاريع نسبة التراجع فيها قليلةٌ جِـدًّا، بل هناك نماءٌ كبيرٌ في معظم المشاريع.
ومن أَهَـمّ المشاريع الموسمية هي كسوة وعيدية أبناء الشهداء، بفضل الله في عام ٢٠١٩م قدم مشروع الكسوة والعيدية بمستوى لم يصل إليه في أية سنة قبل هذا العام، وتصل تكلفة هذه المشاريع إلى مليار ونصف مليار عيدية الأضحى وعيدية الفطر وكذلك الكسوة.
بالنسبة للكسوة فقد بدأت الفكرة على أنها معارض تبدأ بأمَانَة العاصمة لنا أربعة أعوام في أمَانَة العاصمة ومحافظة صنعاء والآن نقوم بفتح معارض مجانية لأسر الشهداء، وَالمعرض فكرة ناجحة جِـدًّا بحيث أن الإمْكَانياتِ التي تكلفنا في نفقات هذا المعرض لا تقدر ولا حتى بعشرين في المِئة مما لو ذهب الابن يشتري من السوق؛ كوننا نشتري بسعر الجملة أولاً.
وثانياً نفتحُ مجالاً للداعم والراغب للدعم أن يرى نفقتَه وهي تصل أمامَه بكل شفافية، ثالثاً اتحنا لابن وبنت الشهيد أن تحضُرَ مع الأم أَو مع من يعوله ليختارَ الصنفَ والمقاسَ الذي يريدُه ويعجبُه بدلاً عن إرغامه بكسوة لا يطيقُها أَو لا يستحسنُها، بعد ذلك تأتي الأُسرة ومعها كرت قد صُرف لها مسبقاً مكتوب اسم الشهيد وموعد حضور الأُسرة للكسوة وتأتي إلى المعرض وهي معزرة ومكرمة وتغمرها فرحة كبيرة.
فهم لا يشعرون بأي تحرج إطلاقاً، ويشعرون أن مؤسّسة الشهداء هي ملكُهم ووُجدت بتوجيهات السيد القائد وببركة تضحيات الشهداء.
ومن البشارة أنه لن يكون المعرض الوحيد في أمَانَة العاصمة هذا العام فقد تم فتحُ معرض مفتوح في محافظة صعدة وتم فتح معرض في محافظة صنعاء، وفي ذمار وتتوسع فكرة المعارض، ونحن بعون الله وفضله عازمون على فتح معارض في كُـلّ محافظة بإذن الله.
في هذا العام قمنا بإنتاج فساتين لبنات الشهداء من إنتاج أسر الشهداء أنفسهم وفتحنا معملاً ودربنا الأسر وقمنا بشراء مواد للأسر وقامت الأسرُ بالإنتاج بنفسها لكسوة بنات الشهداء، حَيْـثُ قاموا بإنتاج ألفين وثلاثمِئة فستان، وزّعنا منها لمحافظة صنعاء خمسمِئة فستان ولصعدة مئتي فستان والباقية تم تغطية كافة بنات شهداء أمَانَة العاصمة وكذلك النازحين في الأمَانَة من أسر الشهداء، وتم افتتاح هذا المركز في عام ٢٠١٨ م وتم تدريب أسر الشهداء خلال الفترة السابقة، وقد بلغت نسبة العمولة أكثر من ثلاثة ملايين وخمسمِئة ألفاً تم تسليمها لسر الشهداء المنتِجات في المعمل.
وهذا الشهر سنبدأ بالإنتاج إنْ شَاءَ الله وفي تطويرات مستمرّة وسننتج إنتاجاً مركزياً لنغطّيَ أكبرَ قدر من الكسوة في مختلف المحافظات، وهذا وفّر علينا في المواد والنفقات، وهذا بابُ تمكين وعطاء لأسر الشهداء وهذا المعمل لا يتوقف عن الإنتاج ولا حتى يوماً واحداً، وقد كلفنا المعمل أكثرَ من خمسة وثلاثين مليوناً فقط للمواد ومن غير دورات التدريب والتجهيزات.
والعمل في مرحلته الأولية ونتطلع إلى توفير البالطوهات والزي المدرسي لبنات الشهداء وكذلك الثياب والبدلات لبناء الشهداء، ونحن في الدرجة الأولى والعمل قابلٌ للتوسع والتطوير وتشغيل أسر الشهداء طوال العام.. ومستعدون لتشغيل المئات من أسر الشهداء في العمل، فلدينا أكثرُ من أربعين ألفَ مستهدَفٍ من أسر الشهداء.
– خلال كم يتم صرفُ الراتب لأسر الشهداء؟
نحن في هذا العام صرفنا خمسة رواتب، ونستطيع أن نقول بأنه يتم صرف كُـلّ شهرين راتب، وكان في العام الماضي أقل، ولولا أزمة البنك لصرفنا الراتب شهرياً، حَيْـثُ جاءت التوجيهاتُ من الرئيس أن يتم صرفُ شهرياً والرئيس عند توجيهاته ولكنها أزمة السيولة حالت دون ذلك.
– مَا هِيَ خطواتكم القادمة بشأن صرف راتب أسر الشهداء لشهر مايو؟
نحن بفضل الله عز وجل أقمنا، يوم 23 /10/ 2019 اجتماعاً مع مسؤولي فروع المؤسّسة في كافة المحافظات بشأن صرف راتب مايو لعام 2019م والذي يبلغ أكثرَ من مليار وستمِئة مليون لحوالي 45 ألفَ أسرة شهيد مستهدفة، عملية صرف الراتب بفضل الله نأمل أن تستقرَّ وأن تستمر وأن تكون مواكبةً، ولكن حالياً وفي ظل الظروف التي تعيشها البلد تعتبر لا بأس بها ولكن ليست كفيلة وليست بالشكل اللائق لأسر الشهداء ومن المفترض أن تكون شهرية فهم استثناء خاص.
– متى بدأتم مشاريع العرس الجماعي لأبناء الشهداء؟
في بداية 2019م بلغت 3 أعراس في العرس الأول كان لحوالي لأكثرَ من 400 ابن شهيد، والعرس الثاني كان في صعدة لحوالي 40 ابن شهيد، والثالث كان في أمَانَة العاصمة 140 من أكثر من عشر محافظات، وهو مشروعٌ يسمى مشروعَ تحصين الشهداء يقدم لكل ابن شهيد خمسمِئة ألف ريال دون تكاليف المراسيم والتنقلات والضيافات، والتكلفة تصلُ إلى أكثر من ثلاثمِئة وخمسين مليون ريال للأعراس، وإنْ شَاءَ الله في أسبوع الشهيد القادم إذَا توفر الدعم سنقيم عرساً جماعياً لأبناء الشهداء.
– مَا هِيَ الآلية التي تتعاملون بها في تنفيذ العرس الجماعي؟
الذكرى السنوية للشهيد أصبحت أعظم من مقام العيد، بدأت هذه المناسبة منذ تأسيس المؤسّسة في صعدة، وتقوم المؤسّسة بالتركيز على جانبين وتمويلهما، كما يقوم المجتمع بالتنفيذ فالمؤسّسة تقوم بتجهيز السلة والهدية والتي تبلغ قيمتها ملياراً ونصف مليار، ناهيك عن الروضات والصور والتزيين والتشجير وتجهيز القبور وغيرها، حَيْـثُ يتولى المجتمعُ تقديمَ الهدية وتكريمَ أسر الشهداء والاحتفالات والفعاليات والمعارض، ونحن نساهم حسب تفاعل المجتمع واستعداده لإقامة المعرض.
– كيف تنظرون إلى الحملة الإعلامية التي تستهدفُ المؤسّسة بشأن صناديق التبرعات؟
إذا كانت هذه الحملةُ صادرةً من خشية أَو خوف وقلق على أسر الشهداء على أن تم الحطُّ من مكانة أسر الشهداء وجاءت من باب هذا الشعور، فنحن نقول لهم نحن في مسيرة قرآنية لا نتحَرّك بمُجَرّد تحَرّك شخصي أَو نزوات أَو خارج إطار هذه المسيرة، فالسيد عبدالملك يحفظُه الله أخٌ لخمسة شهداء، وقادتنا هم أول الشهداء في هذه المسيرة.
فلا يوجد أحرصُ من السيد على كرامة أسر الشهداء، فمن كان يتحَرّكُ من باب الحرص على كرامة أسر الشهداء فلن يكونَ أحرصَ من السيد عبدالملك يحفظُه الله، والصناديق موجودة ولها في صعدة أكثر من أربعة أعوام والسيد مطّلع على هذا الموضوع، إننا ملتزمون على مشروع الصناديق، ولدينا قيادة ولدينا علَم ولسنا عشوائيين وليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً، هذا إن كان من باب الحرص، وليعلموا أنهم أتاحوا فرصةً لغيرهم بالكلام ولكننا لا نرد عليهم ولكن نقول لهم بأن يتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً.
أما إن كانت من باب شن هجمة على المؤسّسة ومن باب فتح ثغرة أن يتكلم على المؤسّسة وهو ليس من باب حرص بل استغلال فرصة فنحن نقول له إنه أعطانا فرصةً لكي يسمعَنا الغيرُ وأن يعرفَنا الغير وأعطانا فرصةً إعلاميةً كبيرة جداً.
ولن يستطيع أن ينال من هذه المؤسّسة ولا أن يحط من ثقتها؛ لأَنَّ القائم على المؤسّسة والمشرف عليها هو كُـلّ المجاهدين وليست مؤسّستنا فليست مرتبطة بأي شخص؛ لأَنَّ اسمَها مؤسّسة الشهداء والشهداء هم للأُمَّـة وليس لليمن فحسب، فما زال شهداء الإمام الحسين وشهداء كربلاء هم شهداء الأُمَّـة إلى اليوم، وهذا اعتبره رداً كافياً لمن أراد الرد.
– هل من رسالةٍ أخيرةٍ تودون أن توجّـهوها باسم المؤسّسة؟
أشكُرُ صحيفةَ المسيرة على هذه الزيارة إلى مؤسّسة الشهداء، وأتمنى منها ومن القناة أن تكونَ لها التفاتة كبيرة جِـدًّا للمؤسّسة ومشاريع المؤسّسة وخدمات المؤسّسة، فالشهداء يحتلون عقبَ نهاية كُـلّ نشرة جزء ولا تستطيع المسيرة ولا أحد أن يوقفَ هذا الإعلام يومياً وهم يرون كم حمل مؤسّسة الشهداء، فمؤسّسة الشهداء بحاجة إلى إعلام قوي والى تغطية واسعة وإعلام فاعل يخدمُ المؤسّسة وإلى إعلام مضاد، فنحن لا نعتبرُ أن المؤسّسةَ ملكٌ لنا، بحيث نقوم بصفقات وعقود إعلامية، نحن نرى أننا في مترس واحد، فنحن إذَا استشهدنا فما لنا إلا هذه المؤسّسة فنرى أنهم ليسوا بحاجة إلى دعوة ومناشدة وعقود، فالمؤسّسة لا تعطى مجالاً واسعاً في التغطية كبقية المؤسّسات فيعتبرها العدوُّ طرفاً في النزاع؛ لأَنَّنا لسنا محايدين.
نحن مستعدون للنقاش ونعدّل ونأخذ ونعطي، لنصحّح الوضعَ للمؤسّسة، فهذه مسؤوليتنا جميعاً فلسنا مؤسّسةً خَاصَّةً نعمل عقوداً مع أية جهة.
وفي الأخير أهنِّئ سيدي ومولاي العلَم القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة قدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، وأدعو أُسَرَ الشهداء إلى التفاعل الجادِّ والخروج المشرِّفِ لإحياء فعاليات المولد النبوي؛ كونهم القدوةَ، وتصرفاتُهم ملحوظةٌ ومشهودةٌ، فليس هناك ما يُعيقُهم ولا يوقفُهم، فهم أنشطُ الفئات في التحَرّك.
وكما أدعو كافةَ الجهات سواء الرسمية أَو المجتمعية أَو رجال الأعمال أَو العلمائية إلى أن ننشط جميعاً لما فيه خدمة الشهداء وبحسب توجيهات السيد القائد يحفظُه الله، فالمسؤولية ليست مسؤوليةَ أسر الشهداء والمسؤولية تقع على الجميع دون أي استثناء.