العرب هم الأمة التي أراد الله أن تنطلق لتحمل الرسالة العظيمة إلى العالم كله
|| من هدي القرآن ||
العرب أنفسهم هل يرون لأنفسهم ذلك المقام عند الله، أنه آتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين، وجعل فيهم أنبياء، وجعلهم ملوكا، وفضلهم على العالمين بأشياء كثيرة جداً؟ لا .. العرب في واقعهم لم يحظوا بما حظي به بنو إسرائيل، لكنهم شرفوا، شرفوا بأن كان نبي الله عربي منهم سيد الأنبياء، وخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وشرفوا بأن كان القرآن الكريم بلغتهم، وشرفوا بأن كانوا هم الأمة التي أراد الله أن تنطلق هي لتحمل هذه الرسالة العظيمة إلى العالم كله، فكان هذا الشرف هو الذي سيأخذ كل الشرف الذي أعطيه بنو إسرائيل، وسيكون العرب بكتابهم الكريم الذي جاء بلغتهم مهيمناً على كل الكتب سيكونون هم مهيمنين على كل الأمم.
ألم يكن هذا مقاماً عظيماً جداً أعطوه في لحظة واحدة؟ يوم بعث الله محمداً (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في لحظة واحدة، في يوم واحد أعطي العرب هذا الشرف العظيم، ولكنهم رفضوه وتنكروا له، وتخلفوا عنه، وتخلوا عنه، فاستحقوا أن نرى واقعا فيهم هو أسوأ من الواقع الذي فيه من قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله من بني إسرائيل، ماذا يعني هذا؟ أن جريمتنا أعظم من جريمة بني إسرائيل، أن تخلينا عن هذه المسئولية هي نفسها الذي أتاح الفرصة لبني إسرائيل أن يسعوا في الأرض فسادا، وأن يشمل فسادهم الدنيا بكلها.
قضية مهمة أن نتعرف على واقعنا، كما أكرر كثيراً لنجدّ جميعاً علماء ومتعلمين ومسلمين ومؤمنين نخاف الله جميعاً في دنيانا وآخرتنا، أن واقعنا سيئاً إلى أسوأ ما يمكن أن نتصور، لننطلق في تصحيح وضعيتنا.
نعود إلى بني إسرائيل، ونعود إلى واقعنا، ولا نخرج من القرآن فقط باللعنة لبني إسرائيل، تتذكر كلمة {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (البقرة: من الآية61)، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا} (البقرة: من الآية275) ذلك بما كذا ألم يأت كثيرا؟ {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (البقرة: من الآية61)، مرتين يذكر {ذَلِكَ} يعني للتعليل لهذا استحقوا أن تضرب عليهم الذلة والمسكنة وعندما يقول: {ذلك} هو خطاب لمن؟ يخاطبنا بالكلام كله نحن العرب، نحن أبناء هذه الأمة يخاطبنا بأنه هكذا حصل عليهم بكذا وكذا ولكذا وكذا، حصل عليهم هذا، سيحصل عليكم مثله وأعظم منه إذا ما كنتم على هذا النحو الذي كان عليه بنو إسرائيل أو أعظم مما كان عليه بنو إسرائيل.
ثم يقول أيضاً: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} (البقرة:65) أليست هذه عقوبة في الدنيا؟.
وهكذا يجب أن نفهم، يجب أن نطّلع على وعيد الله في الدنيا، على المعاصي والتفريط لنخاف منها، لنحسب لها ألف حساب، ليدفعنا ذلك إلى فهم واقعنا، وتقييم واقعنا. حتى نفهم أننا في حالة عقوبة على تفريطنا أو أننا في حالة جزاء حسن على طاعة عملناها لترضى بهذا وتشكر الله عليه، أو تخاف من ذلك فتنتقل عن الوضعية التي أنت عليها لنسلم الخزي في الدنيا ونسلم العذاب في الآخرة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينجينا من الخزي في الدنيا، ومن عقوباته في الدنيا، ومن الخزي والعذاب في الآخرة إنه على كل شيء قدير.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله ــ وعده ووعيده – الدرس الرابع عشر.
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 6/ 2/2002م
اليمن – صعدة.