عندما وصل رسول الله إلى المدينة مهاجراً، اتجه ليبني قاعدةً ينطلق منها للجهاد، ضد كل المعارضين.
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
حتى في هجرة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من مكة إلى المدينة يتحدثون في كتب السيرة عن [صلحه مع اليهود] يتحدثون عن صلح وقع منه مع اليهود!. وعندما ترجع أنت لتقرأ الوثيقة التي صاغها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بعد أن وصل المدينة المنورة بسرعةٍ صاغها، وذكر فيها كل بطون سكان المدينة، كل بيوتات القبائل الساكنة في المدينة وحولها، وثيقة ليست بصدد الصلح مع اليهود، ولا حول الصلح مع اليهود.
اليهود كانوا حول المدينة حلفاء لبيوت أو أشخاص من الأوس والخزرج داخل المدينة، حلفاء لهم مرتبطين بمعاهدات معهم كأتباع لهم. الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما اتجه من مكة إلى المدينة مهاجراً، اتجه ليبني قاعدةً ينطلق منها للجهاد، وإعلان دولته، وإعلان دعوته؛ لينطلق منها للجهاد ضد كل المعارضين لدعوته التي بعث بها، فعمل على أن يجعل المدينة قاعدةً مستقرة.
اقرءوا هذه الوثيقة لن تجدوا فيها مصالحة مع اليهود، إنما باعتبارهم حلفاء لمن داخل المدينة من أوس أو خزرج أو أشخاص من كبارهم يسري على اليهود ما يسري على حلفائهم. وهذا شيء طبيعي في المواثيق وفي المعاهدات العربية أنه يسري على الأولياء – الذين يسمونهم وَلِي آل فلان أو حليف آل فلان – يسري عليهم ما يسري على من هو في حلفه, أو في ولائه, أو في معاهدةٍ معه.
فيأتي كتاب السيرة ويعنونونه بـ[الصلح مع اليهود] ثم عندما اتجه [السادات] إلى القدس ليستسلم أمام إسرائيل ينطلق علماء مصر ليقولوا بأن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قد صالح اليهود أول ما وصل المدينة صالح اليهود، فنحن إنما نصالحهم كما صالحهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مع الفارق الكبير من كل الوجوه فيما بين ما وقع عندما وصل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى المدينة وبين ما وقع من السادات عندما اتجه إلى القدس.
لم يثقوا بالقرآن الكريم فيما يهدي إليه بصورة عامة؛ ولذا عندما تأتي أنت لتقرأ بعض كتب التفسير من مفسري أهل السنة كالطبري وغيره في قول الله تعالى عن موسى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} (المائدة: من الآية21) هؤلاء المفسرون يعطون اليهود وثيقة بأيديهم، الأرض المقدسة التي كتب الله لهم قالوا: هي أرض الشام! هي أرض الشام!. هذه العقلية سواءً لمفسر أو محدث بعيدة عما هدى إليه القرآن.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(يوم القدس العالمي)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.