الصراع المعلن والخفي بين أمراء الصحراء في عين الإعلام الغربي
|| صحافة عربية ودولية ||
في السنوات القليلة الماضية ، وصل جيلٌ جديدٌ من الأمراء العرب إلى السلطة في أغنى الملكيات المنتجة للنفط في العالم ، المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. ففي حين أن أسلافهم حافظوا على علاقاتٍ ودية بين ممالك النفط الثلاث ، إلا أن الأمراء الجدد قد أصبحوا متنافسين و أنشئوا عداءاتٍ عديد فيما بينهم ، فهم يتنافسون مع بعضهم البعض على كل شيء إبتداءاً من الرياضة والثقافة و انتهاءًبالتسلح. حيث يهدد تنافسهم المتزايد استقرار منطقةٍ مزعزعة بالفعل بسبب سنوات الصراع الطويلة .
فبين عامي 2013 و 2015 ، بدأ ثلاثة أمراء يحكمون دول الخليج ، تميم آل ثاني في قطر ، ومحمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية ، ومحمد بن زايد في أبو ظبي. بفرض سيطرتهم على الدول الثلاثة التي تعتبر من أكثر دول العالم انتاجاً للنفط و أكثرها ثراءً على الإطلاق ، و قاموا بفرض أساليب حكم جديدة وأكثر ديكتاتوريةً و عنفاً و قمعاً للمعارضة .
حيث كان تميم آل ثاني ، أمير دولة قطر البالغ من العمر 39 عاماً ، أول الأمراء الثلاثة الذين صعدوا إلى العرش . و هو متعصب رياضي وأثار حسد جيرانه التنافسيين عندما فازت قطر بشرف استضافة كأس العالم 2020FIFA. و قد اتهمه خصومه بتمويل الجماعات الإسلامية و الحفاظ على علاقات وثيقة للغاية مع إيران.
و هناك محمد بن سلمان ، أو المعروف غربياً بلقب “MBS” ، هو ولي عهد المملكة العربية السعودية البالغ من العمر 34 عاماً . بفضل ميله لألعاب الفيديو ، فهو مسؤول عن تورط بلاده القاتل والمميت في الحرب على جارته اليمن. بالإضافة إلى طموحهبأن يصبح الرجل الاقوى في الشرق الأوسط ، و قد وجد في ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد حليفاً و صديقاً جيداً ، فمحمد بن زايد البالغ من العمر 58 عاماً، هو حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة و التي تعتبر الآن من القوى العسكرية الرئيسية في شبه الجزيرة العربية رغم صغرها .
و على الرغم من أن آباءهم وأجدادهم كانوا سيجتمعون في الخيام البدوية على انفراد لتسوية خلافاتهم ، إلا أن الأمراء جعلوا من هذه العادة ، عادة مواجهة بعضهم البعض وجهاً لوجه شيئاً منسياً و قديم، و اتبعوا نهج العالم الجديد ، فكثيراً ما تعرضوا لبعضهم البعض بالهجمات السيبرانية والحصار الاقتصادي والتهديدات الصريحة باحتلال بعضهم البعض عسكرياً .
من شبه الجزيرة العربية إلى الولايات المتحدة ، نلقي نظرةً على تنافس الأمراء والأزمة غير المسبوقة التي نشأت عنها في أكثر مناطق العالم تسلحاً في العالم . حيث أدت محاولاتهم للتغلب على بعضهم البعض إلى زعزعة الاستقرار في بلدان أخرى في الشرق الأوسط ، التي تشعر في بعض الأحيان إلى أنها مجبرة على الانحياز إلى إحداها في كثير من الأحيان .