(التقيَّة)حالة إستثنائيَّة طارئة،ولوكانت قاعدة عامة لكانت علي حساب الجهاد، والدين، والعمل.

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: من الآية28) أعطاهم صورة عامة عن ماذا؟ عن واقع الحياة فلا يدفعك ملك هناك تراه وكأنه لا يمكن أن يتحطم، ولا عزة هناك أو طرف يبدو وكأنه في حالة منعة، يمكن يأتي يوم من الأيام يذل، ولا رزق هناك فيدفعك إلى أن تتولى بسبب هذه الأشياء، الله هو ينزع الملك ممن يشاء، هو يذل من يشاء، هو يرزق من يشاء بغير حساب. إذاً ماذا بقي هناك من شيء يدفعك إلى أن تتولى طرفاً آخر من هؤلاء؟ التولي قد يكون سببه هذه: لكون ذلك في موقع ملك وعزة ومال أليست هكذا؟ ويشكل منعة، يجب أن تكون متولياً لله الذي بيده هذه الأشياء، فذلك الملك الذي قد يدفعك إلى توليه ستراه في يوم من الأيام يتهاوى، ويؤتي آخرين عزة لطرف، وذلة ترى نفسك فيها أو أنت في حالة ترى نفسك مستضعفاً ستتهاوى تلك العزة.
{وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ} يذل من كانوا أعزاء أمامك ويعز من تراهم أذلاء أمامك {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُوْنَ الْكَافِرِيْنَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُوْنِ الْمُؤْمِنِيْنَ} (آل عمران: من الآية27ـ28) لا يجوز هذا ولا يصح وغلطة كبيرة؛ لأنه قد نسف لك كل الأشياء التي قد تجعلك أن تتولى بسبب أنك تراه أمامك ملك وعزة ومال {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} (آل عمران: من الآية28) القضية خطيرة جداً، يعني كأنه ليس بينه وبين الله أي شيء وما كأنه مؤمن بالله نهائياً {فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} لم يعد هناك أوضح من الآية هذه في نفيه تماماً وفصله عن كل شيء فلا إيمان، ولا شيء، ما بقي بينه وبين الله شيء على الإطلاق مثلما قال بالنسبة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (الأنعام: من الآية159).

{إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة} (آل عمران: من الآية28) العدو الذي هناك يعني منسوف تماماً لكن أن يحصل تَقِيَّة ـ كما يقال ـ أن تتقوا منهم تقاة، هذه الحالة نفسها ليست حالة مطلوبة يكون للإنسان فيها تقديم وتقدير عناوين معينة، وتفاصيل معينة، هذه حالة تقدر في وقتها، وعندما تكون القضية ليست على حساب دين ولا على حساب أمة، لا تكون على حساب الدين، ولا على حساب الأمة أبداً، وليست قضية شخصية بل تقدم بقدرها، بتقديرها، لأن التقيَّة هي حالة استثنائية خاصة ليست قاعدة عامة أبداً لأنها لو هي قاعدة عامة لكانت على حساب الجهاد، وحساب العمل بكله، هي حالة استثنائية طارئة لها ملابساتها، لها وضعها الخاص، لها اعتبارات كثيرة بحيث لا تكون بالشكل الذي يحصل من ورائها ظلم للأمة، أو ظلم لدين الله ولهذا كانت قضية تحتاج إلى تقييم كبير جاء بعدها تحذير {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (آل عمران: من الآية28)
لا تكن أنت مفكر في نفسك أن تعمل بالتقيَّة: [يجوز لنا أننا نسكت لأجل نسلم شرهم!] تحاول تغطي على عيونك عند المواقع التي يتبين لك من خلالها بأن السكوت لم يعد ينفع! أليس هذا هو الواقع بالنسبة لتعامل الأمريكيين والصليبيين الآن مع المسلمين؟ لم يعد ينفع صداقة، ولا عمالة، ولا سكوت عندما يأتي البعض يعتقد بأنه ما يزال بإمكانه أن يعمل شيئاً معيناً ويقول لك: {إِلاَّ أَن تَتَّقُوْا مِنْهُمْ تُقَاةً}،أول شيء أن معناه: أن يكون شيئاً على هذا النحو السابق، وفي نفس الوقت اتجاه عملي وليس على حساب أمة ودين الأمة على حساب أن يصل الناس إلى الموقف الطبيعي من هؤلاء الأعداء، وفي نفس الوقت أن يكون له أثر إيجابي.

الآن هل أحد يستطيع أن يقدم لنا شيئاً معيناً يقول: هذا يقينا من الأمريكيين والإسرائيليين؟ لا السكوت يقي ولا العمالة أصبحت تقي ولا الصداقة أصبحت تقي الناس منهم أبداً، أليست قضية واضحة إنما فقط قد يكون البعض ربما ممن هم يحكمون الناس، ويأتي من علماء السوء، أو العلماء قد لا يسمون علماء حقيقة يقول: إنه يجوز {إِلاَّ أَن تَتَّقُوْا مِنْهُمْ تُقَاةً} ثم لا تدري إلا وقد صار هو يقدم شعبه، ويقدم القرآن [اعملوا كيفما تريدون وغيروا المناهج كيفما تريدون والقرآن اخفوا ما تريدون وابعدوا ما تريدون] معهم تَقِيَّة [يجوز له يجوز له] هنا يكون ماذا؟ يقدم الدين، ويقدم شعبه من أجل تحتفظ له مصالحه هو مصالحه الشخصية هو، منصبه هو ثم ترى في الأخير لا تشكل هذه وقاية، أصبحت هذه لا تعد تشكل وقاية له على الإطلاق.
في نفس الوقت هي لا تجوز على الإطلاق بهذا المعنى، بهذه الطريقة لا يصح على الإطلاق [لا يعد أحد يتحدث عن الجهاد، واتركوهم يغيرون المناهج، مستعدين نغير المناهج على ما يريدون!] على زعم أننا نتقي منهم تقاة! نتقي منهم تقاة، [تقيَّة، تقيَّة]، ترى حتى [الإثنا عشرية] الذين هم معروفون بالتقيَّة لم تعد تنفع التقيَّة حقتهم نهائياً مع الأمريكيين يطلعون في التلفزيون وقالوا: [لا يجوز في ديننا أننا نصنع أسلحة نووية ونضرب بها الآخرين لا يجوز في الشريعة] ما صدقوهم وهم يصدرون فتاوى بهذا الشكل!
مسألة التقيَّة: ليست قضية مزاجية، ولا قضية شخصية في تقييمها، وقضية دقيقة وخطيرة جداً ولهذا بعدها الله يقول {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (آل عمران: من الآية28) عندما تكون قد صرت تخدم العدو، تشتغل له على حساب الدين، وحساب الأمة على أساس أنها تقيَّة قد أنت ماذا؟ تشتغل لهم، تعمل لهم! ليست التقية بهذا الشكل نهائياَ.

{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيْرُ} (آل عمران: من الآية28) {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} (الطارق:9) قد تقول في الدنيا هنا [حفاظاً على مصلحة الشعب حفاظاً على ماذا؟ لنقي الشعب ضربة كانت محتملة] وأشياء من هذه! أليسوا يقولون هكذا؟ لا، {وَإِلَى اللهِ الْمَصِيْرُ} أول شيء لا يكون فعلاً، الحاكمون أعتقد كلهم الآن لا يوجد شخص منهم هو يستطيع أن يفسر معنى التقيَّة، والتقيَّة التي يجوز له أن يعملها، إذا معه حاشية من علماء سوء يكون معناه في الأخير يقي نفسه، ومنصبه، ومصلحته على أساس أنها تنفع مع أنها لا تنفع فيكون يقدم الدين، والأمة، ويشتغل للأعداء! أليس هنا يضحي بالأمة، وبالدين؟ أين التقية هذه التي يمكن أن تكون جائزة؟ تقية تضحي بالأمة، والدين وأنت يجب أن تضحي بنفسك ومالك من أجل الدين ومن أجل الأمة!

هذه أول شيء أنها قضية دقيقة فيجب أن يكون هناك تحذير يعني هناك تحذير رهيب جداً {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه} (آل عمران: من الآية28ـ30) أليس هذا مرة ثانية {وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (آل عمران: من الآية30) وبعضهم يقول: [تقيََّة نسكت لأجل نسلم شرهم] ليست الأمور بالشكل هذا يجب أن تعرف أنها مسألة دقيقة من الذي يقدرها؟ ليست قضية مزاجية لأي شخص التقية هذه، حالة استثنائية وقتية طارئة تحتاج إلى تقييم دقيق جداً يراعي كل الإعتبارات اعتبار الأمة والدين ولا يكون فيها ذرة من الهوى من أجله شخصياً ويضحي بالأمة والدين كم لها من ضوابط كثيرة ومن العجيب أن البعض من الناس المتعلمين ومن الناس العاديون يقولون: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} (آل عمران: من الآية28) [يسكت واحد ويترك أي عمل].
أما هذه فليست تقية أول شيء أنت غالط لم تعد تمثل تقاة بمعنى أنك ستسلم شرهم على الإطلاق تأمل هم الآن لا تجد منهم الآن خصلة يمكن أن تقي الناس شرهم إلا أن يجاهدوا، لم يعد من حل إلا هذه أن يرجعوا إلى الله، ويتمسكوا بكتاب الله، ويجاهدوهم في سبيل الله، هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمثل وقاية.

هنا كيف الآية تذكر موضوع النفس التي يأتي تطانين من داخل، يصنفها من داخل نفسه وقال: [قد هي تقية] ما هو ذكر في الآيات هذه كلها صدور ونفس {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه} (آل عمران: من الآية28) {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ} (آل عمران: من الآية29) {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً} (آل عمران: من الآية30) وبعد يقول {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه} (آل عمران: من الآية30) تلك المساحة وليس أن تطلّع لك تطانين أخرى وفي الأخير تقول للناس: [من أجل المصلحة العامة ومن أجل الوطن ومن أجل أن نتقي ضربة كانت محتملة] وأشياء من هذه.
لاحظ هناك تقدم قبلها تلك الآيات السابقة: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ} (آل عمران: من الآية20) ثم يبين له الطرف الآخر إذاًً فالشيء الطبيعي أمام طرف من هذا النوع هو أن تنطلق لتضرب لأنه معرض للضربة أساساً، أليس معرضاً للضربة؟ هو طاغي، هو كافر، هو محارب لله ورسوله، ماضيه وحاضره كله سيء، وليس أن تحاول تفكر كيف تتقي تقاة، وتقدم لي تقيَّة ليست تقيَّة على الإطلاق، ستكون هي خدمة للعدو! لهذا جاء من بعد عندما قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} (آل عمران:22) أليس هنا يقدم لك نقاط ضعف فيهم؟ تفكر كيف تواجههم كيف تضربهم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

الدرس الثاني عشر – من دروس رمضان المبارك.

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 12 رمضان 1424هـ
الموافق: 6/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.

 

قد يعجبك ايضا