رئيس لجنة الأسرى : لدينا مئات الأدلة على تورط قوى العدوان ومرتزقتهم في انتهاكات مروعة بحق أسرانا
موقع أنصار الله – صنعاء – 21 ربيع أول 1441هـ
**بادرنا بإطلاق مئات الأسرى من طرف واحد لإثبات حسن النوايا والدفع بالاتفاق إلى حيز التنفيذ
** الطرف الآخر يتعامل مع ملف الأسرى كملف سياسي وليس إنسانياً
** أداء المبعوث الأممي لم يرتق إلى المستوى المطلوب رغم أنه قدم اقتراحات جيدة
اتفاق ولد ميتاً، فلم يستطع تحريك ملف يضم في سطوره أسرى منسيين ومعتقلين مظلومين رمى بهم الجلّاد في دهاليز سجون من الجحيم. ملفٌّ يستخدمه المرتزقة للابتزاز حيناً وللضغط السياسي أحياناً كثيرة، ويتعمّدون تجاهل كونه إنساني بالدرجة الأولى ولهم فيه أتباع ضاقت بهم سجون صنعاء التي لم تنتقم منهم كما فعل الطرف الآخر.
عن آخر مستجدّات اتفاق السويد في ما يخص ملفّ الأسرى، والانتهاكات الحاصلة في سجون المرتزقة ومصير الاتفاق ونقاط أخرى.. أجرت “الثورة” حديثا مع رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى وإلى التفاصيل:
نشرت “الثورة” الأربعاء الماضي تحقيقاً عن التعذيب في سجون المرتزقة بمارب.. ما تعليقكم على ما تضمنه التحقيق من وثائق وأدلة؟
– التقرير تضمن حقائق مرعبة عن الانتهاكات داخل سجون المرتزقة ضد الأسرى، لكننا لم نتفاجأ بذلك لأننا على إطلاع به، بل لدينا مئات الأدلة والإثبات على تورط قوى العدوان ومرتزقتهم في انتهاكات مروعة بحق أسرانا، وكل هذه الأدلة والإثباتات موثقة لدينا، وقد رفعنا بها عشرات التقارير إلى المنظمات الدولية.
المتابع لوضع السجون التابعة للمرتزقة يرى أن الصليب الأحمر والأمم المتحدة ربما يكونا مغيّبين عن ذلك، فلماذا لا يتم مخاطبة تلك المنظمات لضرورة التحقيق في الجرائم؟
– لا تحدث جريمة بحق الأسرى سواء جرائم ميدانية أو داخل السجون إلا ويتم رفعها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر حين وقوعها، لكن للأسف الشديد لا يوجد أي تحرك للصليب في هذا الشأن – ودائمًا يبرر لنا موقفه بأن قوى العدوان لا تسمح للجانه بزيارة السجون.
كيف تتخاطبون مع المنظمات الحقوقية بشأن ما يجري من انتهاكات في سجون المرتزقة؟ وما مضمون ردها لكم؟
– نحن نتخاطب مع المنظمات من خلال رفع التقارير الموثقة عن كل الجرائم المرتكبة بحق الأسرى، ومن خلال إحضار أهالي الأسرى المجني عليهم إلى المنظمات وتوثيق شكاواهم وشهاداتهم، وللأسف رغم كثر التقارير المرفوعة لهم إلا أننا لم نتلق أي رد منهم حتى الآن.
بما أن الطرف الآخر يرفض السماح للصليب الأحمر بزيارة السجون والمعتقلات، فمن يتحمل المسؤولية إذن؟ وما المبررات التي يقدمها في هذا الجانب؟
– قوى العدوان ومرتزقتهم هم من يتحمل المسؤولية الكاملة، وبالنسبة للمبررات لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر يمنع زيارة السجون خصوصاً وقد اتفقنا معهم في مشاورات عمّان على السماح للجان الصليب الأحمر الدولي بزيارة جميع السجون لدينا ولديهم.. فنحن نفذنا ما التزمنا به وسمحنا للصليب بزيارة كل السجون لدينا، بينما لم يسمحوا له بزيارة أي سجن من سجونهم حتى الآن.
أين وصلتم في اتفاق السويد؟ وما هي نقاط الخلاف؟
– اتفاق السويد الآن دخل في مرحلة الموت السريري وليس هناك أي تقدم فيه.
* ما الذي يقوم به المبعوث في ما يحص الاتفاق وملف الأسرى.. أم أن دوره يقتصر على بعض التصريحات؟
– المبعوث الأممي وفريقه للأسف لم يكن أداؤهم في ملف الأسرى يرتقي إلى المستوى المطلوب، رغم أنه بذل جهوداً جيدةً وقدم عدة مقترحات، لكن للأسف الفريق الآخر رفضها جميعا.
كنا نأمل أن للمبعوث موقفاً من هذا الرفض والتعنت المتكرر من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم خاصة وأننا قبلنا ووافقنا على كل المقترحات التي تقدم بها.
ما هي الدوافع في إطلاق مئات الأسرى مؤخراً؟
– الذي دفعنا إلى إطلاق مئات الأسرى في مبادرة أحادية هو إثبات حسن النوايا، والدفع بالاتفاق إلى حيز التنفيذ، وتقديم خطوات مساعدة للمبعوث ليتحرك من خلالها في دفع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق. وقد كانت هذه المبادرة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي وهي جزء من تنفيذ الاتفاق، ولا زلنا حتى الآن ننتظر الرد على هذه المبادرة من الطرف الآخر، ونأمل أن يتم ذلك.
هل يعني هذا أن الطرف الآخر لا يضع لهذا الملف أي اعتبار علما أنه ملف إنساني يفترض أن يكون ذا أولوية؟
– الطرف الآخر يتعامل مع الملف كملف سياسي وليس إنساني؛ ولهذا فهم يتعمّدون عرقلته وإعاقته، بل يحاولون ابتزازنا من خلاله، ومع أن أسراهم لدينا يعانون من طول فترة سجنهم إلا أن المرتزقة لا يعيرونهم أي اهتمام.
ما علاقة الاعتقالات – التي تجري في نقاط المرتزقة للمسافرين – باستمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي؟
– مرتزقة العدوان يستغلون معاناة الناس وإقفال مطار صنعاء وحاجة الكثير من الناس إلى السفر عبر مأرب وعدن ويقومون باعتقالهم في الطرقات بحسب المنطقة والنسب والانتماء المذهبي والسياسي، والآن هناك المئات من المعتقلين في سجونهم من المرضى والطلاب والحجاج والتجار وغيرهم، وبعضهم مضى على اعتقاله أكثر من سنتين ومثال على ذلك الدكتور مصطفى المتوكل والعلامة يحيى الديلمي، وغيرهم المئات.