وزيرة حقوق الإنسان : جرائم العدوان بحق أطفال اليمن ترقى إلى الإبادة الجماعية
موقع أنصار الله – صنعاء – 24 ربيع أول 1441هـ
أكدت وزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبداللطيف الشعبي أن جرائم تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي بحق أطفال اليمن ترقى إلى جرائم إبادة جماعية ممنهجة.. موضحة أن جرائم العدوان وانتهاكاته لحقوق الإنسان عموماً والأطفال خصوصاً في اليمن تجاوزت حق الحياة والعيش بأمان وكرامة والحق في التعليم والحق في العيش داخل أسرة إلى الحق في الحصول على مقومات البقاء احياء، عبر استهداف العدوان البنية التحتية لخدمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم والزراعة والصناعة، بما في ذلك منشآت المتنفسات والحدائق.
وكشفت الوزيرة علياء الشعبي عن توثيق وزارة حقوق الإنسان جميع جرائم تحالف العدوان بحق أطفال اليمن خصوصاً واليمنيين عموماً.. مؤكدة أن دول تحالف العدوان ومرتزقتهم لن يفلتوا من العقاب وفق القوانين الدولية، وتطرقت إلى دور الوزارة في حماية الأطفال وغير ذلك من القضايا المهمة في هذا اللقاء..
الثورة … لقاء / مجدي عقبة
ما هو دور الوزارة في توفير الحماية للأطفال وحقوقهم محلياً ودولياً؟
– قامت وزارة حقوق الإنسان خلال السنوات الماضية ومنذ بداية العدوان في 26 مارس 2015م بعدة أدوار فاعلة في مجال حماية الاطفال خلال فترة العدوان الغاشم من دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والامارات على بلادنا، ومن أبرز ما قامت به الوزارة في حماية الاطفال متابعة الجهات المعنية في اتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير الحماية من خلال إصدار قانون مكافحة الاتجار بالبشر الذي ناقشه في مجلس النواب ووافق عليه وصدر به قرار جمهوري في شهر يناير 2018م ، والقانون يحمي الاطفال من كافة أشكال الاستغلال وانواعه ويكفل محاسبة ومعاقبة مرتكبي جريمة الاتجار بالبشر في حق الاطفال وغيرهم بأشد العقوبات .
قامت الوزارة بمتابعة مجلس النواب بشأن الموافقة على البروتوكول الاختياري لمكافحة الاتجار بالبشر والملحق للاتفاقية الدولية للجريمة المنظمة عبر اللجنة الوطنية وقد أقره مجلس النواب بالمصادقة عليه والرفع به لرئيس المجلس السياسي الأعلى الذي بدوره أقره وصدر قرار جمهوري بالمصادقة على البروتوكول الدولي.
كما تابعت الوزارة مجلس النواب بالتعاون مع المجلس الاعلى للأمومة والطفولة بشأن الموافقة على البروتوكل الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل والمعني باستقبال الشكاوى الفردية ووافق عليه مجلس النواب ولا زالت الوزارة تتابع استكمال إجراءات المصادقة عليه من رئيس المجلس السياسي الأعلى .
وعقدت الوزارة ورش عمل تدريبية متوالية لمدة 6 أشهر بالتعاون مع المجلس الاعلى للأمومة والطفولة هدفت إلى تدريب المختصين في الجهات ذات العلاقة (وزارة الدفاع ، وزارة الداخلية ، وزارة العدل ، وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، وزارة الادارة المحلية ، مكتب رئاسة الجمهورية ، مكتب رئاسة مجلس الوزراء ، وزارة الصحة ، اللجنة الوطنية للمرأة ، المجلس الاعلى للأمومة والطفولة ، منظمات المجتمع المدني ) في مجال حماية الاطفال أثناء النزاعات المسلحة بجانب عقد لقاءات مشتركة مع منظمة اليونيسف بشأن استعداد حكومة الإنقاذ ممثلة بوزارة حقوق الإنسان في إعداد خطة وطنية بشأن حماية الاطفال أثناء النزاعات المسلحة بالإضافة إلى تعاون وزارة حقوق الإنسان مع وزارة الصحة العامة والسكان في متابعة المنظمات الدولية بشأن الإسراع في تقديم المساعدات الانسانية للأطفال خاصة وللشعب اليمني بشكل عام ، وقامت وزارة حقوق الإنسان برصد وتوثيق كافة الجرائم والانتهاكات التي وقعت على الاطفال في مختلف المحافظات المباشرة منها وغير المباشرة ، وإعداد البيانات والتقارير الخاصة بذلك وإرسالها لمختلف المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وحثها على أتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لوقف العدوان وفك الحصار الشامل .
جرائم العدوان
ما هي محصلة جرائم انتهاكات العدوان لحقوق الأطفال في اليمن حتى الآن؟
– حقوق الإنسان كلٌّ لا يتجزأ ؛ كونها ثابتة ، وعالمية حيث تؤكد كافة نصوص القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني على حماية الحق في الحياة والكرامة والحرية ، فلا يجوز لأحد المساس بها أو الاعتداء عليها وإلا فإن مرتكبها يعد مجرماً وفي هذا السياق تم رصد تأثيرات العمليات العدوانية على حقوق الأطفال في اليمن من منطلق مبدأ عدم جواز الانتقاص من حقوقهم مهما كانت الظروف ، ووفق المبادئ المقررة في العديد من المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بشكل عام وحقوق الأطفال بشكل خاص والتي أكدت عدم المساس بحقوق الأطفال أو انتهاكاها تحت أي ظرف من الظروف.
وأبرز الانتهاكات والجرائم المباشرة للعدوان بحق أطفال اليمن، انتهاكه حق الحياة والتي تندرج تحتها الانتهاكات ( القتل العمد ، إبادة جماعية ، إحداث إعاقة دائمة ) وتعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية حرمتها وجرمتها الشرائع السماوية والأعراف والتشريعات الدولية والإقليمية والوطنية ، وحددت عقوبات رادعة لمن يرتكب مثل هذه الأفعال، ورغم منادة المجتمع المدني للدول الالتزام بحفظ وحماية حقوق الإنسان بشكل عام والأطفال بشكل خاص من أي قتل أو انتهاك مباشر لهم ، إلا أن دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي ارتكبت في حق الأطفال ابشع الجرائم عبر استهدافهم واستهداف أسرهم بشكل مباشر وممنهج ومنظم ،إما عن طريق غارات طيران العدوان على المنازل السكنية التي تأوي العديد من الاسر ،أو عن طريق القذائف التي تقذف من بارجاتهم في البحار أو عبر المدافع البرية في الحدود.
إحصاءات أولية
ما هي إحصاءات ضحايا العدوان من الأطفال في اليمن ؟
– يقدر عدد ضحايا الأطفال الذين سقطوا جراء غارات العدوان في إحصائية أولية حتى شهر يونيو2019م (7492) طفلاً 3655 قتيلاً و3874 جريحاً ، والعدد الحقيقي سيكون أكثر من ذلك وهذا الاحصائية هي ما توصلت إليه الوزارة حتى ذلك الوقت .
تبعات كارثية
ماذا عن ضحايا آثار العدوان من الأطفال في مختلف مناحي الحياة؟
– هناك انتهاكات مباشرة جراء العدوان ، أولها انتهاك الحق في الأمن الذي يحتاج إليه الطفل وتحويل حياته إلى جحيم من الخوف والإرهاب والتهديد بسبب إصرار العدو على قتل الطفولة بكل معالمها، فمن لا يُقتل بالقصف والقنابل والصواريخ تُقتل فيه الطفولة وتموت شخصيته وإبداعه وحيوته، كما أن العدوان سبب مشاكل لدى الأطفال عند النوم بسبب الخوف من أصوات الطائرات ومن أصوات الصواريخ والقنابل والذخائر التي تسقط على رؤوس اليمنيين في مختلف مناطق وأحياء الجمهورية اليمنية ، بالإضافة إلى استهداف العدوان لمحطات وشبكات الكهرباء إغراق المنازل في الظلام مما ولد لدى الأطفال الخوف والرعب من كل شيء .
وكل تلك المشاكل التي سببها العدوان نتج منها انفعالات نفسية عالية لدى الأطفال ، كالصداع وألم في الصدر وألم في البطن والتعب وانعكست كل تلك الانفعالات على سلامتهم البدنية حيث تشير الدراسات الخاصة بالأطفال إلى أن أكثر 31% من الأطفال يعانون من أعراض جسدية متعلقة بالحالة النفسية ، وأن 5 % من الأطفال أصبحوا يعانون من التبول اللاإرادي و2 % من الأطفال يعانون من التلعثم في الكلام و47 % من الأطفال يعانون من اضطرابات النوم و24% منهم يعانون من صعوبة التركيز و17% من الأطفال يعانون من نوبات الهلع ، كذلك انتهاك الحق في مستوى معيشي كافٍ وفي تحسين متواصل للظروف المعيشية، حيث حرم العدوان أطفال اليمن من حقهم في الحصول على مقومات بقائهم أحياء، فمنع الطعام والشراب والدواء عن السكان يعد في نظر القانون الدولي جريمة تجويع المدنيين من الجرائم ضد الإنسانية ، ولم يقتصر ذلك على منع الطعام والشراب والدواء كجريمة بل اذا امتد تعمد مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان من المواد الغذائية والمناطق والمحاصيل الزراعية، والماشية، ومرافق مياه الشرب وشبكاتها .
ومع كل تلك المبادئ والقواعد والأحكام الدولية في حقوق الأطفال وحقوق الإنسان بشكل عام في العيش بمستوى كاف وتحسين كل الظروف المعيشية إلا أن العدوان السعودي الأمريكي قد استهدف وبشكل مباشر وممنهج في تدمير وتعطيل كثير من المناطق الزراعية ومصانع المواد الغذائية والمصانع التي تنتج مواد خاصة بالأطفال كالحفاظات والمناديل ، وتشير كثير من الاحصائيات إلى أن العدوان السعودي الأمريكي قد منع كثيراً من السفن التي المحملة بالمواد الغذائية والدوائية ومشتقات النفط ، و استهدف المحاصيل الزراعية والمزارع بقنابل وذخائر تحمل مواد كيمائية تمنع الأرض الزراعية من الإنتاج ، وعدداً كبيراً من آبار وخزانات مياه الشرب وتدميرها بالكامل وقد تم توثيق 80 % من المواقع الزراعية المتنوعة من بينها مواقع أراض زراعية تنتج انواعاً مختلفة من محاصيل الحبوب والخضار والفاكهة والبقوليات وعدداً كبيراً من البيوت الزراعية المحمية المنتجة لمختلف محاصيل الخضار والشتلات، كما أن العدوان استهدف وبشكل مباشر تدمير وهدم المنشأة المائية من سدود وحواجز وخزانات مياه وقنوات ري ومضخات مياه وآبار وغطاسات وشبكات ري حديثة ومتنوعة .
وكل هذا التدمير المنظم من قبل دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي على مختلف ما يقوم المواطن اليمني على بقائه في الحياة قد اثر في الأطفال بشكل مباشر لقلة المواد الغذائية والأدوية الخاصة بالأطفال الذي سببه الحصار الجائر على اليمن وكذلك أدى استهداف العدوان لليمن بالعديد من المواد الكيماوية إلى ظهور حالات تعاني من أمراض السرطان ولعدم وجود الأدوية المناسبة لمكافحة مثل هذا المرض أدى إلى وفاة عدد كبير من الأطفال والكبار ، ناهيكم عن أن العدوان السعودي الأمريكي استهداف وبشكل مباشر ايضاً المستشفيات والمراكز الصحية.
وتشير الاحصائيات إلى ان ما يقارب (412) مرفقاً صحياً منها (180) مستشفى ومستوصفاً ومركز صحياً و(232) وحدة صحية و(40) سيارة اسعاف و(2) مصانع أوكسيجين ، وهذه الكارثة التي ارتكبها العدوان تعد أيضاً أسباباً في إعدام مقومات معيشة كافية للأسر التي تعكس مباشرة لدى الأطفال ، مما يؤدي إلى فقدانهم لكثير من المقومات التي تجعلهم على قيد الحياه ، كما أن هناك حالات وفيات لدى الأطفال لم يتم تسجيلها في الجهات ذات العلاقة بسبب فقدان الأهالي لتلك المستشفيات والمراكز الصحية التي تساعدهم في انقاذ حياتهم وحيات أولادهم .. فضلاً عن استهداف العدوان ومرتزقتهم محطات الكهرباء العمومية وتسبب ذلك في توقف غرق العمليات وحاضنات الأطفال حديثي الولادة والخدج وغرف الطوارئ التوليدية والوليدية وغيرها مثل مراكز الغسيل الكلوي والعناية المركزة وثلاجات الموتى، وغيرها مما يحتاج إلى الكهرباء على مدار الأربع وعشرين ساعة.
تشريد وحرمان
من آثار العدوان تشريد ملايين المواطنين من قراهم ومدنهم.. ما آثار ذلك على الأطفال؟
– انتهاك العدوان الحق في تكوين عائلة ( أسرة كريمة ) يعد هذا الحق هو أول الحقوق التي يجب أن تكون متوفرة للطفل فور وصوله لهذه الحياة؛ لأن هذه العائلة هي التي ستستقبله، وهي التي سوف تقدم وتسهل وتيسر له باقي الحقوق التي ستساعده على البقاء والحياة فمن حق الطفل أن يقول : لا للتشرد، لا للتفكك، لا للكراهية، لا للعنف، ولا للضياع، حتى يتمكن من العيش في كرامة وسعادة مع أسرة كريمة يتوفر لها كافة مقومات الحياه والاستقرار رغم ذلك أصبح بعض من الأطفال اليمنيين مشردين لا عائل لهم وفي ضياع يتخبطون في معيشيتهم ، كما أن هناك عدداً كبيراً من الأسر تفككت فأصبحت الأسر في واد والأطفال في واد آخر ، كما تولدت لدى عدد كبير من الأطفال كراهية بعضهم البعض بسبب الدعايات والوشايات غير الصحيحة والتي تؤثر مباشرة في الأطفال مما يجعلهم يصدقونها بشكل سريع ، وكل ذلك سببه استهداف العدوان السعودي الأمريكي كثيراً من المنازل والمساكن التي يقطن فيها عدد من الأسر والعوائل ، فقد أشارت الاحصائيات والدراسات إلى أن عدداً من الأسر فقدت إما الأب أو الأم أو كليهما .
كما سبب العدوان السعودي الأمريكي في تفكك الأسرة ، وأدى إلى نزوح كثير من الأسر، حيث تشير الاحصائيات النهائية للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين حتى تاريخ19 مايو 2016م إلى أن عدد النازحين حوالي (2779906) نازحين وتشير التقارير إلى تجاوز أعداد النازحين 3.5 مليون يمني ويمنية ، من مناطق مختلفة في محافظات الجمهورية وهذا أيضاً أدى إلى فقدان عدد من الاسر أطفالها عند نزوحها ، كما تشير التقارير إلى أن عدداً من النازحين تم استهدافهم مباشرة بعدد من الغارات فسقطوا تحت الركام أمواتاً .
تجهيل الأطفال
لوحظ استهداف العدوان لمنشآت التعليم بشكل ممنهج .. ما تأثير ذلك على الأطفال؟
– هذا من انتهاكات العدوان للحق في التعليم، فأي مجتمع يسعى إلى بناء قدرات ومهارات الأطفال آملا منهم بناء المجتمع وتحسينه ، ولن يتأتى ذلك إلا بتطوير أفكارهم البناءة عبر تلقيهم التعليم بمختلف أساليبه المناسبة ، ولكل فئة عمرية لهم ، وبما يتوافق مع ثقافة أوطانهم الذين يعيشون على أرضه ، مع غرس حب الوطن في قلوبهم أولاً حتى يسطروا نجاحاً مستقبلياً ، ثم العمل على التعليم المنهجي الصحيح، وقد تأثرت المؤسسات العلمية بكل أنواعها في الجمهورية اليمنية من الاعتداء الغاشم والبربري على وطن الإيمان وعلى الشعب اليمني من العدوان السعودي الأمريكي ، حيث الحق العدوان أضراراً بالغة سببت في توقف العملية التعليمية في كثير من المناطق التي تم استهدافها عبر الغارات الجوية أو البرية أو البحرية.
دمرت غارات العدوان عدداً كبيراً من المدارس والمباني والمؤسسات التربوية والتعليمية وكذلك المباني الخاصة بالمعاهد الفنية والتقنية ، ومباني الجامعات الرسمية والخاصة ، لقد سبب العدوان دماراً شاملاً كان ممنهجاً ومخططاً له سلفاً في عملية توقيف العملية التعليمية في معظم مناطق الجمهورية اليمنية ، كما أدى إلى ارتفاع نسبة الأطفال خارج المدرسة إلى 47% من إجمالي عدد الأطفال المسجلين في وزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى توقف عدد من الجامعات الرسمية والأهلية.
إمعان الحرمان
في المقابل يبرز حرمان العدوان لأطفال اليمن من حقوقهم بامتداده إلى حقهم في اللعب والمرح باستهداف الحدائق والملاهي؟
– نعم انتهك العدوان أيضاً الحق في الرفاهية (اللعب واللهو) الطفل لديه طاقات عالية ، يبحث عن أي وسيله ليفرغ هذه الطاقة ، وافضل وسيلة أو أسلوب ليمتلئ بها الطفل طاقة إيجابية ويتخلص من الطاقة السلبية هي أوقات اللعب واللهو والمرح، مع من يحبهم، ويشعر أنهم لا يملون منه، ومستعدون أن يبقوا معه طوال اليوم، وذلك فقط للترفيه عنه، وكثير من الأطفال يحبون الذهاب إلى الحدائق والمتنزهات ومن ثم يفرغون طاقاتهم في اللعب واللهو مع اصدقائهم دون أن يشعروا بملل ينتابهم أو آلام يزعجهم ، والبعض من الأطفال يحب أن يمارس الرياضة بشتى أنواعها ، لذا فمن حق هؤلاء الأطفال أن يقولوا :- نعم للمرح، نعم للعب، نعم للعطاء، نعم للسعادة.
وقد غابت تلك السعادة التي بحث عنها الأطفال اليمنيون في السابق بسبب جرأة العدوان السعودي الأمريكي في استهداف المرح والسعادة واللعب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إما باستهداف أماكن المرح والسعادة كالحدائق والمتنزهات بصواريخ تم تدميرها وإهلاكها أو باستهداف منازل الأسر والمناطق التي يسكنون فيها وبذلك أصبح الأطفال عاجزين عن اسعاد انفسهم وممارسة اللعب بكل راحة ومرح ، فقد استهدف العدوان السعودي الأمريكي العديد من المنشآت الرياضية وأماكن الحدائق والمتنزهات ، فقد دمر العدوان حوالي (70) منشأة رياضية وحوالي 20% من الحدائق والمتنزهات في مختلف محافظات الجمهورية .
نشر الأمراض والأوبئة
تحدثت عن استهداف العدوان المنشآت الطبية.. فما انعكاسات ذلك على الأطفال في اليمن؟
– هناك كثير من الانتهاكات والجرائم التي تم توثيقها وتحتاج إلى وقت حتى يتم كتابتها ومن أبرز تلك الانتهاكات والجرائم إغلاق مطار صنعاء ، سوء التغذية، الأمراض الكثيرة التي انتشرت ( حق الصحة والوصول إليها )، فقد قامت الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة برصد وتوثيق مختلف الانتهاكات والجرائم غير المباشرة خاصة فيما يتعلق بالامراض والأوبئة القاتلة التي أسفر عنها وفاة عدد من المواطنين معظمهم من النساء والاطفال ، كما أدى سوء التغذية إلى وفاة مئات الاطفال والنساء ، مع انعدام الأمن الغذائي الذي تسببت به دول تحالف العدوان الامريكي السعودي ، وارتفعت نسبة وفيات المواليد والأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات .
ويمكن الإشارة إلى أبرز الانعكاسات على الأطفال لتدمير العدوان المنشآت الطبية، في ارتفاع معدل وفيات الاطفال في الجمهورية اليمنية من 80 ألفاً في السنة قبل العدوان إلى أكثر من 200 ألف في كل سنة من سنوات العدوان ، وذلك بسبب الالتهاب الرئوي والاسهال والحصبة ، و الملاريا ، وسوء التغذية الذي إرتفع بسبب العدوان متسبباً في وفاة طفل في اليمن كل10 دقائق وإصابة 2.9 مليون طفل دون سن الخامسة مصابين بنوع من انواع سوء التغذية، منهم 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ومعاناة 1.1 مليون من النساء الحوامل والمرضعات من سوء التغذية، كما أن نحو18مليون مواطن في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 8.4 مليون مواطن يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد ويصنفون عالمياً في المرحلة الخامسة مرحلة المجاعة ( مرحلة الكارثة الانسانية ) و86% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون أحد أنواع فقر الدم و46% يعانون من التقزم. إضافة إلى ارتفاع معدل وفيات الأمهات عند الولادة من 148 لكل 100 ألف حالة ولادة قبل العدوان إلى 385 لكل100ألف ولادة بنسبة زيادة تصل 160%. وأصبح 80 مولوداً يموتون من أصل1000ولادة ، وبالمقابل يموت 85 طفلاً دون سن الخامسة من أصل 1000طفل.
منع الدواء
حصار العدوان الجوي والبري والبحري.. ما أبرز آثاره على أطفال اليمن؟
– الاطفال والنساء تضرروا بشكل كبير جراء تدهور الوضع الدوائي في الجمهورية اليمنية التي كان لدول تحالف العدوان بقيادة السعودية وأمريكا الدور الكبير في انهيار الوضع الدوائي في الجمهورية اليمنية الذي لحقه أضرار جسيمة أبرزها أن 120 صنفاً من أدوية الأمراض المزمنة غير متوفرة في مخازن وزارة الصحة، خاصة أدوية أمراض السرطان التي تقدر بـــ 50% .واستهداف دول تحالف العدوان مصانع الدواء اسفر عنه أضرار جسيمة، كما دمر العدوان مصنعين لإنتاج الأوكسجين الذي يقدم خدماته لمختلف المستشفيات والمراكز والمرافق الصحية وتسبب حصار العدوان المفروض على اليمن في انخفاض نسبة استيراد الأدوية حسب الأسماء التجارية وعدد المستوردين إلى ما يقارب 60% من متوسط الاستيراد في سنوات ما قبل العدوان وهناك أكثر من 362 اسماً تجارياً يحتاج إلى ظروف نقل خاصة (تبريد) وهي شبه منقطعة في السوق منذ إغلاق مطار صنعاء، وأغلبها منقذة للحياة يحتاج لها شريحة واسعة من المرضى وتغطي مشتقات الدم والأدوية الهرمونية، والأدوية المناعية، والأمصال، ومثبطات التخثر الدموي، ومخثرات الدم، وأدوية الانعاش والتخدير، وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.
يضاف إلى ذلك أن العدوان وحصاره حظر بعض المواد الطبية اللازمة للصناعات الدوائية ومنع دخولها عبر مختلف المنافذ والموانئ التابعة للجمهورية اليمنية من قبل دول تحالف العدوان .كما عرقلت دول تحالف العدوان وصول الشحنات المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية والتي تم منحها وثائق الموافقة على استيرادها ودخولها إلى الاراضي اليمنية ، بالإضافة إلى فرض قيود وإجراءات تعسفية لدخول السفن والبواخر المحملة بالأدوية مما تعرضت للتلف.
وأثر نقل العدوان البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن بشكل كبير في عدم توفير الأدوية التي يحتاج لها القطاع العام والتي كانت توفرها وزارة الصحة لأكثر من 800 ألف مريض مصاب بأمراض مزمنة مختلفة كزراعة الكلى والسكري والقلب والسرطان والثلاسيميا ، وتوقف النشاط الاستثماري في التصنيع الدوائي، وتوقف نشاط مئات المستوردين بسبب الظروف التي فرضها العدوان، واضطراب اسعار الأدوية بسبب اضطراب سعر الصرف، وزيادة الكلفة في أجور الشحن والتأمين وارتفاع سعر الصرف انعكس سلباً على سعر الدواء مما فاقم معاناة المرضى خصوصاً ذوي الأمراض المزمنة، بجانب تفاقم ظاهرة التهريب بسبب سيطرة وإدارة دول تحالف العدوان ومرتزقتهم على منافذ وموانئ الجمهورية اليمنية بينما فاقم إغلاق ميناء الحديدة من صعوبة وصول الشحنات الدوائية والطبية، بينما ساهم انتشار الأوبئة بارتفاع نسب الاحتياج للأدوية والمستلزمات الطبية إلى مستويات عالية يصعب توفيرها في ظل العدوان والحصار.
دعم محدود
ماذا عن دعم المنظمات الدولية والأممية لتجاوز هذه التداعيات الكارثية للعدوان على الأطفال والامهات في اليمن؟
– تقدم المنظمات الدولية كل دعمها واهتمامها للأم والطفل ولكن في الواقع وعند النزول وملامسة ذلك على الواقع ظهرت ثغرات وفجوات وقصور قد يكون سبب هذا القصور هو الوسيط بين المنظمة الدولية والمجتمع وهم منظمات المجتمع المدني وغياب الرقابة والمتابعة والإشراف الناتج عن عدم توفر ميزانية تشغيلية لوزارة الصحة للقيام بدورها في الميدان نتيجة ما فرضه العدوان والأساليب التي يستخدمها في التضييق الاقتصادي على البلد.