لعب أممي على أوجاع الطفل اليمني
|| مقالات || إبراهيم الوادعي
من بوابة اهدار حق الطفولة الاساسية ، سقوط اممي جديد في اليمن ، تتبع سقطات مدوية متلاحقة تسجلها منظومة الأمم المتحدة ومنظومة القيم العالمية التي تفاوض السعودية مجددا على اخراجها من قائمة العار ،بعد ان اعادت ادراجها تحت ضغط دولي وهول جرائمها في اليمن .
في اليوم العالمي للطفل الـ20 من نوفمبى تناست الأمم المتحدة وصندوقها للطفولة وهي تنظم تختار اللعب في الهواء الطلق شعارا لليوم العالمي للطفل ، تناست المأساة الانسانية الافظع في اليمن والتي كان من المفترض ان تكون محور الاهتمام الاممي، بحسب البيانات والارقام الأممية فالاف الأطفال اليمنيين قتلوا بالغارات الجوية والافا اضحوا جرحى ومعاقين ، وملايين تسربوا من التعليم، وملايين اخرى يقبعون تحت خط الفقر، وملايين أخرى معرضون للموت بسبب الأوبئة وسوء التغذية الشديد، ناهيك عن الاف الحالات من تشوه المواليد نتيجة الكم الهائل من القنابل والصواريخ المحتوية على اليورانيم المنضب والفسفور والتي القيت على المدن اليمني عبر مايزيد عن 500 الف عارة جوية ، ومئات الاف من عمليات القصف البري والجوي الذي نفذه التحالف على مدى خمس سنوات .
وامام هذا الاستهتار الاممي بدماء اليمنيين ودماء اطفالها واكراما للضحايا والجرحى من الاطفال واحتراما لأهات ومعاناة شعبها الذي يرزح تحت الحصار والعدوان ، صنعاء في الذكرى الثلاثون لتوقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل 20 نوفمبر 2019م ، اختطت لنفسها شعارا مستقلا في اليوم العالمي للطفل” صمت العالم جريمة حرب” ، لتذكير العالم بان صمته على مدى خمس سنوات اسفر عن الاف الشهداء من الأطفال ، ومثلهم جرحى ، واضعاف أولئك فقدوا عوائلهم ومنازلهم ومدارسهم ومستقبلهم ، وهي صرخة في مواجهة جديدة مع شعارات زائفة اطلقتها الامم المتحدة “اللعب في الهواء الطلق”، ويعلم مسئولوا الامم المتحدة واليونسيف ان مأساة عالمية لاتزال تتصاعد في اليمن، وان الطفل اليمني الفئة الاكثر تضررا بعد خمس سنوات من الحرب واهدار كافة حقوقه الاساسيه ، اللعب اخر اهتماماته .
الأمين العام للمجلس الأعلى للامومة والطفولة اخلاق الشامي وعضوي المجلس السياسي الأعلى غالب الرهوي، وسلطان السامعي وجهوا سهام النقد اللاذع الى الأمم المتحدة وتسائلت كلماتهم في يوم الطفل العالمي الاربعاء الماضي 20 نوفمبر عن قيمة البيانات الأممية والصراخ امام العالم بان مأساة هي الافظع في اليمن تحدث وفي النهاية يتحول شعار مناسبة دولية للطفل الى مجرد “لعب”! ، وهل تلك البيانات الاممية مجرد ارقام لتحصيل الاموال من المانحين ؟.
يورد مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية احدى منظمات المجتمع المدني في تقرير صدر هذا الأسبوع بمناسبة مرور 1700 يوم على الحرب على اليمن ، مقتل 3672 طفل يمني خلال خمس سنوات من الخرب على اليمن ، وجرح 3856 طفلا ، بينما يصل اجمالي القتلى والجرحى من المدنيين خلال الف وسيبعمائة يوم من الحرب الى 42135 بينهم مايزيد عن 5000 امرأة ضمن عداد القتلى والجرحى .
ويذكر المركز في احصائياته عن ألف وسبعمائة يوم من الحرب المستمرة على اليمن ان 451 684 منزلا مدنيا قد دمر بفعل الغارت الجوية والقصف لقوى العدوان على اليمن ، وهذا الرقم الهائل يخفي خلفه مأساة أطفال شردتهم الحرب بعد ان فقدوا منازلهم ، وتذكر الإحصائية ان 1052 مدرسة قد دمرت ، و383 مستشفى ومرفقا صحيا ، و 1856 خزان وشبكة مياه قد دمرت أيضا ، وهذهه الأرقام تخفي ورائها مأساة ملايين الأطفال فقدوا المأوى والتعليم والصحة والمياه النظيفة .
وامام هذه الأرقام غير النهائية، هل كان جديرا بالأمم المتحدة ان تاتي لتنظم العابا في صنعاء باليوم العالمي للطفل .. سؤال برسم مديري السياسات بالمنظومة الأممية برمتها ؟ وهل يتوجب على من شاركوا بتلك الملهاة من مسئولين يمنيين ان يواجهوا المسائلة و يتقبلوها من المجتمع الذي لايزال يبكي قتلاه وفيهم الاف الأطفال والنساء.