الأسرى المقطوعة رواتبهم يرتدون أكفانهم ويكتبون وصاياهم وسط تدهور وضعهم الصحي
|| أخبار عربية ودولية ||
بعد يومٍ من اعتداء أجهزة الأمن الفلسطينية في رام الله على خيمة اعتصامهم، التي أقاموها عنواناً لهم للمطالبة بحقوقهم المسلوبة من الحكومة التي يرأسها محمد اشتية، ورغم تدهور وضع بعضهم الصحي جراء اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم التاسع عشر، واصلوا التصميم على استعادة حقوقهم حتى الرمق الأخير وذلك بارتداء الأكفان البيضاء وكتابة وصاياهم. ولسان حالهم يقول، أما أن نعيش كرماء فوق الأرض، أو شهداء تحتها. إنهم الأسرى المحررون التي قطعت رواتبهم.
جميع هؤلاء الأسرى الذين تحدوا جبروت الاحتلال الإسرائيلي في السجون التي استشهد فيها زميلهم سامي أبو دياك يوم أمس، وواجهوا إجراءات الاحتلال القاسية عليهم، من ضرب وشبح وعزل انفرادي وصعق كهربائي وغيرها من أساليب التعذيب، لم يعدموا الوسيلة في مواجهة القرار الجائر الظالم بحقهم من قبل أبناء جلدتهم، ورداً على خطوة أجهزة الأمن بمصادرة خيامهم وأغطيتهم ، ارتدوا الأكفان البيضاء، علها تكون رسالة حاسمة في قضيتهم، على طريق إعادة حقوقهم المسلوبة منهم عنوة.
إنهم الأسرى الذين يستحقون أن يمنحوا وسام الشرف ونجمة القدس والجواز الدبلوماسي والتي تمنح من قبل رئيس السلطة للفنانين والسفراء الأجانب، يواجهوا بعقوبات في قوات أبنائهم، لا لشيء إلا لأنهم غير منخرطين في توجهات السلطة السياسية.
وكتب الأسرى وصاياهم وأسماءهم على أكفانهم قبل أن يرتدوها في خيامهم التي أعادوها في رام الله.
ووجه الناطق باسم الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم علاء الريماوي خلال مؤتمر صحفي رسالة إلى الشعب، جاء فيها: “نوصيكم أن تكون جنازاتنا بلون الدم الفلسطيني، نوصيكم أن تكون شعاراتكم فلسطين التاريخية ،نوصيكم أن تكون رمزيتكم رمزية المقاومة، نوصيكم ألا يكون في يومنا بكاء”. مطالباً الشعب برفع العلم الأسود على كل مؤسسة رسمية ،وأن يقولوا لكل مسؤول ظالم لست ممثلا للشعب الذي ضحى من أجل الوطن”.
وقال أحد الأسرى المحررين المقطوع رواتبهم: “هذه لحظة مريرة لم تدع مجالا للكلام، معتصمون هنا منذ 40 يوماً، ومضربون عن الطعام منذ 19 يوماً، ومضربون عن الطعام والماء والدواء منذ يومين”.
وشدد الأسرى المحررون المعتصمون، على استمرار اعتصامهم والإضراب عن الطعام والماء حتى حل قضيتهم ونيل حقوقهم.
من جهتها، أكدت نقابة المحامين على حقوق الأسرى المحررين في رواتبهم، وأن مطالبهم محقة وفقاً للقانون الفلسطيني.
وقالت النقابة في بيان لها: “في ظل التعنت الرسمي في عدم التعاطي مع مطالب الاسرى المحررين بإعادة صرف رواتبهم المقطوعة خلافا للقانون، وأمام الحالة الصحية المتردية والخطيرة والتي يمكن أن تهدد حياتهم وسلامتهم الجسدية فإن النقابة نعلن تضامنها الكامل مع مطالب الأسرى المضربين عن الطعام وخاصة المحامي الأسير المحرر عبد الرازق خصيب العاروري”.
وشددت على أن مطالبهم محقة نص عليها القانون، داعية السلطة الوطنية إلى الاستجابة الفورية وإعادة صرف مستحقاتهم القانونية وأن يتم إبعاد قضايا الأسرى عن أي انقسامات سياسية باعتبار الأسرى يمثلون حالة الإجماع الوطني في جميع مراحل الكفاح التحرري الفلسطيني”.
وأعلن مجلس نقابة المحامين عن تعليق العمل في كافة المحاكم والنيابات العامة وأمام جميع المؤسسات يوم غد الخميس ال28 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري من الساعة الحادي عشر وحتى آخر الدوام.
وحملت نقابة المحامين الجهات المسؤولة في السلطة عن سلامة المعتصمين وإنهاء معاناتهم وتحقيق مطالبهم.
ويحظى الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم بدعم والتفاف شعبي وفصائلي حول مطالبهم العادلة، لكنهم لم يجدوا آذاناً صاغية لمطالبهم من قبل حكومة اشتية.