الشيخ حسين حازب: دول العدوان ضالعة في فتنة ديسمبر لكن الله خذلهم وأفشل مخطّطَهم
موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة المسيرة
خمسُ سنوات من الصمود اليمني في مواجهة العدوان، اتّضح خلالها الوطنيون من المزايدين والمتاجرين بالوطن، سواءٌ أكانوا شخصياتٍ أَو أَحزاباً أَو مكونات.
مرحلةٌ تضمّنت الكثيرَ من المحطات التي كشفت الحقائقَ وبيّنت أمام الشعب اليمني ما ظلَّ مستوراً لعشرات السنين، اليومَ وعلى بعد سنتين من إحدى تلك المحطات، فتنة الثاني من ديسمبر التي أراد العدوُّ أن يقسّمَ الجبهةَ الداخلية وكانت إرادة الله بأن يرتدَّ كيدُه عليه ويفشل من خلال وعي القيادة وتجاوزها للفتنة ولملمة تبعاتها.
ولأَنَّ ما تحقّق خلال تلك الأحداث كان كبيراً بحجم تماسُكِ الجبهة الداخلية بشكلٍ أحبط الأعداءَ وأذهل الأصدقاءَ، كان لا بُدَّ لصحيفة المسيرة أن تواكبَ هذا، بالتزامن مع الذكرى الثانية على مرورها، حَيْــثُ التقت بالشيخ حسين حازب -عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، وأحد من كان لهم دورٌ في وأدِها واحتواء تأثيرها على الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان-، وعادت بالحوار التالي:
حاوره: فاروق علي
– بدايةً شيخ حسين.. كيف تنظرون إلى دور الأَحزاب السياسيّة في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي بعد خمس سنوات من عمره؟
أولاً: تحيةً كبيرةً لطاقم صحيفة المسيرة، بالنسبة للردِّ عن سؤالك، حقيقةً الأَحزابُ السياسيّةُ لم تقم بأيِّ دور يُشار إليه مع الأسف يمكن للإنسان أن يذكرَه، وكما تعرفُ أن الكثيرَ من قيادات الأَحزاب اليمنية موجودون في أحضان دول العدوان على الشعب اليمني.
وما يُسمّى بعاصفة الحزم العدوانية أثبتت بما لا يدعُ مجالاً للشك، أنَّ معظمَ قادة الأَحزاب عملاء باعوا الوطنَ للخارج، وصحيحٌ أن هناك قياداتٍ من هذه الأَحزاب صمدوا هنا مع بقيّة الشعب اليمني، لكن مواقفهم هذه كانت شخصيةً، أما قياداتُ الأَحزاب التي كانت تغطّي على الشعب اليمني ضوءَ الشمس بالوطنية الزائفة كشفهم العدوانُ على اليمن ولم يقدّموا شيئاً لليمن سوى البيع والشراء بالبلاد لا غير، نحنُ نحيّي كُـلَّ عضوٍ من هذه الأَحزاب وهم كُــثْـــرٌ الذين فضّلوا الانحيازَ إلى جانب الشعب اليمني في صموده أمام العدوان، ونستطيع أن نقولَ: إن معظمَ القيادات الوسطية والقواعد صمدت بشكلٍ فرديٍّ أي بأشخاصهم، حَيْــثُ شاركوا في الثبات الأسطوري أمامَ المؤامرات التي تستهدفُ اليمنَ على العكس من القيادات التي باعت الوطنَ في لحظة فارقة من تاريخه.
– ما أهميّة تماسك المكونات السياسيّة اليمنية في إفشال المؤامرات التي تحاك ضد اليمنيين من تجاوز الحزبية والانتماءات الضيقة؟
يجبُ أن يتماسكَ اليمنيون على أَسَاسٍ اجتماعيٍّ وعلى أَسَاس تاريخي وانتماء وطني، في هذه الحالة نستطيع أن نقول: إن التماسكَ حقيقيٌّ أما الأَحزاب لا أراها إلّا أنها تفرّق الناسَ وتشتّت شملَهم، التماسكُ بما يكفل اتّخاذ المواقف من خلال الوطن وليس عبر الأُطر الضيقة في إطار الأَحزاب، الآن التماسكُ موجودٌ نحن متماسكون من خلال همدان بن زيد وحاشد وبكيل ومذحج وكِندة… إلخ، هذا التماسكُ الذي يجب أن نحافظَ عليه، أما الأَحزاب فأنا من الأشخاص الذين اقتنعوا من دورها قناعةً مطلقةً.
– ونحن نعيش اليوم الذكرى الثانية لفتنة ديسمبر.. ما الدورُ الذي لعبه الرئيسُ صالح الصمّاد في تجاوز اليمن تلك الأحداث المؤلمة التي كانت تستهدفُ صمودَ اليمنيين في مواجهة العدوان؟
رحم اللهُ الشهيدَ الرئيس صالح الصمّاد، فعلاً لقد كان صمامَ أمان لليمن، وكان قائداً بكلِّ ما تعنيه الكلمة، استطاع في فترة وجودة كرئيس للمكتب السياسيّ لأنصار الله وَأَيْـضاً في رئاسته للمجلس السياسيّ الأعلى، أن يقودَ هذا البلدَ قيادةً حكيمةً من خلال ما كان يقوم به من الأمور الطيبة بالتعاون مع زملائه في قيادة المؤتمر الشعبي العام، الذين استطاعوا بجهودهم من تجاوز الكثير من المشاكل حتى في أحداث ديسمبر، وأنا ممّن عانى في تلك الفترة من تلك الأحداث وانشغلت بمعية الشرفاء في حلحلة تلك التحديات، حَيْــثُ كان الرئيسُ صالح الصمّاد صمّامَ أمان من خلال جهوده في تجاوز تلك الفتنة الرهيبة التي حلّت بالوطن، وها أنت اليومَ والجميع يلاحظ أن المؤتمرَ الشعبي العام الذي حاول البعضُ أن يوقعوه في خطأ تاريخي لم يفلحوا في ذلك، ها هو المؤتمر باقٍ على موقفه بفضل حكمة وجهود الرئيس الشهيد صالح الصمّاد وموقف السيد عبدالملك الحوثي، تمكّنا من تخطي تلك المحنة من خلال لقاءاتهما وتفاهمهما مع قيادات المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق أمين أبو رأس، واللواء يحيى الراعي، وبالطبع صالحُ الصمّاد كان على رأسِ القيادة في عودة الأمور إلى طبيعتها.
– ما الثمارُ الذي نتجت عن تلك اللقاءات وانعكست على الواقع؟
بالتأكيد أثمرت تلك اللقاءاتُ خروجَ كُـلّ من تم الإيقاعُ بهم والتغرير بهم من السجون، ومن ثم استمرار صمود الجبهة الداخلية، وهذا من أهم وأكبر الثمار التي حصدها الشعبُ اليمنيُّ؛ نتيجةً للجهود المبذولة في لملمة أحداث ديسمبر وهذا انعكسَ على تماسك الجبهة الداخلية، ونحن الآن في العام الثالث من تلك الفتنة ونحن صامدون ومتفقون وتجاوزنا الكثيرَ من الإشكاليات والمحن، وما بقي منها فإن القيادةَ الحاليةَ ممثّلة بالرئيس مهدي المشّاط وكذلك السيد عبدالملك، تعالجُ الكثيرَ من المشاكل بالتعاون مع قياداتنا في المؤتمر الشعبي العام ممثّلة بأبو رأس والراعي.
– شيخ حسين… إلى أيِّ مدى كانت أيادي دول العدوان ضالعةً في تلك الأحداث؟
ليس عندي أية معلومات عن تفاصيل في هذا الموضوع، لكن ما أعرفه بأنه ومنذُ أول طلقة وقفت دولُ العدوان ذلك الموقفَ الذي شاهده الناسُ جميعاً، حَيْــثُ غذّوا ذلك الصراعَ وبالتأكيد أرادوا أن يستمرَّ حتى يصلوا إلى أهدافهم، لكن الله خذلهم وأفشل خططهم وأنا أؤمن إيماناً مطلقاً بأن لهم يداً في تلك الأحداث هنا وهناك.
– محاولات كثيرة ومتعدّدة تراهن على جرِّ المؤتمر الشعبي العام إلى صفوف العدوان، لا سيما مع مرور الذكرى الثانية لأحداث ديسمبر.. قراءتكم لذلك؟
المؤتمرُ الشعبيُّ العام الحقيقي الوطني الذي ينتمي إلى الميثاق الوطني وَإلى هذه التربة والذي تقوده هذه القيادةُ الموجودة حالياً في صنعاء برئاسة أبو رأس والراعي، لا يمكن لهم الذهابُ في اتّجاه مغاير لما اختاروه منذُ اليوم الأول، وهو الوقوفُ إلى جانب الوطن، هناك متسلّقون بالمؤتمر الشعبي العام من الناس الذين استغلوا الحزبَ في مكاسبَ شخصيةٍ، والآن كُشفوا أمام الناس، هم الآن بجانب العدوان، والمؤتمر الشعبي اتّخذ مواقفَ حقيقية منهم واتّخذ الكثيرَ من الإجراءات ضدَّهم، وتم فصلُ الكثير من قيادتهم ونريد أن نؤكّـدَ للجميع أن المؤتمرَ الشعبي العام لا يقبل القسمةَ على اثنين، وليس هناك مؤتمر شعبي عام إلّا المؤتمر الشعبي العام الذي تقوده القيادةُ الموجودة في صنعاء والذي موجودٌ هنا والذي يقفُ في مواجهة العدوان وَإلى جانب أبناء الشعب اليمني، فكلُّ فردٍ يقف في صفِّ العدوان لا يمكن أن يكون مؤتمرياً لماذا؟؛ لأنَّ من شروط الانتماء للمؤتمر الحفاظَ على السيادة والوطن وأن لا يقبل الشخصُ العدوانَ والانتقاصَ من السيادة هذا ما أقسمنا عليه في المؤتمر الشعبي العام، وبالتالي كُـلُّ من خرج عن هذه المعاني لم يعد منتمياً إلى المؤتمر، بل أصبح شيئاً آخرَ، فهؤلاء الموجودون في السعوديّة أَو مصر أَو أي بلد آخر هؤلاء لا ينتمون للمؤتمر وكان انتماؤهم للمؤتمر؛ من أجل المصالح في عهد الرئيس السابق، لكنهم عندما فقدوا مصالحَهم عادوا إلى حقيقتهم، وهذا ما يؤكّـد كلامي، حَيْــثُ اتّضح أن الكثيرَ من قيادات الأَحزاب كانت عميلةً، وبالتالي اتّضح أن كُـلَّ المنتمين للمؤتمر والذين التحقوا بالساحات في 2011م أَو ذهبوا إلى مكانٍ آخرَ أَو غيّروا قناعاتهم ليسوا من المؤتمر أَو لا ينتمون للمؤتمر.