تعرف على حجم الأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء فتنة ديسمبر
في سياقِ تسليطِ الضوءِ على القضايا المرتبطة بفتنة الثاني من ديسمبر، أجرت صحيفةُ المسيرة جولةً ميدانيةً في الأحياء التي كان يسكُنُها قادةُ الفتنة، في حين يروي أهاليها هولَ ما أصابهم حينها جرّاء الحقدِ الذي مارسته عناصرُ الفتنة تجاهَ كُـلِّ أحرار الشعب اليمني.
والتقت الصحيفةُ بعددٍ من المواطنين الذين عايشوا أحداثَ الفتنة وكانت بيوتهم إلى جوار مساكن “الذين ظلموا” في شارع صخر والجزائر، وفي حدّة والحي السياسيّ وبيت معياد ومنطقة جَدِر وحِزيَز، وكانت البدايةُ مع عبدالحكيم علي محسن -أحد العاملين في فلال المعلّم-، أكّـد أن “المليشيات التخريبية في ديسمبر اقتحمت مبنى فلافل المعلّم واحتجزت كُـلَّ العاملين البالغُ عددُهم 57 عاملاً”، مضيفاً: “بقينا محاصَرين من قبَل العصابات التخريبية ما يقارب أربعة أيَّام، ونحنُ لا نجدُ ما نأكُلُ حتى جاء أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة وفكّوا الحصارَ عنّا”.
|| صحافة محلية || المسيرة
وأشَارَ إلى أن قذائفَ المليشيا التخريبية أحدثت أضراراً في مبنى فلافل المعلم وفي ممتلكات المواطنين المجاورين للمبنى.
فيما قال جاود سيف الحمادي -صاحب ورشة الفج بشارع جيبوتي بالحي السياسيّ-: “في حادثة الشَّغَب التي أحدثها المليشيا التخريبية، شعرنا بالقلق والتوتر”، مردفاً بالقول: “وأحدثت أضراراً في الورشة، حَيْــثُ تضرّرت عددٌ من السيارات وكانَ حجمُ الخسارة ما يُقارب الخمسين بالمئة”.
وَأَضَــافَ الحمادي: “في الحقيقة الأضرار التي حصلت في الورشة تضامن معي بعضُ المواطنين ودفعوا بعضَ تكاليف الأضرار”.
بدوره، أكّـد جمالُ العاطي -حارس مبنى مستشفى عَبدالقادر المتوكل-، أَن أحداثَ ديسمبر خلقت الذعرَ والخوفَ بين المواطنين، موضحاً “أن مليشيا التخريب كانت تستهدفُ المدنيين بشارع بغداد”.
وأشَارَ إلى أن أحدَ المواطنين الماشين بشارع بغداد تعرّض لطلقة نار من أحد القناصين التابع لمليشيا التخريب، مؤكّـداً إسعافَ المصاب إلى المستشفى.
أضرار جسيمةٌ في ممتلكات المواطنين؛ بفعل إجرام عناصر الفتنة:
من جهته، أكّـد الدكتورُ أحمد عمر المحبشي -صاحب صيدلية-، أن مليشيا التخريب أطلقت قذيفةً إلى منزلِهم بشارع بغداد، مَـا أَدَّى إلى استشهاد أخيه وجرحه وجرح اثنين آخرين، مُشيراً إلى أَنَّ ما حدث جعل الأُسرةَ تعيشُ في كابوس رُعبٍ ظلَّ يراودُ الأسرةَ طيلةَ أيَّام التخريب.
فيما أوضح المواطنُ ماجد أحمد سعد -صاحب بقالة تموينيات المحفل بشارع بغداد جوار مستشفى عَبدالقادر المتوكل-، أن مليشيا التخريب قامت بإطلاق النار على بقالته وأحدثت أضراراً بمختلف البضاعة، مؤكّـداً أَن حجمَ الخسائر بلغَ ما يُقارب (800,000) ريال يمني.
وقال ماجد سعد: إن صندقةَ الفواكه التابعة له احترقت جرّاء استهدافها بقذيفة هاون، مُشيراً إلى أن المليشيا قامت بمحاصَرة المواطنين والمرضى بمستشفى عَبدالقادر المتوكل لمدّة ثلاثة أيام.
وبيّن أَن قنّاصةَ المليشيا كانت تستهدفُ أيَّ مواطنٍ يحاول الخروجَ من المستشفى، مؤكّـداً توافدَ العديد من المدنيين الجرحى الذين استهدفوا بقناصة المليشيا التخريبية.
نصار زيد -أحدُ المواطنين الذين أُسروا أثناءَ حادثة الشغب-، أكّـد أَنَّ مليشيا التخريب أتت إلى منزلِ أحد مشايخ بني مطر وأوهمته هو وبعض أصدقائه الذين في المنزل، أَن المليشيا هم من اللجانِ الشعبيّة؛ وذلك كونهم يحملون الشعارات ويفتحون الزوامل، مضيفاً: أخبرونا أنهم من أنصار الله وأنهم يريدون منهم تعهّداً بأن لا يطلقون النارَ ولا يمسون أحداً.
وأكّـد أن المليشيا التخريبية قامت بإخراجِنا من المنزل ثم تفاجأنا بأنهم عفافيش قاموا بأسرنا وكانوا يُردّدون بعدَها: بالروح بالدم نفديك يا يمن، مضيفاً: احتجزونا ثلاثةَ أيَّام ونهبوا ما لدينا من الأشياءِ والممتلكات.
وَأَضَــافَ: كانوا يعطوننا وجبةً واحدةً في اليوم ويمنعوننا من التبوّل وغيرها من أساليب التعذيب، مؤكّـداً أن العصاباتِ التخريبيةَ كانت تطلقُ عليهم مسمياتٍ نفسَ المسميات التي يطلقها داعش والقاعدةُ (كمُسمّى روافض ومجوس) وَ(سوف نذبحكم ونقتلكم) وغيرها من أساليب التهديد.
جانبٌ من أضرار المنشئات التعليمية جرّاء فتنة زعيم الخيانة:
بدورِه، تحدّث الأمينُ العام لجامعة المستقبل، محمد عبدالهادي الهمداني، لصحيفة المسيرة، عن هولِ الأحداث التي ساقتها مليشياتُ عفاش في الثاني من ديسمبر في الحي السياسيّ وشارع بغداد من زعزعةٍ للسكينة العامة واختلاق الرعب والخوف في قلوب الساكنين في أماكن تواجد المليشيات، مثمّناً الجهودَ الكبيرةَ والعظيمةَ التي بذلها رجالُ الأمن من الجيش واللجان الشعبيّة في إخماد الفتنة بفضل الله وقطع دابر مشعليها والعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها.
من جانبه، قال أكرم الأشموري -الأمينُ العام المساعد لجامعة المستقبل، الكائنة في حي الفوضى والاشتباكات التي افتعلتها مليشياتُ الخيانة- للمسيرة: إنَّ الضررَ كبيرٌ في جامعة المستقبل وقُدِرَ بمئتي مليون ريال يمني، وتتمثّل في تحطيمِ النوافذ والأبواب والشاشات والبروجكترات والأثاث بشكلٍ عام، والأصول الثابتة تضرّرت بشكلٍ مباشرٍ منها انتهى ومنها أمكن صيانته، مضيفاً: من ضمن الأضرار أَيْـضاً الانقطاعُ بالنسبة لعددٍ من الطلاب وأضرار في تراكم المديونية وإغلاق الجامعة أكثر من ثلاثة أسابيع.
الساكنون في بيت معياد.. نماذجُ أُخرى من الضحايا:
كما التقت صحيفةُ المسيرة بعددٍ من المواطنين في بيت معياد الذي يقعُ فيه عددٌ من منازل علي صالح الأحمر وإخوانه وأولادهم، وكانت البدايةُ مع الحاج محمد أحمد القشيبي -صاحب بقالة جوار بيت علي صالح الأحمر-، والذي قالَ: كان الشارعُ مسدوداً من الجهتين، ولم نستطع حينها الخروجَ من داخل منازلنا لثلاثة أيَّام متتالية؛ بسبَبِ كثافة النيران وقصف الصواريخ من قبل الطيران السعودي للشوارع المجاورة، وحين تقدّم أنصارُ الله هربَ كافّةُ الجنود الذين كانوا متمترسين في العمائر المجاورة لفلة الأحمر بالثياب والمعاوز، تاركين البنادقَ والذخائرَ وقت صلاة المغرب، واليوم الثاني وجدت واحداً من المجاهدين من صعدةَ، وكلّمته أن يفكَّ لنا الشارعَ، فأمر بذلك على الفورِ وعادت الحياةُ إلى طبيعتها.
شهاداتُ المجاورين لمنازل الخونة تروي السقوطَ السريعَ لمتارس الفتنة:
بدوره، قال المواطنُ محمد أحمد عبدالله -من أبناء حي بيت معياد-: كان للضرب وإطلاق النيران وتحليق الطيران والصواريخ آثارٌ على نفسياتنا وخلقت فينا الرعبَ والخوفَ، وتعرّض منزلي لأضرار ووقعت النوافذُ والأبوابُ فوقنا، وتعورّت والدتي ونزحنا من هُنا إلى القادسية، ونشكرُ القيادةَ السياسيّة والعسكرية على تأمين العاصمة صنعاء ووأد الفتنة حينها، وإن شاء اللهُ يكون النصرُ قريباً.
من جانبه، أكّـد المواطنُ صادق عبدالجليل الساكن بنفس الحي، أن الخوفَ حينها كان سيّدَ الموقف في قلوب المواطنين، وعندما انقلب سيرُ المعركة قام المواطنون بمساندة أنصار الله، وكانت نهايةُ الخونة مأساويةً، ومن الشواهد الحية في وجداننا، حين كنا نشاهدُ الجنودَ والمرافقينَ التابعين بيت الأحمر يهربون ويطرحون بنادقَهم وجُعبَهم داخل حوش بيت علي صالح الأحمر.
فيما قال مواطنٌ آخرُ، طلب عدمَ الإفصاح عن اسمه من جيران الذين هربوا: قائدُ الحرس حَـقُّ يحيى محمد عبدالله صالح يُدعى سعيد الفقيه، أخذ الأسلحةَ والسيارات والأثاثَ حَـقَّ يحيى، ووضعهن في بيته بحزيز.
ضحايا يسقطون لأنهم من أهالي الشهداء.. شاهدٌ آخرُ على جرم عصابات الخيانة:
وفي ذاتِ السياقِ، كشف لنا محمد أحمد حجر -أخو الشهيد عبدالملك أحمد حجر، وعمّ الشهيد عدنان حسين علي حجر، والجريح أحمد عبدالملك أحمد حجر، اللذان كانا ضمن ضحايا عصابة المدعو ناجي جمعان في جدر خلال وأدِ الفتنة-، عن مدى حقدِ وجبنِ وجرم مافيا عفاش التي حاولت الانقلابَ آنذاك، بالقول: كان القناصون التابعون لعصابة عفاش في أسطحِ المنازل عندما يرون أيَّ شخصٍ مبندق، أَو فوق سيارته صور للشهداء، أَو للشهيد القائد وقائد الثورة، يقنصوه في الرأسِ أَو على القلب، وهذا ما ثبت في جثة أخي الشهيد وابنه الجريح.
ويروي لنا محمد حجر قصةَ استشهاد أخيه وابن أخيه، وعيناه تذرفان الدموعَ ولسانُه يتمتم بحمدِ الله وعباراته تتوعّد جمعان بعدالة السماء، حَيْــثُ قال: في يومِ السبت 2/12/2017م استشهد ابنُ أخي بجوار منزل محمد عبدالله صالح، فيما استشهد أخي وجُرح ابنُه أحمد عبدالملك في منطقة جدر وهما في الطريقِ إلى منزلِ أخي الآخر في قرية القابل لتطمينه بعدَ استشهاد ابنه في نفس اليوم، على أيادي عصابة المدعو ناجي جمعان، عندما شاهدوا السيارةَ وفيها صورُ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وقائد الثورة السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي ولواصق من حَـقِّ المولد النبوي، ونحمدُ اللهَ على أَن تقبّلَ منا الشهداءَ والجرحى في وأدِ تلك الفتنة التي أُخمدت وتبخرت خلفها أحلامُ الطغاة والظالمين، وأُحرقت خلالها آخرُ أوراق العدوان التي راهن عليها للنيلِ من حريّة وكرامة أبناء شعبنا اليمني عبر استمرار أدواته.
دماءُ الشهداء غاليةٌ وثمنُها عروشُ الطغاة:
وبهذه العبارة، أكّـد لنا محمد حجر، أَن دماءَ الشهداء من أُسرتي ومن كُـلِّ أبناء الوطن غاليةٌ وثمنُها إسقاطُ عروش الطغاة والمستكبرين، وكما أراد لنا اللهُ بهذه الفتنة أَن نطهّرَ صنعاء من دنس الخونة والطغاة والعملاء سيهيّئُ لنا الأسبابَ لتطهيرِ كُـلِّ المحافظات اليمنية والأراضي المقدّسة من هؤلاء, ورسالتي لناجي جمعان الذي هربَ من صنعاءَ إلى مأرب بعدَ وساطةٍ قبليةٍ: إذَا ساعدك الحظُّ في الهروبِ من عدالة الأرض، فلن يساعدَك الجنُّ والإنسُ للهروب من عدالة السماء.
وأشَارَ حجر إلى أَن أسرتَهم قدّمت خلال وأد الفتنة 6 شهداء وجرحى، مضيفاً: لولا اللجانُ الشعبيّةُ لما وَئِدَت الفتنةُ ولو بعد 3 سنوات، وبفضل رجال الرجال وعون الله تمَّ إخمادُ الفتنة وطي صفحة عفّاش دونَ رجعة.
العناصرُ التخريبية منعت المواطنين من النزوح:
من جهته، قال المواطنُ إبراهيم المرهبي -الساكن في جولة محمد عبدالله صالح، أي جولةَ مصعب-: أيَّام فتنة 2 ديسمبر كانت من أسوأ الأيّام التي شاهدتها في حياتي، وحُوصرنا في منازلنا يومين على التوالي، وتعرّضت حياتُنا للخطر، وكانت الأعيرةُ الناريةُ تطلق إلى عرض بيوتنا، وأُغلقت الشوارعُ القريبةُ من الأحداث، ومُنعنا من الخروجِ أَو الدخولِ إلى بيوتنا القريبة من فلل محمد عبدالله صالح, وشاهدنا العساكرَ التابعين لعفاش في اليوم الأخير وهم يفرون ويتركون أسلحتَهم بعد ما وصلت قواتُ الأمن واللجان الشعبيّة إلى قلب الحارة، وعادت الحياةُ إلى طبيعتها، مضيفاً: كنتُ أريد النزوحَ من الحارة في اليوم الأول من الاشتباكات ومنعوني من الخروج نهائياً.
بدوره، أكّـد عاقلُ حارة الرقاص عدنان العباسي، أَن علي عفاش خان الشعبَ والوطنَ بأكمله مرتين، حين خان الشعبَ وانقلب على الشهيد الحمدي، وحين حاولَ تكرارَ تلك الخيانة في ديسمبر2017م، ولكنَّ المعادلةَ تغيّرت وأحاط به مكرُه وكان مكرُ الله أكبرَ، فانتصرت إرادةُ الشعب وتضحياتُ الشهداء ونزلت عدالةُ السماء لتقتصَّ لدماء الحمدي وغيره من الأحرار، فكانت نهايتُه بدايةً لولادة يمنٍ حرٍّ ومستقلٍّ في قراره السياسيّ، وقادر على استمرار الصمود وإفشال كُـلِّ المخطّطات الخارجية.