” شبكات الواي فاي ” السوق السوداء للإنترنت .. والمواطن يدفع الثمن ..!

‏موقع أنصار الله || مقالات || م. منير يحيى

بمرور الوقت تحولت “شبكات الواي فاي” إلى سوق سوداء مشبوهة خارج إطار الدولة والقانون وتشكل خطورة بالغة على المواطن المستهلك الذي تزيد حاجته لهذه الخدمة ، دون أن يعرف الكثير من الحقائق والمعلومات عن “شبكات الواي فاي” وتحولها إلى سوق سوداء بعد أن استفاد مالكوها من الأوضاع التي تعيشها البلاد ، حتى اتسعت وزارد انتشارها بشكل فوضوي لا تملك الحق ولا التراخيص القانونية التي تتيح لها ممارسة نشاط تقديم خدمات الإنترنت ، فالفوضى والانتهازية التي يمارسها مالكو شبكات الواي فاي ظلت وستبقى مصدر قلق وإخلال كبير للدولة وللمواطن المستهلك للخدمة بدون حماية ولا قانون.

الأهم من ذلك هي المعرفة المتأخرة بأن “شبكات الواي فاي” المنتشرة بشكل عشوائي لها مخاطر وأضرار جسيمة ، لا يدفع ثمنها إلا المواطن الذي لا حول له ولا قوة ، فلا يعلم شيئ عن انبعاثاتها ورداءة أجهزتها ومخاطرها المتعددة ، باعتبارها مجهولة المصدر تم صنعها بهدف الربح والاستخدام التجسسي أوالاستهلاك المشبوه ولا تنطبق عليها أدنى المعايير والمواصفات اللازمة لتقديم خدمات الإنترنت ، كما أن مالكوها ليسو مؤهلين وليس لديهم القدرة على توفير أنظمة الحماية اللازمة لأمن البيانات والمعلومات ، فأنظمة الحماية لا يستطيع اقتنائها سوى شركات ومؤسسات الاتصالات العملاقة نظراً للتكاليف الباهضة ، ولما تمثله هذه الخدمات وتجهيزاتها من حساسية عالية ولا يمكن أن تكون متاحة للعبث والتنصت .

الإنترتت خدمة نوعية تحتاج لبنية تحتية ذات مواصفات تقنية عالية ومرخص لها وتنطبق عليها المعايير ، تتقدمها أنظمة الحماية التي تعد شرطاً أساسياً لتأمين المعلومات والبيانات وتهيئة الشبكات لتصبح جاهزة للاستخدام وبشكل آمن ، بينما انتشار شبكات الواي فاي وتحولها إلى سوق سوداء ، جعلت المواطن هو المتضرر الأول ومن يدفع الثمن الأكبر لازدهار مثل هذه الشبكات التي تجعل معلومات وبيانات المستخدمين متاحة لدى مالكو شبكات الواي فاي وتجار السوق السوداء للإنترنت دون حسيب أو رقيب يحمي المواطن المستهلك لهذه الخدمات من مصادر مشبوهة.

تجار شبكات الواي فاي يتربعون السوق السوداء للإنترنت ، مستغلين انشغال الدولة وحاجات الناس وأزماتهم في التحكم بهذه الشبكات بطريقة ابتزازبة ، كيف يمكن للمواطن أو الدولة أن تأتمن وتتيح الساحة لسوق سوداء تقدم خدمات الإنترنت وتعمل بدون رقابة ولا إمكانيات عالية ولا تمتلك تراخيص ولا يدفع أصحابها الضرائب ولا رسوم المجالس المحلية ، وكأنهم دولة فوق الدولة ، وبدلاً من أن يقوم ملاكها بتصحيح أوضاعهم والتفكير في طرق استثمارية أخرى متاحة ومشروعه ، انغمسوا في أساليب ومخططات مشبوهة تمس أمن البلاد ، سعياً لتنفيذ أجندات يرسمها لهم العدوان ويساندها بإعلامه الذي سعى لقتل اليمنيين وتدمير بلدهم بصورة شيطانية تعكس حجم العدوانية وما يكنه من حقد وانتقام بحق أبناء الشعب اليمني.

 

قد يعجبك ايضا