الإمارات توظّف خبراء أميركيين للتجسس على خصومها
|| أخبار عربية ودولية ||
كشفت وكالة “رويترز” عن آلاف الوثائق التي تثبت كيف ساعد مسؤولون سابقون في مجلس الأمن القومي الأميركي، دولة الإمارات العربية المتحدة، في بناء منظومة تجسس سيبراني، مكنتها من اختراق حسابات بريد الكتروني وحواسيب لأشخاص وحكومات وهيئات تعتبرهم الإمارات “خصوماً” أو “تهديداً“.
وقالت الوكالة إنها فحصت أكثر من 10 آلاف وثيقة خاصة بوحدة التجسس الإماراتية، وأجرت مقابلات مع أكثر من 10 متعاقدين وعملاء استخبارات ومسؤولين حكوميين سابقين كانوا على اتصال مباشر بمنظومة التجسس.
وتظهر الوثائق أن ريتشارد كلارك الذي رأس عمليات مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج بوش الابن، كان من أهم المسؤولين الأميركيين عن المشروع الإماراتي.
وأوضحت “رويترز” أنه في عام 2008، توجه كلارك إلى الإمارات ليقود عملية إنشاء منظومة قادرة على مراقبة الإنترنت والمساعدة في تطوير الأمن الإماراتي.
وكان يُطلق على الوحدة السرية التي ساعد كلارك في إنشائها اسم “DREAD” أي وحدة تحليل بحوث التنمية.
ووسعت هذه الوحدة بحثها إلى أبعد من المشتبه فيهم من المتطرفين، لتشمل الناشطة السعودية لجين الهذلول، ودبلوماسيات في الأمم المتحدة، وموظفين في الاتحاد العالمي لكرة القدم، والمشاركين في تنظيم دورة كأس العالم في قطر 2022.
وذكرت الوكالة في تقريرها أن كلارك، استغل علاقاته القوية مع قادة الإمارات وتمكن بفضل الخبرات التي اكتسبها خلال عمله كأحد كبار المسؤولين، من توقيع عدد من العقود للاستشارات الأمنية في الإمارات، من بينها المساعدة في بناء وحدة للتجسس في مطار غير مستخدم في أبو ظبي.
وبحسب الوكالة فإن كلارك أوضح أن الفكرة كانت “إنشاء وحدة قادرة على تعقّب الإرهابيين”، مضيفاً أنه “تمت الموافقة على المشروع من قبل وزارة الخارجية الأميركية ووكالة الأمن القومي، وأن الشركة تتبع القانون الأميركي“.
وكشفت الوثائق عن تكثيف أبو ظبي لعمليات التجسس مع انطلاق ما عرف بـ “الثورات العربية”، حيث خشي خبراء الأمن الإماراتيون من امتداد التظاهرات إلى بلادهم. حينها بدأت أهداف “DREAD” بالتحول من مكافحة الإرهاب إلى التجسس على الأعداء الجيوسياسيين.
وكانت “رويترز” نقلت في تقرير سابق، نشرته في 26 آب/أغسطس، عن مسؤولين سابقين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية قولهم إن “الوكالة لا تتجسس على حكومة الإمارات، الأمر الذي يعد شديد الغرابة“.
وحول تدخل الإمارات في شؤون الدول الأفريقية، قال مسؤول سابق في إدارة ترامب “إذا ما قلبت أيّ حجر في القرن الأفريقي فستجد الإمارات هناك“.
وأكدت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لشعبة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن الإمارات سواء “في الصومال أو في إريتريا أو جيبوتي أو اليمن، لا تطلب الإذن” للتدخل.