بعض إشكاليات الهوية والخصوصية (2ــ2)
موقع أنصار الله || مقالات || أحمد الحبيشي
- أزعم بأن الخطر الحقيقي الذي يهدد التطور الحضاري لمجتمعاتنا العربية الإسلامية لا يكمن في العولمة وتحدياتها ، بل في الاعتقاد الموروث بتماهي الخصوصية الثقافية التي يجري الحديث عنها مع العقيدة الدينية التي لا خلاف على دورها في تشكيل هويتنا وثقافتنا.
إن جانباً أساسياً من أزمة التطور الحضاري لمجتمعاتنا يكمن في واقع أن الثقافة السائدة التي تهددها تحديات العصر الراهن والعولمة المتوحشة والعدوان على السيادة والاستقلال ، لا تمثل الإسلام الحقيقي كعقيدة دينية لهذه المجتمعات , رغم محاولات تلفيق نوع من التماهي الزائف بينها والدين الإسلامي في موروثنا الثقافي الذي تَشكّل على أساسه الوعي الاجتماعي منذ فترة طويلة، وهو ما سنسعى إلى توضيحه في هذا المقال.
ثمة مبالغة في مفهوم العولمة عند أغلب إن لم يكن كل الكتابات والتناولات التي أشرت إليها سابقاً، خصوصاً حين نلاحظ ما يشبه الإصرار على تكثيف هذا المفهوم وحصره في نطاق نتائج ثورة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات فقط ، وهو تعريف تقني ومبتسر ينظر إلى العولمة بوصفها ظاهرة جديدة، ويحصر اشكالياتها في نطاق ضيّق لا يتجاوز البعد الثقافي فقط .
تأسيسا ً على ذلك يُخطئ من يعتقد بأن العولمة الرأسمالية ظاهرة جديدة يسهل مناهضتها ومقاومتها بالاحتجاجات والمظاهرات والمقالات والدعاء بالمساجد ، فثمة ميول قديمة للعولمة ارتبطت بتطور نمط الإنتاج الرأسمالي وميوله نحو العالمية التي عزّزتها وضاعفت مفاعليها إنجازات العلوم الحديثة، ونتائج الكشوفات الجغرافية ومخرجات الثورة الصناعية الأولى في منتصف الألفية الثانية من التاريخ الميلادي ، لتتحول بعد ذلك إلى نظام عالمي للإنتاج والتسويق والاستهلاك نشأت على تربته حروب وخطوط السيطرة على الأسواق ومصادر الخامات وممّرات الملاحة الدولية في مختلف القارات!!
صحيح أن الاستعمار وحروب التوسع الاستعمارية اسهما في إيقاظ الوعي الوطني وظهور الحركات القومية التحررية التي تتوّجت بولادة الدولة الأمة ، على أنقاض الدول الإمبراطورية الجامعة والهويات الدينية والعصبية المانعة ، وما ترتب على ذلك من إشكاليات ثقافية نجمت عن ظهور نزعات مُصاحبة للدولة القومية مثل الشوفينية والتعصّب القومي ، ووصلت ذروتها في النازية والصهيونية والأبارثيد .
ولكن من الصحيح أيضا ً أن المظهر الأبرز للعولمة في الحقبة الجديدة والراهنة من عصرنا ، بقدر ما اكتسب طابعاً ثورياً نتيجة لثورة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات التي اختصرت المسافات ، وتجاوزت الحدود السياسية والقومية والثقافية ، بقدر ما أسهم في تقويض الأسس المادية للشوفينية وضيق الأفق الوطني والتعصّب القومي , وصولاً الى إفساح الطريق أمام توسيع فرص وإمكانات تلاقح الثقافات ، وتحفيز الشعوب والأمم المختلفة لبناء نظام عالمي للقيم الإنسانية المشتركة.
ولعل تلك الميول تنطوي على أبعاد إيجابية من شأنها تحفيز مختلف الثقافات على الإبداع في مجال القيم الإنسانية المشتركة ، وما يترتب عن ذلك من تعظيم فرص مطالبة الشعوب والمجتمعات المختلفة بالديمقراطية والعدالة والمساواة ، ومكافحة جميع أشكال التمييز بين البشر رجالاً ونساءً ، وفي المقدمة منها التمييز ضد المرأة!!
من نافل القول أن الاستجابة لتحديات العولمة في طورها الجديد المتوحش لا تتحقق بواسطة طرح سؤال الخصوصية والهوية من منطلق دفاعي انعزالي ، لأن النزوع إلى الدفاع أو المقاومة الدفاعية قد ينطوي على رفض مموّه للقيم الإنسانية المشتركة ، وهروب متعمد من واجب دفع استحقاقات الالتحاق بالعصر الحديث والاندماج في الحضارة المعاصرة وبناء الدولة الحديثة ، وصولاً إلى العجز المطلق عن إضفاء أبعاد ثقافية وإنسانية على هذه القيم المشتركة ، والانسحاب من مباراة تطوير وتأهيل الثقافات لاستيعاب مطالب واحتياجات الشعوب والمجتمعات في هذه الحقبة من تاريخ تطوُّر الحضارة البشرية المعاصرة .
ليست الخصوصيات الثقافية والعادات والتقاليد الاجتماعية ، عناصر ثابتة لا تخضع للتطور التاريخي الحضاري , ولسنا بحاجة إلى التذكير بان الثقافة السياسية المهيمنة على العالم العربي والإسلامي تصـدّت للأفكار الدستورية والديموقراطية تحت شعار مقاومـة ” التغريب ” , ومحاربة ” الافكار المستوردة والغزو الفكري ” . كما عارضت الميثاق العالمي لحقوق الانسان , ورفضت ــ بعناد شديد ــ تلبية مطالب المجتمع الدولي الحديث بتحريم الرق من خلال إصدار تشريعات وقوانين وضعية . وكانت تلك المواقف المتطرفة في رفضها للحداثة تتغطّى دائماً بذرائع ” الهويّة والخصوصية الدينية والثقافية ” !!
سـؤال الهوية والخصوصية
شهد تاريخ الإسلام والمسيحية واليهودية أنواعاً مختلفة من التطرف والغلو لا زالت آثار بعضها حاضرة بأشكال متنوعة في العديد من البلدان والمجتمعات. ولا ريب في أنّ ظواهر التطرف والغلو بدون استثناء ارتبطت بالسياسة ، وعبرت عن مصالح ومواقف سياسية معينة منذ ظهور الأديان السماوية ، وقد تورط كثير من الحكام والمتنفذين في العالم الاسلامي ، وملوك وأباطرة أوروبا المسيحية وكنائسها في رعاية واستخدام المذاهب المتشددة والحركات والجماعات المتطرفة ، بهدف تحقيق أهداف سياسية ومصالح سلطوية دنيوية في العصور الغابرة والعصر الراهن تحت غطاء الدين ، بهدف إضفاء الشرعية على نظم الحكم وصراع المصالح .
حدث ذلك في القرون الميلادية الأولى والوسطى ، ثمّ تكرر في العصر الحديث سواء في مرحلة ظهور القوميات ونشوء الأمم والدول القومية والوطنية المعاصرة ، أو في مرحلة الصراع على اقتسام الأسواق والنفوذ في المستعمرات ومداخل البحار والمحيطات خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وصولاً إلى مرحلة الحرب الباردة خلال القرن العشرين المنصرم ، حيث وظفت المخابرات المركزية الأمريكية ومخابرات دول حلف الناتو كلاً من الأكليروس المتشدد في الكنيسة الأرثوذكسية بشرق أوروبا ، والغوغاء والمتطرفين البوذيين في جبال التبت في الصين، والمنظمات اليهودية في شرق أوروبا وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة في العالم العربي والإسلامي، لخوض معارك مباشرة بالنيابة عن الغرب ضد الاتحاد السوفيتي والصين في إطار الحرب الباردة التي سادت خلال النصف الثاني من القرن العشرين بين الشرق الاشتراكي والغرب الرأسمالي.
يقيناً أنّ القاسم المشترك بين جميع الأفكار المتطرفة في أوساط أتباع الأديان المختلفة ، هو نزوع أصحابها إلى الإقامة الدائمة في الماضي البعيد ، والقطيعة مع العصر ورفض قواعد العيش الجديدة في الحياة الإنسانية المعاصرة والمتميزة بأبعاد كونية تتناقض مع الأفكار المتطرفة التي تضفي صفة القداسة الدينية المطلقة على نماذج حياة الأسلاف والنظم الإمبراطورية القديمة ، وترفعها إلى مقام العقيدة الدينية الخالصة ، وتصر على تلوين حياة الأمم والشعوب والمجتمعات بتلك النماذج الماضوية ، دون أدنى مراعاة لتأثير تطور الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والمجتمعات والأفكار والاقتصاد والسياسة ونظم الحكم والإدارة والثقافات والحضارات والعَلاقات الدولية على وعي وحياة الإنسان المعاصر !!
في هذا السياق لا يجوز إخراج العقل الإنساني ورصيده الحضاري من دائرة المعطيات الحاسمة التي سيتقرر على ضوئها حسم التدافع الدائر بين القوى الفاعلة التي تساهم في صنع الحضارة الحديثة، وتسعى إلى التأثير على وجهة تطورها.. فقد أسهم تطور العلم في إغناء رصيد المنجزات العقلية للبشرية بأسرها ، فيما ساعدت منجزات الثورة التكنولوجية المعاصرة على تكوين أنماط جديدة من التفكير والسلوك إزاء مشكلات البشرية من منظور وحدة المصير الإنساني للبشرية في عالمنا الواقعي الذي يتسم بالترابط والتكامل والتنوع .
الثابت أن صورة العالم شهدت متغيرات واسعة تحت تأثير الدور المتعاظم لمجتمع الدول المتحضرة في ميادين الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية والروابط الاقتصادية والتجارية البنيوية بين مختلف قارات ودول وشعوب العالم ، بالإضافة إلى التأثيرات المتسارعة لمنجزات العلوم التطبيقية وثورة المعلومات الانفجارية . وما من شكٍ في أنّ كل هذه التحولات غيرت أيضاً رؤية الناس من مختلف الأديان والثقافات لهذا العالم الجديد.
لقد أصبح العالم اليوم أكثر ترابطاً وتكاملاً وتناقضاً وتنوعا ً في آنٍ واحدٍ.. ولأنّه كذلك فإنّ الحوار ــ وليس الصراع ــ بين الأديان والثقافات والحضارات يُعد ضرورة تمليها حاجة العالم الى السلام القائم على التسامح والتعايش والترابط والتعاون .. وبوسعنا القول إنّ جميع هذه الاحتياجات الملحة لا يمكن بلوغها بدون التخلص من نزعات الهيمنة والاستعلاء والاستبداد والاستكبار في العَلاقات الدولية ، وهي نزعات متطرفة بامتياز . لأنّها تتجاهل الفرق بين العدالة والظلم ، وتخلط بين الحق والباطل، ولا تميز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال والعدوان والاستيطان .. الأمر الذي يُنذر في نهاية المطاف بمخاطر جدية تهدد حضارتنا الحديثة وعالمنا الواحد من بينها خطر التطرف والإرهاب.
تجديد الخطاب الديني
تأسيسا ً على ما تقدم لا يختلف إثنان حول حاجة الأمة العربية والاسلامية لصياغة خطاب ديني مستنير، وتقديم صورة مشرقة للإسلام وشريعته ونظامه القيمي والأخلاقي . ومن نافل القول إنّ الخطاب الديني الذي أقصده، لا يعني النص الديني المقدس .. والمقصود بهذا الخطاب هو أقوال الفقهاء والدُعاة والخطباء وأهل الإفتاء والمفكرين الإسلاميين، حيث يلعب هذا الخطاب دوراً حيوياً في تقديم صورة الإسلام إلى المتلقين من المسلمين وغير المسلمين.
حين يُقدِّم الخطاب الديني صورة مشرقة للإسلام، تكون النتيجة صورة مشرقة للتدين على مستوى السلوك الفردي والجمعي، الأمر الذي يؤدي إلى إعلاء مكانة نظام القيم الإسلامي في العَلاقات الإنسانية، سواء بين أفراد المجتمع الإسلامي أو بينه وسائر المجتمعات والأمم والشعوب في العالم الإنساني، وما يترتب على ذلك من توظيف إيجابي للتنوع في المعتقدات والثقافات بين البشر لصالح إعلاء مكانة القيم الإنسانية المشتركة ، وحماية حقوق الإنسان ودعم قيم الحرية والعدالة والتعاون والتسامح والسلام بين الشعوب، وهي من أهم مقاصد الدين الإسلامي الذي أنزله الله رحمة بالعالمين.
إنّ أخطر ما يهدد الخطاب الديني باعتباره أهم مصادر المعرفة بأصول الدين هو تسلل الهوى والأغراض السياسية والحزبية والمذهبية ، وغياب البصيرة وسطوة الغلو والتعصب، ما يؤدي إلى إيجاد فهم مشوّه للدين، وإنتاج سلوك منحرف من قبل بعض الذين يقعون ضحية للانحرافات والتشوهات في الخطاب الديني .
في هذا السياق تبلورت على أيدي العديد من علماء الدين والمفكرين الإسلاميين المستنيرين توجهات نقدية تجسد نهج الاعتدال في الدعوة والإرشاد ، وأهمها الحرص على نقد ما يسود الخطاب الديني لبعض الدعاة من إصرار على تسييس المساجد وتحويلها إلى محاكم تفتيش وشرطة دينية تصدر الاتهامات والإدانات الجاهزة وتفرض وصاية قمعية على التفكير والسلوك ، وصولاً الى استخدامها كمنابر لعرض وجهات النظر السياسية وخوض الصراعات الحزبية ، وتداول الإشاعات المغرضة وإطلاق حملات الدعاية الانتخابية ، وتكفير وتفسيق الخصوم السياسيين ، والتحريض ضد المثقفين والمفكرين المسلمين من حملة الأفكار والآراء المخالفة ، وغير ذلك من الأمور التي تسيء إلى بيوت الله وتمزق صفوف المسلمين!!
ينتقد المستنيرون المسلمون إصرار بعض الدعاة على الدعوة بالترهيب والتخويف بدلاً من الترغيب والتيسير، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو الناس إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يلاحقهم بالإتهامات والإدانات والتحريض والتخويف والوعيد ، وغير ذلك من الأساليب التي تملأ النفوس بالذعر والتوتر، وتحول بينها وبين الهدوء والسكينة.
لا فائدة من خطابٍ يستهدف إقناع الناس بقبول الدعوة الإسلامية وهم مذعورون وخائفون ومتوترو الأعصاب ، لأنّ الحضارات والأوطان والمجتمعات الحرة والمتقدمة لا تُـُبنى بعقول وسواعد وأعصاب مذعورة وخائفة ومتوترة.. وما أحوجنا اليوم إلى خطاب كهذا الذي نقرأه في دراسات ومحاضرات و مقالات بعض الفقهاء والمفكرين المستنيرين الذين يدعون الى تجديد الخطاب الديني ، حيث نجد تأكيداً على أهمية التيسير ورفع المشقة والحرج . وكل ذلك يحمل معنى الرحمة والمغفرة من الله الرحيم الغفور القائل : ((لا تقنطوا من رحمة الله أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً)) .. وبالقدر ذاته ما أحوجنا إلى خطاب لا يُغالي في التشدد والتضييق واختيار أعسر الأمور وأجلبها للمشقة وادعاها إلى وقوع الحرج في ظل وجود البدائل التي تيسر ولا تعسر.. ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)) صدق الله العظيم.
لا يغفل هؤلاء المستنيرون مقاصد الدين ولا يميلون إلى الأخذ بظاهر النصوص . وبوسع من يتابع الداعين الى تجديد الخطاب الديني أن يلاحظ تأكيدهم على ضرورة الاجتهاد في التجديد واستخدام العقل ــ بدلا من النقل ــ في فهم النصوص وتفسيرها، واستنباط الأساليب الواقعية لتطبيقها في الظروف المتجددة والأوضاع المتغيرة.. فحين تنفصل الأحكام عن غاياتها والتكاليف الشرعية عن مقاصدها يقع الناس في العسر والحرج ، ويدخلون في دوائر الأزمات والمعضلات.
استرعى انتباهي في بعض كتابات الداعين الى تجديد الخطاب الديني تمسكهم بنقد بعض الأفكار الخاطئة التي تحاول حصر الإسلام في عصور معينة من ماضي التاريخ وتحصر فهمها للعادات والتقاليد في بيئات قبلية وبدوية ، وما ينجم عن ذلك من تصورٍ خاطئ بأنّ الإسلام هو تاريخ تلك الحقبة فقط ومجتمع يخص اليئات غير الحضرية حصرا من خلال الإفراط الفج في التكفير والتحريم وملاحقة المخالفين.. ولذلك يؤكد هؤلاء بأنّ الإسلام هو دين الله حتى تقوم الساعة.. أما الماضي فهو ليس من صُنعنا ، وأمجاده لا فضل لنا فيها . ناهيك عن أنّه يشتمل على الحق والباطل، والهدى والضلال ، والعدل والظلم . فيما يؤدي الاستغراق في الماضي والإنغلاق في البيئات القبلية والبدوية غير الحضرية إلى انشغالنا عن الاهتمام بالحاضر والمستقبل، في عالم تتطور فيه العلوم والمعارف والمنجزات التقنية بإيقاع متسارع لم يعرفه أسلافنا الأقدمون.
يرفض الداعون الى تجديد الخطاب الديني إفراط بعض الدعاة المتطرفين في التفسيق والتكفير والتحريم. ولا يتفقون مع الأفكار المتطرفة التي تزعم بأنّ الإسلام يحث المسلمين على قتال كل من لا يدين بدينهم، وتقدم تعريفاً مشوهاً للثقافة الإسلامية على نحوٍ لا يسمح بوجود مجال للاختلاف والتعايش مع غير المسلمين في عالم تسوده قيم الحوار والتفاعل والتعاون والتعدد والشراكة والسلام.. كما يرى الداعون الى تجديد الخطاب الديني أنّ ثمة مجالاً للاختلاف في الرأي والفكر بين المسلمين أنفسهم، وبينهم وغيرهم من أهل الديانات السماوية والمعتقدات الأخرى . فالمسلم ليس وصياً على مسلم آخر عاقل ، أما غير المسلمين فيجب مجادلتهم بالتي هي أحسن ، والبر بهم والقسط إليهم والعيش معهم بسلام . فلا إكراه في الدين، ولا مندوحة لقتال غير المسلمين إلا دفاعاً عن النفس أو الأرض أو المال أو العرض . أو لدرء خطر عدوان بائن على ديار المسلمين . والله من وراء القصد.
(انتهى)