محافظ صعدة في حوار مع صحيفة الحقيقة : العدوان أسهب في تدمير المحافظة وخلّف في كل بيت معاناة

موقع أنصار الله | صحافة | صحيفة الحقيقة | 28 ربيع ثاني 1441هـ

أكد محافظ محافظة صعدة محمد جابر عوض أن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم أسهب في تدمير المحافظة وخلف تحت كل حجر مأساة وفي كل بيت معاناة .

وأوضح المحافظ عوض في حوار خاص لصحيفة الحقيقة الكثير عن الوضع الإنساني في المحافظة ، بالإضافة إلى مواضيع أخرى عن عمل السلطة المحلية ودورها في ظل العدوان الغاشم والحصار ، وعن دور المنظمات في المحافظة ، وكذا طبيعة المجتمع المعطاء .. وللإطلاع نورد لكم نص الحوار :

  • الصمود في وجه العدوان هو قيمة أخلاقية تحلى بها أبناء المحافظة انطلاقاً من ثقتهم بالله وعدالة قضيتهم وثقتهم بحكمة قيادتهم المخلصة والحريصة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله .

  • دور أغلب المنظمات لا يعدو كونه تغطية على إجرام تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومحاولة لمسح السخط على العدوان .

  • العدوان الغاشم أسهب في تدمير المحافظة وخلف تحت كل حجر مأساة وفي كل بيت معاناة .

  • صعدة تعتبر سلة اليمن الغذائية ونحتاج لتفاعل الجهات الداعمة في إنشاء السدود والحواجز المائية والبحيرات والكرفانات التي تغذي المياه الجوفية .

  • تربط السلطة المحلية بالوجهات الاجتماعية علاقة الأخوة الإيمانية والمسؤولية و نعمل جميعاً كخلية نحل وأغلب تجار المحافظة دورهم قاصر ولا يرقى للمستوى المطلوب رغم تعاون السلطة المحلية معهم .

مقدمة الصحيفة :

إن تتحدث عن المظلومية فصعدة هي المظلومية بكلها وان تتحدث عن الصمود و الإباء فصعدة هي الصمود في أبهى صُوَرِه و أبلغ معانيه، وإن تتحدث عن مواجهة العدوان فصعدة رأس حربة المواجهة وقلب المعركة، وان تتحدث عن العطاء والتضحية فصعدة هي الجود والعطاء بلا حدود..

و في أحلك الظروف واعظم التحديات التي تواجه اليمن كانت صعدة هي الحضور الطاغي على زمن التغييب القسري والتجاهل المتعمد في زمن تقاسم الفيد واستغلال الثروة..

والحديث عن صعدة لا يخلو من رائحة بخور اسواقها ومن روحانية تنبعث من صومعة الهادي فتغمر القلب سكينة ووقاراً ولا من جودة رمانها وعناقيد عنبها ونكهة بنها فأنت في صعدة الفرادة في كل شيء وما تزال المحافظة بقراها ومدنها نابضة بالحياة والحركة والنشاط و كأنه لا يوجد عدوان، و كأن المحافظة ليست الأولى في قائمة الاستهداف، و كأن ٦٠٠ ألف صاروخ وقنبلة القت حممها طائرات التحالف الأمريكي على المحافظة لم تكن شيئا مذكورا وما تزال قرى ومديريات المحافظة على الشريط الحدودي تتعرض لقصف صاروخي ومدفعي بشكل يومي.. و لكنك عندما تخالط ابناء صعدة لا تشعر بأن صعدة بكلها ملف إنساني كبير..

وأمام هذه الفرادة التي تختص بها هذه المحافظة الاستثناء، كان لصحيفة الحقيقية لقاء خاص مع محافظ المحافظة الاستاذ محمد جابرعوض ليجيب عن تساؤلات عديدة طرحتها الصحيفة والتي وجدت من المحافظ ترحيباً طيباً وأجاب مشكوراً على أسئلة الصحيفة.. فإلى نص الحوار:

حاوره صادق البهكلي

س1- بداية نشكر الأخ المحافظ محمد جابرعوض على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار ثانياً من المعروف أن محافظة صعدة أكثر المحافظات استهدافاً من قبل التحالف الإجرامي ومن الطبيعي أن تحدث معاناة إنسانية كبيرة ومتنوعة وبشكل مختصر نريد أن تطلعوا قراء الحقيقة على الوضع الإنساني في المحافظة ودور السلطة المحلية في التخفيف من معاناة أبناء المحافظة؟

في البداية نرحب بكم ونقول أهلاً وسهلاً بصحيفة الحقيقة التي هي ومنذ أن أنشئت اسم على مسمى فهي تعد من المنابر الصحفية النزيهة التي طالما احببناها ولا نزال نحبها رغم غيابها عن المحافظة ، ،،

أما عن الوضع الإنساني في المحافظة فالجميع يعلم أن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم أعلن المحافظة منطقة عسكرية في الأشهر الأولى للعدوان وبعدها بدأ بشكل ممنهج بتدمير المحافظة فدمر البنية التحتية بالكامل وبشكل إجرامي استهدف المستشفيات والمدارس والكهرباء ولم يستثن حتى آبار المياه والمساجد وفوق كل ذلك دمر آلاف من منازل المواطنين وارتكب مئات الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية ، وعاش أبناء المحافظة في بيوتهم وكأنهم في غربة حيث لا ماء ولا كهرباء ولا أمن ولا مقومات حياة مطلقاً ،، وفوق كل ذلك جميع الأسر كانت تعيش يومها وليست واثقة أنها ستبقى لتعيش يوماً آخر بفعل الغارات الهستيرية التي كانت تشن في الليل والنهار وبدون تمييز ،، ونحن في السلطة المحلية في المحافظة أبناء هذه المحافظة وجزء من نسيجها الإجتماعي فلم يكن وضعنا أقل سوءاً من وضع المجتمع حيث كنا يوماً تلو يوم نفقد ما نملكه كسلطة محلية ونخدم من خلاله المجتمع ، ومع ذلك فلم يستطع العدوان بكل همجيته ليّ ذراعنا كون جسدنا هو هذا المجتمع المعطاء والصامد والمجاهد والصابر ومن يملك مجتمعاً هذه صفاته وأخلاقه فبالتأكيد لن يوهن عزمه ولن يخور مهما كانت المعضلات .

س2 – كيف تقيّمون دور المنظمات الإنسانية المتواجدة في المحافظة؟

العدوان الغاشم أسهب في التدمير والمعاناة كبيرة جداً في المحافظة والحقيقة أن تدخلاتها ليست بحجم العدوان الغاشم فتحت كل حجر مأساة خلفها العدوان وكل أسرة في المحافظة نالها من المعاناة ما لم تستطع أقلام الصحفيين ولا عدسات الكاميرا اعطاءه حقها، وهذه المنظمات بشكل عام هي تجد في الحروب أرض خصبة للمتاجرة بمعاناة المواطنين كما هو حاصل الآن في بلادنا وفي بلدان أخرى ، فدور اغلب المنظمات لا يعدو كونه تغطية على إجرام تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومحاولة لمسح السخط على العدوان . إننا في السلطة المحلية نأمل من المنظمات العاملة في المحافظة أن تشعر بمعاناة المواطنين وأن تختلف عن تلك المنظمات التي همهما العيش في رغد ورفاه بمال تسولوه باسم اليمن واليمنيين .

س3: هناك مناطق حدودية كشداء والظاهر ورازح ما يزال العدوان الأمريكي السعودي يستهدفها مدفعياً وصاروخياً وبشكل يومي؟ ما هو دوركم كسلطة محلية في تعزيز صمود أبناء المناطق الحدودية والتخفيف من معاناتهم؟

في الحقيقة إن أبناء تلك المناطق الحدودية هم مدرسة متكاملة من الصمود فصمود السلطة المحلية مستقى من صمود أبناء المحافظة، ونحن نحاول جاهدين بذل ما لدينا من إمكانيات في تعزيز صموهم بمساندتهم في الجوانب الصحية والمعيشية قدر الإمكان .

4- ما هي المشاريع التي نفذتموها والتي ما تزال متعثرة في الجانب الإنساني وكيف تقيمون استجابة حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى لمناشداتكم في هذا الملف؟

المشاريع التي نفذت هي شيء بسيط مما يحتاجه المواطن لكننا نحاول إصلاح ما استطعنا مما دمره العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم بالتنسيق مع حكومة الإنقاذ والذي له علاقة كبيرة بحياة المواطن كالجانب الصحي والخدمي ، والخطوات متوالية في هذا الجانب لكن استمرار العدوان والحصار جعلها بطيئة نتيجة الوضع الاقتصادي المحدود جداً لدى الدولة واستئثار المرتزقة بثروات الشعب ونهبها لصالح المحتل والمستعمر الأجنبي .

س5: يلحظ الزائر للمحافظة في هذه الفترة وجود حركة نابضة للمواطنين ونشاط تجاري ونمو عمراني لافت على الرغم من كون المحافظة في قلب الاستهداف كيف تقيّمون حالة الصمود لدى مواطني المحافظة وما هو دوركم كسلطة محلية في تعزيز هذا الصمود؟

الصمود في وجه العدوان هو قيمة أخلاقية تحلى بها أبناء المحافظة وهذا الصمود كان له عوامله الكثيرة والتي منها ارتباطه القوي بالله سبحانه وتعالى وعدالة قضيته وثقته بحكمة قيادة المخلصة والحريصة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله فعاش منتصب القامة رافعاً رأسه إلى عنان السماء ، وهذه الحركة والنشاط التجاري والعمراني هو دليل على قوة وصلابة هذا المجتمع المجاهد فسيان الأمر حلق الطيران أم لم يحلق قصف أم لم يقصف وهذا ما أصاب العدو في مقتل وخارت قواه وفشلت كل مؤامراته .

س6: بالحديث عن النشاط التجاري وحركة الناس هناك ظاهرة سلبية تلفت أي زائر للمحافظة وهي تكاثر الحوادث المرورية وانتشار لوافت ما يسمّى (الراية البيضاء) على الرغم أن الخطوط المعبدة في المحافظة قليلة جداً بالمقارنة مع بقية المحافظات .. وللأمانة أننا وجدنا بعض المعالجات إلا أنها لا ترقى للمستوى المطلوب هل تعملون كسلطة محلية على حل هذه الإشكالية ؟

نحن ماضون في مسار المعالجة الجذرية لهذه الإشكالية وهي ليست حصرية على صعدة فهي تحدث في كل المناطق ، وهي تأتي نتيجة تردي الخطوط بسبب العدوان الغاشم الذي عمد إلى تقطيع وتدمير الطرق ما أثر سلباً على حركة السير لجميع المركبات ، وكل ما يؤخر عن إنجاز هذا الجانب هو استمرار العدوان وقلة الدعم ايضاً في هذا الجانب سواء من المنظمات الدولية أو الجهات الداعمة .

س7: كيف تقيمون علاقاتكم بالوجاهات الاجتماعية للمحافظة خاصة فيما يتعلق بدعم وإسناد أبطال الجيش واللجان الشعبية؟

لدينا علاقة متينة بفضل الله سبحانه وتعالى مع مجتمعنا تربطنا بهم الأخوة الإيمانية والمسؤولية التي نعمل جميعاً كخلية نحل للقيام بها وهي مواجهة العدوان الغاشم وتعزيز الصمود ، ويجب هنا أثني على كل الوجاهات الاجتماعية في المحافظة على دورهم المشرف والرائد في الحشد للجبهات وتعزيز المرابطين بقوافل المال والرجال رغم شظف العيش وقلة الإمكانات واستمرار العدوان والحصار وللأمانة نجد المجتمع بوجهائه في كل ضائقة يهب بماله ورجاله لا سيما في المراحل التي يصعد فيها العدوان .

س8: ننتقل إلى الملف الزراعي كون المحافظة زراعية بالدرجة الأولى وتنتج مختلف الأصناف من فواكه وحبوب وخضروات وبجودة عالية ولحظنا في الفترات السابقة دوراً جيداً لكم في دعم المزارعين وتشجيع الإنتاج الزراعي هل يمكن أن نعرف المشاريع المنفذة والواعدة زراعياً في المحافظة؟

صعدة هي تعتبر سلة اليمن الزراعية ومن واجب أي سلطة محلية دعم المزارعين والعملية الزراعية ، ولهذا تم انشاء عدد من الجمعيات الزراعية في المحافظة وكذلك يتم انشاء بنك بذور الآن ، واستصلاح الأراضي الزراعية الحكومية ، ولازلنا نتحرك في هذا الجانب على أمل أن نصل إلى مستوى مرضي إن شاء الله تعالى ، ومكتب الزراعة يبذل جهوداً كبيرة في هذا الجانب رغم الصعوبات التي تشكل عوائق امام بعض الأعمال .

س9: ما هي الصعوبات التي تواجهونها في هذا الملف وكيف تسعون لحلها؟

من أهم الصعوبات التي تواجهها العملية الزراعية هي ضآلة المياه الجوفية وعدم تفاعل الجهات الداعمة في إنشاء السدود والحواجز المائية والبحيرات والكرفانات التي تغذي المياه الجوفية ، اضف إلى ذلك الموروث السابق من المبيدات الزراعية التي تؤثر سلباً على جودة المنتج وتصل ببعض المنتجات إلى الانقراض ، ولا تنسَ أيضاً أن دعم المنظمات في هذا الجانب بالذات قليل جدأً ويكاد يكون منعدماً وهذه سياسة معروفة هدفها إبقاء الشعب اليمني مجرد سوق استهلاكية للخارج وبالتالي لا يكون حراً لا في قراره ولا حتى في لقمة عيشه ، ولكن بعون الله سبحانه وتعالى وبجهود القيادة ووعي الشعب المجاهد والمظلوم سنتجاوز هذه العوائق .

س10: في سياق الحديث عن الرؤية الوطنية وإعلان الرئيس المشاط مشروع مكافحة الفساد الذي يأتي في إطار مشروع بناء الدولة (يد تبني ويد تحمي) أين وصلتم في هذا الجانب؟ وكيف تتغلبون على مشكلة تدمير العدوان مؤسسات الدولة والمكاتب الحكومية؟

قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال وتم تنفيذ ما طلب منا من القيادة وقدمنا خطة 2020 بناء على النماذج المرسلة إلينا والأهداف التي تضمنتها الرؤية الوطنية ، ونأمل أن يكون عام 2020م عام القضاء على الفساد المالي والإداري ، ونشد على أيدي حكومة الإنقاذ لتنفيذ الخطط وتنفيذ توجيهات المجلس السياسي الأعلى في هذا الجانب .

أما مشكلة تدمير العدوان لمؤسسات الدولة والمكاتب الحكومية فهي أثرت سلباً على عمل السلطة المحلية بالمحافظة ولكننا كما انتصر المجاهدون في الجبهات انتصرنا وتجاوزنا هذا الواقع واستطعنا بفضل الله ايجاد أماكن بديلة رغم عدم كفاءتها بالشكل المطلوب لكن شعورنا بالمسؤولية جعلتنا نعمل في كل الظروف وتحت كل الظروف ايضاً والعمل الآن مستمر وجاري ..

س11: قبل ان ننهي حديثنا أود أن أسألك عن دور تجار المحافظة فكما نعلم جميعاً بأن من أبناء صعدة رجال أعمال كبار ومنافسون حتى على مستوى الجمهورية هل هناك دور إنساني أو اقتصادي لهؤلاء التجار؟ وهل لديكم كمحافظ للمحافظة أي قنوات تواصل معهم؟

في الحقيقة أن دور أغلب تجار المحافظة قاصر جداً ولا يرقى للوضع الإنساني الموجود رغم ما تقدمه السلطة المحلية لهم من تسهيلات تجارية على مستوى التنسيق التجاري أو التأمين ، ووضعهم اليوم أصبح أسهل بكثير جداً جداً مما كانوا عليه في السابق ايام الحكومات الظالمة السابقة ، لذا عليهم أن يتقوا الله وأن يقدموا لآخرتهم وأن يتحملوا مسؤوليتهم فكلما توسعت وكبرت تجارتهم كلما كبرت مسؤوليتهم فالعدوان خلف وضع اقتصادي صعب وكثير من المواطنين يعاونون .

س12: ما هو طموحكم في المستقبل وما هي رسالتكم لأبطال الجيش واللجان الشعبية؟

الطموحات هي كثيرة ولكننا نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لخدمة مجتمعنا وبلدنا حتى نصل به إلى مصاف الدول العظمى صناعياً واقتصادياً وعسكرياً وصحياً وعلى كل صعيد ..

أما رسالتنا لرجالنا الأبطال الاشاوس في ميادين العزة والكرامة فلو خطيناها بدمائنا ما وفت ، فنحن نقول لهم انتم أيها الرجال بأس الله ورجاله الذي وعد أن يأتي بهم وسوطه المسلط على الطغاة والمستكبرين والمجرمين فوالله ما محاريب إلا محاريبكم الجهادية التي تعد الأقرب إلى الله ورضوانه وجنته ، فاصبروا وصابروا ورابطوا فما أظهره الله على أيديكم خلال السنوات الماضية هي المعجزات التي شهد بها القاصي والداني ، نفوسنا وأرواحنا لكم الفداء أيها الرجال ويكفيكم شرفاً وقدراً أن الله هزم قوى الإجرام مجتمعة على أيديكم الطاهرة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان .

سيدي المحافظ شكراً مرة أخرى على اتاحتكم الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com