مأساةٌ وانتصار
|| مقالات || عبدالله أحمد الدرواني
صحيح أن استشهادَ الفريق قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهما مأساةٌ لا تقل عن مآسي هذا الخط والنهج الإلهي المقدس، بدايةً من مأساة شهداء أحد ومروراً بمأساة شهداء كربلاء حتى اليوم، ولكنها ستنتج نصراً وتمكيناً لكلِّ المجاهدين والمستضعفين، لكلِّ الشعوب والحركات الإسلامية المجاهدة والصامدة بوجه الاستكبار العالمي، وستنتج الخيبة والهزيمة والذلة والخزي لأنظمة الاستكبار العالمي وأذنابها وعملائها من الأعراب.
أرواحُهم الطاهرة اليومَ أصبحت حمماً بركانية، وقريباً ستلتهم جيوش وقواعد العدوّ الأمريكيّ والإسرائيلي وكل من دخل في نفقهم المظلم، دماؤهم الزكية تحوّلت إلى ذلك البحر الذي نجّا اللهُ به نبيه موسى -عَلَيْهِ السَّلامُ- وكل من آمن معه، وهلك فيه فرعون بجبروته وطغيانه واستكباره وعدته وعتاده هو وكل من دار في فلكه، وجعلهم عبرةً لأولي الأبصار.
وعن قريبٍ سترون بأم أعينكم كيف أن بحرَ دمائهم الزكية، الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهم، سيبتلع الأساطيلَ الأمريكيّة والإسرائيلية وأساطيل كُـلِّ من سيتحالف معهم ويبحر في صفهم، وعندها فاعتبروا يا أولي الألباب.
جثامينهم الطاهرة غدت شهباً ونيازكَ تنتظر موعداً يعلمه اللهُ؛ كي تجسد وعيد بارئها بكلِّ جبابرة الأرض، وستيقنون وتشهدون بذلك عندما يحين موعد أمريكا وإسرائيل (إِنَّ مَوْعِدهمْ الصُّبْح أَلَيْسَ الصُّبْح بِقَرِيبٍ).