بدء أعمال المؤتمر الأول الطبي بصنعاء الهادف لتفعيل الدور الرقابي وضبط الجودة في المختبرات

موقع أنصار الله    صنعاء   – 17 جمادى الأولى1441هـ

صنعاء – سبأ : بدأت بصنعاء اليوم أعمال المؤتمر الأول للطب المخبري، تنظمه وزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني لمختبرات الصحة المركزية تحت شعار ” الطب المخبري- الواقع والطموح”.

يهدف المؤتمر على مدى ثلاثة أيام بمشاركة أكثر من 450 من المختصين في الطب المخبري من مختلف المحافظات وأكاديميين وأساتذة جامعات ومدراء فروع المختبر الوطني المركزي في المحافظات، إلى تفعيل الدور الرقابي وضبط الجودة في المختبرات والاهتمام بالبحث العلمي بين مخرجات التعليم والقطاع الصحي ورفع مستوى الكفاءة للاختصاصيين في مجال التحاليل الطبية والبحث العلمي.

ويناقش المؤتمر 21 ورقة عمل في مجال الطب المخبري، تتمحور حول مراحل الطب المخبري والجودة الشاملة في الطب المخبري، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في جودة نتائج الفحوصات المخبرية، وكذا الاكتشافات والتقنيات الحديثة المستخدمة في الكشف عن الأمراض الوراثية والمعدية والمزمنًة.

وفي افتتاح المؤتمر أكد عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي، أهمية المؤتمر الأول للطب المخبري للخروج بنتائج فاعلة تخدم الطب المخبري في اليمن. وأشار إلى أهمية العمل بمعايير الجودة كون العمل العشوائي ينتج عنه تشخيص غير صحيح للمرض، ما يكلف المواطن السفر للخارج ويحمله أعباء مالية إضافية. ولفت الرهوي إلى ضرورة الاهتمام بجوانب التشخيص سواء السريري منها أو المختبري؛ لما لها من أهمية في عملية الجودة بالمختبرات.

 وشدد على ضرورة الاهتمام بالكادر البشري وتنمية مهارات العاملين بالمختبرات ومراكز التشخيص .. مشيداً بجهود قيادة وزارة الصحة للنهوض بالوضع الصحي وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين واللجنة التحضيرية على الأعداد الجيد المؤتمر. واعتبر عضو السياسي الأعلى الرهوي انعقاد المؤتمر رسالة لتحالف العدوان، تؤكد صمود أبناء اليمن وثباتهم في مواجهة العدوان واستمرارهم في عجلة التنمية والبناء.

وتطرق إلى الأوضاع في المحافظات الجنوبية التي ترزح تحت طائلة الاحتلال ومعاناة أبنائها في ظل سلطة تديرها مجموعة من العصابات وقطاع الطرق.

فيما ألقى رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور كلمة عبر في مستهلها عن الشكر لوزير الصحة والمختبر المركزي على تنظيم هذه الفعالية العلمية الهامة والمشاركة النوعية من المؤسسات العلمية الأكاديمية والمؤسسات الخاصة .. موضحا أن هذه الفعالية من الأعمال المهمة التي ترتبط بحياة المواطنين الذين يتعرضون بسبب العدوان والحصار لمشكلة حقيقية في تشخيص الأمراض.

ولفت إلى أهمية البحث باستمرار عن الخطوات الخاصة بالمستقبل والذي يعد هذا المؤتمر إحداها .. وقال ” هذا المؤتمر العلمي الذي يضم اختصاصين وأصحاب خبرة ومؤسسات علمية وأيضا رجال اعمال، سيكون مؤتمرا ناجحا ومهما لخدمة العمل المنهجي العلمي في هذا القطاع“.

وأضاف ” هناك رغبه سعودية إماراتية إلى جانب عدوانهما وحصارهما على شعبنا هي أن نظل أسيرين الجهل والمرض والتخلف والتي يؤكدها طبيعة الاستهداف للمقومات الأساسية من طرق ومستشفيات والمساجد والمتاحف وغيرها من الجوانب التي ليس لها علاقة على الإطلاق بالجانب العسكري “.

وأكد رئيس الوزراء أن هناك تعمد حقيقي لتعطيل الحياة الثقافية والعلمية لما لها من مترتبات مباشرة على حياة الشعب أبرزها محاولة كسر إرادة الشعب وتعطيل حركة التطوير التي ينشدها أي مجتمع من المجتمعات . وأشار إلى أن المؤتمر سيحيي جانب مهم مرتبط بحياة المواطنين على المستوى الوطني بما في ذلك المحافظات الواقعة تحت الاحتلال التي تواجه مشكلات عويصة في هذا المجال وغيره من المجالات الحيوية .

ولفت إلى أن صنعاء تحتضن في هذا النوع من المؤتمرات العلمية والفعاليات الأخرى مشاركين من المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة بينما يستحيل هذا الأمر في عدن وغيرها من المحافظات الخاضعة للاحتلال لأن فيها من يعمل بكل وسيلة من اجل تفتيت اللحمة الوطنية والثقافية والاجتماعية الواحدة.

وقال ” الصراع بين عملاء السعودية وعملاء الإمارات هو صراع على السلطة ولن يحسم إلا بالقوة كما حدث في شبوة وعدن وجزء من أبين وكل فريق يسعى لتقديم ولائه المطلق لهذا المحتل أو ذاك “.. مضيفا ” المسألة ليست متصلة بالموضوع المادي ولكن أوسع وسيدخلون في صراع جديد على ما اتفقوا عليه فيما يسمى باتفاق الرياض في حين أن الأشهر الماضية مرت على أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بمرارة كبيرة جراء الاغتيالات والتعذيب والاختطافات“.

 وبين أن هذا العمل التدميري التخريبي المنهجي خطط له ودبر بعناية من اجل أن تظل هذه المدن اليمنية غير قابلة للحياة بشكل طبيعي ليس في هذا الفترة بل وبعد إيقاف العدوان .

وعبر الدكتور بن حبتور عن الشكر للمؤسسات العلمية التي رعت هذه الفعالية والمؤسسات التجارية التي ساهمت في الرعاية والحضور والمشاركة الأمر الذي يبعث على الفخر والاعتزاز بان الوطن وهو في السنة الخامسة من العدوان لا زال يناقش قضايا علمية معقدة ويتحدث أبنائه بلغة العلم في الأبحاث والمراسلات وخلق جو من التواصل الذهني والفكري ليس على مستوى الوطن بل والخارج.

ووجه وزارت التعليم العالي والصحة والتعليم الفني بتشكيل فريق لدراسة التوجهات التي سيخرج بها هذا المؤتمر .. موضحا أن من مهام حكومة الإنقاذ الوطني تسهيل نشاط القطاع الخاص والمواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة فيما يتصل بموضوع الشهادات وعدم وقوفها عند مرحلة البكالوريوس وإنما أيضا مرحلتي الماجستير والدكتوراه .

وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان ووزراء التعليم العالي حسين حازب والتعليم الفني غازي أحمد علي والزراعة والري المهندس عبد الملك الثور والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والصناعة والتجارة عبد الوهاب الدرة، أشار وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إلى أهمية المؤتمر الذي ينعقد في ظل استمرار العدوان، الذي ساهم في انتشار الأوبئة والأمراض.

وقال “أصبحنا نشك أن هناك حرب بيولوجية على الشعب اليمني” .. لافتا إلى أن الأوبئة فتكت بالآلاف مرورا بموجة الكوليرا والذي وصل عدد الحالات فيها إلى مليون و500 ألف والدفتيريا والضنك والملاريا ووصولا إلى الإنفلونزا الموسمية H1N1 .

وأكد الوزير المتوكل أهمية المؤتمر الذي سيناقش 21 ورقة علمية للارتقاء بالخدمات التشخيصية المختبرية وتعزيز قدرات المختبرات والمراكز لمواكبة التطورات الحديثة .. لافتا إلى أهمية تبادل للخبرات العملية والعلمية للوصول للمأمونية الطبية والجودة المختبرية.

وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه القطاع الصحي بما في ذلك المختبرات المركزية نتيجة الحصار ومنع تحالف العدوان دخول المستلزمات والتجهيزات والمحاليل إلى اليمن.

واستعرض وزير الصحة الوضع المخبري في اليمن .. مشيراً إلى عشوائية عمل المراكز التشخيصية وآلية عملها.

ولفت إلى جهود الوزارة للنهوض بالقطاع الصحي من خلال المعايير والأدلة التي أقرتها لتصحيح وضع المنشآت الطبية والصيدلانية والمراكز التشخيصية وغيرها .. وقال” ندشن اليوم بأمانة العاصمة حملة تقييم وتطبيق الأدلة والمعايير للمراكز الطبية والتشخيصية والجراحية، بعد أن تم تطبيق تلك الأدلة على المنشآت الطبية الخاصة والصيدليات بالأمانة“.

وأضاف” لن نقبل بالعبث بحياة الناس وبفضل جهود حكومة الإنقاذ ورعاية المجلس السياسي الأعلى نطبق المعايير والأدلة في مختلف القطاعات الطبية لتحسين الأداء وتجويد الخدمات “.

وأكد الوزير المتوكل أهمية التعليم المستمر وفتح مساقات مواصلة الدراسة والماجستير في مجال المختبرات .. مبيناً أن الوزارة ومن خلال المجلس اليمني للاختصاصات الطبية أعلنت عن فتح مساقات ماجستير مهني للمختبرات الطبية.

ولفت إلى حاجة البلد للكادر الطبي المتخصص، خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار .. معرباً عن أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج لرفع المستوى العلمي للطلبة الدارسين في مجال المختبرات التشخيصية وتجويد وتحسين أداء المراكز التشخيصية في اليمن.

من جانبه استعرض رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عبدالرحمن الوزير أهداف ومحاور المؤتمر .. مبينا أنه سيتم مناقشة واقع الخدمات الطبية المخبرية وأثر غياب الرقابة وعدم وجود التشريعات اللازمة والأدلة المعيارية لضمان الجودة أو عدم تطبيقها.

ولفت إلى أن المؤتمر سيتطرق إلى مشاكل الطب المخبري على المستوى الوطني .. معرباً عن أمله في أن تلقى توصيات ومخرجات المؤتمر الاهتمام والحرص على تحقيقها.

وكان عضو المجلس السياسي الأعلى الرهوي ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء والوزراء قد افتتحوا معرض المختبرات الطبية المصاحب للمؤتمر، واطلعوا على محتوياته من أجهزة ومعدات طبية ومخبرية حديثة. بعد ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر حيث ناقشت جلسة العمل الأولى ورقة عمل حول تشكيل مستقبل الطب المخبري للدكتور محمد المريش.

فيما ناقشت جلسة العمل الثانية ثلاث أوراق تناولت الأولى التشريعات اليمنية والطب المخبري للدكتور نديم إسماعيل، واستعرضت الورقة الثانية التدريب على علامات الورم عند الطلب للدكتور جميل المغلس، وتطرقت الثالثة إلى واقع النفايات الطبية بأمانة العاصمة للدكتور فهد عثمان .

قد يعجبك ايضا