تفاصيل مهمة عن الهجوم الصاروخي للحرس الثوري على القاعدة الأمريكية من ضابط دنماركي

|| صحافة ||

قابل التلفزيون الدنماركي ضابطًا دنماركيًا من بين القوات الأمريكية المتمركزة في القاعدة الأمريكية “عين الأسد”، بشأن الانتقام الصاروخي الإيراني. وکانت القوات الدنماركية قد انسحبت إلى جانب القوات الأوروبية الأخرى، إلى الكويت مباشرةً في اليوم التالي للهجوم الإيراني.

ردًا على سؤال حول ما حدث بالضبط، أجاب الضابط الدنماركي: أثناء الهجوم، لجأنا فورًا إلى ملاجئ آمنة صلبة تحت الأرض، وانتظرنا برعب حتى نزلت صاعقة من السماء وأهالت الكثير من التراب داخل الملجأ، بحيث کادنا أن نختنق. وفي تلك اللحظة، دوت صفارات الإنذار.

ثم تحدث عن سبب عدم دوي صافرات الإنذار قبل وصول الصاروخ الأول، وقال: يبدو أن الصواريخ کانت مزودةً بأجهزة الإفلات من الرادار دقيقة للغاية. ثم استمرت الضربات الصاروخية المتلاحقة، وقد تم إطلاق ما يقرب من 13 صاروخًا.

وصرح الضابط الدنماركي أن الملاجئ لم يتم استهدافها، وأضاف: إذا وقع هذا، لكانت كارثة القرن ستحدث، لأنه كان هناك الآلاف من الجنود والضباط من جنسيات مختلفة. يبدو أن إيران تبحث عن هجمات نوعية وذات مغزی، وليس هجمات کمية ينتج عنها مقتل عدد کبير من الجنود. وبالمناسبة، أعتقد أن هذه رسالة إلى العالم، تريد إيران أن تخبر العالم من خلالها، بأنه خلافاً لما تدَّعيه الولايات المتحدة، فإننا مسلمون ولسنا قتلة، وإذا كنا کذلك لدفنا الآلاف من الجنود والضباط تحت التراب.

وأكد الضابط: أن الصواريخ كانت دقيقةً للغاية، وأصابت أهدافها بدقة عالية، دون سقوط حتى صاروخ واحد، أو انحرافه عن الهدف. ومن هنا يمكننا أن نفهم أن الإيرانيين لديهم خرائط مفصلة عن القواعد ومقار الإدارة والملاجئ وحظائر الطائرات، وکان يمكنهم أيضًا ضرب الملاجئ بينما كانوا في ذروة الهدوء والسيطرة.

ثم استعرض الضابط العسکري الأحداث التي أعقبت الهجوم، وقال: لقد خرج الأمريكيون بعد انتهاء التحذير، أي بعد حوالي ساعة من الهجوم. ثم وصلت سيارات الإسعاف وسيارات إطفاء الحريق، وکنا نسمع صوت طائرات الهليكوبتر وصراخ الجنود أثناء وجودنا في الملجأ، لكننا لم نخرج بسبب الخوف من المزيد من الهجمات وأوامر من قادتنا. وعندما خرجنا في الصباح رأينا أن الحرائق قد أتت علی أكثر من سبع نقاط مهمة، والسيارات قد احترقت والمباني قد تدمرت.

وأضاف: لدينا القليل من المعلومات حول مقار الولايات المتحدة، وبعضها مقار مشتركة. ولكن هناك أيضًا أماكن لا نعرفها ولا يُسمح لها بالدخول كقوات دنماركية منضوية في التحالف الدولي. لكن ما أعرفه على وجه اليقين هو أن أجهزة مراقبة الرادار العملاقة بجميع معداتها بالإضافة إلى مقر المخابرات العسكرية الأمريكية قد دُمرت بالكامل. كما تم تدمير مستودعات الأسلحة، وکانت الانفجارات تقع فيها حتى نصف ساعة بعد الهجوم. کذلك تدمَّر مدرج الطائرات المقاتلة ومنصات المراقبة الجوية وقواعد إطلاق الصواريخ أرض جو، وأجهزة استشعار الهواء والحرارة بالکامل.

وحول مزاعم أمريكا حول إصابة الصواريخ لمواقع عراقية، قال: يجب أن أضيف أن إيران لم تستهدف الجناح العراقي أو الملاجئ والمراكز الطبية والخدماتية، وركزت فقط على الجناح الأمريكي والأهداف المختارة، وهذا يشير إلى أن الإيرانيين لديهم خرائط مفصلة عن جميع القواعد العسكرية والأجنبية في العراق والشرق الأوسط بأسره.

وأخيراً، سأله المراسل: فلماذا لا يعترف الأمريكيون بحجم الأضرار؟ أجاب قائلاً: يرتبط هذا الأمر بسياساتهم وظروفهم، ولا أعرف ما يفكرون فيه. ربما لا يريدون أن يشعر شعبهم بالقلق، وهذا واضح من قرارهم بمنع المراسلين من دخول القاعدة حتی هذه اللحظة.

يشار إلی أن الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني جاء رداً علی اغتيال الولايات المتحدة لقائد قوة القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبي مهدي المهندس وعدد من رفاقهما في مطار بغداد الدولي، الأمر الذي أثار انتقادات دولية وموجة غضب عارمة في إيران والعراق.

قد يعجبك ايضا