بدماء الشهداء تحرر الأوطان وتُحفظ كرامة الإنسان..
|| مقالات || احمد عبدالله الرازحي
كُل قطرة دم سالت وسقت أرض اليمن فأرتفع شامخاً، وكل روح شهيد أقامت القيامة في غير موعدها على كل طواغيت الأرض وزلزلت كراسي حكمهم وأسقطتهم أرضاً، كل أم بكت وغسلت دموعها جسد أبنها الشهيد الطاهر المضرج بالدماء، كل طفل ينتظر عودة أبوه المجاهد والمدافع عن كرامة الأرض والانسان فيعود أبوه وهو موسّم بدمه شهيداً، كل زوجة ما زالت على شرفة الأبواب تنتظر اللـقاء فيعود ولكن ملطخ بدمه الأحمر الذي أزال الطغاة ونشر به الحرية وساد بدمه منهج العدالة والحق ودمر به دعائم الضلال والظلم والاستكبار،،،
نعم انه الشهيد الذي نعجز عن وصفه بالكلمات عندما لم يعجز هو ببذل روحه ونفسه فداء لله والأرض والانسان..
لا تضل الأوطان شامخة ومستقلة القرار والارادة ومُصانة الأعراض ومحترمةٍ في السيادة وتتنفس الحرية، الا بوجود رجال لا يهابون المنايا ورجال يمانيون بهامات شامخةٍ وأسود حيدرية، تنازل الاعداء منازلة الفرسان الأبطال، فينالون من عدوهم نيلاً وفيراً، ويهزمون العدو الغازي أشد واقسى وأشنع الهزائم ويطعمونهم العلقم والموت الزعاف.
والله أشاد بمكانتهم ورفعة منزلتهم وقال عنهم أنهم أحياء وليسوا أموات.. هُم منارة تنير دروب الشعوب وعلامة تهتدي بهم الأمم، وقدوة تسير الشعوب على طريقهم فهم من وهبوا ارواحهم لله وللوطن فحق ان يكونوا محط فخراً وإعتزاز لكل من يجري في عروقه دم الأحرار ومنهج الثوار وارادةٍ تأبى الانكسار وتفضل بل وتذوب في الانتصار فهنا الشهداء هنا الأحرار وهنا شعب اليمن الوفي من خلفهم يمضي ويردد طلائع المجد سبقونا فوجب السير على خُطا الشهداء القادة…
الشهداء حطموا القيود وصنعوا مجد اليمن..
يجب ان نتذكر الواقع المؤلم والتجربة المريرة التي عايشها المواطن في حقبة الحُكم لأسرة علي عفاش وأسرة اولاد الأحمر كان الظلم يخيم على المستضعفين بكل أنواع الظلم والاستهانة ووصل الحال ان المواطنين في صعدة كانواا لا يتمكنون من شراء كيس دقيق الا بعد ان تعلم به الحكومة وتفتشه وتمزق الكيس بتمرير حديدة للتأكد من وجود أسلحة من إيران مثلاً !!! .
أمر مُدهش ومؤلم للغاية وجود حكومة تعاملك هكذا وكأنك مواطن لست من اليمن ولست ممن أنتخبهم عدة مرات وبينما كانت محافظة صعدة ذو الاقلية الوهابية كانت تعتبر المحافظة الذهبية لعلي عفاش حينها وكانت تنتخبه بنسبة 85% بينما بقية المحافظات لاتصل نسبة انتخاب عفاش الى النصف اي 50% فشن نظام علي عفاش وال الاحمر ست حروب قتلت ودمرت صعدة واحالت محافظة السلام الى ساحة حرب مدمرة استشهد الآلاف وجرح المئات ويتم الأطفال وانهمرت دموع الامهات بغزارة ولم يحترموا مؤيديهم ومُحبيهم في صعدة، قتلوهم لانهم أرادوا الحضور والاستماع لمحاضرات الشهيد القائد /حسين بدر الدين الحوثي والهتاف بالشعار الذي يناهض ويمتعض من الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على الشعوب.
فشُنت الحروب وأستشهد الشهداء العظام وقدمت صعدة مواكب من الشهداء وقوافل من العطاء اللامحدود ،شهداء الشعار وهتاف الحرية والاستقلال.. وأستمر القتل من قبل نظام عفاش وال الاحمر الدمويين وانتصرت صعدة بدماء شبابها المؤمنين بقضيتهم العادلة ومسيرتهم الثورية التي انتصرت وكسرت قيود الجلادين وحطمت معتقداتهم وفكرهم الهش بقوة الإيمان بالله وبثقتهم العالية وبفكرهم الراقي ومعتقدهم الصافي…
الشهداء هُم الأحياء وبقية البشرية أموات
نحن نرى في ظاهر الأمر اننا البشر نحن الأحياء وان الشهداء هم الاموات ، أما الحقيقة فإننا نعيش حياة الموت ، نمارس العيش المزيف والحياة المتعبة ، نركض خلف قوس قزح ، نلهو تارة ولا نصفو أخرى، نعبث، نضحك ونبكي، نحمل الهم على الأرزاق واعالة الأولاد، نولول على صفقاتنا البائسة التي لا تنجح، نتشاجر على حطام الدنيا وبريقها الزائل، نتفاخر بشهادات ورقيه ليست مدعاة للفخر في اليوم الاخر ، نحيا كما الأنعام تحيا وربما أقل ، نركض خلف ألف وهم ووهم، تداهمنا الرغبة واللذة والانشغال في توافه الأشياء وسفاسف الأمور ، نعيش بضع سنين أخرى مريرة وبالموت البطي وفي النهاية.. يأتي الموت بغتةٍ ونحن أموات اساساً والشهداء هُم الأحياء والحياة الحقيقية هي للشهداء الاطهار..
الشهيد وتساميه على الحياه الزائفة…
الشهيد هو لحظة التسامي فوق هذه الغرائز العمياء ، حينما يثبت في مواجهة الموت ويقهر أعداء الله واعداء رسوله واعداء الوطن ، ويعلو فوق الانعكاسات الشرطية، وقتها يتحقق فيه “الإنسان الكامل” الذي ترفع له التحية العسكرية وتطأطأ الهامات وترفع القبعات، وتستغفر له الملائكة في السماء فكيف لا يحبه ويقتدي به اهل الأرض ومجتمعه الذي يعيش الأمان والعدالة بدمه الطاهر الذي قدمه لله وللوطن ….
يجب علينا أن نستذكر كل شهيد في هذا الوطن الكريم اليمن العظيم بعظمة الشهداء الأبطال، يجب ان نستذكر كل شهيد
كذكرى أيّام جهادهم وكفاحهم واستشهادهم وأن لا ننسى بأن الطواغيت الجلادين الذين قتلوهم، فلم يكن هدفهم سوى أن يمحوا أثرهم من هذه الدنيا.. وان لا يخرج مشروع الشهادة والشهداء لبقية الناس، وان يبقى الناس في براثن التخلف والصمت والاذلال.! ولكل من يتكلم بالحق ان يعلم انه أصبح في دوائر الاستهداف والقمع والتشريد فعليك ان تحذر وتعيش العبودية وتصمت …
فبالشهداء تغيرت الحياة وذهبت العبودية ادراج الرياح واضمحلت وساد الأمن والأمان وعاش الناس عيش الكرام بفضل الله وبفضل دماء الشهداء الزكية وارواحهم المُقدسة فعليهم سلام الله ولهم منا ازكى التحيات وباقات الورود الندية وأطيب التقدير وآيات العرفان لكل شهداء الدفاع المقدس..
، ونقول لهم إن شاء الله أن الشعب اليمني الوفي سيبقى دائماً وفياً لهؤلاء الشهداء الأبطال وأن يبقى على العهد وفي نفس الطريق يسير ونفس الخط ومنهج الثورة وسبيل الكرامة والمقاومة…