الأمين العام للأمم المتحدة: الإحباط الفلسطيني ينمو تحت وطأة نصف قرن من الاحتلال
موقع أنصار الله :
في سابقة هي الأولى من نوعها ، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قدراً من التفهم لمشاعر اليأس والإحباط التي يعيشها الفلسطينيون من جراء الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن الدولي المفتوحة حول الشرق الأوسط الى “إن الإحباط الفلسطيني ينمو تحت وطأة نصف قرن من الاحتلال وشلل تام في عملية السلام”.
وقال بان كي مون مخاطباً أعضاء مجلس الأمن “لقد أثبتت الشعوب المضطهدة على مرّ العصور، إن من الطبيعة الإنسانية الرد على الاحتلال الذي غالبًا ما يكون بمثابة حاضنة قوية الكراهية”.
وأضاف أن “بداية العام الحالي، شهدت مستويات غير مقبولة من العنف وخطاب عام من الاستقطاب في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن ما يسمى الحقائق على الأرض (في إشارة للاستيطان الإسرائيلي) في الضفة الغربية المحتلة تحول باطراد دون إمكانية قيام دولة فلسطينية، وتقلل فرصة الشعب الفلسطيني على العيش بكرام”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة العدو الإسرائيلي إلى تجميد البناء في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، منددا باستمراره ، وشدّد على ضرورة تجميد عملية الاستيطان لإحراز تقدم باتجاه السلام، واصفاً مواصلة بناء الوحدات الاستيطانية بانه “اهانة للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي ، حيث أردف قائلاً “يتطلب التقدم نحو السلام تجميد المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، وإن مواصلة الاستيطان يمثل إهانة للشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي، ويثير بحق أسئلة جوهرية حول التزام إسرائيل بحل الدولتين”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن انزعاجه الشديد من “تقارير موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطط بناء أكثر من 1500 وحدة سكنية جديدة، لافتًا أن “بناء المستوطنات أمر غير شرعي في الضفة الغربية المحتلة ، مما يزيد من حدة التوتر ويقوّض أي احتمالات على طريق التسوية السياسية”.
وتطرق بان كي مون، في خطابه إلى أعضاء مجلس الأمن، للحديث عن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قائلًا إن “الوضع الإنساني في غزة ما زال محفوفًا بالمخاطر، حيث يواجه السكان مشاكل البطالة والمياه والكهرباء ، واكد على ضرورة تلبية احتياجات السكان ووضعها على رأس الأولويات، مشيرًا بالقول “ما زلت أعتقد بقوة أن الأوضاع في غزة تشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة”.
من جانب آخر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة الفلسطينيين إلى إنجاز المصالحة ، وحث الفلسطينيين على معالجة الانقسامات بينهم وتعزيز الوحدة الوطنية على أساس الديمقراطية ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية ، مشيراً في الوقت نفسة الى ضرورة قيام الدول المانحة بدورها لإعادة إعمار قطاع غزة التي اعتبر أن الوضع الإنساني فيه يشكل “خطرا” على الأمن الإقليمي.
وتابع قائلاً “إن تحقيق المصالحة أمر بالغ الأهمية من أجل إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السلطة الفلسطينية المشروعة بحيث يمكن للفلسطينيين تركيز طاقاتهم على إقامة دولة مستقرة كجزء من حل الدولتين عن طريق التفاوض، وكذلك تحسين قدرة الحكومة على مواجهة مشاكلها الاقتصادية الملحة.