نص خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة – ذكرى ولادة السيدة الزهراء 1440هـ

موقع أنصار الله  – صنعاء– 20 جمادى الثانية 1441هـ

 

أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَلِكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أن سيدَنا مُحَمَّــدًا عبدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجَبين وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ..

شعبَنا اليمني المسلم العزيز..

السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه:

نتحدَّثُ في هذا اليوم بالمناسبة المباركة والعزيزة ذكرى مولد البتول الزهراء فاطمة بنت رسول الله محمدٍ صلواتُ الله وسلامُه عليه وعلى آله الطاهرين، وفي هذه المناسبة نتوجهُ بالتبريك والتهاني إلى كُـلّ الأخوات والأمهات المسلّمات من بناتِ الأُمَّـة، كما نركِّزُ في حديثنا في إطار هذه المناسبة المباركة والعزيزة على ثلاثة محاورَ رئيسية، الأول الدروس، أَو بعض الدروس والعبَر المستفادة من هذه المناسبة المباركة، والثاني في التعليق على مساع الأَعْــدَاء لإثارة الفُرقة بين أبناء شعبنا اليمني المسلم العزيز من خلال إثارة النعرات العنصرية والمذهبية والمناطقية، والمحور الثالث سنتحدث فيه فيما يتعلقُ بالوضع الراهن على مستوى اتّفاق السلام في السويد وما يتعلق به والوضع الراهن فيما يتعلق بالحرب.

 

القرآنُ عرض نماذجَ لننشَدَّ إليها في الحياة لتطبيق الدين

طَبْعًا سنستفيدُ من الوقت؛ لأَنَّ فترةَ بعد العصر فترةٌ متسعة، وفترة غير مزحومة بالبرامج الرئيسية على مستوى وسائل الإعلام، عندما نأتي إلى المحور الأول الذي هو الدروس والعبر المهمة من هذه المناسبة المباركة، هذه المناسبة العزيزة كبقية المناسبات الإسْـلَامية ذات أهميّة كبيرة فيما يستفاد منها من الدروس والعبر ذات التأثير التربوي والأَخْــلَاقي والثقافي الذي يساهمُ في الارتقاء الإيْمَــاني، وعندما نأتي إلى هذه المناسبة فمِن أَهَــمّ العناوين ذات العلاقة بها عنوانٌ مهم جِـدًّا هو النموذجُ الصحيح والقدوة الحسنة الذي يمثلُ حاجةً بشريةً على مستوى مسيرتنا الدينية وعلى مستوى مواجهة التحديات وعلى مستوى تحمل الصعوبات، وسنتحدَّثُ على ضوء هذه العناوين على مستوى مسيرتنا الدينية، القُــرْآنُ الكريمُ ركّز بشكل كبير أن يعرضَ لنا النماذج التي ننشَدَّ إليها في مسيرتنا في الحياة لتطبيق الدين والالتزام به، ونجدُ في القُــرْآن الكريم حديثًا واسعًا ومتنوعًا ونماذجَ متعددةً من سيرة الأنبياء -عَلَيْــهِمُ السَّـلَامُ- ووقائعَ متنوعةً وكذلك شؤون متنوعة ومتعددة ذات صلة بحياتنا ذات صلة بتطبيق الدين في جوانبَ كثيرة من هذه الحياة وقدم دروس عن الأنبياء -عَلَيْــهِمُ السَّـلَامُ- وقدم لنا دروسًا عن نماذجَ إيْمَــانية من خارج سيرة الأنبياء -عَلَيْــهِمُ السَّـلَامُ-، مثل حديثه عن أصحاب الكهف كنماذجَ إيْمَــانية راقية، وقدم من خلال ذلك دروسًا مهمة في جوانبَ أساسيةٍ معينة، ومثل حديثه عن مؤمن آل فرعون، مثل حديثه كذلك عن مؤمن أهل القرية في سورة يس، وكذلك فيما يتعلق بجانب النساء مثل حديثه عن أم موسى -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-، مثل حديث القُــرْآن الكريم عن أخت موسى -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-، مثل حديث القُــرْآن الكريم عن امرأة فرعون، مثل حديث القُــرْآن الكريم عن امرأة عمران، مثل حديث القُــرْآن الكريم عن الصديقة الطاهرة مريم العذراء، وهكذا نجد حديثًا وعرضًا لنماذجَ راقية، نماذج مهمة، نماذج صحيحة، قدوات حسنة ننشدُّ إليها عندما نتجه للواقع التطبيقي لتعاليم الله وتوجيهاته -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، ننشدُّ إليها في مسيرتنا الإيْمَــانية، لها أهميّة من جوانبَ متعددة، الأول منها أنها تلك النماذج تقدم شاهدًا على إمْـكَانية التطبيق على التعليمات والتوجيهات الإلهية أنها مَسْأَلَـة ممكنة في الجانب البشري وداخله في حيز المستطاع والممكن للإنْسَان؛ لأَنَّ البعض مَثَـلًا في سياق تنفيرهم عن التعليمات والتوجيهات والقيم والأَخْــلَاق الالهية يحاولون أن يصوروها وكأنها خارج المستطاع في واقع البشر وفي إمْـكَانيات البشر وفي قدرات البشر وفي طبيعة ظروف وحياة البشر، وتلك النماذج تقدم شاهدًا على إمْـكَانية التنفيذ والتطبيق والالتزام بتلك التعليمات والتوجيهات والتجسيد العملي لتلك الأَخْــلَاق والقيم، تقدم شاهدًا كذلك على إيْجَـابية وعظمة وجمال تلك الأَخْــلَاق والقيم والتعليمات والتوجيهات عندما تتحول تلك التوجيهات والتعليمات والأَخْــلَاق إلى واقع عملي إلى ممارسة عملية، إلى سلوك في الحياة يتجلى جمالها، جاذبيتها، أثرها في واقع الحياة، ما تتركه من أثر طيب، من أثر عظيم، تأثير إيْجَـابي في نفسية الإنْسَان، في أعماله، في واقع الحياة، في واقع الحياة، وهذا شيء في غاية الأهميّة، أَيْـضًا تقدم النموذج الصحيح في عملية التطبيق وهي مَسْأَلَـة من أَهَــمّ المسائل على الإطلاق؛ لأَنَّ الإسْـلَامَ يأتي كتوجيهات، دينُ الله ورسالتُه تأتي كتوجيهات وتعليمات وتوصيفاتٍ وأوامرَ معينة.

في عملية التطبيق بشكل صحيح بشكل سليم، نحتاجُ إلى النموذج، ولهذا يقدم اللهُ رسلَه وأنبياءَه كقدوة في أول مقام في أعلى مقام، كقدوة بالدرجة الأولى هم عندما يقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ”، يقدم رسول الله كقدوة وأُسوةٍ من حيث طريقة التطبيق الصحيح، أسلوب التطبيق الصحيح، أسلوب العمل الصحيح الممارسة الصحيحة، الالتزام الصحيح، وفي نفس الوقت ما يتعلق بذلك من عطاء من تضحية من صبر وإلى آخره، فهناك أهميّةٌ كبيرة، وجوانبُ كثيرة أثرت بعملية الانحراف والتحريف، من هذا الجانب عندما ترتبط الأُمَّـة برموز منحرفة أَو بقدوات سيئة وليست حسنة، هنا يأتي الخلل الكبير جِـدًّا، عندما ترتبط الأُمَّـة بنماذج تطبيقية خاطئة أَو مغلوطة أَو منحرفة فتترك أثرًا سلبيًّا كذلك في الاقتداء بها وفي الحذو حذوها بالممارسة الخاطئة بالتصرف غير الصحيح، بالتطبيق غير السليم، فالقدواتُ الحسنة والنماذج الصحيحة تقدم لنا عمليًّا النموذج الصحيح للدين، تقدم لنا بالتطبيق بالممارسة بالأداء الحالة الصحيحة للدين، وهذا يمثل عَامِـلًا مُهِمًّا في الهداية وعَامِـلًا مُهِمًّا في التحفيز والتأثر والتشجيع والانشداد وعَامِـلًا مُهِمًّا في الانجذاب عندما تتجسد تلك التعليمات والتوجيهات والأَخْــلَاق في واقع الحياة فيتجلى جمالها وجلالها وأثرها الإيْجَـابي؛ ولذلك نجد هذا الحديث المتنوع في القُــرْآن يقدم لنا مواقف سلوكيات أعمال، تعبر حتى عن الجانب النفسي، حتى عن المشاعر حتى عن الوجدان؛ لذلك النبيُّ أَو لذلك المؤمن، أَو لتلك المرأة المؤمنة، عندما تجد حديثَ القُــرْآن الكريم عن نبي الله إبراهيم في مقامات متعددة ومناسبات متنوعة من تحطيمه للأصنام وهو في موقع يقدم فيه الهدايةَ لقومه والحجةَ عليهم والتوضيحَ لهم إلى مقام آخر وهو في حالة الاستعداد التام حتى أن يذبحَ ابنَه؛ امتثالًا للأمر الإلهي وتسليمًا لأمر الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-، ومقامات أُخْــرَى في كُـلّ مقام دروس مفيدة ذات أثر مهم في نفسية الإنْسَان ومشاعره والتزامه السلوكي والأَخْــلَاقي والتربوي، وهكذا حديث القُــرْآن عن غيره من الأنبياء، حديث القُــرْآن الكريم عن مؤمنين، نماذج إيْمَــانية من غير الأنبياء، حديث القُــرْآن الكريم عن نماذج من النساء ذات الدور التأريخي والعظيم والمهم وذات الالتزام الأَخْــلَاقي والقيمي والإيْمَــاني العالي، هنا نجد أهميّةَ أن نستفيدَ من هذه المناسبة ونحن نتحدَّثُ في هذه المناسبة عن أرقى وأسمى نموذج قدمه الإسْـلَام للمرأة الصالحة للمرأة المؤمنة، عن أرقى نموذج عالمي، فاطمة الزهراء، كذلك فيما يتعلق في الجانب الآخر في مواجهة التحديات جزء كبير من معركتنا مع أَعْــدَاء الأُمَّـة هو يتجه إلى المعركة معركة التصدي للغزو الثقافي والفكري والاستهداف المعادي لهذه الأُمَّـة لمبادئها وقيمها وأَخْــلَاقها، في إيْمَــانها، وهذه معركة مهمة وخطيرة للغاية، هذا الجانبُ فيها استحضارُ النماذج الصحيحة والارتباط بالقدوات الحسنة، هذا الجانب جانب رئيسي وأساسي للصمود في هذه المعركة المواجهة في هذه المعركة، للتماسك في هذه المعركة، للثبات في هذا الميدان، الأَعْــدَاءُ هدفُهم الرئيسي الذي يسعَون لتحقيقه في معركتهم معنا كأمة مسلمة هو ماذا؟ هو السيطرة علينا.

 

أهمُّ وأولُ ثمرة للإسْـلَام

الأَعْــدَاءُ يسعَون إلى السيطرة عليك كإنْسَان مسلم، سواءٌ أكنتَ رجلًا أَو كُنتِ امرأة، هم يريدون أن يسيطروا على الجميع، سيطرتهم علينا يستخدمون فيها وسائلَ متعددة، والمقصود من هذه السيطرة من واقع عدائي، يعني يسعون للسيطرة علينا كأَعْــدَاء لنا؛ بهدفِ استغلالنا واستعبادنا والاستحواذ علينا، في هذه المعركة يتّجهون في مسارات خطيرة على المستوى الثقافي والفكري، على مستوى التأثير النفسي والفكري والثقافي أن يسيطروا على نفسيتك، وأن يسيطروا على فكرك وعلى ثقافتك وعلى توجهك في نهاية المطاف، وهم يخوضون حربًا شرسة يستخدمون فيها الوسائلَ الكثيرة جِـدًّا، ويستغلون فيها كُـلَّ حالات الانحراف والتحريف والخلل في داخل الأُمَّـة، ويوظّفونها بكل ما يستطيعون وبأقصى ما يتمكّنون للتأثير على هذه الأُمَّـة وُصُــوْلًا إلى السيطرة عليها في النصوص في الأفكار في التوجهات، وحينها يصبح هذا الإنْسَان مستغَلًّا لهم ومسخَّرًا لخدمتهم ويتحكمون به بالريموت، يصبحُ مبرمجًا على نحو ما يريدونه هم، فيحرّكونه بريموتهم، ريموت السيطرة الثقافية، السيطرة الفكرة، السيطرة على النفوس، على النفسية على التوجه..

حينها يتحكمون بهذا الريموت الخطير على الإنْسَان ويحركونه مستغلّين له كما يشاؤون ويريدون، يتحول دورُه في هذه الحياة كإنْسَان يتحولُ الدورُ للأُمَّـة كأُمّة في ما يفيد أولئك الأَعْــدَاء، دورًا استغلاليًّا خدميًّا بكل طاقاتها بكل إمْـكَاناتها بكل قدراتها في ما يخدم أَعْــدَاءها، في ما يحقّق مصالح أعدائها هذا ما يسعى له الأَعْــدَاء.

أهمُّ ثمرة للإسْـلَام وأولُ ثمرة للإسْـلَام هو أنه إِذَا التزمنا به بشكل صحيح ووعيناه بشكل سليم والتزمنا به بشكل سليم يحمينا من هذا، يحمينا من الاستغلال، من الاستعباد من قبل الطاغوت من قبل أَعْــدَاء الأُمَّـة، يبنينا لنكونَ أُمَّـةً حُرَّةً، أُمَّـة مستقلّة، أُمَّـة متخلصة من التبعية لأعدائها من التأثر بأعدائها، من الخضوع والخنوع لأعدائها. ولذلك، الإسْـلَام في برنامجه في تشريعاته في توجيهاته في تعليماته في مشروعه للحياة في رموزه، هو يعطينا هذه الثمرة يحررنا يعطينا الاستقلال يخلصنا من التبعية للقوى الطامعة لقوى الطاغوت المستكبرة التي تنظر إلى البشر وما بأيدي البشر كمجرد حيوانات وقطيع ومدخرات وثروة تستغلها في مصالحها وأطماعها ورغباتها.

 

أسبابُ استهداف الأعداء للمرأة المسلمة

فنحنُ في هذه المناسبة عندما نُدرِكُ أننا نخوضُ معركةً كبيرةً مع أعدائنا وأننا بحاجة إلى الاحتماء ثقافيًّا ونفسيًّا وأن العدوّ يتجهُ للسيطرة على أفكارنا وعلى نفسياتنا ويسعى بكل جهد إلى إفسادنا بالسيطرة علينا، ندركُ أن جزءًا رئيسيًّا في هذه المعركة الثقافية والتربوية يتجه صوب المرأة، الكل مستهدف، الرجل مستهدف، الطفل مستهدَف، الشاب مستهدف، الشابة، المرأة بشكل عام مستهدفة. هم يستهدفون الجميع ولكن هناك مساحة من معركة العدوّ ويركز فيها العدوّ بشكل كبير على المرأة.

لماذا المرأة؟! المرأة في موقعها في الأسرة وبالتالي المرأة في موقعها في المجتمع الأَعْــدَاء يسعون إلى التركيز في تفكيك المجتمع المسلم بدءًا بتفكيك الأسرة ودعامة الأسرة وأم الأسرة والقاعدة الأساسية للأسرة هي المرأة هي المرأة، من موقعها كأم ومن موقعها كزوجة لها دور أساسي جِـدًّا في الأسرة.

المجتمعُ الإسْـلَامي المستهدَفُ من أعدائه مكوَّنٌ من لبنات، اللبنة فيه هي الأُسرة، هذه اللبنة إِذَا حطمت إِذَا فككت ينتج بالتالي تفكيك للمجتمع الإسْـلَامي وبالتالي تسهل السيطرة عليه والتغلب عليه ولذلك الإسْـلَام يلحظ هذا الجانب، كيف يحمي هذا المجتمع كمجتمع ويحمي لبنات هذا المجتمع؟ يحمي اللبنة الأساسية التي هي الأسرة وداخل الأسرة دعامة الأسرة، أم الأسرة، قاعدة هذه الأسرة التي هي المرأة يقدم لها الحماية ويصونها من هذه الهجمة التي تستهدفها في ثقافتها في فكرها في نفسيتها في أَخْــلَاقها في روحيتها، وبالتالي في توجهها وبرنامجها العملي واهتماماتها في هذه الحياة.

لاحظوا الأَعْــدَاء يتظاهرون بأن لديهم اهتمامًا كبيرًا بالمرأة، ويتحَـرّكون تحت عنوان حقوق المرأة بأنشطة متنوعة وبرامج متنوعة ومشاريع عمل متعددة، ولكن إِذَا جئنا إلى هؤلاء الأَعْــدَاء كيف هم أَوَّلًا في ثقافتهم وكيف هم ثانيًّا في ممارساتهم وسلوكياتهم وكيف هي طبيعة برامجهم هذه واهتماماتهم هذه؟ ثم نأتي أَيْـضًا إلى تصرفاتهم تجاه واقع المرأة في عالمنا الإسْـلَامي وفي شعوبنا المظلومة والمستضعفة ثم نأتي بالتالي إلى الإسْـلَام وما يقدمه الإسْـلَام نجد الفوارق الكبيرة،

يتضح لنا الصحيحُ من السقيم يتضح لنا أين هي العناية الصحيحة، العناية التي هي عناية بحق بالمرأة وتهدفُ بحق إلى الاهتمام بالمرأة وإلى حماية المرأة إلى العناية بها في دورها المهم في هذه الحياة.

الأَعْــدَاء الذين يتحَـرّكون تحت عنوان حقوق المرأة هم في ثقافتهم وهم في ممارساتهم وهم في سياساتهم أَكْبَــرُ خطر على المرأة، هم يشكّلون خطورة كبيرة على المرأة كما يشكّلون خطورة كبيرة على الرجل، ويشكلون خطورة كبيرة على الأُمَّـة بكلها، ثقافتهم في الأساس هي ثقافة تنظر إلى المرأة نظرة سلبية، الصهاينة وهم من يقودون المجتمعَ الغربي وهم من يتحكمون بسياساته وتوجهاته لديهم ثقافة سلبية جِـدًّا عن المرأة إلى أنها رمزٌ للشر وعنصر بيد الشيطان وأنها بدءًا من حواء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- أُمّ البشر وزوجة آدم كانت هي السببَ الأساسي في إغواء آدم ومن جرّته إلى الأكل من الشجرة وأنها التي ورطته في المعصية، وهكذا كثيرٌ من نصوصهم من تعبيراتهم في ثقافتهم تعبر عن هذه النظرة السلبية في المرأة إلى أنها عنصر شر وعنصر فساد وعنصر خطر وأنها هي التي ورطت الرجل إلى المعصية والتي دفعته إلى طاعة الشيطان وأن الشيطانَ اعتمد عليها في ذلك ثم تجدُ في سياساتهم العملية، وبرامجهم العامة ما يتجه نحو الاستغلال السلبي للمرأة وكأنها سلعة رخيصة، حوّلوها إلى وسيلة للفساد هدموا كرامتَها استهدفوها في عفتها في طهارتها أخرجوها من حيز الصيانة ومن كُـلّ التشريعات الإلهية التي تحميها وتصونها وتحفظ لها عفتها وطهارتها ودورها الإيْجَـابي في الحياة وخرجوا بها عن ذلك الاتِّجَـاهات والمسارات وبرامج تبعدها عن كُـلّ ذلك فأسهموا إلى حَـدٍّ كبير في توجيه ضربات موجعة للمجتمع البشري حتى في مجتمعاتهم، هم الآن في المجتمع الغربي في أمريكا وفي أوروبا هناك معاناة كبيرة جِـدًّا من التفكك الاجتماعي والتفكك الأسري، هناك انهدام كبير لهذا البنيان ويترتب على ذلك نتائج كارثية في واقع الناس هناك، في حياتهم في سلوكياتهم، وهناك كثير من الحكايات التي تحكي لنا ما وصل إليه واقعُهم في ما يتعلق بهذا الجانب لا يتسع الوقت للحديث عنها.

 

طرُقُ الأعداء في إفساد المرأة وتفكيك المجتمع

ثم هم يتجهون إلى مجتمعنا بنفسه الذي لا يزال من أَهَــمّ ما فيه بقايا آثار الإسْـلَام وحركة الإسْـلَام قدر جيد من التماسك الأسري وهذا الترابط الأسري والتقديس للأسرة والارتباط الأسري، يتجهون إلى هذا المجتمع لتفكيكه كما فككوا بقية المجتمعات ويستمرون في تفكيكها، توجه لتفكيك هذه الأسرة والاستهداف لها تحت عناوين يحرصون أَوَّلًا على إثارة التباينات في داخل الأسر، إثارة التباينات، التباينات ما بين الرجل والمرأة، قدموا المرأة عالَمًا لوحدها والرجل عالَمًا لوحده، ثم يأتون للمرأة بتحريكها باتِّجَـاه أن تتحَـرّك للحصول على حقوقها وأن تكون شريكًا في هذه الحياة بنمط آخر بطريقة أُخْــرَى من باب التباين والتنازع والتنافس والاختلاف والتصارع بينما هي شريك طبيعي في واقع الحياة، واقع الحياة قائم ما بين الرجل والمرأة على الارتباط التلقائي والمباشر وسنتحدث عن هذه النقطة عندما نأتي إلى ما قدمه الإسْـلَامُ وما يقدمه الإسْـلَامُ، هم لا يريدون أن يتحَـرّكَ الجميعُ ككيان واحد وتوجه واحد حياته مرتبطة (بعضُكم من بعض) كما يعبِّرُ القُــرْآنُ الكريم.. لا.. بدون أن يأتوا باتِّجَـاهات لإثارة تباينات ثم يتحَـرّك كُـلّ صنف لوحده، الرجال لوحدهم والنساء لوحدهن ويبدأون بالتصارع والتنافس وكل يطالب بحقوقه وكل ينازع الطرف الآخر وكل طرف يحرض ضد الطرف الآخر، المرأة تُحرَّض ضد الرجل والرجل يحرَّض من هناك ضد المرأة ويشتغلون على هذا النحو مع بقية الفئات.

مُؤَخَّـرًا ألحقوا أَيْـضًا عنوانَ الشباب لوحدهم، ومن العجيب جِـدًّا حتى عندما يأتي حوارٌ سياسيٌّ مَثَـلًا يقول لك يأتي تمثيل للمكونات، المكونات السياسيّة في المجتمع مَثَـلًا، هذا حصل حتى عندنا في اليمن طَبْعًا يأتي من يمثل المكونات السياسيّة في المجتمع، بعد ذلك يقولون يأتي تمثيل للنساء خارج التمثيل للمكونات بينما كُـلّ مكون فيه رجال ونساء وكبار وصغار وشباب لكن أرادوا أن يكونَ هناك تصنيفٌ سياسيّ خارج التصنيف الذي يأتي إلى المكون كمكون من بناء المجتمع بكل فئاته من رجال ونساء وكبار وصغار وشباب وشيوخ.. لا..

أرادوا تصنيفًا آخر تصنيفًا للشباب وكأنهم فئةٌ لوحدها وللنساء وكأنهن فئة لوحدها ثم يأتي تصنيفٌ سياسيّ، سياسة للشباب لوحدهم وسياسة للنساء لوحدهن، بقي من يعني الشيبات والجهال (الأطفال) الصغار، يعني أسلوب غريب جِـدًّا في تفكيك المجتمع تحت كُـلّ العناوين وتحت كُـلّ الأوصاف لتفكيك الأسرة. تخيّلوا أسرة يأتون إلى الكبير فيها كبير الأسرة ليقولوا له أنت لوحدك تفضل نفتح لك مسار سياسيّ ويأتون للمرأة ليقولون أنتِ هناك يفتح لك مسار سياسيّ آخر، يأتون إلى الشاب ليقولوا له أنت تعال هنا مسار سياسيّ آخر، ويأتون في الأخير إلى الطفل فيقولون تعال أنت هناك مسار، تفكيك عجيب وبعثرة عجيبة.

نقول لهم يا جماعة كُـلّ مكون فيه شباب فيه مرأة فيه رجال فكيف تأتي بتصنيف سياسيّ للمرأة خارج المكون الذي فيه مرأة ورجل وشاب وشابة وكبير وصغير؟!

يقول لك إلا ضروري الشباب يمثلون والمرأة تمثل وضروري الطفل هناك يكون له في الأخير من يمثله، بعثرة وتفكيك وتمزيق للنسيج الاجتماعي ويرسمون هم هذه العناوين ومسارات ترتبط بها تذهب بالناس هناك بعيد جِـدًّا عن بعضهم البعض، القُــرْآن يأتي بعبارة جميلة جِـدًّا (بعضكم من بعض) أنتم كيان واحد أصل واحد، لكن هم يأتون لإثارة هذه التباينات ويبنون عليها هكذا تباينات سياسيّة تباينات في مسارات الحياة هذا عنوان يشتغلون عليه بشكل كبير، إثارة المرأة ضد الرجل وَالرجل ضد المرأة والشاب ضد الكبار والشيوخ وهكذا وضد الكهول ويتحَـرّكون بالإنْسَان في كُـلّ اتِّجَـاه.

ثانياً: التركيز بشكل كبير جِـدًّا على الإفساد للمرأة والضرب لنفسيتها وفكرتها والتحويل لها إلى عنصر لإفساد الآخرين، وهذا واضح، ما يركز عليه الغرب حَـاليًّا ما تركز عليه منظماته في طليعة برامج عملها التي تتحَـرّك دائما تحت عنوان التنمية البشرية ما تركز عليه في برامجها الثقافية والتعليمية تتجه نحو هذا الجانب التركيز على إفساد المرأة.

أولاً: يحاولون إبعادها عن الالتزام بالضوابط الشرعية التي هي لحمايتها، فيأتون ليشجعوا على الاختلاط على العلاقات الفوضوية بين الرجال والنساء التي لا تبقى مضبوطة بالضوابط الشرعية يخرجون المرأة من محيطها المحصن محيطها الأسري المحمي بتشريعات إلهيه وتصبح امرأة منفتحة على علاقة بالجميع من دون أي ضوابط وتدخل في ارتباطات هنا وهناك وتنفتح في حياتها على علاقات لا ضوابط لها وعلى ارتباطات ليس فيها أي حواجز. هذه النقطة يركزون عليها بشكل كبير وينفّــذون من خلالها إلى إفساد المرأة ثم إلى استغلالها كوسيلة إلى إفساد الآخرين وهذا واضح. أدنى تأمل ترى ذلك الإنْسَان بوضوح في برامجهم العملية كيف يحاولون أن يخرجوا المرأة من محيطها المحصن لاحظوا القُــرْآن الكريم جعل هناك تنظيم لعلاقة المرأة في محيطها الأسري كيف علاقتها مع زوجها مع الآخرين مستوى التستر الانضباط الحشمة إلى أخره.

أحاط المرأة بتشريعات تحميها تصونها تحافظ عليها تحافظ على عفتها على كرامتها على شرفها على نزاهتها يشجعون السفور والابتذال والجريمة الأَخْــلَاقية هذا شيء واضح جِـدًّا، وتأتي منظمات تشتغل في بعض المجتمعات حتى في التمهيد لانتشار مرض الإيدز ويشجعون على ارتكاب الجريمة ويعدون الناس بأن يقدمون لهم المساعدات في مكافحة هذا الوباء؛ لأَنَّهم يدركون أن انتشار الجريمة الأَخْــلَاقية والفساد الأَخْــلَاقي آفات اجتماعية وآفات صحية وآفات كارثية على أي بلد تنتشر فيه هذه الأمراض الخطيرة جِـدًّا والأوبئة السيئة للغاية فهم يتجهون إلى إفساد المرأة وإلى تحويلها إلى عنصر إفساد في المجتمع وهم يشوهون في نظرها التشريعات الإلهية التي تحميها وتحافظ عليها وتساعدها على أداء دورها المهم في هذه الحياة يشوهونها في نظرها ويصورنها بأنها تشريعات تعبر عن تخلف وانحطاط ويصورون في نظرها الحشمة والعفة والطهارة والصيانة الأَخْــلَاقية والسلامة الأَخْــلَاقية يصورون كُـلّ هذا بأنه تخلف ويصورون الابتذال والسفور والفوضى في العلاقات والارتباطات المنفسخة التي لا يضبطها ضابط يصورون هذا بالتقدم والتطور والحضارة ويقدمون له العناوين البراقة، متى كان الابتذال متى كانت الفاحشة متى كانت الجريمة حضارة متى كانت تقدما متى كانت عَامِـلًا إيْجَـابيا في صلاح أي مجتمع أَو لبناء أي مجتمع بناءً صحيحا لكن هذا هو شغل الشيطان وشغل أوليائه يعملون على هذا النحو ويحرصون على تحويل المرأة إلى امرأة تتجه هذا الاتِّجَـاه في واقع الحياة وهم يرخصونها بذلك هم يسيئون إليها بذلك هم يستهدفونها بذلك هم يحرصون على التحكم في تفكيرها في توجهها ويرسمون لها أنشطه في هذه الحياة ذات دور سلبي وتخريبي وهدام عليها وعلى المجتمع من حولها وُصُــوْلًا إلى السيطرة عليها كما السيطرة على بقية أبناء المجتمع.

في واقع الحال بأدنى تأمل كيف هي اهتماماتهم فيما يمثل حماية حقيقية للمرأة في عالمنا الإسْـلَامي تجد أنهم هم من يستهدفون المرأة في فلسطين من يدعمون إسرائيل التي هي جزء منهم جزء من المجتمع الغربي في تفكيره في نزعته الاستعمارية في تسلطه على الأُمَّـة في عدائه للمسلمين يدعمون إسرائيل لقتل المرأة الفلسطينية لسجن المرأة الفلسطينية لاستباحة المرأة الفلسطينية لمضايقة المرأة الفلسطينية لظلم المرأة الفلسطينية هل قدموا ما يحمي المرأة في فلسطين من الخطر الإسرائيلي؟ أم أن المرأة في فلسطين قد قتلت بسلاحهم وسجنت بفعل حمايتهم السياسيّة للكيان الصهيوني ودعمهم المفتوح له، المرأة عندنا في اليمن ألم تقتل بالقنابل الأمريكية والقنابل البريطانية والأسلحة الفرنسية وأسلحة من دول أوروبية متعددة، ألم تقتل عندنا وتستشهد المئات من النساء بالسلاح الأمريكي والغربي، الأطفال كذلك متى وفوروا حماية، لو كانوا حريصين فعلًا ولديهم مصداقية تجاه عنوان حقوق المرأة لكان الموقف آخر، لما سمحوا بهذا القتل الذريع والوحشي والإجرامي والاستهداف غير الإنْسَاني الاستهداف الوحشي بكل ما تعنيه الكلمة للمرأة والكبير والصغير في بلدنا فلا هم في سياستهم ولا ثقافتهم ولا في ممارساتهم ولا في توجهاتهم يبالون بالمرأة في عالمنا الإسْـلَامي بل هم يسعون لاستهدافها، أما عندما نأتي إلى الإسْـلَام وما يقدمه الإسْـلَام فالإسْـلَام منذ أتى الإسْـلَام من أول ما ركز عليه الاهتمام بالمرأة وبطريقة ومنهجية إلهية عظيمة تتطابق مع الفطرة ومع التكوين الاجتماعي والبشري الذي كون الله به المجتمع البشري.

 

نظرةُ الإسلام إلى المرأة

الإسْـلَام يوم أتى كانت المرأة في كُـلّ المجتمعات في المجتمعات التي تنتمي إلى المسيحية والمجتمعات اليهودية والمجتمعات الوثنية كانت المرأة محتقرةً ومظلومةً ومهانة ومضطهدة ومعذبة، أما في المجتمع العربي فكانت بالنسبة لكثير من العرب كانت عارًا وكانوا ينظرون عليها أسوأ نظرة، كما يعبر القُــرْآن عن ذلك في قول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ) يختبئ من الناس أن لا يعرفوا بأنها قد ولدت له بنت (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ، أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ) يمسكه يعني يحافظ عليه ويبقي عليها على قيد الحياة بينما يتوجه إليه من المجتمع ومن الناس اللوم والإساءات والعبارات المسيئة (أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ) أم يدفنه حيًّا ويقتله بتلك الطريقة الوحشية بدفنه حيا (أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ، أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، أما اليهود فنظرتهم إلى المرأة التي يعتبرونها عنصر شر وخطر، في الواقع في بقية المجتمعات لا يختلف عن ذلك، جاء الإسْـلَامُ ليقدمَ النظرة الصحيحة والفكرة الصحيحة وليتخاطب مع المجتمع البشري وليعيد بناء المجتمع البشري على الأساس الصحيح والسليم، يأتي القُــرْآنُ فيقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) يأتي ليعيدَ الاعتبارَ للمرأة أنها إنْسَان أنها هي والرجل كيان واحد أصل واحد نوع واحد كائن واحد إنما ذاك ذكر وتلك أنثى ومن أصل واحد كلاهما من أصل واحد الذي خلقكم من نفس واحدة ليزيح هذه النظرة السلبية وليزيح معها تلك التفرقة التي تؤسس لاتِّجَـاهات متباينة في الحياة تساعد على تفكيك الأسرة وبعثرة الأسرة كيان واحد يبنى به المجتمع أسرة تبني على نحو واحد مترابطة ولديها النظرة الإيْجَـابية بعيدًا عن نظرة الاحتقار أَو النظرة العدائية والنظرة السلبية أَو النظرة الجاهلية التي ترى في المرأة عارا لا، كيان واحد الجميع إنْسَان المرأة إنْسَان والرجل إنْسَان كلاهما من نفس واحدة كلاهما كيان واحد حياتهما مرتبطة ببعض وهكذا يأتي القُــرْآن الكريم وتأتي رسالة الله مع كُـلّ الرسل والأنبياء عبر كُـلّ التأريخ لتخاطب على هذه الحقيقة ولتبني واقع البشر في واقع مسيرة حياتهم على أساس هذه الحقيقة ولتفتح المجال للارتقاء الإنْسَاني والأَخْــلَاقي والقيمي والعملي والإيْمَــاني أمام الجميع للذكر والأنثى، فيقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ليقول: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى، بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) أنتم كيان واحد وأصل واحد والله فتح لكم جل شأنه مسار الارتقاء الإنْسَاني والإيْمَــاني والأَخْــلَاقي والمنزلة عند الله والوصول إلى ما وعد الله به من الخير العظيم والفوز العظيم والأجر الكبير المجال مفتوح للجميع ليس خاصًّا بالرجل ومغلقًا في وجه المرأة ليس مفتوحًا للذكَر ومغلقًا في وجه الأنثى، لا، وقدم النماذج التي ارتقت من عالم النساء إن صح التعبير وإلا فلا يناسب أن يقال عنهن إنهن عالَمٌ لوحدهن.

من النساء ترتقي نماذجُ فتصلُ إلى مستويات عالية لا يصلُ إليها الكثيرُ من الرجال، المستوى الذي وصلت إليه الصديقة الطاهرة مريم العذراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- مقام عالٍ جِـدًّا اصطفاها اللهُ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- وطهّرها، خاطبتها الملائكةُ عن الله (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) نماذج كثيرة في التأريخ من النساء ارتقت على المستوى الإنْسَاني والأَخْــلَاقي والقيمي حتى وصلت إلى مرتبات عالية جِـدًّا، خديجة أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء كذلك من هذه النماذج العظيمة جِـدًّا والتي ارتقت في سلم الكمال الإنْسَاني والأَخْــلَاقي إلى مستويات عالية وبلغت في مرتبتها الإيْمَــانية مرتبة أن بعث الله إليها بسلامه مع جبريل -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- فيما روي عن رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ-، الله جل شأنه يبلغها سلامَه عبر جبريل يا محمد ويبشرها ببيت في الجنة ليقول إن السمو إن الكمال للرجل وللمرأة هو بالسمو الأَخْــلَاقي والإنْسَاني والقيمي، وأنه الذي يتيح للإنْسَان رجلًا أَو امرأة ذكرًا أَو أنثى ليؤدي دورًا إيْجَـابيا وبناءً في هذه الحياة فالإنْسَان ذكرًا أَو أنثى يسمو يشرُف يكون له دورٌ إيْجَـابي وصالح في هذه الحياة بقدر ما يرتقي على المستوى الإنْسَاني على المستوى الأَخْــلَاقي على المستوى القيمي، المرأة لا تصبح مهمة وذات دور مهم وإيْجَـابي في الحياة بقدر الابتذال بقدر السفور بقدر العلاقات الفوضوية بقدر السقوط الأَخْــلَاقي، لا، هذا هوان هذا انحطاط وسقوط، لا يمثل بأي نسبة لا عن أهميّة ولا عن كرامة ولا عن دور بنَّاء ولا أي شيء أبدًا.

الإنْسَانُ من واقع إنْسَانيته من واقع أَخْــلَاق وقيمْ ومبادئَ عظيمة يمكنُ له أن يكونَ له دورٌ إيْجَـابي ومفيد في هذه الحياة وأن تكون له منزلةٌ عظيمة عند الله؛ كون مريم -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- أَو خديجة أَو أُمّ موسى أَو امرأة عمران؛ كون فاطمة الزهراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- امرأة كونها أنثى لم يحل بينها وبين أن يكون لها منزلة عظيمة جِـدًّا عند الله ومرتبة متقدمة في الواقع البشري على المستوى الأَخْــلَاقي على المستوى القيمي على مستوى المنزلة عند الله فتتفوق حتى على الكثير الكثير جِـدًّا من الرجال في ذلك، على المستوى المعرفي على مستوى الدور الإيْجَـابي في هذه الحياة كُـلّ هذا يأتي من خلال رسالة الله وفي ظل أنبيائه، قدم الإسْـلَام وقدمت رسالة الله مع كُـلّ الأنبياء التشريعات والتعليمات والتوجيهات التي تصون المرأة وتحافظ عليها وتتيح لها هذا الارتقاء في سلّم الكمال الإنْسَاني والأَخْــلَاقي والقيام بدور إيْجَـابي في هذه الحياة.

وهذا الدورُ يأتي بدءًا من دورها في المنزل، ودائمًا يركز الأَعْــدَاء على تشويه هذا الدور الذي هو في مقدمة الأدوار ذات الأهميّة الكبيرة جِـدًّا، هناك حيث تنشئة الناس تنشئة الرجال والنساء، المسؤولية في هذا الدور بالدرجة الأولى والدور المهم جِـدًّا في هذا الجانب يأتي إلى المرأة في موقعها كأم إِذَا كانت أُمًّا صالحة أمًا زكية، أُمَّـة تتمتع بتلك الأَخْــلَاق والقيم أُمَّـة تحوز تلك المواصفات الإيْمَــانية والإنْسَانية والأَخْــلَاقية ستسهم بشكل كبير جِـدًّا في مجال التربية، تربية الرجل نفسه، كُـلّ رجل هو ابن امرأة ما عدا آدم -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- الذي خلق الله منه زوجته حواء (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا).

فهذه التنشئة وهذا الدور الرئيسي والمحوري يُراد للمرأة أن تتركه وأن تنبذ طفلها إلى دور الحضانة وأن تتجه هي إلى الشارع بعيدًا عن المنزل، هذا الدور يراد للمرأة أن تعطله الذي يحتاج إلى ما وهبها الله وأعطاها من حنان وعاطفة ورحمة حتى تمتزج بتلك الرحمة وذلك الحنان وتلك العاطفة قيم هذا الدين القيم الإلهية مكارم الأَخْــلَاق وبامتزاجها تنشئ من خلالها أبناءها وبناتها فينشأ جيل صالح تؤدي دورها مع زوجها وتؤدي كزوجة كدور مساعد ومهم جِـدًّا في هذه الحياة، فالمرأة دورها في الأسرة هي قاعدة الأسرة منبت الأسرة هي دعامة هذه الأسرة التي تُبنى عليها الأسرة بكلها متى كانت صالحة تركت أثرًا كبيرًا جِـدًّا وصالحًا ثم دورها مع زوجها ودورها قبل ذلك في ظل أسرتها في إطار المجتمع دور واسع جِـدًّا ودور مهم (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) فهي تأتي في ظل الدور العام شريكةً في التضحية في العناء شريكةً في الدور العام في كُـلّ اتِّجَـاهاته ومساراته من موقع مصون من موقع محفوظ وليس من واقع الفوضى والابتذال والعلاقات الفوضوية والانفتاح غير المنضبط، لا، من موقع مصان وموقع محفوظ، تأتي إسهاماتها العظيمة في كُـلّ المجالات في كُـلّ المجالات تأتي إسهاماتها من خلال أبنائها من خلال بناتها إسهامات صالحة إسهامات مضبوطة بالضوابط الشرعية إسهاماتها مع زوجها إسهاماتها مع أبيها إسهامات مهمة جِـدًّا في هذه الحياة، وبقدر قدراتها ومواهبها التي تختلف من امرأة إلى أُخْــرَى ومن رجل إلى آخر.

فالإسْـلَام هو يلحظ هذا الدور ويقدم النماذج الراقية جِـدًّا، نموذج فاطمة الزهراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- امرأة، أنثى هذه المرأة التي قال عنها رسول الله ” -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ-” أنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء أهل الجنة، وهذا التعبير ليس مجرد أوسمة للافتخار أَو ألقاب فارغة من المضمون، لا، تعبير الرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- تعبيرٌ بالحق وليس مجرد ألقاب تُمنح لهذا وذاك، سيدة نساء العالمين يعبّر عن أنها بلغت في مرتبتها الإيْمَــانية والإنْسَانية والأَخْــلَاقية وفي سلّم الكمال الإنْسَاني والإيْمَــاني والأَخْــلَاقي إلى أعلى مرتبة في النموذج للمرأة وفي الواقع النسوي، يعني في واقع النساء هذه المرأة هي أكمل امرأة في إيْمَــانها في موقعها في موقع القدوة لكل النساء، تتطلع إليها المرأة في كُـلّ جيل وفي كُـلّ عصر كيف كانت كأنثى وكامرأة في ماهي عليه من طهارة وعفة وتبتل إلى الله وإيْمَــان فيما بلغته في القيمة الإنْسَانية والأَخْــلَاقية والتربوية والمعرفية في كُـلّ المجالات تستفيد تنشدْ تتأثر بنموذج عظيم التأثر به يزيدها صلاحًا يجلّي في واقعها قيمة تلك القيم وأثر تلك القيم في الإنْسَان وفي حياته في الإنْسَان في روحيته وفي سلوكه وفي ممارساته في ما يترتب على ذلك من منزلة عظيمة وعالية عند الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-.

فهي على المستوى العالمي النموذج رقم 1 الذي تتطلع إليه المرأة كمرأة في موقع القدوة والذي ينظر إليه البشر إلى أنه في الصدارة في سلّم الكمال الإنْسَاني والأَخْــلَاقي والإيْمَــاني، ثم عندما يقول سيدة نساء المؤمنين؛ لأَنَّها مواصفات إيْمَــانية اعتبارات إيْمَــانية مرتبة إيْمَــانية بلغت بها ذلك المستوى ثم عندما يقول سيدة نساء أهل الجنة؛ لأَنَّ هناك البعض من الناس قد يأتي له لقب من هنا أَو هناك في هذه الدنيا يتعصب له به قومه أَو شعبه أَو أصحابه ولكنه لقبًا غير واقعي، يوم القيامة التي هي خافضة رافعة لا يبقى أثر لتلك الألقاب التي لا واقع لها ليست مطابقة للحقيقة، خلاص تنتهي وتتلاشى؛ لأَنَّ تلك المرتبة مرتبة إيْمَــانية وواقعية تنتقل أيضًا في عالم الآخرة لتكون حاضرةً في عالم الجنة في موقعها العظيم في مرتبتها العالية وهي مرتبة إيْمَــانية مرتبة أَخْــلَاقية مرتبة إنْسَانية مرتبة متقدمة.

فاطمة الزهراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- لا يتسع الوقت للحديث عنها، ألفت عنايةَ وانتباهَ الأخوات والأٌمهات إلى أن هناك كتيبين مفيدين في هذا الجانب كتيب للأخ الأُستاذ العزيز يحيى قاسم أبو عواضة في رحاب فاطمة الزهراء اسم هذا الكتيب وهناك كتيب للأخ العزيز الأُستاذ حمود الأهنومي “تلك هي فاطمة الزهراء” يمكن الاستفادة منهما فاطمة الزهراء تربت في جو عظيم في بيئة عظيمة لا مثيل لها عند والدها رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- في حُضن أمها الصديّقة خديجة ونشأت نشأة عظيمة مميزة وبقابلية عالية يربيها الرسول وهي في نفسها لديها قابلية عالية جِـدًّا فارتقت ارتقاءً عظيما من وقت مبكر في بداية شبابها وقد بلغت مراتب إيْمَــانية عالية جِـدًّا إنْسَانية عظيمة تزوجت بالإمام علي -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- زوجها الرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- عليًّا -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- الذي هو كما قال عنه رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- في منزلته من رسول الله بمنزلة هارون من موسى وفي اقترانها بالإمام علي -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- كونت مع الإمام علي -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- أسرةً عظيمةً كانت لبنةً في وسط المجتمع البشري وأسرةً في وسط المجتمع الإسْـلَامي تقدمت في مرتبتها الإيْمَــانية والأَخْــلَاقية وبلغت مرتبة عالية وعظيمةُ في ذلك.

تلك الأسرة النبوية المكونة من رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- الأب والوالد والمربي والإمام علي -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- التلميذ للرسول والجندي لهذا الرسول والذي هو منه بمنزلة هارون من موسى فاطمة الزهراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- بنت رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- سيدة نساء المؤمنين ونساء العالمين ونساء أهل الجنة التي بلغت هذه المرتبة كمرتبة إيْمَــانية فيما بلغته من إيْمَــان وقيم ومبادئ وأَخْــلَاق ومعارف إلهية وإلى آخرة والحسن والحسين أبناء علي وفاطمة وبقية أولاد فاطمة الزهراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- هذه الأسرة شكلت نواة طيبه أسرة صالحة قدمت نموذجاُ ارتقى بالإيْمَــان والأَخْــلَاق والقرب من الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- فكانت خير نموذج وقدرة في العبودية لله في العبودية لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-.

عندما ننظر إلى النموذج للأسرة المسلمة الذي يجبُ أن تحذوَ حذوَه كُـلّ أسرة هذا هو النموذج نموذج نتعلم منه كيف نعبد أنفسنا لله فنتفانى في طاعته وفي الالتزام بأمره وبتوجيهاته في المحبة له فنتحلى بالقيم والأَخْــلَاق الإيْمَــانية فنسير في هذه الحياة في واقعنا البشري من واقع المحبة والروابط العظيمة والنظرة بمحبة وإعزاز للناس من حولنا هذه الأسرة التي لم تتعامل مع الناس من هذا الموقع في القدوة لا بتكبر ولا بظلم ولا بإساءة، كانت أسرة جسّدت إيْمَــانها حتى في علاقتها بالناس هذه الأسرة التي تقدم طعامها وهي جائعة وصائمة عند وقت الإفطار عند وقت تناول العشاء للمسكين واليتيم والأسير وتؤثرهم على نفسها وتبيت جائعة ثم يقولون: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) هذه الأسرة تقدم النموذج للأسرة المؤمنة يوضح لنا حديث الكساء ما بلغته هذه الأسرة في إيْمَــانها بالله واستقامتها وطهارتها وقد دعا لهم الرسول صلوات الله علية وعلى أله بعد أن شملهم بكساء يماني فقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) وتقدم لنا الآيات المباركة في سورة الإنْسَان كيف كانت إنْسَانية هؤلاء الناس وهم يؤثرون بطعامهم المسكين واليتيم والأسير لوجه الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- لنتعلم من ذلك أن السمو هو السمو بالأَخْــلَاق السمو بالإيْمَــان أن الارتقاء وأن الشرف هو بالإيْمَــان وبالأَخْــلَاق بالارتقاء الإيْمَــاني والروحي بالتزام الإيْمَــاني بالعبودية لله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- بالاستقامة على منهج الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- هذا الذي يرتقي بالإنْسَان فاطمة الزهراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- برغم ما بلغته من مرتبتها الإيْمَــانية ومقامها العظيم عند الله من موقعها كسيّدة نساء المؤمنين ونساء العالمين عاشت ظروف هذه الحياة وقامت بمسؤولياتها في المنزل والأسرة ومع زوجها وقبل ذلك في ظل ورحاب أبيها رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- بشكل طبيعي سيدة نساء العالمين كانت تعد هي وجبة الطعام لم تعتزل على كرسي تقول خلاص أصبحت سيدة نساء المؤمنين كيف أعجن كيف أخبز كيف أعد الطعام كيف أكنس المنزل كيف أغسل الثياب كيف كيف، لا.

كانت تقومُ بكل واجباتها المنزلية تعد الطعام تعجن تخبز تعد الطعام بشكل كامل تقدمه تكنس البيت تنظفه تقوم بكل مسؤولياتها تربي أبنائها كُـلّ مسؤولياتها هذه وعمل بشكل رئيسي وعظيم وبارز في تربية أبنائها الحسن والحسين وزينب -عَلَيْــهِمُ السَّـلَامُ- نتعلمُ من هذا درسًا مهمًّا عاشت حياتَها في الظروف الاعتيادية للحياة في عسرها ويسرها وفي شدتها ورخائها عاشت في مراحل وظروف صعبة جِـدًّا وظروف متواضعة حتى مراسم الزواج لم تكن مكلفةً ولم تكن ضخمةً ولم تكن بمبلغ كبير ولم تكن تكلفة الوليمة هائلة كُـلّ شيء كان متواضعا جِـدًّا في كُـلّ هذا دروس؟ الدروس الاجتماعية من حياة هذه الأسرة في حياة رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ- في واقعه مع زوجاته أمهات المؤمنين ومع ابنته فاطمة الزهراء ومع هذه الأسرة التي كانت مرتبطة به فاطمة وعلي والحسن والحسين في هذا الواقع بكله دروس كثيرةً جِـدًّا على المستوى الأسري وعلى المستوى الاجتماعي نحتاج إليها كمسلمين وتفيدنا في الحفاظ على القيم والمبادئ والأَخْــلَاق والسمو بها وأَيْـضًا تفيدنا في تحمل الصعوبات في هذه الحياة وتحمل أعباء هذه الحياة وفي مواجهة التحديات في الصراع مع الأَعْــدَاء.

لا بد لنا في معركة اليوم من تعزيز المبادئ والقيم؛ لأَنَّ التماسك المبدئي والأَخْــلَاقي هو الذي يحفظ للأُمَّـة ثباتها وتماسكها حتى في معركتها العسكريّة حتى في مواجهتها بكل أشكال المواجهة مع أعدائها لو فقد المجتمع مبادئه لو فقد قيمه وأَخْــلَاقه لو نجح أعدائه في التأثير على تفكيره وعلى نفسيته في ضرب قيمه وأَخْــلَاقه تتحكم به ولهان وضعف واستعبد وقهر وتمكّن أعدائه من السيطرة التامة عليه.

من أَهَــمّ الدروس التي يجب أن نعززها هي نظرتنا من خلال ما يقدمه لنا الإسْـلَام وإلى كيف يجب أن نكون في واقعنا الأسرة كأسرة ثم المجتمع كمجتمع مجتمع تقوم بُنيتُه بشكل عام على أساس من هذه المبادئ من هذه القيم من هذه الأَخْــلَاق مجتمع موحَّد الأسرة فيه متوحدة والمجتمع بكله المكون من هذه الأسر يتوحد وتجتمع كلمته بناءً على هذه المبادئ على هذه القيم العظيمة المؤثرة المفيدة التي لا يتسع المجال للحديث عنها.

 

الهدفُ من إثارة النزاعات والنعرات العنصرية والمذهبية والمناطقية

الأَعْــدَاء يستهدفوننا بكل معاول الهدم في بنيان هذا المجتمع يسعون إلى التفرقة إلى إثارة النزاعات حتى داخل الأسرة الواحدة ثم يأتون إلى التفرقة تحت كُـلّ العناوين من العناوين التي برزت والتي يشتغلون عليها بشكل كبير ما قبل العدوان ومنذ بدء هذا العدوان وإلى اليوم ربما زادت وتيرة هذه العناوين وربما اشتغلوا عليها بشكل أَكْبَــر منذ بداية العدوان وفي هذا الأعوام يزداد العمل عليها أَكْثَــر فأَكْثَــر.

في مجتمعنا اليمني يشتغلون على إثارة النزاعات والنعرات العنصرية والمذهبية والمناطقية بدءًا من إثارة النعرات العنصرية يشتغلون شغلًا قذرًا إثارةَ النعرات العنصرية والعداوات بين هذا العنصر وهذا العنصر هذا العرق وهذا العرق هذا النسب وهذا النسب والعدناني والقحطاني إثارة هذه النعرات سلوكُ جاهليُ مقيت لا علاقة له بالإسْـلَام أَبْـدًا أَبْـدًا، الإسْـلَام جاء ليوحد الأسرة البشرية بكلها العائلة الآدمية والبشرية والإنْسَانية بكلها، الإسْـلَام جاء ليقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ) أنتم في الأساس أسرة واحدة، عائلة كبيرة، اسمهم الإنْسَان بنو آدم الناس “يا أيها الناس” يعني أنتم أسرة واحدة من أصل واحد “اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا” وأنتم في الأساس أسرة واحدة بنو آدم عائلة كبيرة أسرة كبيرة تفرعت في هذه الحياة وانتشرت في هذه الأرض ولكن من أصل واحد من طينة واحدة، من كائن واحد هو أبونا آدم -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ-، تذكروا أنها تربطكم هذه الرابطة الأسرة الواحدة الأصل الواحد..

لا تتعادوا لا تتباغضوا لا تتناحروا، عندما يأتي البعض لإثارة النعرات العنصرية ويشتغل عليها بشكل كبير فهو يشتغل شغل الشيطان الذي ينزغ بين بني آدم، الشيطان هو يعمل ذلك جانب من عدائه يتجه نحو هذه الممارسة القذرة العدائية لبني آدم.

يأتي البعضُ حتى من القوى التكفيرية يشتغلون على هذا العنوان وهو عنوان جاهلي، إثارة النعرات العنصرية والعدناني والقحطاني والهاشمي ومدري ما هو ذاك هذا كله شغل جاهلي ليس من الإسْـلَام في شيء.

الإسْـلَامُ يربي على الأُخوّة (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) على (نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) يعزّزُ الروابطَ الإنْسَانية الأخوية الإيْمَــان يجعل منا إخوةً فكيف يأتي البعض ليعزز حالة الفرقة حالة العداوة الكراهية البغضاء ليس في الإسْـلَام أَبْـدًا أن تعاديَ عرقًا معينًا أَو نسبًا معينًا هكذا؛ لأَنَّه عرق هناك أَو نسب هناك.. الإسْـلَامُ جاء ليجمعَ لا ليفرّقَ وقِيَمُه تربي على هذا الأساس وتعاليمه تربى على هذا الأساس.

الأَعْــدَاءُ يشتغلون هذا الشغل لاستهدافنا لتفرقتنا لتسهلَ عليهم السيطرة علينا، عندما نأتي إلى الحديث عن الإمام علي -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- عن الحسن والحسين عن فاطمة الزهراء فهم كانوا قيمة إنْسَانية قيمة أَخْــلَاقية قيمة إيْمَــانية ليس حديثًا عنصريًّا وعندما يأتي هذا الحديثُ مَثَـلًا عن الهاشميين شرفُ انتسابهم مرهونٌ بالإيْمَــان مرهونٌ بالتقوى مرهونٌ بالصلاح مرهونٌ بمكارم الأَخْــلَاق مرهونا بالاستقامة على نهج الله سبحانه وتعالى.

ليس المجال متاحًا أن يأتيَ شخصٌ باسم أنه هاشمي ليتكبَّرَ على الآخرين بهذا الانتساب هذا الانتساب بدون التقوى بدونِ الإيْمَــان بدون الصلاح والاستقامة لا قيمة له، بل أسوأ من ذلك الوزر أَكْبَــر والذنب أعظم القيمة هي قيمة إيْمَــانية قيمة أَخْــلَاقية قيمة إنْسَانية، وهذا المجال مفتوحٌ فتحه اللهُ لكل بني آدم وللنساء وللرجال جَميعًا.

والإنْسَانُ سيدخُلُ الجنة بعمله الصالح، والإنْسَانُ سيحظى بالمرتبة العالية عند الله بإيْمَــانه وعمله الصالح والارتقاء الحقيقي عند الله سبحان وتعالى والمرتبة عند الله هي بالإيْمَــان والأَخْــلَاق والمبادئ التي دعا الله إليها وأمر بها، الإنْسَانُ بهذا يسمو بهذا يشرف بهذا تكونُ مرتبتُه ومنزلته عند الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-.

فإثارةُ النعرات العنصرية هو عملٌ جاهلي وعملٌ شيطاني ويهدفُ إلى التفرقة بين أبناء هذا الشعب الذي يفرِضُ عليه واجبُه الديني ومصلحته في الواقع أن يتوحدَ أن تجتمعَ لُحمتُه أن يكونَ كُـلّ أبنائه من كُـلّ الفئات والقبائل لحمة واحدة كتلة واحدة أُمَّـة واحدة معتصمين بحبل الله جَميعًا، متآخين أُخوّة الإيْمَــان التي أقوى الروابط وأمتن الروابط وأعظم الروابط.

ولا داعي أن يسخر أحد من أحد أَو أن يحتقر أحد أَو أن يتكبر أحد على أحد أَو يأتي أحد ليثير حساسية ضد هذا الطرف أَو ذاك، من يفعل ذلك فلينظر إليه الشعب اليمني على أنه إنْسَان مرتبطٌ بالشيطان عاصٍ لله مخالفٌ لتعليمات الله مخالفٌ لتوجيهات الله، كُـلُّ هدفِه هو إثارةُ الفرقة والنزاع بين هذا الشعب؛ تمهيدًا لتمكين الأَعْــدَاء من السيطرة عليهم جَميعًا.

على المستوى المذهبي، هناك شغل بالذات من جهة التكفيريين الذين يصفون هذا الشعب بأنه مجوسي وأنه رافضي وأنه كافر ويبيحون دماء أبنائه، أَكْبَــر شغل لإثارة النعرات المذهبية هو للتكفيريين وباتوا مفضوحين للعالَم كله.

إثارة النعرات المناطقية، شغلٌ غريبٌ ومقيتٌ يأتون في تعز ليحرضوا ابن تعز على ابن صنعاء ويأتي في عدن ليحرضوا أبناء المناطق الجنوبية ضد مَن يسكنون في المحافظات الشمالية وهكذا يشتغلون من محافظة إلى محافظة أُخْــرَى ومن منطقة إلى منطقة أُخْــرَى، أبناء منطقة كذا عليهم أن يبغضوا أبناء منطقة كذا لماذا؟؛ لأَنَّهم ليسوا من نفس المنطقة وأَكْبَــر من يشتغل على ذلك المنتمون لحزب الإفساد حزب الإصلاح، أيُّ دين هذا! أيةُ ملة هذه! التي تعلمك أن تبغضَ إنْسَانًا لماذا؟؛ لأَنَّه ليس من نفس منطقتك هو من منطقة أُخْــرَى هذا الشغل الشيطاني كُـلّ هدف الأَعْــدَاء هو التفرقة بين أبناء هذا الشعب والذين يتمترسون بالعناوين العنصرية أَو العناوين المذهبية أَو العناوين المناطقية هم المفلسون، مفلس ما عنده قضيه، ما عنده أمر صحيح يجتمع عليه الناس، فيسعى إلى جر الناس تحت عنوان آخر، يحرك عنوانًا آخر ليجر الناس إليه؛ لأَنَّه مفلسٌ ليس لديه ما يقنع الناس به قضية صحيحة قضية عادله قضية محقة فيتحَـرّك تحت ذلك العنوان.

والمَسْأَلَـةُ مَسْأَلَـةُ عناوينَ للتفرقة والاستغلال هذا كُـلّ ما يعمل عليه أَعْــدَاء هذه الأمة استغلال عناوين استقطاب الناس وتحريكهم لأَهْــدَاف أُخْــرَى وأمور أُخْــرَى.

عندما حرص النظامُ الإماراتي الذي هو جزءٌ أساسٌ في العدوان على شعبنا، عندما سعى لاحتلال المحافظات الجنوبية، جاء ليستفيدَ من هذه النغمة، العداوات المناطقية الحساسيات المناطقية ولكن هل لأَنَّه يريدُ مصلحةً حقيقيةً لسكان المحافظات الجنوبية؟ لا، اشتغل بطريقة أُخْــرَى، لما تمكّن هو يتعامَلُ معَهم في حالة استغلال بحت استغلال بحت لا يريد لهم خيرًا ولا يسعى حتى لخدمة هذا العنوان بل لاستغلال هذا العنوان، يعني هو لا يهدفُ إلى تمكينهم وإلى خدمتهم وإلى العناية بهم، كيف هي الأوضاع في المحافظات الجنوبية؟ الأوضاع الاقتصادية الأوضاع الأمنية الوضع بكله وضع مُتَرَدٍّ جِـدًّا امتهان ظلم إهانة قهر إذلال!! ماذا تفعل الإمارات في سجونها هناك؟ كيف تُعامِلُ الإنْسَانَ الجنوبي وغير الجنوبي؟

المَسْأَلَـةُ مَسْأَلَـةُ عناوينَ للاستغلال وهكذا يفعل النظام السعوديّ وكلٌّ منهما يشتغل هذا الشغل تحت إشراف أمريكا وفي تحالفهم وأنشطتهم التخريبية في المنطقة، يفعل النظام السعوديّ في مَسْأَلَـة التعامل مع العناوين والاستغلال لها ما هو عجيب وغريب جِـدًّا.

يعني عندما يتأمل الإنْسَان يرى شغل نفاق بكل ما تعنيه الكلمة، النظام السعوديّ كما النظام الإماراتي يأتي إلى الداعشي، هذا الداعشي الذي يأتي ليقولَ إنه يريدُ أن يقيمَ دولة الخلافة فيقول تفضل أنا سأدعمك افتح المعركة قاتِلْ ضد هذا الشعب يوفر له المالَ والسلاح والغطاء والبيئة والفرصة المواتية للتحَـرّك.

يأتي إلى العلماني الذي يقول أنا لا أريد دولةً دينيةً بالمرة أنا أريد دولةً غير دينية ليبرالية يقول وأنت سأدعمك تفضّل السلاح المال وتفضّل أهيئ لك الظروف المناسبة تحَـرَّكْ بس المعركة هناك قاتِلْ هذا الشعب.. ويدفعه بالموازاة مع ذلك يدعمه ليقيمَ على حسب زعمه دولةَ الخلافة على حسب تصوره المغلوط والكارثي والخاطئ.

يأتي إلى الذي ليست له أية التفاتة إلى الدين عنده توجه للفجور والإباحة والتحلل من القيم والأَخْــلَاق ويوفر له قيمة السلاح والخمر وقيمة مراكز الدعارة وكل تلك الاحتياجات، ويأتي لا ما يتظاهر بالتدين ويوفر له قيمة حفلة الدعارة وقيمة الندوة الدينية يدفع للطرفين قيمة كاس الخمر وقيمة كتاب في العلوم الدينية ومحاضرة ستقام في مسجد كذا ضد الروافض والمدري ماهو ذاك.. ولتكفير الأُمَّـة الإسْـلَامية وحفلة هناك ماجنة، يشتغل تحت كُـلّ العناوين حتى في النعرات العنصرية، لاحظ يستدعون بعض الهاشميين إلى الرياض يقولون لهم نحن ليس ضد بني هاشم نحن وقفنا مع آل حميد الدين في تلك المرحلة ونحن سندعمكم ويأتون للبعض ليدفعوا لهم ما يطلقون به الشتائم والسباب ضد بني هاشم جملةً وتفصيلًا بكلهم من أولهم إلى آخرهم.

 

الخطرُ الحقيقي من أَعْــدَاء الأُمَّـة وعملائهم

يعني المهم بالنسبة لهم هو استغلال للعنوان كـعنوان أما المعركة فيشغلونها باتِّجَـاه آخر يدعم لك من يأتي ليقول أنا أريد الوحدة ومعركتي للحفاظ على الوحدة ويوفر له السلاح والمال ويأتي الآخر أنا أريد الانفصالَ ومعركتي معركةٌ للانفصال ويوفر له السلاح والمال والتمكين الإعلامي وغير ذلك.. لماذا؟؛ لأَنَّ كُـلّ هذا بالنسبة للإماراتي والسعوديّ عناوين فارغة عناوين ترفع لتبرير العمالة والخيانة والارتزاق وفي نفس الوقت المعركة ثانية، المعركة معركة لإخضاع الشعب اليمني لسيطرة الأجانب المعركة معركة لتفرقة الشعب اليمني حتى لا يتوحد على موقف واحد يضمن لهٌ الحرية والاستقلال والكرامة، كلها عناوين حراس الجمهورية دعاة الوحدة حتى أولئك دعاة الانفصال دعاة مدري ما هو ذاك الذي يأتي تحت عنوان سني لمحاربة الروافض والمجوس والذين مدري ما هو ذاك كلها عناوين فارغة المعركة معركة لخدمة الأجانب لتمكينهم من السيطرة على بلدنا وعلى شعبنا حتى يخسر هذا البلد وهذا الشعب حريتهُ واستقلالهُ وكرامته هذا الشعب أيها الأعزاء يا شعبنا العزيز عاش على مر هذه القرون ليس في داخله لا مشاكل عنصرية ولا مشاكلَ ونزاعات مذهبية، الزيدية والشوافع متآخون على مر التأريخ متفاهمون اليوم نحن في مواجهة هذه المعركة أحوج لدافع المصلحة لهذا البلد ولكل أبناء شعبه وكذلك أَكْثَــر إيْجَـابًا علينا في مسؤوليتنا الدينية والإيْمَــانية إلى أن نحارب ونتصدى لكل النعرات العنصرية باطله لا صحة لها لا أساس لها الذي يشتغل عليها هو المفلِس نحن أُمَّـة واحدة نحن شرّفنا اللهُ جَميعًا في هذا الشعب وفي هذا البلد بالإسْـلَام بالإيْمَــان يمن الإيْمَــان والحكمة تأريخ عظيم ومشرّف وحاضر إن شاء الله مشرّف ومستقبل مشرف.

ما يشتغل عليه النظامُ السعوديّ لتفرقة أبناء الشعب شغلٌ شيطاني وشغل المنافقين أنا شخصيًّا عندما أُشاهدهم يحركون كُـلّ هذه العناوين: وحدة وانفصال، دين وفجور، وعلمانية وكل شيء، ازداد إيْمَــانًا بقول الله سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)، إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار شغل نفاق، كُـلّ العناوين تشتغل لمعركة أُخْــرَى لهدف آخر ليس لهم إلا الدرك الأسفل من جهنم.

الخطر الحقيقي أيها الأعزاء هو من أَعْــدَاء الأُمَّـة وعملائهم الذين يستهدفونا في ديننا وحريتنا واستقلالنا وكرامتنا.

 

جاهزون للسلام المشرِّف والطرفُ الآخر يسعى للالتفاف على الاتّفاق

نأتي في نهاية المطاف لنتحدَّثَ بإيجاز عن الوضع الراهن ما بعد اتّفاق السويد طَبْعًا كان هناك اتّفاق السويد وجُملة من التفاهمات التي تفتح الأفق لمسارات مهمة يعني كان هناك اتّفاقٌ فيما يتعلق بالحديدة وكان هناك اتّفاقٌ فيما يتعلق بالأسرى وكان هناك مسارات عمل وتفاهمات أولية بما يتعلق بالمِـلَـفّ الاقتصادي وفيما يتعلق بمِـلَـفّ تعز، على كُـلّ هذه المسارات من نهاية جولة السويد وعودة الوفد الوطني كان هناك تعثر في كُـلّ المسارات اتّفاق الحديدة بقي متعثراً؛ بفعل التهرب من جانب الأَعْــدَاء عن تنفيذ هذا الاتّفاق ومحاولاتهم الدائمة للالتفاف على الاتّفاق.

نحن في كُـلّ المرحلة الماضية نقول نحن جاهزون ومستعدون لتنفيذ المرحلة الأولى من هذا الاتّفاق والدخول في المرحلة الثانية وحتى البدء أن نبدأ وبدأنا فعليا بدأنا في ميناء الحديدة وقلنا بإمْـكَان الأمم المتحدة أن تتحقّق من هذه الخطوة وأن تستكمل هي ما إليها في هذه الخطوة ثم نستكمل بما يتعلق بميناء الصليف ورأس عيسى ونعرض حتى هذه الأَيَّـام بالأمس وقبل الأمس وكل هذه الأَيَّـام والإخوة في الفريق المعني هناك في اللجنة في لجنة إعادة الانتشار ويقولون لما نكون نحن جاهزين لتنفيذ الخطوة التي إلينا ويطلب منهم التريث حتى يصلَ إلى نتيجة مع الطرف الآخر الطرف الآخر يتنصل يتهرب من تنفيذ الاتّفاق ليسعى للالتفاف عليه، هذه الحقيقة يجب أن تكونَ واضحةً أن الطرفَ الآخر ليسعى للالتفاف على هذا الاتّفاق والتهرُّب من تنفيذه لا يهُمُّهُ مصلحةُ هذا الشعب لا يهُمُّهُ الأهالي بمحافظة الحديدة، يتحَـرّك بأطماعه في المرحلة الماضية واجه صعوبات عسكريّة وكان إلى جانب تلك الصعوبات العسكريّة إشكالات كثيرة على مستوى السمعة في العالم على مستوى ما انتشر في العالم الغربي بين أوساط الشعوب هناك وأصبح ضمن سجالات ما بين المعارضة والحكومة ما بين هذا الطرف وذاك سواء في أمريكا في بريطانيا في أوروبا عن الجرائم الوحشية التي تُرتكب في مجزرة الحديدة ضد هذا الشعب هذا التحرّج مجموعة اعتبارات جعلتهُ يدخلُ في أخذ ورد بشأن الاتّفاق لكنهُ اليوم يتحمّل المسؤولية هو في تهربه من تنفيذ هذا الاتّفاق نحن نؤكّـد جهوزيتنا للتنفيذ واستعدادنا التام حتى للبدء من طرف واحد في الخطوات الأولى.

فيما يتعلق بالإمارات أنا أقدم النصيحة أنْ لا تعودَ إلى مسار التصعيد العسكريّ طَبْعًا نحن نأخذ بعين الاعتبار إِذَا عادوا إلى التصعيد العسكريّ ما علينا من مسؤولية في أن نعملَه ومن ضمن ذلك خيارات لا أُحَبِّذُ الحديثَ عنها ولكني في مقام أوجه النصحَ فيما يتعلق بمِـلَـفّ الأسرى كان هناك اتّفاقٌ ناجزٌ تهربوا عن تنفيذه بالإفراج بشكل كامل عن الأسرى تهربوا بعد ذلك قلنا ولو على دفع نحن حاضرون بنسب على كُـلّ طرف بعدها وصلنا إلى تفاهم عدد معيّن في النهاية هم المعرقلون والمتنصلون والمتأخرون عن تنفيذ هذا الاتّفاق هم الذين أوقفوا كليًّا المسار المتعلق بالجانب الاقتصادي ونحن قلنا وكررنا كثيرا نحن جاهزون لاتّفاق لتحييد الجانب الاقتصادي من أجل الشعب اليمني هم يثبتون في كُـلّ ممارساتهم وسياساتهم أنهم لا يهمهم مصلحة الشعب اليمني وأنهم أَعْــدَاء بالفعل لهذا الشعب على مستوى مسار تعز نحن جاهزون وهم الذين كانوا يحاولون أن يصوروا أن هناك حصارًا في تعز لا زالوا يتهربون في هذا المِـلَـفّ.

على العموم في كُـلِّ المِـلَـفّات نحن جاهزون من جانبِنا للسلام المشرِّف وفي نفس الوقت في مقابل التصعيد القائم حَـاليًّا في الحدود والتصعيد الذي يحضر لهُ العدوّ في بعض المحافظات والمناطق والمحاور العسكريّة والتصعيد الجوي والاستمرار في المضايقة على الوضع الاقتصادي يجبُ أن نكونَ جَميعًا في هذا الشعب كُـلّ الأحرار في موقع اليقظة بحالة اليقظة الانتباه الجهوزية العالية العمل المستمر لكل ما من شأنهِ أن يعزِّزَ حالةَ الصمود والتماسك وَأَنْ نتصدَّى لكُلِّ النعرات وكل المساعي الشيطانية الهادفة إلى تفريقِنا كمجتمع يمني مسلم.

أَسْأَلُ اللهَ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- أن يُوَفِّقَنَا جَميعًا لِمَا يُرْضِيْهِ عَنَّا وَأَنْ ينصُرَنَا بنصره وَأَنْ يرحَمَ شُهَدَاءَنا الأَبْرَارَ، وَأَنْ يشفيَ جرحانا وَأَنْ يُفَرِّجَ عن أسرانا.. إِنَّـهُ سَمِيْعُ الدُّعَـاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com