تداعيات إسقاط طائرة ” تورنيدو” الحربية بصاروخ أرض جو
موقع أنصار الله || تقارير ||
أن يعترف تحالف العدوان بسقوط مقاتلته التورنيدو البريطانية الحديثة في محافظات الجوف على لسان ناطق تحالف العدوان الذي حمل ابطال الجيش واللجان الشعبية مسؤولية حماية طاقم الطائرة.. فهذا يعني أن الرياض وحلفاءها وصلوا إلى مرحلة العجز أمام تنامي القدرة العسكرية للجيش اليمني المسنود بلجان الشعب.
ويأتي تنامي القدرات العسكرية اليمنية في ظل صمت الأمم المتحدة وعجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان الامريكي السعودي على اليمن، ما دفع القوات المسلحة اليمنية الى الاتجاه نحو التصنيع العسكري وتطويره قدر الامكان بما يمكنها من ارسى نوع من المعادلة العسكرية وذلك على ضوء التوجيهات الصادرة من قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي تحت اسم توازن الردع.
البدايات
عند انطلاق العدوان في 26مارس 2015 لم يكن بمقدور الجيش اليمني المفكك والمنقسم بفعل المبادرات الخليجية والامريكية من عمل شيء أمام الحشد العالمي الذي تقوده السعودية على اليمن سوى منح ظهره لتلقي الضربات.
لكن لم تقف القيادات أمام الأمر الواقع، بل بدأت بتفعيل الجيش مسنودا باللجان الشعبية وبنائه من نقطة الصفر ليكون قادرا على التصدي للعدوان وحماية التراب اليمني.
وشرعت وحدة التصنيع العسكري في تطوير القدرات العسكرية وفق الامكانيات المتاحة.. وفي كل عملية رد كان إعلام العدوان يكذب ويضلل الرأي العام الدولي.
ويأتي هذا التطور من منظور الرهان لقائد المسيرة السيد عبدالملك الحوثي على العنصر البشري من اجل مواجهة العدوان منطلقاً من مخزونه الحضاري والتاريخي لبلد عرفته كل الإمبراطوريات بمقبرة الغزاة.
ومع مرور الوقت تمكنت قواتنا المسلحة واللجان الشعبية من تطوير القوة الصاروخية والجوية لتكون امتدادا لإنجازات ملاحم الأبطال في الجبهات المشتعلة.
وبعد سقوط طائرة التورنيدو الأوروبية الحديثة والتي لا تمتلكها سوى بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسعودية فقد مثل ذلك قفزة نوعية لسلاح الجو اليمني، وهو يعني الكثير لتحالف العدوان ومشغله الدوليين.
فالأجواء اليمنية لم تعد آمنة, ولم تعد طائرات تحالف العدوان تعربد في الأجواء اليمنية اليوم كما كانت في الأمس ، وخمسة أعوام من سيطرة تحالف العدوان على الأجواء والممرات والموانئ والجزر وبعض المدن المحتلة إلّا أنهم عجزوا من حسم الحرب..
ووحدها صنعاء التي تمثل المشروع المقاوم في هذا البلد هي من تقاوم, بعد سقوط وخيانة كل القوى التي تشدقت بالتحرر من الاستعمار والرجعية, والتي تتواجد مع الاستعمار والرجعية في جبهة واحدة.
استلم الأحرار والشرفاء بمختلف المكونات الحرة فكانوا نعم الرجال الذين خاضوا معارك عظيمة في الجبهات كلها, وتفوق تحالف العدوان بالجو في المراحل الأولى إلى أن تمكن تطوير أسلحة وطائرات مسيّرة قلبت المعادلة وأحدثت توازناً في الرعب بين المتحاربين رغم الفارق الهائل بالتسليح والمال والإسناد السياسي والقانوني والإعلامي لدول تحالف العدوان ضد ابناء اليمن الذين تحولوا إلى قوة في معادلة التوازن وبالإمكانيات المتاحة.
طوى اليمنيون عام 2019 بإنجازات في الجو كان من شأنها أن توقف الى حد كبير العربدة التي ظل تحالف العدوان يمارسها طيلة اربع سنوات من العدوان الجائر على اليمن المنكوب والمكلوم ، وتمكنت القوة الجوية والصاروخية من صناعة السلاح لتقويض العربدة السعودية الامريكية في سماء اليمن.
اليمنيون من الدفاع إلى الهجوم
دشن اليمنيون العام 2020 بهمة جديدة للسيطرة على الأجواء.. لذا كانت ميادين المواجهات الملتهبة مستعرة على الأرض وعلى الجو.
ومن حلال استهداف طائرة التورنيدو السعودية في الجوف بسلاح جديد (صناعة يمنية) أكد الجيش واللجان الشعبية قدرتهم على العمل في إحداث توازن في القوى, مكنها من القفز من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم والذي وصل حداً أقلق تحالف العدوان ومشغلهم الدوليين.. جاء ذلك بعد عملية البنيان المرصوص, ونجاح الداخلية من القبض على خليتين في صنعاء والمدن التي لا تخضع للاحتلال تتبعان السعودية والامارات تستهدف اختراق المنظومة الأمنية والعسكرية وتثوير الشارع لما يخدم دول العدوان.
كل تلك الإنجازات كانت بمثابة صفعات متواصلة تلقاها تحالف العدوان مما أفقده توازنه ليطغى في توسيع مجازره ضد المدنيين..
ومع هذه الانجازات اليمنية شرعت السعودية الى مسابقة الزمن للحفاظ على ما تبقى من سيطرتها في اليمن بعد أن أوشكت على الخسارة في سوريا, وتهديد تركيا من سحب البساط عليها أيضا في ليبيا.. مما يجعلها تترنح أمام الصفعات القادمة لها من كل الجبهات في الأقطار العربية الملتهبة..
وسعت السعودية تحت غطاء امريكي الى إحداث إنجاز عسكري وهمي على حساب دماء المدنيين الآمنين بتوحش مخيف يكشف الإرهاب الذي يمارسه النظام السعودي تحت المظلة الدولية.. حيث استهدف منازل ثلاث أسر من قبيلة بني نواف- دهم بمحافظة الجوف.
ومع هذا يواصل اليمنيون الأحرار خوض الحرب المفتوحة مع تحالف عالمي خسر كل عوامل القوة وحتى الأخلاق لهندسة خارطة جديدة لليمن تلبي أهدافه وأجنداته الخاصة, ولم يفلح إلا بتوسيع الحرائق في هذا البلد.. وإحداث كل هذا الدمار والركام والجثث الممزقة والمحروقة, توسيع مائدة الجوع لليمنين بحصار إجرامي يقتل اليمنيين بصمت.. غير ذلك لم يحقق شيئا..
وبعدة خمس سنوات من العدوان نستطيع القول أن القوات الجوية اليمنية استطاعت ان تستعيد قدراتها وتطورها بأفضل مما كانت عليه مستعينة بوحداتها الثلاث (القوة الصاروخية الباليستية وسلاح الجو المسير والدفاع الجوي) ويأتي ذلك رغم ظروف العدوان والحصار المحكم.
وقد سجلت عمليات الوحدات الثلاث (تطورا ملحوظاً) باعتراف ناطق تحالف العدوان؛ واثار هذا التطور حيرة المراقبين الإقليميين والدوليين، بوصفها أمرا (خارقا للعادة والتوقعات) وإنجازاً بحكم الإعجاز بحسابات المتاح والممكن. وفي حين يُجيّر العدوان هذا التطور إلى (خبرات وتقنيات إيرانية)؛ تؤكد دائرة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع اليمنية، أنه (نتاج تطوير محلي بخبرات يمنية خالصة في معركة التحرر المستمرة).
وجسّد تفوق عمليات القوة الصاروخية الباليستية وسلاح الجو المسير والدفاع الجوي اليمني على التقنيات الأمريكية والأوروبية والصينية والتركية والاوروبية، إعلان السيد القائد عبدالملك الحوثي قبل عامين (امتلاك اليمن تقنيات لا يمتلكها السعودي والإماراتي وكثير من الدول). كما أثبت (تغير معادلة معركة الجو وموازين القوة فيها باتجاه تحييد طيران تحالف العدوان 100% خلال 2020م)، وضاعف الخسائر المادية والبشرية لدول العدوان العسكرية الجوية، لتتجاوز ملياري دولار ونحو 30 طيارا، علاوة على اضطرارها إبرام صفقات أسلحة ودفاعات جوية بعشرات المليارات.
ومن خلال عمليات توازن الردع والبنيان المنصور ونصر من الله يتضح أن العام 2020 سيكون مغايراً وستواصل القوات المسلحة والامن استعراض قدراتها في الجو والبر والبحر.. ولم يعد أمام الشعب اليمني المناهض لتحالف العدوان ومشغليه الدوليين إلا المواجهة الشاملة.. كما ستتواصل عمليات المطار بالمطار والمدن بالمدن والمنشآت بالمنشآت.