“توازن الردع الثالثة.. الجروح قصاص”
|| تقارير ||
بعد تمادي مملكة الشر في ارتكاب المزيد من المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين بصورة شبه يومية، متجاهلة مبادرة السلام التي اطلقها الرئيس المشاط عشية الذكرى السادسة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، وتحذيرات القوات المسلحة اليمنية على لسان وزير الدفاع العاطفي، واستمرارها في الوحشية والإجرام، وآخرها المجزرة المروعة بحق الأطفال والنساء في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف، نفذت عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعودي وفي منطقة ينبع بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي.
وكما أوضح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أن “عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركة أرامكو وأهدافا حساسة اخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة عالية بفضل الله”، مؤكدا أن “العملية رد طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف”، وتوعد “النظام السعودي بضربات موجعة ومؤلمة إذا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا”.
عملية توازن الردع الثالثة حملت دلالات كثيرة وأهميتها بالغة في التوقيت والمكان والأهداف، والأسلوب الذي نفذت فيه، فكان تزامن توقيتها مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للرياض ولقائه الملك سلمان وكبار المسؤولين السعوديين، رسالة مهمة للقيادتين الأميركية والسعودية اللتان تتشاركان معا على مدى خمس أعوام في العدوان المفتوح على اليمن، مفادها لن يتحقق لكم الأمن وأنتم تجرعون اليمن الدمار والخوف والجوع بعدوانكم وحصاركم الاقتصادي، كما هي رسالة أيضا للأمريكي باستهداف “الضرع الحلوب” الذي تذهب عائداته لصالح واشنطن في صفقات سلاح ونحوها.
كما أن دخول صاروخ ذو الفقار الباليستي البعيد المدى إلى الخدمة دون تقديم معلومات إضافية حوله، وانضمامه إلى مجموعة الباليستيات بعيدة المدى التي تستخدمها القوة الصاروخية اليمنية، رسالة مزدوجة للنظامين السعودي والاماراتي، فالاعلان عن صاروخ ذو الفقار في هذا التوقيت مقصودا للقول للإمارات بالتزامن مع بدء التصعيد في الساحل، بإن ذلك سيكون ثمنه مكلف جدا، وعليهم استيعاب الدرس، مالم فإن الوجع القادم سيكون في عمق دبي وأبو ظبي، فيما الرسالة الموجهه لمملكة الشر مفادها، أننا دشنا بهذه العملية مرحلة الوجع الكبير، وعليكم استقبال المزيد من عمليات الوجع القادمة.
وعلى خلاف عمليتي الردع السابقتين التي استهدفت منشئات وحقول عملاق الاقتصاد للسعودي، والذي ما زالت مملكة الشر تعاني آثار وتداعيات توازن الردع الثانية التي استهدفت مصافي حقلي بقيق وخريص النفطيين إلى الآن جاءت أقصى غرب السعودية، وهذ يشكل أهمية مكانية من خلال الأهداف التي تم قصفها في العمق السعودي، والواقعة على بعد أكثر من ألف كيلومتر من أقرب نقطة يمنية، الأمر الذي يثبت مدى التطور الكبير والقدرات الهائلة التي وصلت إليها القوات المسلحة اليمنية.
إلى ذلك تكتسب هذه العملية أهميتها من حيث الأسلوب الذي نفذت فيه و استخدام عدة أسلحة في وقت واحد، حيث استخدمت 12 طائرة مسيرة دفعة واحدة و 2 صواريخ مجنحة وصاروخ باليستي بعيد المدى وأصابت أهدافها بدقة، وهذه تقنيات كما يشير الخبراء والمحللون في المجال العسكري تحتاج إلى خبرات عالية وتكنولوجيا حديثة، ومهارات فائقة جدا، الأمر الذي يؤكد أن العمليات المتتالية بات الجيش اليمني ولجانه الشعبية يمتلكونها بجدارة وكفاءة كبيرة.
ختاما على دول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعودية والإمارات أن تدرك جيداً، بأن عمليات الجيش واللجان سوف تستمر بوتيرة أعلى وبشكل أكبر وتطال مواقع حساسة ومهمة في العمق، إذا ما استمر العدوان في ارتكاب المجازر وتمادى في الإجرام، واستمر في التصعيد، فإن القادم سيكون أشد وأنكى جعا وإيلاما، فالسن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص، وعلى الباغي تدور الدوائر، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون“.