على شاكلة “البنيان المرصوص”
|| مقالات || عبدالرحمن غنام
دعونا نكتُبْ ونحنُ فُخّر بما يسطّره رجالُ الرجال أفراد الجيش واللجان الشعبيّة من انتصارات عسكريّة وإعلامية في مختلِف الميادين، ولن نقل آخرها عملية “البنيان المرصوص”؛ لأَنَّ الأيّامَ القادمةَ حُبلى بالمزيد من المفاجآت في الميدان، والتي ستغيّر بوصلةَ السيطرة الجغرافية إلى مسارها الصحيح، وهو المسار والموقف الذي جعله اللهُ لأنصاره على امتداد التاريخ وفق قوله العزيز: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا اللهَ ينصُرْكم ويثبِّتْ أقدامَكم).
ونحن على قرابة ستة أعوام العدوان الصهيو أمريكي السعوديّ الذي ظن بقدرته وقوته العسكريّة واللوجستية على كسر كبريائنا وإذلال أنفتنا خلال أسبوعين ثم شهرٍ أَو شهرين على الأقل حَـدِّ قول ناطقهم آن ذاك، ولكن العكس تماماً حدث..
ألم تكن عدتهم التي أعدوها بمستوى القدرة والكافية لهزيمتنا؟
ألم تكن قوتهم بمستوى القوة القادرة على سحقنا؟
ألم يكن مرتزِقتهم من الداخل والخارج والشرق والغرب بمستوى الكفاءة للسيطرة علينا؟
والكثير الكثير من الأسئلة التي تدور في أذهان المراقبين والمحللين من السياسيّين والعسكريّين الذين يبحثون على أجوبةٍ تفسر لهم ما يحدث في اليمن، حيث فاجأهم الشعبُ بصموده في وجه العدوان الصلف لأكثر من خمسة أعوام.
والتفسيرُ لكلِّ تلك التساؤلات هو سرٌّ لن يفهمَه أَو يكشفَه إلّا الدراسون لتأريخ اليمن الأزلي الأبدي السرمدي وكذلك جُغرافيته الصعبة، وليس هم فحسب بل أَيْـضاً المتقصون للحقيقة الباحثون وراء الحَـقّ بمنظار المنطق السليم الخالي من التبعية المطلقة، لفكر ما أَو تعبئة مغلوطة مسبقة ضد أنصار الله، فتاريخُ اليمن وَأنصار الله هما التفسير الشافي والوافي لجميع الأسئلة..
فقد قال أحدُ المفكرين: لكي تفهم شعب ما عليك أن تدرس تأريخه ولعل التعليل الأنسب للهزيمة التي يعيشها التحالف الأكبر على امتداد العدوان من قبل أبناء الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة هو أن قوى التحالف لم تعِ جيِّدًا معنى اليمن مقبرة الغزاة إلّا بعد أن وجدت نفسها تُقبر فيها، بل إن البعض من الجثث لم تحضَ بقبر لها فكانت من نصيب ديدان وكلاب الأرض وغربان ونسور السماء، أما معداتها من طائرات ودبابات وعربات مصفحة وأطقم عسكريّة وآلياتها مختلفة كلفت التحالف مليارات الدولارات، بيد أنها بالمقابل أحرقت وأعطبت بسلاح بسيط لا تتجاوز قيمته 500 دولار.
أما التفسير الآخر وهو الأهمُّ، فيكمن في القوة الإيمانية والثقة المطلقة بالله التي تستقر في قرارة قلب كُـلّ فرد من أبناء الجيش واللجان الشعبيّة، تلك القوة التي يمتلكها الجنديُّ اليمنيُّ فقد تمكّن ببندقه أن يجعلَ الدبابة والمدرعة تخضع له وتُستأمر بأمره، والحديث عن هذه القوة يطول وليس هناك مجال لوصفها..
ومُفاد كُـلّ عملية عسكريّة لأبطالنا، رسائل ليعيَ التحالفُ جَيِّدًا من رأسه حتى ذيله، أنّا في العام السادس قادمون ومنتصرون بنصر الله، فهو نعم المولى ونعم النصيرُ.