الأمم المتحدة الأداة والغطاء للمشروع الأمريكي العالمي!!

بقلم / مطهر الأشموري
جنيفات الأمم المتحدة لسوريا واليمن وجهود ومساعي ما تسمى مصالحات وحلول سلمية في ليبيا أو غيرها لا بد من ظهوره وإظهاره في المشهد وبين الشواهد لتكون النتيجة أو الاستنتاج هو أن الأمم المتحدة أدت دورها وبذلت أقصى جهد لحلحلة المشاكل وإعادة الأمن والاستقرار وأطراف الصراعات الإقليمية أو الداخلية هي التي تطرفت في رفض الحلول وعدم التجاوب مع جهود الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة بات يمارس تفعيلها من أجل المشروع الأمريكي العالمي شرق أوسط أو سايكس بيكو 2 ونحو ذلك وتريد فوضى خلاقة واقتتالاً وإرهاباً وعدم استقرار حتى تفعيل هذا المشروع.
هذا المشروع باتت تحققه هو الشرط للأمن والاستقرار المنشود وبالتالي فالوهابية بالسعودية كنظام والأسلمة الإخوانية في تموضع النظام التركي بقدر ما استعملت للإرهاب استعملت لنشر الفوضى الخلاقة وتوسيع وتوزيع ساحات الاقتتال, لكن ما هو نصيب تركيا أو السعودية في المشروع العالمي سيفرض عليها كما على آخرين.
الشعوب فقط وليس الأنظمة ومن خلال الإرادة والوعي الحقيقيين هي من قد تقبل المشروع ومن يستطيع رفضه أو فرض شروطها أو فرض حقوقها فيه أو عليه .
المسافة من محطة وثورات 2011م حتى تحقيق هذا المشروع حتى لو احتاجت للعقود التي قال الرئيس الأمريكي “أوباما” إن الحرب ضد الإرهاب في العراق نحتاج إليها وبالتالي فانتهاء الحرب ضد الإرهاب في العراق مربوطة بانتهاء مرحلة أو جزء له أهمية في هذا المشروع كما مسألة دولة كردية بالمنطقة وذلك بات مأزق تركيا الإخوان ويدفعها إلى الهستيريا في التعامل وردود الأفعال.
الأمم المتحدة من خلال ثقل وقيادة الولايات المتحدة حين تصبح الغطاء للعدوان السعودي على اليمن وقد توفر الغطاء لعدوان تركي على سوريا, فمن محورية ومركزية أنها باتت الغطاء للمشروع الأميركي العالمي والتقاطعات والصراعات العالمية قد تنذر أو قد تهدد باحتمال حدوث حرب عالمية ثالثة ولكن هذا الاحتمال لن يتحقق والحرب لن تحدث وأقصى ممكن مستوى من حرب إقليمية محدودة ستوظف أيضا لصالح هذا المشروع العالمي!
نحن في اليمن نرفض أو نقاوم هذا المشروع كفرضية أو افتراضية من خلال رفض ومقاومة العدوان السعودي على اليمن وأقصى سقف قدراتنا وامكاناتنا ـ وربما حتى وعينا ـ هو رفض ومقاومة العدوان, فيما المشروع لازال نظرية لم نصل إلى وعي الكثير, والأهم منها والمقاومة له هي مازالت مسألة نظرية أو تنظيرية.
بعد توقيع مصر لاتفاق السلام الانفرادي مع اسرائيل كان للسادات مقولة مشهورة لا حرب بدون مصر, ورد عليه الرئيس السوري حافظ الأسد لا سلام بدون سوريا, واقعيا فنحن وصلنا الآن إلى عدم القدرة على محاربة اسرائيل حتى بمصر وبات خطر إيران والفرس والمجوس والروافض هو بديل هروب من محاربة اسرائيل بل بات المبرر لعلاقات تعاون وصلت إلى التحالف مع إسرائيل.
ما يحدث في مثل هذه الوجوه والمحاور لم يعد يكفي أن ندين أنظمة بالخيانة والعمالة ونحو ذلك ,ولم يعد يكفي تبرير صمت الشعوب كرضا أو تسليم بأمر واقع بقمع الأنظمة.
أمام مرأى ومسمع هذه الشعوب تم الحشد للعدوان على اليمن بما لم يحدث لمواجهة اسرائيل في كل ما يعرف بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
لا يعنيني هنا خذلان اليمن في هذه المسألة, ولكن وبقدر النجاح في فرض أولوية العداء تجاه اليمن ربطا بإيران التي لا وجود لها في اليمن فذلك يقدم مستوى تطبيع مع اسرائيل قائماً أو متحققاً حتى مع الشعوب وليس فقط مع أنظمة.
ما هو واضح وما استطيع الجزم به هو أن المشروع العالمي يوفر ضمانات لإسرائيل ويحقق أعلى مصالح لإسرائيل فيما لا يوجد أي شيء من هذا الصالح لأي نظام آخر, لكنه بالتلقائية قد يحقق مصالح أفضل لبلد أو بلدان مع التأكيد بأن المتاح هو للشعوب وليس ذلك فقط, بل إن أي شعب بقدر صموده وإرادته ووعيه يستطيع فرض إرادته بأي مستوى على المشروع وفوق المشروع.
علينا التفريق بين الإعلام المقاوم للمشروع والذي أهم أو كل أهدافه تفعيل حملات تعبوية للشعوب لترفض ولتقاوم, وبين ما أصبحنا بصدده واقعيا وكأمر واقعاً في اصطفاف قواته وأثقاله وأدواته وفي مستوى ما بات أمراً واقعاً حتى لو لم نعه أو نحس به.
الصمود الاستثنائي للشعب اليمني واستثنائية المقاتل اليمني مثلت مرتكزاً نوعياً واعياً في مقاومة المشروع ولكن بإرادة ووعي التعامل مع العدو النظام السعودي ومواجهة عدوانه والرد عليه.
تدخل روسيا للحرب ضد الإرهاب في سوريا ربما هو الأكثر إلماما ووعيا بهذا المشروع كون روسيا الدولة العظمى الثانية بعد أمريكا وبغض النظر عن مدى تقاطع أو توافق روسيا مع أميركا في مسألة التدخل أو إزاء المشروع برمته.
العسيري بالنسبة لي هو ناطق النظام السعودي والعدوان السعودي وحين يطلب منه تصريحات ربط أو تربيط سياسي يتكلم بطريقة الممثل المصري يونس شلبي أو ما يجمعش.

لأي أسباب وجدنا وزير الخارجية الأمريكي يتحدث عن تبني أو تفعيل حل سياسي باليمن ليعقب ذلك تصريح عسيري يقول يعنينا عوده هادي لدار الرئاسة ولو ليوم واحد وبعد ذلك سنتحدث عن الانجازات.
كان عسيري يقول إذا لم تعترفوا بشرعية هادي فاعترفوا فقط بشرعية توقيعاته على العدوان كمدخل أو شرط سعودي للحل السياسي الداخلي.
النظام السعودي يريد رمي مسؤوليات وتبعات عدوانه على اليمن على أميركا وبريطانيا وهادي ولكن العسيري ضعيف وأكثر من ضعيف في مسألة الربط والتربيط بالحد الأدنى من الذكاء وليس التذاكي.
كلام كيري عن الحل السياسي في اليمن هو للاستهلاك الداخلي الأميركي والامتصاص بطريقة الجرعات لتنامي ضغط الرأي العام الأمريكي وبعض المنظمات التي باتت توجه الاتهام للإدارة الأمريكية مباشرة بارتكابها جرائم حرب في اليمن وتحميلها المسؤولية.
ما أثق فيه هو أن أميركا قد تصبح مع حل سياسي في اليمن بعد وصول خلف أوباما إلى البيت الأبيض مطلع العام القادم ولا مانع من حضور جنيفات واستمرار التعامل الإيجابي مع الشرعية الدولية, فيما علينا السير في عام حرب لمواجهة العدوان وتصعيد الرد عليه, واستطيع الجزم أننا بصمودنا في عام سنغير الأوراق ونقلب الطاولة على النظام السعودي المتهالك!
صحيفة الثورة

قد يعجبك ايضا