الرعود والعواصف هل تعيد الهيبة المفقودة؟
بقلم / حمدي دوبلة
لا رعد الشمال ولا عواصف الجنوب ولا المصطلحات المدوية ولا الرسائل الإعلامية الاحترافية ولا المسميات المزلزلة ستجدي نفعا في تلميع النظام السعودي أو إظهاره في ثوب البطل فقد سقطت الأقنعة وانكشف المستور وتهاوت العظمة الزائفة تحت أقدام المقاتل اليمني قليل العدة والعتاد.
عندما تسقط الهيبة وتتمرغ في الوحل فلاشيء يعيدها ..حقيقة لم تستطع السعودية فهمها واستيعابها ومازالت تحاول عبثا الظهور أمام العالم قوة عظمى مهابة الجانب فيما لم تعد في نظر الآخرين سوى نظام متهالك وقيادة فاشلة متهورة ومصدر ملائم للحصول على المال بقليل من الابتزاز والاستغلال الأمثل للوضع المتأزم الذي يعيشه النظام العاجز والباحث عن من يهديه الانتصار المنشود.
بإمكان المال السعودي أن يحشد مئات الآلاف من الجنود والمرتزقة من العرب والعجم ومازال في أيدي مملكة أسرة سعود الكثير من الإمكانيات لتنفيذ مناورات عسكرية كبرى على غرار مناورة”رعد الشمال” التي هلل لها المحللون العسكريون من ذوي الدفع المسبق طويلا في الأبواق الإعلامية السعودية ووصفوها بالمناورة الأكبر والأعظم في منطقة الشرق الأوسط, كما أن هذه المملكة المتداعية لا تزال قادرة على أن ترعد وتُزبد وتصدر الكثير من الضجيج والجعجعة العقيمة وان تنسج العديد من الانتصارات الوهمية وان تستعين في سبيل ذلك بالخبراء ومعطيات التقنيات الحديثة وحتى بالعاب “البلاي ستيشن” وخوارق جيمس بوند وبطولات فاندام لكن كل ذلك لن يغني من الحق شيئا ولن يستطيع إخفاء الهزيمة المٌذلة التي منيت بها مملكة الرمال والنفط في اليمن بالرغم من الدعم العالمي غير المسبوق لهذه المغامرة غير المحسوبة العواقب ولن يكون بإمكانه مواراة حقيقة سقوطها الاخلاقي والسياسي والعسكري أو التغطية على العجز الفاضح والمخزي الذي لازمها طيلة الأحد عشر شهرا من عدوانها المتواصل على الشعب اليمني والتدمير الممنهج لمقومات حياته ومرافق البنى التحتية والحيوية للبلد.
لقد بدأت مكانة وهيبة المملكة الأكثر ثراء وفحشا في المنطقة مسلسل السقوط في الـ26من مارس الماضي حين قررت شن عدوانها الغاشم على أشقائها الأكثر فقرا وبؤساً في الوطن العربي تحت مبررات وحجج واهية وشعارات أثبتت الأيام ولاتزال بأنها ليست أكثر من مجرد تخرصات وأكاذيب لاتقنع أحدا.. ومنذ ذلك التاريخ والى الآن ما من يوم يمضي إلا ويحمل في طياته المزيد والمزيد من هذا السقوط المُدوي والشامل والذي لن تتمكن كل المناورات والمغالطات والأراجيف من التستر عليه أو إخفاء خبثه وقبحه.
إن كل الممارسات والاجراءات الاستعراضية الجوفاءالتي تلجأ اليها الرياض اليوم واستماتتها في استمرار سياسة شراء الذمم والمواقف حول العالم لضمان ابقاء هزيمتها وسقوطها المُذل في اليمن طي الكتمان وفي سبيل مواصلة تواطؤالمجتمع الدولي وغض الطرف عن جرائمها وانتهاكاتها المستمرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان العالمي واستهدافها الهستيري المجنون للمدنيين والمرافق الخدمية والحيوية من أجل التغطية على الهزيمة النكراء في جبهات القتال لن تفلح ولن تدوم طويلا..وستكون كل هذه المحاولات اليائسة أشبه بمكابرة وعناد تلك السيدة الطاعنة في السن التي أبت الاستسلام لتجاعيد السنين وهي تغزو وجهها فراحت تخفيها بالرتوش والمساحيق والعمليات التجميلية التي سرعان مايزول تأثيرها الوقتي لتعود إلى واقعها المرير وصدق الشاعر العربي القديم وهو يصف حالة هذه المرأة بقوله:
عجوزُ وترجو أن تعود صبيةً… وقد نَحٌل الساقان واحدودب الظهرُ
وترنو إلى العطًار ميرة أهلها … وهل يُصلح العطارُ ما افسد الدهرُ