بوابة نِهْم .. ممنوع الدخول لغير اليمنيين..

بين نقيل الفرضة ونقيل ابن غيلان تبخرت أحلام العدوان

|| صحافة ||

 

أبراج الكهرباء .. من “كلفوت” الإصلاح إلى “كلفوت” العدوان
حين يعجز الناجون في سوق خلقة عن وصف مجزرة العدوان يكشفون آثارها على أجسادهم

قالها الشاعر اليمني جِعال بن عبدالنهمي قبل نحو ألف وخمسمائة عام :

لا يَفتَح النـــاسُ باباً حينَ نَغلِقُهُ … وَلا يَكــونُ لِبـــــــابٍ دونَنـــا غَلَقُ الناسُ أَرضٌ ونحن السَقفُ فَوقَهُمُ … نَحنُ السَماءُ وَهُم مِن تَحتِنا خُلِقوا

لذلك وقف الغزاة نحو أربع سنوات خلف بوابة نِهْم علَّها تُفتح ويلجون منها إلى العاصمة، ولكن هيهات!!

الثورة / عباس السيد

 

لم يستطع الإعلام المحلي الرسمي أو الحكومي ولا حتى الإعلام الحربي مواكبة الانتصارات المتلاحقة للجيش واللجان الشعبية، وخصوصا تلك التي تمت خلال الفترة من منتصف 2019م وحتى مارس الجاري.. وقبل أن يتمكن الإعلاميون من نقل تفاصيل الانتصار الأول، يأتي الانتصار الجديد في صيغة خبر عاجل..

وهكذا تلاحقت الانتصارات، من جبهات البيضاء، ثم الضالع، وإخماد فتنة حجور في محافظة حجة، مرورا بعملية ” نصر من الله ” في وادي آل ابو جبارة في مديرية كتاف صعدة، وصولا إلى تحرير 2500 كيلومتر مربع في مديرية نهم ومناطق مجاورة لها في محافظتي مارب والجوف في عملية، “البنيان المرصوص”، ومن بعدها تحرير مديريات الجوف بينها الحزم عاصمة المحافظة التي تعادل مساحتها مملكة هولندا التي أغرقت العالم بالحليب ومشتقاته.

بعد بضعة أيام من إعلان ثمار عملية ” البنيان المرصوص ” في نهم والمديريات المجاورة لها، توجهت مع زملاء من صحيفة “الثورة”، برفقة الأستاذ عبدالرحمن الاهنومي رئيس التحرير إلى نهم للوقوف على حجم الانتصارات وأوضاع ما بعد التحرير ، وقد نشرت “الثورة” قبل أسابيع جانبا من انطباعاتنا ومشاهداتنا، وشهادات من التقينا بهم، لكن ذلك لم يكن سوى القليل القليل مما يجب أن يكتب ويقال حول ذلك الانتصار الذي لم يعط حقه.. فكل قرية وكل جبل شهدت ملاحم وبطولات ، كل تبة لها قصة ، وكل عائلة لها حكاية من المعاناة والصبر والصمود حتى الانتصار.. قصص تستحق أن تنشر وتعرفها الأجيال.

كان من المفترض نشر هذه المادة قبل أيام، لكن لأسباب مختلفة بينها الأزمة الصحية التي أبعدتني عن العمل حالت دون ذلك، ومهما امتد بنا الزمن سيظل الحديث عن نهم وما تحقق فيها حديثاً لا يرقى إلى مستوى الإنجاز والإعجاز الذي تحقق.

في زيارتنا لمديرية نهم، كان ” مفرق الجوف ” هو أقصى مدى بلغته أقلامنا وعدساتنا، ومنه استدرنا في رحلة العودة إلى العاصمة صنعاء.

في تلك الأثناء، كان أبطال الجيش واللجان الشعبية قد تجاوزوا المفرق واستداروا شرقا نحو عرش بلقيس، وشمالا نحو براقش.

في مفرق الجوف عرض علينا مرافقنا “أبو محمد” أن نواصل طريقنا نحو براقش، لكنه استدرك قائلا لكن الوضع هناك ليس آمنا، وغارات تحالف العدوان مكثفة “. لم يكن أبو محمد مجرد مرافق أو دليل في زيارتنا، فقد كانت حمايتنا جزءاً من مسؤوليته، وقد أخذنا نصيحته على محمل الجد.. واكتفينا بجولة سريعة في المكان المعروف بـ ” مفرق الجوف “.

المكان مقفر، خال من أي حركة، عدا أفراد من الجيش واللجان في نقطة التفتيش بالمفرق.. كانت آثار الدمار والخراب بادية على واجهات المحال والمباني على جانبي الطريق الإسفلتي، وعلى المقرات والثكنات العسكرية المحيطة بالمكان..

التحصينات المكثفة التي تحيط ببعض المقرات العسكرية تشير إلى أنها كانت مواقع قيادة وغرف عمليات بحكم طبيعة المكان الاستراتيجية.

وقد كان أحدها بالفعل مركزا للسيطرة والقيادة التابع لقوات المرتزقة والذي رُفع فيه العلم السعودي، وكان يحوي كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والمدرّعات الأمريكية التي أصحبت غنيمة للجيش واللجان.

كان واضحا أن المنطقة تعرضت لغارات جوية مكثفة من قبل تحالف العدوان، هكذا اعتاد التحالف المعادي أن يختتم مشاهد وفصول هزائمه من خلال غارات جوية لا تستثني حتى مرتزقته وعملاءه.

لم يكن بإمكاننا مواصلة السير شمالا نحو الحزم أو شرقا نحو مارب، واكتفينا بسماع زامل ” يا مفرق الجوف سلِّم لي على مارب، واستدرنا نحو الغرب في رحلة ” قادمون يا صنعاء ” الرحلة التي ظل المرتزقة يحلمون بها طوال أربع سنوات، لكن حلمهم تبخر كالسراب!!

نهم الخاصرة

نعود إلى الحديث عن جبهة نهم التي شكلت استزافا هائلا لقوى العدوان ومرتزقتهم ماديا وبشريا، فمن جهة المنافقين، كانت نهم مصدرا لجلب مئات الملايين من الدولارات من دول العدوان وتحديدا المملكة السعودية التي ضخت مئات الملايين من الدولارات من اجل السيطرة على مديرية نهم، لأنها اقرب نقطة للعاصمة صنعاء – الغاية الأساسية للغزاة – وهي بالنسبة لهم تستحق، ولا ضير إن خسروا أموالا كثيرة وزجوا بآلاف المنافقين في مهلكة نهم، وقد كانوا يعتقدون أنها طريق قصيرة وسالكة إلى صنعاء، وبمجرد ركوبهم مدرعة غازية تحميها مقاتلة غازية سيصلون إلى صنعاء…..

قربها من العاصمة جعل منها خاصرة حربية مهمة وحساسة استغلتها قوى العدوان والمرتزقة بقوة في الإعلام، ومنذ بداية المعركة وهم يعلنون بأنهم على مشارف صنعاء.

عسكريا، حشدت قوى العدوان عشرات آلاف من المقاتلين المرتزقة، وآلاف الآليات العسكرية، مع إسناد جوي كبير، وخلال العام 2016م، شن العدوان ومرتزقته عشر حملات عسكرية هجومية كبيرة من أجل تجاوز فرضة نهم وفشلوا في ذلك.

البداية

بدأت معركة نهم منتصف ديسمبر 2015م، وذلك بعد سيطرة قوى العدوان على “معسكر ماس” الواقع في حدود محافظتي الجوف ومارب، والقريب من حدود مديرية نهم، وفي اليومين التاليين 19 و20 ديسمبر توغلت قوى العدوان القادمة من مارب والجوف داخل مديرية نهم و سيطرت على جبل “اللدود” ثالث جبل مطل على معسكر “فرضة نهم” الذي سقط بأيدي الغزاة والمرتزقة في فبراير 2016م.

وفي أغسطس من نفس العام تمكن الغزاة من السيطرة على عدد من المناطق جنوب الفرضة أبرزها جبل المنارة المطل على مركز مديرية نهم وقرية الحول وجبل القناصين والعيان، بعد أن انتهت محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في الكويت دون التوصل إلى اتفاق.

نقيل ابن غيلان

بعد أن سيطر مرتزقة العدوان على مواقع استراتيجية هامة، كجبل المنارة، والمجاوحة، وبني فرج، وجبال السفينة، والمرحة والقتب، و القرن، ودعة، ومواقع أخرى شمال شرق نقيل ابن غيلان بدأت قوى العدوان والمرتزقة الاستعداد للتقدم جنوبا للسيطرة على نقيل ابن غيلان الذي يعد “عسكريا ” إحدى بوابات أمانة العاصمة.

بالنسبة للخارجين من العاصمة، يعتبر نقيل ابن غيلان بوابة نهم، وهو بوابة العاصمة للقادمين من نهم.

وخلال توجهنا إلى نهم، وعودتنا منها لم يتم التحري عن هوياتنا بشكل دقيق سوى في نقيل ابن غيلان.

يقع نقيل ابن غيلان في التماس بين مديريات نهم وبني حشيش التابعتين لمحافظة صنعاء، ومديرية بني الحارث التابعة إداريا لأمانة العاصمة.

ويبعد عن العاصمة صنعاء مسافة تترواح ما بين 20 إلى 30 كيلومتر، ومنه يمكن السيطرة “ناريا” على مطار صنعاء، وكذا أهم المعسكرات الاستراتيجية الواقعة إلى الشمال والشمال الشرقي للعاصمة.

إذ يشرف النقيل، ومن ورائه تبة “العصيدة” التي تعتبر جزءا منه على معسكر بيت دهرة، ومن ورائه، معسكري الصمع وفريجة في مديرية أرحب.

وخلال ثورة الشباب في العام 2011م، كان نقيل ابن غيلان في قلب الأحداث، ومن قبله فرضة نهم التي سيطرت عليها ميليشيات الإصلاح خلال الثورة الشعبية في العام 2011م.

قوات خاصة تدربت في السعودية

في يوليو 2017م، نشرت صحيفة المدينة السعودية خبر استعداد لواء عسكري لخوض لمعركة نقيل ابن غيلان، وقالت الصحيفة،”اللواء مكون من ست كتائب قوات خاصة وعدد أفراده ثلاثة آلاف جندي ويتلقون التدريبات الخاصة بالمهارات القتالية في مدرسة القوات الخاصة ومركز اللواء في محافظة مارب وبعض التخصصات يتلقونها في مركز تدريب القوات الخاصة السعودية”.

مؤتمر مشائخ نهم في الرياض

أولت السعودية التي تقود تحالف العدوان جبهة نهم اهتمام خاصا، وسخَّرت كل إمكاناتها للسيطرة عليها.

في مارس 2019م، نظمت السعودية مؤتمرا لمشائخ مديرية نهم في الرياض، وأشرف الأمير فهد بن تركي على المؤتمر بشكل مباشر، وخصصت إمكانيات مالية هائلة للمؤتمر الذي كُرِّس لمناقشة أسباب تعثر الجبهة في بلادهم والسبيل إلى دحر ” الحوثيين ” هناك ومتطلبات أبناء القبيلة، كما جاء في وسائل إعلام العدوان..

رغم الإغراءات المالية لم تتمكن السعودية من جمع مشائخ نهم باستثناء أسماء قليلة، وتم تغطية العجز بأسماء شخصيات اعتبرها الكثير من المشائخ إهانة بالغة لهم، كطباخ أحد المشائخ الذي حضر المؤتمر بصفة شيخ، وبعض المغتربين المقيمين الذين لهم سنوات من اليمن ولم يعرفوا جبهة وهم في الصفوف الأولى لما يسمى مؤتمر مشائخ نهم. عدد منهم سائقو سيارات أجرة وآخرون يعملون موزعي مواد غذائية، وآخرين مندوبو مبيعات أدوات تجميل وملابس نسائية، بحسب شهادة الشيخ حسين العجي العواضي – وهو من الموالين لتحالف العدوان.. الذي أضاف نقلا عن احد مشايخ نهم ترديده للمثل الشعبي بلهجته المحلية: “ما همني ما كل امذيب الاشمات امرواعي”.. بايضحكوا علينا وعلي امتحالف خلق الله”.

خلقة

منطقة خلقة، وتتكون من عدد من المحلات السكانية، بعد صعود نقيل ابن غيلان، وفيها سوق خلقة الذي شهد مجزرة مروعة عندما استهدفته طائرات العدوان بغارة جوية في وقت الذروة، منتصف نهار السبت 27 فبراير 2016م، وراح ضحيتها 32 شهيدا وأكثر من أربعين مصابا من الباعة والمتسوقين .. آثار الجريمة لاتزال محفورة على الإسفلت، على واجهات المحلات في السوق، على الأشجار، وعلى أجساد المواطنين الذين نجوا من الموت، وظلوا شهودا على هول الجريمة، وحين يعجزون عن وصفها بالكلمات يبدون لك آثارها على أجسادهم.

أما من قضوا شهداء، فلهم في السوق أهل وأصحاب ومعارف، يحصونهم بالاسم، يترحمون عليهم، ويتوعدون بالثأر لدمائهم.

كلافيت الكهرباء

في مديرية نهم، وعلى امتداد أبراج شبكة الكهرباء القادمة من مارب تشاهد أسلاك الضغط العالي مقطعة بفعل الغارات الجوية لتحالف العدوان، والقصف البري للمرتزقة، فتتذكر “كلفوت ” المتهم المجهول الذي كان يغرق العاصمة والمحافظات في الظلام لأيام، وتقف كل أجهزة الدولة العفاشية ومن بعدها الدنبوعية عاجزة عن ضبطه، أو على الأقل الكشف عن هويته.

مديرية نهم كان فيها “كلافيت” كثر ممن تخصصوا في قطع الكهرباء عن العاصمة والمحافظات، قبل أن يقطعها ” الكلفوت الأكبر” نهائيا، وهو العدوان بالطبع.

وكان لمنطقة خلقة “كلفوتها”، وقد اعترف ذات مرة لصحيفة محلية ، وقال : “إحنا قطعناها مرة واحدة في خلقة، مش أربع مرات، قطعناها بواسطة خبطات، رجمناها إلى فوق الخطوط، بعد أن “قاموا” بنقل واحد من أهلنا إلى السجن المركزي، وهناك من قال لنا إنهم سوف يعدمونه”.

وقال: “بالنسبة للاعتداءات الأخرى التي تعرضت لها خطوط نقل الكهرباء, فإن الذين قاموا بقطعها هم أعضاء حزب الإصلاح, ومعنا ما يثبت ذلك، أما نحن فقد قطعناها لمرة واحدة فقط..”

والسؤال: لماذا كان الإصلاح يقطع الكهرباء، وقد كان مشاركا في السلطة قبل ثورة الشباب وبعدها؟!

معركة التحرير

خلال الأيام الثلاثة الأولى من المعركة، تمكّنت قوات الجيش واللجان الشعبية من الانتقال من وضع الدفاع إلى الهجوم، لتشنّ عملية هجومية من أربعة مسارات استطاعت من خلالها ضرب الخطوط الأمامية للعدو، وتقدّمت في المناطق الجبلية لتحسم المعركة وتسيطر على جبهة نهم بالكامل.

الفرضة ونقيلها

الفرضة في اللغة «فرضة الجبل»: ما انحدر من وسطه وجانبه. والفرضة في نهم هي أحد الأطراف التي تنتهي عندها ما يعرف بـ ” نهم العليا ” ويقع معسكر الفرضة عند حافة ذلك الانحدار الذي يتلوى فيه الطريق الاسفلتي بطول 16 كيلومترا.

وهناك يحضرك قول الشاعر “جِعال بن عبدالنهمي”:

بَنى لَنا أَوَّلونا فَوقَ عالِيَةٍ

مَجداً دَعائِمُهُ مِن تَحتِهِ زُلُقُ

حَتّى اِستَوَينا عَلى أَشرافِ رابِيَةٍ

عِندَ الثُرَيّا بِها الأَرواحُ تَختَنِقُ

لا يَفتَح الناسُ باباً حينَ نَغلِقُهُ

وَلا يَكونُ لِبابٍ دونَنا غَلَقُ

الناسُ أَرضٌ ونحن السَقفُ فَوقَهُمُ

نَحنُ السَماءُ وَهُم مِن تَحتِنا خُلِقوا

إن نَحصرِ الرَأيَ لا يُنظَر بِهِ أَحَدٌ

وَإِن نَغِب عَن ظُهورِ الحَيِّ يَرتَفِقوا

يعد معسكر فرضة نهم أكبر المعسكرات في جبهة نهم، ويقع على الطريق الرئيسي الرابط بين صنعاء ومحافظتي الجوف ومارب.

تبلغ مساحة المعسكر نحو أربعين الف متر مربع، وشهد العام 2011م احداثا أدت الى سقوطه في أيدي ميليشيات الإصلاح.

تحيط به من الشمال سلسلة جبال يام وجبل الحول ، ومن الجنوب جبال المنارة والقتب، والمساورة وحارم.

وعلى امتداد الطريق أو النقيل، تنتشر الثكنات العسكرية التي أنشأها المرتزقة بكثافة تبعث على الحيرة والتساؤل: كيف سقطت كل هذه الثكنات والتحصينات؟! لكن الجواب واحد على لسان مجاهدي الجيش واللجان الشعبية وقائد عملية “البنيان المرصوص” اللواء المجاهد عبدالخالق الحوثي، هو الله.

جبل المنارة

سيطر أبطال الجيش واللجان على جبل المنارة الاستراتيجي والثكنات المحيطة به بعد معارك ضارية مع المرتزقة، وتمكّنوا بعذ ذلك من فرض سيطرتهم النارية على فرضة نهم ومناطق واسعة، ليبدأوا بعدها التقدّم ميدانياً نحو تبة الحمراء المطلة على مركز نهم ، فمعسكرات في وادي ملح الذي كان يُعدّ بمثابة مركز عسكري لتزويد الجبهات بالسلاح والغذاء، وبعد ذلك، جرت السيطرة على منطقة المشجع بالكامل بعد تطهيرها واغتنام عدد من المدرّعات والآليات العسكرية.

نجحت التكتيكات المستخدمة فيها الأسلحةُ الخفيفة والمتوسطة في تغيير المشهد العسكري وحسم المعركة، إذ تمكّنت قوات الجيش واللجان في منطقة فرضة نهم من محاصرة معسكر الفرضة ، المعسكر الأكبر في جبهة نهم، ليتمّ إحكام الحصار عليه من كلّ الجهات، ومن ثم التحمت قوات الجيش واللجان مع مرتزقة العدوان لساعات، منهيةً المعركة بإحكام السيطرة على المعسكر.

نقيل الفرضة

وفيه سيطرت قوات الجيش واللجان على معسكر مستحدث آخر كان يحوي عدداً كبيراً من العتاد والسلاح الثقيل والمتوسط، ولم تتوقف تحت ضربات الطيران، بل استمرّت في التقدم لتسيطر نحو مفرق الجوف، ومن بعده مديرية مجزر في مارب.

قبائل نهم

سميت نهم نسبة إلى نهم بن عمرو ابن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل، وهي احدى مديريات محافظة صنعاء ، وأكبرها مساحة، 1900 كيلومتر مربع، تقع نهم في شمال شرق العاصمة صنعاء ، يحدها من الشمال الجوف و سفيان ، ومن الشرق مارب ، ومن الجنوب حريب القراميش و بني حشيش، ومن الغرب مديرية أرحب.

وتنقسم قبيلة نهم إلى غُفيري ومحلفي ، ثم ينقسم الغُفيري إلى ثلاثـة أقسام ، عيال غفير والحنشات والجدعان ومن عيال غفير سمح ، وهم حميدي وضحاكي وعبدلي وشوذري هؤلاء سـمح ، ثم عيال غفير المطيرة ، وعيال أحمد والنعيمات وبنو بارق ، ومن الحنشات العواصم والجفور والقميحات ومن الجدعان آل حرمل وآل جمعان وآل خضير ، ومساكن الجدعان الجوف ، وأما المحلف فهم منصوري وصيادي ، ومن المنصوري مرهبة وبنو منصور ، ومن عيال صياد عواض وفهدي ، والمذكورون هم من قبائل مرهبة في عداد نهم ، والجميع من بكيل ، ومن المنصوري عذر مطرة ، وهو في الأصل من عذر حاشد ، كما جاء عند ” الهمداني ” في كتابه ” صفة جزيرة العرب ” وعدادهم في نهم .

ومن قرى نهم المديد وهي مركز المديرية ، وبَّرآن ، وملح ، وثومة ، وخلقة ، وضبوعة ، ومسورة ، ومجزر ، وثاجر.

ومن أشهر جبالها جبل يام ، وهو جبل واسع متصل بالجوف ، وهو بلد قبيلة يام القديمة ، وفيه موضع يعرف بالغيضة قبر فيه الإمام ” أحمد بن علي السراجي” المتوفى سنة 1250 هجرية..

وتصب أودية نهم في الجوف ، وبعض أوديتها تصب في وادي الخارد الواقع غرب أراضي نهم ، ومن أوديتها الشرقية وادي ملح الذي يصب إلى مجزر مارب ثم إلى الجوف.

 

قد يعجبك ايضا