كورونا يتفشى في الإمارات ويزيد الركود الاقتصادي والسياحي فيها
|| أخبار عربية ودولية ||
لا يزال فيروس كورونا المستجد يتفشى في دولة الإمارات مخلفا تداعيات سلبية تزيد من الركود الاقتصادي والسياحي الذي تشهده البلاد أصلا بفعل فشل وتخبط نظامها الحاكم.
وأعلنت وزارة الصحة الإماراتية الليلة الماضية عن تسجيل 14 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد لأشخاص من 7 جنسيات، وفقا لما أعلنته هيئة صحة دبي.
وقالت الهيئة عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر إن الإمارات سجلت 14 حالة جديدة في البلاد تحمل 7 جنسيات، إذ يحمل 4 مصابين الجنسية الإماراتية و3 الجنسية الإيطالية، بالإضافة إلى مصابين من كل من بنغلاديش ونيبال ومصاب من كل من روسيا والهند وسوريا.
وأكدت الوزارة أن جميع الحالات المكتشفة مؤخرا مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية اللازمة، وفقا لما نقلته هيئة صحة دبي. يذكر أن عدد الحالات المكتشفة في الإمارات وصل إلى 56 حالة شُفي منها 7 أشخاص مصابين بالفيروس.
وكانت أعلنت وزارة التربية والتعليم في الإمارات عن تعطيل جميع طلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة كافة على مستوى الدولة بدءاً من يوم الأحد ولمدة 4 أسابيع.
ووسط الركود في الاقتصاد يتوسع “انتشار مرض كورونا” في الدولة مهدداً جميع قطاع الأعمال في الإمارات.
وقد طلب مجلس دبي الرياضي من منظمي الأحداث الرياضية تأجيل كافة الأنشطة المتعلقة بالرياضة حتى نهاية مارس/آذار الجاري بسبب انتشار فيروس كورونا في “إجراء احترازي حفاظا على الصحة العامة”.
أما دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي فقد أقرت تأجيل الدورة الثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ضمن إطار الإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة العامة في الإمارات.
ووسط الإجراءات المستمرة يثير فيروس كورونا مخاوف تأثر الاقتصاد الإماراتي ويدفعها لمأزق الأزمة التي حدثت في 2008، في الوقت الذي تواجه فيه بالفعل صعوبات اقتصادية بفعل تراجع عائدات النفط منذ أكثر من خمس سنوات، والحروب الخارجية التي تكلف الدولة مليارات الدولارات.
ومع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا وما سببه ذلك من اضطراب اقتصادي وسياسي في العديد من دول العالم لا سيما دول الخليج التي تأثرت اقتصاداتها بشكل مباشر نتيجة انتشار هذا المرض وتزايد عدد الإصابات به في الإمارات تثار التساؤلات حول مصير ” معرض إكسبو دبي 2020″ المقرر عقده بمدينة دبي في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، وأثر ذلك على تطلعات الإمارات للنهوض بالواقع الاقتصادي ومواجهة حالة الركود.
وأبدى أصحاب شركات السفر والرحلات السياحية مخاوفهم إذ من المتوقع أن يستمر ركود قطاع السياحة حتى العام المقبل، والإمارات بصفتها تعتمد كثيرا على السياحة فإن ذلك سيضرب اقتصاد الدولة ويؤثر على عمل الفنادق والمطارات والأعمال التجارية.
وأثار الهلع الذي تسبب به الفيروس، بشكل كبير على السياحة إلى عشرات الدول حول العالم بصفة عامة، كما أن السياح الصينيين يشكلون نسبة كبيرة من عملاء شركات السياحة الإماراتية.
فيما قالت وثيقة لشركة إعمار العقارية الإماراتية إن وحدة الضيافة بالشركة ستتوقف عن تلقي الحجوزات في ثلاثة فنادق بدبي لأكثر من خمسة أشهر اعتبارا من 15 مارس آذار، في مؤشر على أثر فيروس كورونا على الطلب.
وذكرت الوثيقة أن إعمار، وهي من أكبر مشغلي الفنادق في دبي، ستتوقف عن تلقي الحجوزات في فندق العنوان فاونتن فيوز وفيدا كريك هاربر وفيدا تلال الإمارات من 15 مارس آذار إلى 31 أغسطس آب.
ويقع فندق العنوان فاونتن فيوز في منطقة وسط مدينة دبي الرائجة قرب برج خليفة، أطول برج في العالم، وهو من أحدث فنادق إعمار.
في السياق قال القائمون على معرض سوق السفر العربي في دبي إن المعرض الإقليمي للسفر والسياحة تأجل إلى أواخر يونيو/ حزيران بسبب تفشي فيروس كورونا، في الوقت الذي أكدت فيه شركة طيران الإمارات أن إيراداتها ستتأثر بسبب تداعيات انتشار الفيروس.
ومن المقرر أن يكون الموعد الجديد للمعرض الذي يعد من أكبر المعارض السياحية في الشرق الأوسط في الفترة من 28 يونيو/ حزيران إلى أول يوليو/ تموز بدلا من الفترة من 19 إلى 22 إبريل/ نيسان بسبب تفشي المرض.
وذكر بيان أن “القرار جاء في هذا التوقيت كي نمنح أصحاب المصلحة أكبر قدر ممكن من الوقت بما يتيح لهم اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة وإعادة جدولة خططهم وبرامجهم على هذا الأساس كي نضمن في الوقت عينه حضورا أقوى للمعرض في شهر يونيو المقبل”.
وكان من المقرر أن يدلي رئيس طيران الإمارات تيم كلارك بواحد من آخر مقابلاته الصحافية في المناسبة قبل تقاعده في يونيو/ حزيران.
كما تتوقع شركة طيران الإمارات أن يتأثر أداؤها المالي بتفشي فيروس كورونا الذي أدى إلى تراجع عالمي في السفر جوا، بحسب إشعار داخلي.
وعلّقت شركة الطيران، المملوكة للدولة وتتخذ من دبي مقرا، والتي ينتهي عامها المالي هذا الشهر، الرحلات إلى إيران ومعظم أنحاء البر الرئيسي الصيني. وحثت الإمارات مواطنيها والمقيمين فيها على عدم السفر إلى الخارج.
وجاء في الإشعار الداخلي للموظفين الذي يعود تاريخه إلى الرابع من مارس/ آذار: “في هذه المرحلة، هناك شك ضئيل جدا في أن أداءنا المالي للعام سيتأثر”، وقال أيضا إن “أعداد الركاب تأثرت بشكل كبير”.
وحذرت هيئة بالقطاع الأسبوع الماضي من أن تفشي الفيروس قد يكلف شركات الطيران ما يصل إلى 113 مليار دولار من الإيرادات مع إسراع الخطوط الجوية في أنحاء العالم لخفض عدد الرحلات والتكاليف.
وقال الإشعار إن “طيران الإمارات شركة قوية جدا وراسخة ماليا. لكن نوع الطائرات التي نسيرها وطول مساراتنا وقاعدة تكاليفنا العامة تعني أن من الممكن أن نشعر بتداعيات المحنة سريعا”، مضيفا أن “الشركة تتجه لمراجعة المسارات والخفض إلى طاقة استيعابية أصغر، عندما يكون ذلك ملائما، وإلغاء الرحلات غير المربحة، على أساس يومي تقريبا”.