الإنسان الناسي لله يبقى في دائرة الضعف مهما ملك
|| من هدي القرآن ||
{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}(الكهف10) فتية، مجموعة فتيان، {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} ودائماً ترى القرآن الكريم، كلما يتحدث، ويعرض أي نموذج من أوليائه، في أي مجال من مجالات أعمالهم، دائماً يكشف لك مشاعرهم، أنها ممتلئة بحب الله، والانشداد إليه.
وهذه حالة هامة جداً، قضية هامة جداً، لاحظ هؤلاء: {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} لأن نسيان الله، نسيان الناس لله، نسيان الإنسان لله يكون لها آثار سلبية خطيرة جداً عليه، في دنياه وفي آخرته، ولا يتمكن أن ينهض بأي مسؤولية.
الإنسان الناسي لله، إذا ما كان مرتبطاً بالله، ومشاعره مرتبطة بالله، يظل دائماً ضعيفاً، مهما ملك، كضعف حكام العرب الآن، ما هم ضعاف، لديهم ممتلكات هائلة من الأموال؟ ولديهم أسلحة هائلة، ولديهم، ولديهم، لكن تراهم في أضعف موقف!.
{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً}(الكهف12) هذا موجز القصة، خلاصتها، ثم يقول في تفصيلها: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}(الكهف13) مؤمنون بالله، ومنشدين إلى الله انشداداً قوياً.
{فِتْيَةٌ} مجموعة شباب، {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}، ونحن ما كل واحد يدعي أنه مؤمن؟ لكن يوجد فوارق كبيرة جداً بين إيمان مجرد كلام، إيمان لا يحرك ساكناً في مشاعرك، إيمان ما يوجد لديك أي غضبة لله سبحانه وتعالى، هذا إنما هو مجرد عنوان إيمان، مجرد اسم. هؤلاء {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ}(الكهف14) قوى قلوبهم، وهذه هي قضية عندما يقول عنها في المقدمة بأنها آية من آياته، آية لنا المتأخرين نعرف، ليعرف الناس أنهم إذا انطلقوا مؤمنين بالله بشكل صحيح، مؤمنين بالله بشكل جاد، فإن الله يقوي أنفسهم؛ لأنه هو الذي يتحكم في نفوس الناس. [آيات من سورة الكهف]
السيد حسين بدرالدين الحوثي