ذعر “آل سعود” من سيطرة “أنصار الله” على حقول النفط اليمنية.. لماذا تم إدخال قوات وأنظمة عسكرية أمريكية إلى جنوب اليمن؟ “صور وخرائط ميدانية”
|| صحافة ||
تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” مع بداية العام الميلادي الجديد من التقدم وتحرير الكثير من الأراضي والمناطق التي كانت قابعة تحت سيطرة مرتزقة تحالف العدوان السعودي الإماراتي وبعد الانتصارات العظيمة التي حققتها تلك القوات اليمنية في منطقة وادي “نهم “الواقع شمال شرق محافظة صنعاء وتحريرها مدينة “الحزم”، عاصمة محافظة الجوف، يستهدف أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في وقتنا الحالي محافظة مأرب لأول مرة منذ بدء الحرب العبثية التي شنتها قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي على هذا البلد الفقير.
استراتيجية قوات “أنصار الله” التي استمرت ثلاثة أشهر من أجل تحرير محافظة مأرب
منذ أوائل شهر يناير / كانون الثاني الماضي ، شنّ أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” عملية عسكرية كبرى من ثلاثة محور لتحرير وادي “نهم” الواقع شرق العاصمة صنعاء وذلك من أجل تحقيق الهدف الرئيس المتمثل في السيطرة على مركز محافظة مأرب الواقعة في شرق البلاد.
الجدير بالذكر أن هذه الثلاثة محاور كانت كما يلي:
1) وادي “نهم”، حيث تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحرير هذه المنطقة والسيطرة عليها بالكامل في أواخر يناير / كانون الثاني الماضي، وتمكنوا من الاستيلاء على المئات من المعدات العسكرية التابعة لمرتزقة تحالف العدوان السعودي الإماراتي عقب فرارهم من تلك المناطق.
2) جبهة “الحزم” قام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بتكثيف عملياتهم العسكرية في هذه المنطقة في منتصف شهر فبراير الماضي وتمكنوا في الاول من شهر مارس الحالي من تحرير مدينة “الحزم”، عاصمة محافظة الجوف وبعض المرتفعات الاستراتيجية الواقعة في ضواحيها الشرقية ولا يزال أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية حتى هذه اللحظة يتقدمون في تلك المناطق ويحررون الكثير من القرى والمرتفعات من قبضة مرتزقة تحالف العدوان السعودي الإماراتي.
3) جبهة “صرواح” وجبل “هيلان”، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الايام القليلة الماضية من شن عمليات عسكرية واسعة النطاق في هذه المناطق وتمكنوا من تحرير الكثير من القرى.
يذكر أن هذه العمليات التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في هذه المحاور الثلاثة كان لها أثر بالغ على معنويات مرتزقة تحالف العدوان الذين فضلوا الفرار من تلك المناطق والانتقال إلى بعض المعسكرات الواقعة في محافظة مأرب ولقد أثبتت هذه العمليات العسكرية العظيمة فشل فشلت قوات “منصور هادي” في تحقيق انتصارات على ساحة المعركة وأثبتت أيضا فشل القوات الجوية السعودية في التركيز على أهدافها.
الجدير بالذكر أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” تمكنوا خلال الايام القليلة الماضية من تطهير وتحرير العديد من المرتفعات الواقعة بين مدينة مأرب ومنطقة “صرواح”، وإذا ما تمكنت هذه القوات على جميع المرتفعات الواقعة بين هاتين المنطقتين، فإن هذا يعني أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية أصبحت تسيطر نارياً وعسكريًا على هذه المحافظة الاستراتيجية والغنية بالموارد النفطية.
انتقام طائرات الجو السعودية من المدنيين في محافظة الجوف اليمنية
ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي بعد فشله الذريع في تحقيق أي مكاسب عسكرية في المواجهات الميدانية في مختلف الجبهات وتقهقر مرتزقته من منطقة “نهم” و”الحزم”، اقدم قبل عدة أيام على اقتراف مجزرة وحشية باستهدافه تجمعاً للمواطنين عند حطام الطائرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية بمديرية “المصلوب” محافظة الجوف وخلف العشرات من الشهداء والجرحى وأوضح مصدر محلي بالمحافظة أن طيران العدوان شن غارات على موقع حطام الطائرة اثناء تجمع المواطنين ما أدى إلى استشهاد وإصابة 40 أغلبهم من النساء والأطفال في حصيلة أولية وأشار المصدر إلى أن طيران العدو عاود استهداف المسعفين ما أدى أن ارتفاع عدد الشهداء والجرحى.
احتمال وصول ابطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى حقول مأرب النفطية
إن سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” المحتمل على مركز محافظة مأرب، يمكن أن يشكل نقطة تحول في الحرب اليمنية ويمكن اعتباره بمثابة نهاية غير رسمية لحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته “عبد ربه منصور هادي” القابعة في فنادق الرياض. يذكر أنه على مدار الأربع السنوات الماضية، كانت مدينة مأرب المقر الرئيسي لقوات “منصور هادي” ومقر تحالف العدوان السعودي في المناطق الشمالية اليمنية وحتى بعد مغادرة القوات الإماراتية لجنوب اليمن، حاول الجيش السعودي تعزيز المواقع الخيالية وذلك من أجل تحقيق حلمه بغزو صنعاء والاستيلاء عليها، ولهذا فلقد قام خلال الفترة الماضية بنقل الكثير من القوات والمعدات العسكرية للكثير من المناطق وقام بإقامة ثكنات عسكرية كثيرة في عدد من المدن والمحافظات اليمنية وقامت أيضا بنشر أنظمة “باتريوت” بشكل واسع النطاق في معسكر “صحن الجن” الواقع في شمال مأرب، والذي تم استهدافه الشهر الماضي بهجمات صاروخية من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
صورة الأقمار الصناعية لمعسكر “صحن الجن” الواقع في شمال مأرب وأنظمة الـ”باتريوت” السعودية
لقد تغير الوضع تمامًا في وقتنا الحالي، حيث تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من قلب موازين القوى لصالحهم وتمكنوا خلال الفترة القليلة الماضية من الانتقال من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم واستطاعوا خلال الايام القليلة الماضية من الاقتراب كثيراً من مركز محافظة مأرب التي لا تزال قابعة تحت سيطرة مرتزقة تحالف العدوان السعودي الإماراتي والتي تعتبر آخر مقر لقوات “منصور هادي” في شمال اليمن.
الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى أهمية السيطرة على محافظة مأرب، فهناك قضية حيوية أخرى وأكثر أهمية وهي مصير آبار النفط الموجودة في هذه المحافظة الغنية بالنفط ولا تزال معظم المناطق الغنية بالنفط في اليمن الواقعة في الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد خارج سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ولهذا فإن سيطرة هذه القوات اليمنية على محافظتي الجوف ومأرب الغنيتين بالنفط أصبح كابوس يؤرق نظام “آل سعود” الذين شاهدوا عدم قدرة الجيش السعودي ومرتزقته على ردع قوات “أنصار الله”، على الرغم من تقديمهم الكثير من الدعم العسكري والتبرع بمليارات الدولارات للمرتزقة اليمنيين، وهذا الامر هو ما دفع المسؤولين السعوديين إلى طلب المساعدة من الجيش الأمريكي وبالفعل تناولت بعض وسائل الاعلام قبل عدة أيام اخبار تفيد بوصول قوات أمريكية إلى مدينة عدن الجنوبية.
قوات أمريكية وبريطانية تدخل مدينة عدن الجنوبية
كشف العديد من التقارير الاخبارية عن وصول قوات أمريكية وبريطانية إلى مدينة عدن قبل عدة أيام كدفعة أولى من أكبر قوة تعتزم واشنطن نشرها في المناطق الاستراتيجية بالمحافظات الجنوبية المحتلة ولفتت تلك التقارير الاخبارية إلى أن قوة أمريكية يصل تعدادها إلى 110 جندي وصلوا إلى ساحل “بلحاف” الواقع في محافظة شبوة الجنوبية معززة بـ10 طائرات “بلاك هوك” و30 مدرعة “هارفي”، إضافة إلى 4 أنظمة دفاع جوي نوع “باتريوت”، وغرفة عمليات ميدانية متكاملة.
ونقلت تلك التقارير أن بارجتين حربيتين أمريكيتين، رستا في ميناء “بلحاف”، أهم موانئ تصدير الغاز المسال في اليمن، ويرى خبراء عسكريون بأن التحركات الأمريكية المكثفة في المحافظات اليمنية المحتلة هدفها التمهيد لتدخل عسكري أمريكي محتمل والتهيئة لبناء قواعد عسكرية أمريكية على الأراضي اليمنية. كما تؤكد هذه التحركات حقيقة العدوان على اليمن وأنه أمريكي إسرائيلي بامتياز. هذا ويعيش أبناء عدن المحتلة واقعاً مرعباً في ظل الانفلات الأمني القائم وأحداث المواجهات والاغتيالات التي لا تنتهي بين مرتزقة وعملاء العدوان منذ احتلالها من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي .
الوقت التحليلي