الروح الجهادية لا يمكن أن تكون حيةً في قلوب المجتمع المفكك، المتنافر، المتنازع
|| صحافة ||
في ظل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية على أمتنا العربية والإسلامية وقتل أبنائها ونسائها وأطفالها وارتكاب أبشع الجرائم بحق هذه الأُمَّــة، كان الشهيد القائد يتأمل في هذا الواقع البائس الذي نعيشه، ويتساءل بحثاً عن الأسباب التي أوصلتنا إليه.
وقد كان غياب الروحية الجهاد في نفوس الأُمَّــة، وتغييب الجهاد من أهم الأسباب التي جعلت الأُمَّــة مكسورة عاجزة محطمة أمام أعدائها.
حيث تعمدت سياساتِ اليهود والنصارى على إماتة هذه الروح بشتى الوسائل، على مدى قرون، فلم يتركوا جانباً يعتقدون أن فيه إضراراً بمصلحة الأُمَّــة، وفسادها، وتدميرها، إلا وسلكوه، فنشروا الفكر التضليلي والثقافات المغلوطة لإخماد هذه الروح الجهادية، ومن خلال أياديهم (علماء البلاط) ثقفوا الشعوب بطاعة الأمير، وإن جلد ظهرك، أَو سلب مالك، أَو هدم بيتك!! وهو ما أَدَّى إلى تدجين عظيم للأُمَّــة، لطاعة ولاة الأمر الفاسدين، كما أن حالة الولاء لأغلبية الأنظمة العربية والإسلامية لأمريكا وإسرائيل تحت مسمى (سياسة) أَو (ذكاء دبلوماسي)، وفتاوى علماء البلاط بالخنوع والسكوت ومعاقبة من يتكلم من جهة أُخرى.
فكان من أهم المعالم الأَسَاسية لمشروع الشهيد القائد هو دعوته لأبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية إلى إحياء الروحية الجهادية في نفوس الأُمَّــة من خلال القرآن الكريم.
ودأب الشهيد القائد إلى ترسيخ هذه الروحية في أغلبية محاضراته التي بلغت أكثر من تسعين محاضرة، كلها يجمعها الهدف واحد وهو النهوض بأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء الروح الجهادية فيها التي تستطيع من خلالها أن تكون أُمَّــة لها طاقتها وقوتها وإرادتها واستعدادها العالي لمواجهة التحديات كيفما كانت ولديها الاستعداد للتضحية بدون حدود أَو قيود.
الصرخة ودورها في إحياء الروح الجهادية
كانت البداية الذي انطلق من خلالها الشهيد القائد السيد حسين الحوثي رضوان الله عليه هي محاضرته بعنوان الصرخة في وجه المستكبرين حيث وجه الأُمَّــة لسبيل الخلاص من الحالة المأساوية التي تعيشها فقال: (سنصرخ سواء – وإن كان البعض منا داخل أَحْــزَاب متعددة – سنصرخ أينما كنا، نحن لا نزال يمنيين، ولا نزال فوق ذلك مسلمين، نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين، التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأُمَّــة للظالمين، فأصبح الظالمون يدجّنوننا نحن المسلمين لليهود) وتساءل السيد رضوان الله عليه مستنكرا: (أليس هذا الزمن هو زمن الحقائق؟. أليس هو الزمن الذي تجلى فيه كُـلّ شيء؟. ثم أمام الحقائق نسكت؟!) ومن يمتلكون الحقائق يسكتون؟!. ) ثم أجاب رضوان الله عليه قائلاً: (لا يجوز أن نسكت. ). [الصرخة في وجه المستكبرين ص: 10]
أدرك السيد حسين رضوان الله عليه بذكاء شديد ما تحتاجه الأُمَّــة لإحياء الروح الجهادية فيها، فالأمة الإسلامية في انحطاط متواصل، وتحت أقدام اليهود، وأغلبية الأُمَّــة الساحقة مدركة لهذه الحقيقة المرة، ولكنهم صامتون، لا يفعلون شيئاً لإنهاء حالة الذلة المضروبة على الأُمَّــة؛ لأَنَّهم لا يعرفون ما معنى التوكل على الله، والثقة المطلقة بالله كما ينبغي أن تكون، وهذه هي حلقة الوصل المفقودة، ألا وهي: ربط الأُمَّــة بالله، وَالعودة بها إلى كتاب الله وتدبر آيات التوكل على الله في القرآن، والآيات التي تعزز ثقة المؤمن بخالقه، فقال: (فلنعد إلى جملة آيات من القرآن الكريم تتحدث عن صفات أولياء الله، الذين هم المؤمنون، والمؤمنون الذين هم على هذا النحو، يقول الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}) وتساءل السيد رضوان الله عليه: (أليست هذه واحدة؟. اتكالاً على الله من منطلق الثقة بالله. ) موضحاً لنا بأن: (الاتكال على الله لا يعني أن نُوكِل الأمور إليه فندعه هو يعمل بدلاً عنا، ننطلق نحن في ميدان الحياة، في واقع الحياة في أداء المسئوليات، في أداء المهام، ونحن نتكل عليه حيث نهتدي بهديه، حيث نلتجئ إليه، حيث ندعوه. ) [المائدة الدرس الرابع]
وحرص السيد رضوان الله عليه على توضيح معنى: أن يكون ربك الله، من بيده أمرك، من يعلم كُـلّ صغيرة وكبيرة عنك، قائلا: ({آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} من منطلق إيمانهم بأن الله هو ربهم، من يهمه أمرهم، من يعمل على تدبير شؤونهم) [المائدة الدرس الرابع]
ونبّه الأُمَّــةَ إلى شيء مهم، يستأصل الخوفَ من قلوب المسلمين، ويُحيي روح الجهاد فيهم، وهو أنها عندما تثقُ بالله، فهي تثق بمن له هيمنة على القلوب، يستطيع أن يهيمنَ على قلب عدوك فيملئه رهبة وفزعاً وخوفاً، ومهيمن على قلبك فيملئه إيماناً وثباتاً ويقيناً، ولا أحد غيره ممكن أن يهيمن على القلوب جل وعلا.. فبالتالي هو أحق بأن نتولاه، نخافه، نعبده، نجاهد فنستشهدُ في سبيله فتساءل رضوان الله عليه: (مَن هو الذي يمكن أن تتولاه، وله هيمنة على القلوب؟ من هو الذي يمكن؟ لا زعيم، لا رئيس، لا ملك، لا أي أحد في هذا العالم له هيمنة على القلوب.. ألم يقل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((نُصرت بالرعب من مسيرة شهر))؟ من أين جاء هذا الرعب؟ من قبل الله، هو الذي هو مطلع على القلوب، وبيده القلوب يستطيع أن يملأها رعباً، ويملأ تلك القلوب قوة وإيماناً وثقة، وعزماً وإرادة صلبة؛ لأَنَّه قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. )[معرفة الله ــ الثقة بالله ــ الدرس الأول].
مذكراً في محاضراته بصفات أولياء الله، الذين يحملون الروح الجهادية، بأنهم الواثقون بالله، الذين تصرفاتهم في الحياة تعكس مدى وعيهم وإيمانهم ({وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} لاحظ كيف سلوكياتهم تكشف واقع نفسياتهم، التي ملؤها الإيمان الواعي، الإيمان الراسخ، الإيمان الذي لا ارتيابَ معه، هم يجتنبون كبائرَ الإثم حياءً من الله) مبيناً أن اجتنابَ الكبائر شرط أَسَاسي لتحقيق أي نصر: (ولما لكبائر الإثم من أثر في جعلهم غير جديرين بتحقيق وعود الله على أيديهم ولهم. ) [المائدة الدرس الرابع]
في ذات السياق أوضح السيد رضوان الله عليه بأن الروح الجهادية لا يمكن أن تكون حيةً في قلوب المجتمع المفكك، المتنافر، المتنازع، وأن ترابُطَ المجتمع مُهِــمٌّ جِـدًّا جداً، ووجود روح الإخاء والتفاهم والتعاون والتسامح فيما بينهم يدعم بقوة روح المقاومة والجهاد والتغلب على الأعداء والانتصار فقال: ({وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} لا يتجاوزون الحق، لديهم اهتمامات كبرى، لديهم حرص على رضى الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى، فسيصفح وسيغفر لأخيه إذَا ما بدرت منه إساءة أَو زلة، هو لا يريد أن يغرق المجتمع في مشاكل ثانوية تصرفه عن القضايا المهمة التي يجب أن يعطيها كُـلّ اهتمامه، فهم عادةً إذَا ما غضبوا لا يدفعهم الغضب إلى التجاوز، ولا إلى الباطل، بل يغفرون أيضاً).
صفاتُ مَن يحملون الروحَ الجهادية
مذكراً بصفة أُخرى مهمة؛ مِن أجلِ إحياء الروح الجهادية في الأُمَّــة، يتميز بها من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهي الاستجابة لله قائلا: ({وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ}؛ لأَنَّهم مؤمنون بربهم فاستجابوا له في كُـلّ ما أرشدهم إليه، وكل ما أراد منهم، وطلبه منهم. ) مُضيفاً بأن إقامة الصلاة شيء مهم جِـدًّا للحصول على رضى الله، وبالتالي الحصول على تأييده كما قال تعالى واصفا أولياؤه بأنهم: ({وَأَقَامُوا الصَّلاةَ}. [المائدة الدرس الرابع]
وحذّر السيد من الاستبداد بالرأي والدكتاتورية في حياة المؤمنين، وأنها صفة سيئة تقتل روح الجهاد في الأُمَّــة، وكما قالوا: ما خاب من استشار فقال: ({وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} أمورهم وهم في ميادين المواجهة، في ميادين العمل على إعلاء كلمة الله، في كيف يحافظون على صلاح المجتمع، في كيف يحقّقون التعاون على البر والتقوى، في كيف يؤهلون أنفسهم ليكونوا أُمَّــة تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، يتشاورون في أمورهم كيف نصنع؟ ما الذي ينبغي أن نعمل؟ يشعرون بمسئوليات كبيرة وعظيمة) [المائدة الدرس الرابع]
وبما أنه لا تشاور ولا تفاهم بين نفوس مريضة متنافرة متباغضة فأرشدهم على العمل: (وهم في نفس الوقت نفوس متآلفة قريبة من بعضها بعض، كُـلّ منها ينصح، كُـلّ منها لديه رؤية من واقع اهتمامه بواقع الحياة، وبوضعية الأُمَّــة)، مؤكّـداً أن أولياءَ الله، والذين سيحدث على أيديهم التغيير الحقيقي نحو الأفضل: (ليسوا من أولئك الذين تمر الأحداث، وتمر الوضعيات السيئة وهم لا يلتفتون إليها، ولا يحملون أي رؤية عملية نحوها، ولا يفكرون في ماذا يصنعون؛ مِن أجلِ المخرج منها، فأنت لا تجد لديهم أَية فكرة). [المائدة الدرس الرابع]
وشجع السيد رضوان الله عليه المجتمع بأن تكون عنده الروح الجهادية، وأن ينطلق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الله لن يتركهم، بل سيضيئ لهم طريقهم، وينور قلوبهم، من حيث لا يدرون ولا يحتسبون، فتتتابع الأفكار الخلاقة والبناءة في التوارد على خواطرهم لبناء الأُمَّــة والنهوض بها، قائلاً: أما هؤلاء فاهتماماتهم تجعلهم جديرين بأن يكون لديهم أفكارٌ ذات قيمة في مجال بناء الأُمَّــة، في مجال المواجهة لأعداء الأُمَّــة، في مجال الحفاظ على صلاح المجتمع، لديهم رؤى، ومتى يمكن أن يكون لديك رؤى؟. عندما يكون لديك اهتمامات كبرى بواقع الأُمَّــة). [المائدة الدرس الرابع]
وحرص السيد رضوان الله عليه بشدة في محاضراته أن يربي الأُمَّــة ويشجعها على البذل والعطاء، ويبعدها عن الشح والبخل؛ لأَنَّ الإنفاق في سبيل الله من أهم صفات أولياء الله، ومن يحملون الروح الجهادية، موضحاً لنا بأن المال رزق، والخبرة رزق، والعلم رزق: ({وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} يبذلون أَمْــوَالهم، ومما رزقناهم ينفقون: من علمهم، من مالهم، من خبراتهم، بأقلامهم، بأيديهم، بكل ما رزقهم الله من إمْكَانيات ينفقون، ينفقون في مجال ماذا؟ في المجالات التي يجب أن تهمهم كمسلمين، كمسئولين أمام الله، كمؤمنين مصدقين بما وعد الله المؤمنين به في الدنيا وفي الآخرة، فهم لا يبخلون).
وتساءل السيد رضوان الله عليه مستغرباً ممن يحبون المال حباً جماً، ويخافون من نفاده إذَا ما أنفقوا في سبيل الله عن مدى إيمانهم بمثل قول الله تعالى: ({وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}، {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}، أليست هذه وعوداً؟ لكنها تتطلب إيماناً، وتتطلب أن تكون أنت ممن يحمل اهتماماً من واقع إيمانك حتى تعرف مدى أثر ما تنفق، وتعرف أنه يجب أن تبذل مالك، وتبذل من كُـلّ ما رزقك الله من خبراتك، وإمْكَانياتك. فهم هكذا شأنهم كمؤمنين واثقين بوعد الله، حريصين على رضا الله، عارفين أثَر الإنفاق في تحقيق ما يَصْبُون إليه وما يريدون تحقيقه، فهم ينفقون) [المائدة الدرس الرابع].
أليس الجهاد في سبيل الله هو سنام الإسلام؟. كما قال الإمام علي (عليه السلام)، أليس الجهاد في سبيل الله هو شرط أَسَاسي من شروط كمال الإيمان؟. هذا هو ما أضاعه سلاطين المسلمين في هذا العصر، وإلغاؤه هو ما كان ضمن مواثيق [منظمة المؤتمر الإسلامي] أن لا يكون هناك حديث عن الجهاد، وهم من استبدلوا كلمة: جهاد، بكلمة: نضال، ومناضل، ومقاومة، وانتفاضة، وعناوين أُخرى من هذه المفردات التي تساعد على إلغاء كلمة: الجهاد التي هي كلمة قرآنية، كلمة إسلامية.
الشعار والمقاطعة للبضائع الأمريكي والإسرائيلية لمواجهة مشروع التدجين
من خلال الشعار (الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام) ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية انطلق الشهيد القائد ليواجه مشروع التدجين وفرض حالة الولاء والتسليم المطلق لأمريكا وإسرائيل، ليحرك شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية في حالة من التعبير عن العداء والسخط كتهيئة روحية ونفسية لأبناء الزمة لاتخاذ أي موقف تحتاج إليه في مواجهة أعدائها.
كان هذا الشعار خطورة أَسَاسية تخرج بها الأُمَّــة من حالة اللا موقف إلى الموقف، وتواجه عبره حالة النفاق والعمالة التي تسعى إلى فرض حالة الصمت والخضوع والإذعان والاستسلام، فأتى هذا المشروع ليقول لا وليدفع الأُمَّــة في الاتّجاه الصحيح ليكون لها موقف.
الصرخة في وجه المستكبرين.. عنوان المحاضرة الذي دشن الشهيد القائد بها مشروعه القرآني النهضوي التصحيح في 17-1-2002م والذي يصادف آخر جمعة من شهر شوال وفي بدايتها يتساءل خطابياً: هل نحن مستعدون أن لا نعمل شيئاً؟ ثم إذَا قلنا نحن مستعدون أن نعمل شيئاً فما هو الجواب على من يقول: [ماذا نعمل؟]، ثم يجيب: “أقول لكم أيها الإخوة اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شَرَفٌ عظيمٌ لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكونُ هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخةً ليس في هذا المكان وحدَه، بل وفي أماكنَ أُخرى، وستجدون مَن يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطقَ أُخرى: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] هذه الصرخة أليست سهلة، كُـلّ واحد بإمْكَانه أن يعملها وأن يقولها؟ إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم.
وحَرِصَ الشهيد القائد السيدُ حسين الحوثي في محاضراته ككل على كشف المؤامرات الإسرائيلية والأمريكية ضد الأُمَّـة العربية الإسلامية، كما يشير إلى أن اليهود وراء إضلال المسلمين ووراء كُـلّ فساد في العالم.
ويبرز ويتجسّدُ الشعار في تعبئة الشعوب العربية والإسلامية بالعداء تجاه سياسة أمريكا وإسرائيل ومؤامراتهم على الأُمَّـة، فيؤكّـد السيد حسين الحوثي على أنه: (يجب أن تستغل المظاهرات، يجب أن تستغل الخطب، يجب أن يستغل شعار: [الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل]، وغيره من كُـلّ الهتافات التي تنمي السخط في نفس الأُمَّـة لبناء الأُمَّـة.
ويعتبر السيدُ حسين الحوثي أن أثرَ ترديد هذا الشعار كبيراً جِـدًّا عليهم؛ لأَنَّه سيولد “السخط الذي يتفاداه اليهود بكل ما يمكن، إنهم يدفعون المليارات؛ مِن أجلِ أن يتفادوا السخط في نفوسنا، إنهم يعرفون كم سيكون هذا السخط مكلفاً، كم سيكون هذا السخط مخيفاً لهم، كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في جمع كلمة المسلمين ضدهم، كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في بناء الأُمَّـة اقتصادياً وثقافياً وعلمياً”.
كما عمل السيد حسين الحوثي على حث المجتمع والأمة العربية والإسلامية بترديد الشعار ونشره بين الناس: (الشعار نفسه في حد ذاته عمل كبير، أن نعمل على توسيع دائرته، أن نعمل على نشر ملازم، نعمل نحن [ونتحَرّك في الساحة]). [سورة البقرة الدرس العاشر ص: 25]
وفي مواجهة التدجين الأمريكي الإسرائيلي للأُمَّــة العربية والإسلامية ومحاولة تحسين صورتها عند أبناء الأُمَّـة حث السيد حسين الحوثي شعوب الأُمَّـة العربية والإسلامية بالانطلاق في مشاريع جماهيرية عملية تنمي حالة السخط على اليهود وتنمي وعي الشعوب بخطورة المرحلة والأعداء الذين يواجهونهم، فأشار إلى أنه (يجب أن تستغل المظاهرات، يجب أن تستغل الخطب، يجب أن يستغل شعار: [الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل]، وغيره من كُـلّ الهتافات التي تنمي السخط في نفس الأُمَّـة لبناء الأُمَّـة، لتتجه هي هي، لتقف الموقف الذي يفك عن الفلسطينيين وغيرهم من المظلومين ممن تظلمهم أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهم. [دروس من وحي عاشوراء ص: 12]
ويرى السيد حسين الحوثي أن ترديد الشعار يصبح واجباً؛ كونه في متناول الناس أن يعملوه، وأعداؤهم يتأثرون منه، وتساءل: (ربما عمل بسيط، ألا يعتبر عملنا هذا عملاً بسيطاً؟ شعار نعمله ويكون له أثر كبير، ويظهر في نفس الوقت اهتمام الناس بدين الله، يظهر غضبهم على أعدائه، يظهر أنهم قابلين أن يعملوا ما بوسعهم؛ مِن أجلِه. [سورة الأعراف الدرس الثامن والعشرون ص: 30].
وفي ذات السياق ينتقلُ إلى إنزالِ خطواتٍ عمليةٍ للمجتمع بمختلف شرائحه لتنفيذها فيدعو خطباءَ المساجد أن يردّدوا الشعار بعد صلاة الجمعة، وأن يبينوا للناس كيف تحدَّثَ القرآن الكريُم في آياته عن اليهود والنصارى وخطورتهم البالغة على هذه الأُمَّـة، وأن يخلقوا وعياً لدى الأُمَّـة قائم على توحيد الرؤية والموقف من أعداء الله، معتبراً أن: (أول ما يجب أن نعمله – وهو أقل ما نعمله – هو: أن نردّد هذا الشعار. وأن يتحَرّك خطباؤنا أَيْـضاً في مساجدنا ليتحدثوا دائماً عن اليهود والنصارى وفق ما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم. وأن نتحدث دائماً عن هذه الأحداث المؤسفة حتى نخلق وعياً لدى المسلمين، ونخلق وعياً في نفوسنا وأن يكون عملنا أَيْـضاً كله قائماً على أَسَاس أن تتوحد كلمتنا، أن يتوحد قرارنا، أن تتوحد رؤيتنا للأحداث). [الإرهاب والسلام ص: 13]..
ويحذر السيد حسين الحوثي من السكوت عن مواجهة مخطّط اليهود والنصارى لضرب الأُمَّـة قائلا: (لا يجوز أن نسكت) ويؤكّـد على أن الموقف الصحيح هو أن (نكون سباقين، وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كُـلّ اجتماع في كُـلّ جمعة.. الخطباء، حتى تتبخر كُـلّ محاولة لتكميم الأفواه، كُـلّ محاولة لأن يسود الصمت ويعيدوا اللحاف من جديد على أعيننا). [الصرخة في وجه المستكبرين ص: 10]
مذكّراً في محاضراته بأنا يمن الإيمان والحكمة، شيعة علي كرم الله وجهه، الذي ما سكت على ضيم أبداً، وبأنا من ناصرنا الإسلام منذ ظهوره: (سنصرخ أينما كنا، نحن لا نزال يمنيين، ولا نزال فوق ذلك مسلمين، نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين، التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأُمَّـة للظالمين، فأصبح الظالمون يدجّنوننا نحن المسلمين لليهود. [الصرخة في وجه المستكبرين ص: 10]
ولم يكتفِ السيدُ حسين الحوثي بتوجيه الناس على ترديد الشعار بالقول فقط، ولأن مواجهة أعداء الأُمَّـة وبحجم وخطورة اليهود، حرص السيد حسين الحوثي على دعوة الناس إلى إعداد أنفسهم لما هو أكبر فقال: (أشياء كثيرة في متناول الناس يعملونها، إضافة إلى إعداد أنفسهم للمواجهة المسلحة؛ لأَنَّ هذه قضية أَسَاسيةٌ، لا يأمن هذا العدوّ طرفك بأنك لا تواجهه، معنى هذا يتجرأ عليك، يعرف أنك مستعد بأن تواجهه بما لديك من سلاح مهما كان بسيطاً) [سورة آل عمران الدرس الرابع عشر ص: 24].
وبيّن السيد حسين الحوثي أن رفع الشعار ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية هي حرب نفسية مهمة وذات تأثير كبير على العدوّ، هم يعرفون أهميتها، ويستخدمونها دائماً ضدنا، فلماذا لا نستخدمُها ضدهم: (وفي نفس الوقت يجب أن تشتغلّ بالطرق الأُخرى، الموضوع الثقافي، موضوع الحرب النفسية، الحرب النفسية هي حرب واسعة، وهم يركزون عليها بشكل كبير، نحن نقول: مثل موضوع شعار ومقاطعة اقتصادية، وتوجيه للناس على هذا النحو يعتبر حرباً، يعتبر تحصيناً للأُمَّــة من ماذا؟ من حربهم الحقيقية). [سورة آل عمران الدرس الرابع عشر ص: 24]
أدرك السيد حسين الحوثي بخطورةِ الحرب الثقافية والإعلامية والعسكرية التي يخوضها العدوّ، فبرزت في محاضراته العديدُ من الإشارات التي يحاول من خلالها ترسيخ العديد من المعاني للمصطلحات في أذهان الشعوب العربية والإسلامية والتي يسعى الأمريكيين والإسرائيليين إلى تحريفها، وفي ذات الوقت يؤكّـد أن (هذا الشعار لَا بُــدَّ منه في تحقيق النصر في المعركة الثقافية والإعلامية أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا وَأفكار أبناء المسلمين فيرسخوا مصطلح الإرهاب بالمعنى الأمريكي، عندما نردّد هذا الشعار، وعندما يقول البعض ما قيمة مثل هذا الشعار؟. نقول له: هذا الشعار لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة على الأقل، لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة معركة أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا، وإلى أفكار أبناء هذا الشعب، وإلى أفكار أبناء المسلمين، وبين أن نسبقهم نحن. أن نرسخ في أذهان المسلمين: أن أمريكا هي الإرهاب، أن أمريكا هي الشر، أن اليهود والنصارى هم الشر، حتى لا يسبقونا إلى أن يفهم الناس هذه المصطلحات بالمعاني الأمريكية). [الإرهاب والسلام ص: 8]
ويشير السيد حسين الحوثي إلى أهميّة الكلمات التي يحتويها الشعار، ودلالاتها، وما هو أثرُها النفسي والعمل في مواجهة مؤامرات الأعداء فقال: (شعار: [الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام] كلمات هامة ولها أثر في نفس الوقت أثر كبير أمام أشياء كثيرة في نفسياتهم من المؤامرات والخطط والخبث، وتسد أمامهم منافذ كثيرة من التي يحاولون أن يستغلوها). [سورة النساء الدرس العشرون ص: 12]
ويحرص السيد حسين الحوثي على أن يؤكّـد أن لعن اليهود والنصارى ضرورة لترسيخ هذا المفهوم في أوساط الشعوب فقال في محاضرة [الصرخة في وجه المستكبرين ص: 10] (سنلعن اليهود والنصارى، سنلعن أمريكا وإسرائيل، سنلعن أولياءهم حتى تترسخَ في أوساطنا في أوساط الشعوب في أوساطنا نحن الـيَـمَـنيين).
ولأن المقاطعة للبضائع الأمريكية والاقتصادية كحرب اقتصادية ومؤثرة جِـدًّا على الأعداء فقد حث الشهيد القائد على الاهتمام بها فقال: (يجب أن الناس يهتموا بها، المقاطعة للبضائع الأمريكية والبريطانية، يحاولوا أن يقاطعوها، المقاطعة مؤثرة جِـدًّا وحتى لو لم يكن إلا منطقة واحدة. [الشعار سلاح وموقف ص: 10]
ولتعريف الشعوب العربية والإسلامية بأثرها البالغ على العدوّ الأمريكي والإسرائيلي يوضح الشهيد القائد بأن (الأمريكيين يعتبروها حرب، يعتبروا إعلان المقاطعة لبضائعهم يعتبرونها حرب؛ لشدة تأثيرها عليهم فإذا كانت مؤثرة بهذا الشكل ينطلق الناس فيها. [الشعار سلاح وموقف ص: 10].
وتعتبر المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية غزو للعدو إلى داخل بلاده.. مؤثرة جِـدًّا على العدوّ حسب كلام الشهيد القائد فإنه يرى أن (رفع الشعار، والمقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد اشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم ونقتلهم فعلاً، أنا أعتقد هذا: أن أثره عليهم أشد من هذا، يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم). [سورة المائدة الدرس الثاني والعشرون ص: 22].
ولما يترتب على التكنولوجيا الأمريكية التي نراها متطورة من إلتزامات مالية كبيرة يشير الشهيد القائد إلى أن المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية ستؤدي إلى ضعفها اقتصادياً، معتبراً بأن (أي ضعف اقتصادي يؤثر عليها، يقولون حتى تحريك هذا السلاح النووي أنه مكلف جِـدًّا، تخزينه، وإخراجه من داخل مخازنه، يعني الحركة حتى للتي تكون جاهز، مثل رؤوس، أَو قطع، يقولون: بأنه هو مكلف جِـدًّا، ليست قضية سهلة، ليست مثل عندما تأتي تأخذ لك قذيفة من هذه القذايف العادية، وتحملها، يحتاج إلى أشياء يقولون مكلفة جِـدًّا مسألة التخزين، وتجهيزه مكلف جداً. ثم في الأخير تجد أنه بحاجة إلى المال في حركته هذه، والمال مصدره من عندك كسوق استهلاكية، والنفط الذي أنت مهيمن عليه. فلاحظ من باب التوازن هذا، ما العرب عندهم هذا السلاح سلاح النفط، وسلاح المقاطعة الاقتصادية؟ سيوقف أمريكا عن قراراتها هذه كلها؟ لم يتحَرّك الأمريكيون إلا بعد ما حاولوا في العرب يعملوا اتّفاقيات معهم أن النفط لا يستخدم كسلاح، أولاً يجمدوا سلاحنا هم!)
ويبعث الشهيد القائد إشارات متعددة اقتصادية وثقافية ونفسية يستطيع الناس أن يقوموا بها فيقول: (أشياء كثيرة في متناول الناس يعملونها، هذه قضية أَسَاسية.. لا يأمن هذا العدوّ طرفك بأنك لا تواجهه معنى هذا يتجرأ عليك يعرف أنك مستعد بأن تواجهه بما لديك من سلاح مهما كان بسيطاً، وفي نفس الوقت يجب أن تشتغل بالطرق الأُخرى الموضوع الثقافي موضوع الحرب النفسية، الحرب النفسية هي حرب واسعة وهم يركزون عليها بشكل كبير نحن نقول مثل موضوع شعار ومقاطعة اقتصادية وتوجيه للناس على هذا النحو يعتبر حرباً، يعتبر تحصيناً للأُمَّــة من ماذا؟ من حربهم الحقيقية. [سورة آل عمران الدرس الرابع عشر ص: 24]
ويستدل الشهيد القائد من القرآن الكريم على توجيهه بمقاطعة اليهود والنصارى بقوله تعالى: {لا تَقُولُوا رَاعِنَا}، كم استفدنا منها كثيراً هذه الآية جِـدًّا في العصر هذا: من الناحية الأمنية، من ناحية الدفع في مجال مواجهة بني إسرائيل، فيما يتعلق بالمقاطعة الاقتصادية.
[سورة البقرة الدرس السادس ص: 13]
المسيرة