الشهيد الصماد ومشروع البناء والصمود
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس
يحتفل اليمنيون واليمنيات كبارا وصغارا ، ومعهم تحتفل جبال اليمن وسهولها وهضابها ومياهها وشواطئها وسواحلها ووديانها وصحاريها ومدنها وقراها يوم غد بالذكرى الخامسة لليوم الوطني للصمود الذي يصادف الـ26من مارس ، هذا اليوم الذي بدأ فيه العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على بلادنا في العام 2015م والذي دخل عامه السادس ، بعد خمس سنوات من القتل والخراب والدمار والحصار برا وبحرا وجوا.
يحتفل اليمن أرضا وإنسانا باليوم الوطني للصمود اليمني الذي مثل علامة فارقة في التاريخ اليمني، أكثر من 17دولة في إطار تحالف وحشي إجرامي تقوده مملكة الشر بإسناد أمريكي وتحريض ومشاركة إسرائيلية، وعلى مدى خمس سنوات بقصف طائراتهم وبوارجهم ومدفعيتهم وصواريخهم ومرتزقتهم، ولم يحققوا ما جاءوا من أجله، ولم ينجزوا غير القتل والخراب والدمار، وعلى الأرض ما تزال الكفة الراجحة هي كفة أبطال الجيش واللجان الشعبية، الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في مختلف جبهات العزة والشرف والكرامة.
وفي هذه المناسبة التي يدلف الوطن والشعب في رحاب عام جديد من العدوان والحصار نقف أمام شخصية وطنية فذة ، لطالما شكل لليمن واليمنيين أيقونة للصمود والبذل والتضحية والفداء ، شخصية أجمع على نزاهتها وشجاعتها وقوة إيمانها وشدة بأسها كافة اليمنيين ، إنه الرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه ، القائد الفذ ، والزعيم الملهم الذي عمل على ترسيخ دعائم الثبات والصمود ، ورسم ملامح البناء والنهوض والتطوير والتحديث ، الذي ضمنه برنامجه التنموي الرائد لبناء الدولة المدنية الحديثة (يد تحمي ويد تبني) المشروع الذي أعلنه غداة الاحتفال بالذكرى الثالثة للصمود في سياق كلمته التاريخية التي رسم من خلالها ملامح الدولة اليمنية الحديثة المنشودة ، ووضع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بأولويات المرحلة التي جمع فيها بين الصمود والثبات والمواجهة وتعزيز الجبهات وإسناد المجاهدين، وتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية وقوة الردع اليمنية ، وبين البناء والتطوير والإنشاء والتعمير وإدارة شؤون الدولة بحكمة وحنكة واقتدار وكفاءة والعمل على قدم وساق في مختلف مجالات الحياة.
هذا المشروع الذي مثل المرجعية الأساسية للرؤية الوطنية لبناء الدولة ، والذي وهب الرئيس الشهيد صالح علي الصماد نفسه وجاد بها في سبيل الله من أجل الوصول إلى اللحظة الفارقة التي يتحول فيها هذا المشروع إلى واقع معاش لما فيه عزة ورقي وتقدم ونهضة وسمو ورفعة اليمن واليمنيين ، فكانت توجهاته ، ومواقفه ، وتحركاته ، وتطلعاته ، مشبعة بالوطنية وحريصة في مجملها على وحدة الجبهة الداخلية وتحصينها من مؤامرات قوى العدوان التي عملت على تقديم الإغراءات من أجل تفكيكها والنيل منها ، ولكن سعة صدر وحكمة وحنكة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس الشهيد صالح علي الصماد ، نجحت في إبطال مفعولها واستثمارها عكسيا في جانب تعزيز الصمود والثبات وتحصين الجبهة الداخلية التي ظلت وما تزال وستظل عصية على كل المؤامرات والمخططات والحيل التي ينسج العدوان وأدواته خيوطها التآمرية ولكنهم بعد خمس سنوات ، لم يحصدوا غير الهزائم النكراء ، والخيبات والانتكاسات المتكررة ، والتي ما يزالون يتجرعونها ويتكبدونها يوميا.
بالمختصر المفيد، ساعات قليلة تفصلنا عن الاحتفال باليوم الوطني للصمود اليمني ، وتدشين العام السادس، العامل الحافل بإذن الله بالكثير من المفاجآت التي يحملها الأبطال للأعداء، وهو عام النصر والتمكين المرتقب بفضل الله وتأييده وعونه وتوفيقه، عام التحولات الكبرى التي وعد بها السيد القائد والرئيس الشهيد صالح الصماد ، وإذا كانت الظروف الراهنة المتعلقة بوباء فيروس كورونا قد حالت دون تنظيم مهرجانات جماهيرية حاشدة في العاصمة وعواصم المحافظات كما درجت عليه العادة ، من باب الاحتياطات والاحترازات الصحية للحيلولة دون تفشي هذا الفيروس ، فإن اليمنيين واليمنيات سيحتفلون بها على طريقتهم داخل منازلهم ، وسيحتفل بها أبطال الجيش واللجان الشعبية على طريقتهم الخاصة في جبهات المواجهة ، هناك في ما تبقى من أوكار المرتزقة في الجوف ومارب وميدي وحرض وحيران والبيضاء وتعز وجبهات الحدود، وسيعرف السعودي والإماراتي ومرتزقتهما بأن الصمود اليمني في طريقه نحو الانتصار، وأن أموالهم ، ونفطهم ، وأسلحتهم لن تحول بينهم وبين بأس أبطالنا المغاوير، وأن العام السادس سيكون بإذن الله عام الحسم ، وعام الوفاء لتضحيات الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، الذي تتزامن احتفالاتنا باليوم الوطني للصمود مع ذكرى استشهاده، والرئيس الشهيد صالح علي الصماد رضوان الله عليه ، وكوكبة الشهداء العظماء رضوان الله عليهم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.