فضل أبوطالب: ما دام العدوان مستمراً.. الصواريخ اليمنية ستدك العمق السعودي

’’ خمس أعوام من العدوان الشامل على الشعب اليمني، كانت كفيلة بإيلام المتآمرين الذين لم يتصفحوا تاريخ اليمن ليعلموا علم اليقين أنه مقبرة الغزاة. عدوانٌ حولّته قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى فرصة، إذ تمكّنت خلاله من تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية إلى أمد غير محدود الأفق، مسندةً بدعم شعبي منقطع النظير وبقيادة حكيمة تدير معركة سُخّرت لها أثقل الأسلحة القتالية وأحدث التقنيات الاستخباراتية.

 وفي هذا الإطار، حلّ عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله فضل أبو طالب ضيفاً على “مرآة الجزيرة” للحديث حول آخر المستجدات العسكرية والسياسية في مسار العدوان المفروض على اليمن.

 استهلّ أبو طالب كلامه بالحديث عن تطوّر القدرات العسكرية اليمنية وأثرها على مسار الحرب، ليؤكد أن ذلك كله “بفضل الله أولاً وبحكمة القيادة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه وبصبر وتضحيات شعبنا اليمني العزيز حتى تمكّنا من صناعة وتطوير أسلحة ردع استراتيجية بمختلف مستوياتها، سيما الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة والدفاعات الجوية وكان لدخول هذه الأسلحة على خط سير المعركة تأثير استراتيجي على مسار الحرب بكلها حيث استطعنا ضرب أهداف تمسّ رمزية الكيان السعودي كما تمكّنا من دكّ الكثير من القواعد العسكرية والمنشآت الاقتصادية الحيوية التي تمثل الشريان الاقتصادي الممول للعدوان على الشعب اليمني وأثبتنا للعالم من خلال ذلك أن موازين المعركة قد تغيرت وأن قدراتنا العسكرية أصبح بمقدورها أن تطال أي أهداف مشروعة داخل الأراضي السعودية””.

 . وتابع “لقد استطعنا بفضل الله الحد من حركة وتأثير فاعلية سلاح الجو الحربي والاستطلاعي والمعادي وهذا بالتأكيد له انعكساته الكبيرة على مسار المواجهات العسكرية في مختلف الجبهات الحدودية مع السعودية أو جبهات الداخل”.

 في ضوء ما تقدّم، بيّن أمين عام المكتب السياسي لأنصار الله أن أهم أسباب الانتصارات التي حققها الشعب اليمني يعود بالدرجة الأولى إلى “الله سبحانه وتعالى وتأييده وعونه وتوفيقه وتسديده ولطفه ورحمته ثم وجود القيادة القرآنية الحكيمة المتمثلة في السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حمل راية الحق والهدى ودافع عن المظلومين والمستضعفين وقاد ملحمة الصمود والكرامة والحرية ضد هذا التحالف العالمي العدواني الغاشم على الشعب اليمني ثم صمود وتضحيات أبطال الجيش واللجان الشعبية وكافة أبناء الشعب اليمني الصابر الصامد المجاهد المظلوم”.

الشعب اليمني أحبط مؤامرات العدوان

 

للشعب اليمني الدور الأبرز في إحباط مؤامرات التحالف الأمريكي السعودي، الذي راهن على الانقسامات والخلافات في الجبهة الداخلية بحسب أبو طالب، ذلك أن “الشعب اليمني أفشل تلك الرهانات وأسقطها فتعزّزت وحدة الصف الوطني حتى كان لهذا التلاحم الشعبي والتماسك المجتمعي الأثر الكبير والحاسم في دعم الجبهات بالمال والسلاح والرجال بالإضافة إلى أن هذا التلاحم الشعبي ساعد على الصمود أمام الصعوبات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة التي سببها الحصار الجائر على الشعب اليمني”.

 اتجه القيادي اليمني خلال حديثه، إلى المزاعم السعودية حول الاستعداد للحل السياسي في اليمن، مؤكداً أن مثل هذه الادعاءات تطلقها (السعودية) بين الحين والآخر تهدف فقط إلى التسويق أمام الرأي العام بأن (السعودية) تقبل الحلول السياسية وتدعو للسلام بينما في الحقيقة هي غير جادة حتى الآن في الحل ولا تريد وقف العدوان ورفع الحصار على الرغم من ضعفها وتراجع وضعها وقوتها والانهيارات المتتالية لها ولمرتزقتها ومشاريعها على كل المستويات”.

 

بداية انهيار تحالف العدوان  

 

ثم انتقل أبو طالب للحديث حول الانقسامات الحاصلة بين “السعودية” والإمارات جنوب اليمن، معتبراً أن هذه الصراعات ستزداد في قادم الأيام. وأوضح أنه: “كان هناك تحالف عالمي عدواني علينا تقوده أمريكا وتباركه (إسرائيل) عبر أدواتهم القذرة في المنطقة وفي المقدمة النظام السعودي والإماراتي ثم بدأ هذا التحالف ينهار تدريجياً ونشبت الخلافات والانقسامات والصراعات بين دول العدوان نفسها على مستوى المنطقة بكلها حتى وصلت إلى داخل الأسرة السعودية الحاكمة نفسها وهذا كله بفضل الله وفضل صمود وتضحيات الشعب اليمني وكان من مظاهر هذه الخلافات هو الصراع بين (السعودية) والإمارات في عدن وأبين وشبوة وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة والتي تجري في شكل مواجهات دموية بين المرتزقة التابعين (للسعودية) والمرتزقة التابعين للإمارات”.

 وأضاف “أعتقد أن هذه الصراعات سوف تزداد ضراوة في قادم الأيام فبحسب المعطيات الميدانية فإن هناك تحضيرات من قبل جميع الأطراف لخوض معارك عنيفة في عدن وأبين وبعض المناطق الأخرى بهدف السيطرة وقد تكون حضرموت أحد ساحات هذا الصراع خاصة أن قيادات المنطقة العسكرية الأولى التي تضم مديريات الوادي والصحراء تابعة في الولاء (للسعودية) وتتلقى تمويلها منها بينما قيادات المنطقة العسكرية الثانية التي تضم المكلا ومديريات الساحل موالية للإمارات وتتلقى تمويلها منها”، مردفاً “وبالتأكيد فإن هذه الصراعات قد كشفت للكثيرين من أبناء المحافظات اليمنية المحتلة الذين كانوا قد غرروا عليهم أن هذا التحالف لم يأت لمصلحة الشعب اليمني وإنما جاء منفذا لأجندات أمريكية واسرائيلية استعمارية مشبوهة عبر أدواته الأقليمية والمحلية هدفها احتلال البلد وتقسيمه إلى كنتونات صغيرة ونهب ثرواته ومقدراته”.

 

 كلما طال أمد العدوان اقتربت نهاية النظام السعودي والإماراتي

 

عن انسحاب القوات السودانية ورغبة الإمارات بالإنسحاب من اليمن، قال أبو طالب أن “(السعودية) والإمارات وبقية دول العدوان مجرد أدوات حقيرة للأمريكي والبريطاني وهم من يوزعون عليهم الأدوار ويحددون لهم المهام والصلاحيات وقد أراد الأمريكي سحب بعض القوات العسكرية من اليمن وإعادة توزيعها في المنطقة نظرا لأولوياته والسعودية اليوم تواجه شبح الهزيمة منفردة”.

وأوضح  أن العدوان على اليمن هو “أمريكي إسرائيلي يشن عبر أدواتهم في المنطقة وفي مقدمتهم (السعودية) والإمارات وقد أعلن هذا العدوان من واشنطن في ٢٦ مارس ٢٠١٥ ولا يقتصر الدور الأمريكي والاسرائيلي على توفير الغطاء الدولي لهذا العدوان بل يتعداه إلى الإشراف والتخطيط والتوجيهات والمشاركة الفعلية في الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق الشعب اليمني وقد تحدثوا هم رسميا عن طبيعة هذه الأدوار التي يقومون بها في أكثر من مناسبة”.

وذكر في هذا السياق، أن “السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نصح النظامين السعودي والإماراتي بترك هذا العدوان الظالم الذي لا مبرّر له على الشعب اليمني وحذّرهم بأن هذا العدوان لا يصب في مصلحتهم بل في مصلحة الأمريكي الذي يستهدف الأمة بلا استثناء بما فيهم السعودي والإماراتي الذين لا شك بأنه سيأتي الدور عليهم في الاستهداف من قبل الأمريكي بعدما يتم الإستغناء عنهم وعن خدماتهم لذلك كلما طال أمد العدوان كلما اقتربت نهاية النظام السعودي والإماراتي الذين لن يكونوا بمعزل عن سنة الله في أخذه للظالمين بسبب ما اقترفوه من ظلم بحق الشعب اليمني والأمة بشكل عام”.

 

القوات اليمنية مستمرة بقصف العمق السعودي

 

وفي معرض تعليقه على مبادرة السلام التي أطلقها رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط ودعا فيها جميع أطراف الحرب للإنخراط في المفاوضات الجادة، أورد القيادي اليمني أن هذه المبادرة “جاءت بعد ضربة أرامكو والتي تضمنت وقف إطلاق الصواريخ البالستية والطيران المسيّر من الجانب اليمني مقابل وقف كلي لطيران العدوان.

  في البداية أبدت (السعودية) قبولها بالمبادرة وحصلت بعض التفاهمات وحصلت تهدئة ولكن (السعودية) لم تلتزم بها بشكل كلي حيث استمر الطيران الحربي في شن الغارات لإسناد مرتزقتهم مما اضطر الجيش واللجان الشعبية لتوجيه ضربات بالستية وبالطيران المسير على أهداف سعودية متعددة بعضها تم الإعلان عنها وبعضها لم تعلن ولازالت المبادرة اليوم تراوح مكانها فلا (السعودية) التزمت بها بشكل كامل ولا هي أعلنت رفضها بشكل صريح وبالنسبة لنا نحن في موقع الدفاع ففي حال استمروا بالقصف علينا فسوف نستمر في قصف العمق السعودي ولن نتردد أو نتحرج ولنا كامل الحق في الدفاع عن أنفسنا”.

 أمين عام المكتب السياسي لأنصار الله لفت إلى أن جهود القيادة اليمنية تتجه “نحو المزيد من الصمود والإنتصارات وبناء القدرات العسكرية والإهتمام بالتصنيع العسكري وبناء وإصلاح مؤسسات الدولة وتحسين الوضع المعيشي للشعب والإهتمام بالجوانب الزراعية والخدمية والتنموية”، أما بالنسبة للحلول السياسية فقد أكد أن “الكرة في ملعب دول العدوان فهم من بدؤوا بالعدوان على الشعب اليمني وهم من عليهم أن يوقفوا عدوانهم وهم من عليهم أن يرفعوا الحصار وبالنسبة لنا نحن جاهزون لأي مفاوضات سلام شاملة برعاية الأمم المتحدة مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الوقف الشامل للأعمال العسكرية لما لذلك من أهمية بالغة في إنجاح مساعي السلام”.

  وأضاف “لقد فشلت دول العدوان في تحقيق أهدافها واستنفدت كل قوتها وإمكانياتها ووسائلها وخططها وأساليبها واستخدمت كل أنواع الأسلحة وأحدثها وأفتكها وها نحن هذه الأيام على أعتاب العام السادس ونحن نشاهدهم اليوم في تراجع ملحوظ على المستوى الميداني وانهيار كبير في الجبهات هم ومرتزقتهم في الداخل يعيشون حالة لا يحسد عليها ويبدو أن العدوان يعيش مراحله الأخيرة ونهايته المحتومة”.

  ختاماً، دعا القيادي فضل أبو طالب الشعوب العربية والإسلامية إلى “الوحدة والإصطفاف خلف القضية المركزية للأمة وهي القضية الفلسطينية والتحرك الفاعل لمواجهة المخططات والمشاريع الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الأمة ودينها وهويتها وأرضها وثرواتها وحريتها واستقلالها”.

 مرآة الجزيرة 

 

 

قد يعجبك ايضا