جريمةُ مذبحة الخيول الأصيلة
|| مقالات || عبدُالله هاشم السياني
لا أدري لماذا شعرتُ بالألم الشديد الذي أدمى قلبي من أعماقه وأنا أقرأُ خبرَ مذبحة وجريمة قصف الخيول العربية الأصيلة في الكلية الحربية بالقنابل والطائرات الأمريكية السعوديّة والتي بلغ عددُ ما نفق سبعين خيلاً وجُرح 30 خيلاً.
ولن أبالغ إذَا قلت: إن روحَ الثأر والرغبة في الانتقام لهذه الخيول كانت من نوعٍ خاصٍّ لا أستطيعُ تفسيرَه ولا التعبير عنه، ولقد زاد من أسفي أن من قصف هذه الخيول هم أراذلُ الناس وأحقر العرب الذين باعوا كرامةَ وعزة المسلمين والعرب لأمثال ترامب ونتنياهو، الذين إذَا قارنتهم بأصالة وأَنَفة وكبرياء وجمال هذه المخلوقات العزيزة كان الفارقُ كبيراً بين تلك الخيول الأصيلة وبين هؤلاء الصغار جِـدًّا.
لن أتحدث عن الخسارة التي خسرتها اليمن بفقدان هذه الخيول العربية الأصيلة رمز الجهاد والقوة التي لا تُقَدَّرُ بثمن والتي كان لها اليدُ الطولى في التبشير بدين الله وهداه إلى كُـلّ المعمورة والتي كان على ظهورها في الغالب هم أبناء القبائل اليمانية ورجالُها، فذَلك تحصيل حاصل ولكن الجرح الغائر الذي أحدثته هذه الفاجعةُ والجريمةُ ربما لا يدرك آل سعود وآل نهيان الصعوبةَ الكبرى في تجاوزه ونسيانه، ربما؛ لأَنَّ نظرتَهم للخيول المادية القائمة على التفاخُر والنخاسة سوف تحول بين إدراكهم لبشاعة الجريمة التي ارتكبوها في حق اليمن واليمنيين.
وأنا على ثقةٍ أن هذه الجريمةَ سوف يكونُ الردُّ عليها له الأولوية، وستشعُرُ قريباً السعوديّة والإمارات بالخطأ الكبير الذي جاء بعدَ تغيُّر موازين القوى وفي الزمن الخطأ.