عدوانٌ من نوع آخر
|| مقالات || د. فاطمة بخيت
في عصرِ تقدُّمِ العلوم والتكنولوجيا وتطور الصناعات، كُـلّ يوم يتم الوصولُ للعديد من الابتكارات والاختراعات، منها ما يخدم البشرية، ومنها ما قد يهدّد الوجود البشري.
واليوم ونحن نعيش على مشارف العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، تمر الأحداثُ متسارعةُ وبشكل يمكن القول عنه لم يسبق له مثيل.
وبالتأمل في هذه الأحداث، يبدو الوضعُ أكثرَ مأساوية من عام لآخر في ظل التآمر على أبناء الأمة، حيث تعملُ قوى الشر بشكل مستمر على استهدافها والعدوان عليها بأشكال مختلفة وبما يتناسبُ مع مصالحها.
ففي الآونة الأخيرة وقبل عدة شهور في الوقت الذي يستقبل فيه العالم العام الميلادي الجديد، وَإذَا به يستيقظ على كارثة إنسانية ووباء جديد لم يسمع به الكثيرُ من ذي قبل، وباء مستجد قد يكونُ أشدَّ فتكاً مما سبقه من أوبئة، أَو بالأصح حرب جديدة تُسمى بالبيولوجية، صنعتها الأيدي الآثمة لأعداء الإنسانية.
ومع تبادل التهمِ بين أمريكا والصين، وقتامة الصورة في البداية عمن كان سبباً فيها، إلا أنّها أصبحت واضحةً وجليةً لمن صنعوا سلاحَ دمار شامل من نوع آخر، ومَنْ غيرُها السبب في هذه الحرب سوى عدوة الإنسانية والشعوب حتى وإن كان الضحية شعبها الأمريكي، فالمهم في الأمر هو مصلحتها ومصلحة اللوبي الصهيوني، فتاريخُها الأسودُ حافلٌ بمثل هذه الحروب.
تعاظَمَ الخَطْــبُ وانتشر الوباء في معظم بلدان الأرض التي أصبحت ترزح تحت وطأته وتئن من شدته، وأصبح ضحاياه بالآلاف، وأصبح العالم يعاني من حالة رهيبة من الخوف والرعب، حتى شُلّت عجلة الحياة في أكبر دول العالم للحد من انتشار الوباء، وأغلقت حتى المساجد ودور العبادة، ووقفت بعض الدول عاجزة عن السيطرة عليه والحد من انتشاره، حتى انتابها اليأس من قوة الأرض ولجأت إلى قوة السماء.
وفي ظل هذا الوضع الخطير، لن يخلّص الأمة مما ألمَّ بها سوى العودة إلى الله واللجوء إليه، والعمل بأسباب الوقاية من هذا المرض، وتوعية المجتمعات للوقاية منه، واستشعار المسؤولية وترك الإهمال واللامبالاة في مواجهته، والابتعاد عن نشر الشائعات الكاذبة التي تثير الخوف والقلق لدى الناس، وخَاصَّةً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بلدنا اليمن مثلما حقّق الانتصارات على عدوان ضم تحالفاً عالمياً غاشماً مكوّناً من عشرات الدول طيلة خمسة أعوام، سينتصر بإذن الله تعالى بجهود أبنائه على كورونا الذي تسعى قوى العدوان بطريقة أَو بأُخرى، إلى نقله إلى داخل اليمن لخلوِّه من هذا الوباء.