في ذكرى استشهاده..” انصار الله” تستطلع اراء الخبراء والناشطين والمواطنين عن الرئيس الشهيد صالح الصماد
موقع أنصار الله |استطلاع|
تأتي الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس صالح علي الصماد، لتجدد لدى اليمنيين واحدة من ابشع الجرائم التي ارتكابها تحالف العدوان الامريكي السعودي على بلادنا.
وقد لاقت الجريمة تنديداً واستنكاراً محلي وخارجي، واضحت محطة فارقة لإستلهام المعاني والدلالات من التضحيات التي قدمها الشعب اليمني وقيادته في مرحلة المواجهة والصمود.
نبأ استشهاد رئيس المجلس السياسي الاعلى الشهيد صالح الصماد، بغارات شنتها طائرات دول العدوان في مدينة الحديدة اظهرت كذلك تمادي وتجاوز العدوان لكل المحاذير والقوانين الدولية، بعد ان عمدوا الى اغتيال مشروع بناء الدولة “يد تبني ويد تحمي”.
ولليمنيين رأي جامع بحسب ما استطلعه موقع انصار الله من أراء عبرت في مجملها عن حزنها وجرحها العميق لاستشهاد الصماد، وعن مدى ادراكهم للمساعي السعودية والامريكية في تغيّيب القادة الفاعلين، حيث بات استهداف هؤلاء القادة هدفاً رئيساً يُعمل عليه ليل نهار ، وبالتالي فإن هؤلاء الأعداء فاقدين لاي رادع انساني او قانوني أو أخلاقي ، او لجميعها كما هو حال التحالف الأمريكي السعودي ، الذي اصبح الاغتيال مُحللا لهم بشتى الأساليب والطرق.
ومن هنا وفي هذا الإطار ، جاءت جريمة اغتيال الشهيد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن ، اولاً لتؤكد اهمية الدور الذي كان يلعبه الشهيد في إدارة معركة الدفاع عن اليمن ، وثانياً لتعطي فكرة واضحة عن الافلاس العسكري والأخلاقي الذي أصاب القتلة مجرمي التحالف الأمريكي السعودي ، على خلفية فشلهم في هذه الحرب .
صفات ومناقب
في البداية يؤكد العميد المتقاعد اللبناني شارل ابي نادر، أن الرئيس الشهيد ، لعب دوراً كبيراً في تحقيق النصر على العدوان وذلك من خلال إدارة قدرات وجهود ابناء اليمن الشرفاء في معركة الدفاع عن اليمن في اصعب الظروف ، وبمواجهة تحالف اخطبوطي ، يملك – بالمبدأ – إمكانيات ضخمة في المال والسلاح والإعلام ، بالإضافة لامتلاكه سطوة غريبة على العديد من الدول و على منظمة الامم المتحدة .
واشار الى بعض الصفات التي تمتع بها الرئيس الشهيد ومنها إيمانه والتزامه الديني الصادق ، وتحمله المسؤولية في اصعب الظروف وأخطرها ، وادراكه ايضاً لِحاجة الاعداء لتغييبه ، واضعا شرف التضحية بحياته نصب عينيه .
ولفت الى أن الشهيد الصماد لم يكن كباقي الحكام والرؤساء الذين استغلوا الموقع لتكديس الارصدة المالية وامتلاك العقارات والاستثمارات ، بينما عاش الشهيد زاهدا فقيرا شريفا ، وقريبا من هموم الناس ومعاناتهم.
وعن قدرته في ادارة المعارك مع دول العدوان، اوضح أن الجولات الميدانية التي كان يقوم بها الرئيس الشهيد في المواقع والجبهات الأكثر خطراً ،كان لها الاثر الكبير في مسار معركة الدفاع عن اليمن ، فضلاً عن حسّه الأمني والعسكري الذي كان يدفعه دائما للتواجد في المكان الحساس وفي التوقيت المناسب .
من جانبه استحضر مدير المراجعة بجامعة ازال ابراهيم صالح العميسي جملة من الانشطة التي قام بالرئيس الشهيد ومنها زياراته المتكررة للوحدات العسكرية ، واشرافه على المناورات العسكرية وحضوره لاحتفالات تخريج القوات الامنية والقوات المسلحة ، بالإضافة الى ظهوره في عدد من جبهات المواجهة داخل اليمن او على جبهة ما وراء الحدود.
كما أشار إلى أن الرئيس الشهيد الصماد قد مثل الوسطية وجمع كل الفرقاء السياسيين في البلد وتحمل مسؤولية قيادة الوطن في ظل ظروف عصيبة دون أن يدخر جهداً في سبيل بناء الدولة وإرساء مبدأ العمل المؤسسي من خلال مشروعه «يد تبني.. ويد تحمي», بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان.
وقال: كان الرئيس الشهيد الصماد شخصية وطنية استثنائية وكان يحب اليمن ويحب الشعب اليمني اكثر من نفسه وقد عمد ذلك الحب بدمه وروحه في سبيل الله وفي سبيل حرية واستقلال اليمن واليمنيين وفي مواجهة العدوان الخارجي.
العمل السياسي للشهيد الصماد
وحول النجاح السياسي الذي حققه الشهيد الصماد يشير العميد اللبناني شارل ابي نادر، ان الشهيد امتلك الخبرة السياسية والديبلوماسية ، وهو ما اتضح من خلال قدرته على مواجهة مفاوضات الضغط والابتزاز التي كان يمارسها العدوان بدعم من المجتمع الدولي.
وفي هذا الجانب تحدث علي الورافي – خريج علوم سياسية بجامعة صنعاء- أن الشهيد الصماد خاض مواجهة ديبلوماسية مع اخطر مبعوث للامم المتحدة وهو اسماعيل ولد الشيخ المبعوث السابق الى اليمن، موضحاً أن فترة ولد الشيخ كانت مليئة بكل اشكال الإغراءات وعمليات الابتزاز والضغط والتهديد والوعيد التي مارستها الامم المتحدة على اليمن، وتمكن الشهيد الصماد من تجاوزها والصمود بوجهها في ظل التوجهات التي رسم ملامحها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي.
وقال الورافي أن الشهيد الصماد احبط الكثير من مخططات المبعوث السابق بفضل حنكته وادراكه لخطورة الدور الذي كان يمارسه المبعوث خلال تلك الفترة.
ويُجمع أبناء الشعب بمختلف مشاربهم ومكوناتهم السياسية على عظمة ما قدمه الرئيس الشهيد الصماد من نموذج راقٍ وشاهد حقيقي على قيادته لسفينة الوطن في ظل ظروف استثنائية قاهرة وتحديات كبيرة مجسداً بهمومه وآماله رؤيته الحكيمة ونظرته الثاقبة والشاملة لمشروع بناء الدولة.
الناشط المعروف زيد البعوه تحدث كذلك عن الشهيد قائلاً: على الرغم من الظروف الصعبة التي تولى فيها الرئيس الشهيد الصماد قيادة البلد إلا انه كان يتمتع بمعنويات عالية وارادة صلبة وعزيمة فولاذية ايمانية مكنته من التغلب على كل التحديات، مضيفاً: كان المنصب بالنسبة له مسؤولية وكانت بالنسبة له مبدأ
واوضح أن الرئيس الشهيد الصماد شخصية فريدة من نوعها فقد كان قوياً في ذاته وفي ثقافته وفي اطروحاته وأعماله ومواقفه بالشكل الذي أرعب العدو واذهل الصديق .
كما انه جمع في شخصيته بين العمل الجهادي والعمل الرسمي في مؤسسات الدولة فكان النموذج الذي جسد في الواقع ان الاسلام دين ودولة
وبين ان الثقافة القرآنية تغلغلت في أعماق الشهيد الصماد فعرف معنى المسؤولية وجسدها في الواقع قولاً وعملا وحمل المسؤولية على عاتقه في أحلك الظروف و استطاع بوعيه وايمانه وثقته بالله وتسليمه للقيادة ان يتغلب على المشاق ويقهر الصعوبات.
ما بعد رحيل الشهيد
وهن حجم الخسارة اليمنية من رحيل الشهيد الصماد اكد العميد اللبناني شارل ابي نادر أن استشهاد الرئيس الصماد مثل خسارة كبيره ، ومع هذه الخسارة الا أن اليمنيون بدوا متماسكين أشداء في المواجهة الكونية ضدهم .
وقال: برهنت المدرسة اليمنية اللافتة التي وُلِد منها الرئيس الشهيد ، والتي صقلتها معمودية الحرب والصمود والميدان ، انها قادرة على مواصلة المشروع من اجل تخليد روح الشهيد وتوجيه الصفعة القوية لأعداء اليمن.
اما المواطن احمد صالح المسيبي فبين أن ذكرى الرئيس الشهيد صالح الصماد تجسد كل معاني التضحية والشجاعة والإخلاص والوفاء لدى أبناء اليمن، بما مثله من رمز وعنوان وطني وجهادي صادق ومدرسة ونموذجا وقدوة يسير على نهجه ومبادئه الأحرار في هذا البلد الزاخر بالابطال والرجال الاقوياء والاشداء.
وقال “الشهيد الصماد ما يزال حيا بيننا بمناقبه ومواقفه وبمشروعه الوطني، فقد زاد اغتياله الشعب ثقة بعظمة المشروع الذي أطلقه والذي يمثل رسالة للعدوان أننا سنحمي الوطن بيد ولن تغيب اليد الأخرى التي ترتكز على العلم والبناء لتقود قطار التحديث والتقدم للشعب وبناء دولة يمنية قوية.
وأشار إلى أن مسيرة الشهيد الصماد ونضاله حتى استشهاده بنيران العدوان نتاج تربية إيمانية قرآنية وإيمانه بأنه حمل مشروعا تنويريا حتى دفع روحه ثمناً لهذا المشروع.
الدكتور عبدالملك جحاف اشار هو الاخر إلى ما اتسم به الشهيد الصماد من مناقب وصفات قيادية توّج بها مسيرة حياته رئيسا لليمن وجاد بنفسه شهيدا في الدفاع عن الوطن وكرامة أبنائه.
وأكد أهمية استلهام الدروس من حياته والسير على خطاه وكل الشهداء في البذل والتضحية والفداء حتى تطهير كامل تراب الوطن من دنس الغزاة والمحتلين.
كما أكد جحاف أن مواقف الرئيس الشهيد الصماد ما تزال في قلوب اليمنيين، بما تحلى به من تواضع ونزاهة وما قدمه من أنموذج وقدوة في إدارة شئون البلاد ولم الشمل في ظروف بالغة التعقيد.
اما الناشط عبدالرزاق السدعي فقال الرئيس صالح الصماد لم يكن مجرد رئيس دولة فقط وإنما رئيس ومجاهد وعالم وخطيب واستاذ ومواطن عادي .. مؤكداً انه الرئيس الفريد من نوعه فكان يؤدي الخطابات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والوطنية مدعمةً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية
واضاف: إننا نفتخر بأن قاداتنا هم أصحاب قول وفعل ونفخـر به بيـن الأمـم فشعـب اليمـن يقـاتـل بـدون تمييـز بيـن رئيـس ومـرؤوس ولا بيـن ضابـط وجنـدي …