الرئيس الصمَّـاد.. رحل جسداً وبقي موقفاً ومشروعاً

|| صحافة ||

رحل الرئيسُ الشهيد صالح علي الصمَّـاد جسداً عن هذه الحياة الفانية إلى دار القرار وجنات الخلد مع الصديقين والشهداء والأبرار، ولكنه لم يرحل من قلوب الشعب اليمني وعقولهم وأفئدتهم وجوارحهم، وسيظل ذكرى عطرة في تاريخ هذا البلد الزاخر برجاله وعظمائه، والنادرون فيهم هم ينقش اسمه في جدران الزمن.

نعم.. رحل الصمَّـاد جسداً، ولكنه باقٍ كمشروع حضاري وتنموي وخدمي راقٍ تجسده مشروع بناء الدولة الحديثة التي وضع لبناتها الأولى قبل رحيله تحت شعار “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”.

نعم.. رحل أبو الفضل شهيداً، ولكن مواقفه البطولية والرجولية وإنجازاته السياسية والعسكرية والاقتصادية باقية حتى قيام الساعة، مخلدة في قلوب أبناء الشعب اليمني.

وفي السياق، يؤكّـد الشيخ عبدالولي الفقيه -أبرز مشايخ ووجهاء وأعيان مديرية بني حشيش محافظة صنعاء-، أن الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد كان رجل المرحلة خلال الفترة التي رأس فيها البلاد، وقد أثبت جدارته وحنكته السياسية، مُشيراً إلى أنه وعلى مر التاريخ اليمني لم يحظَ أي رئيس في هذا البلد بإجماع مطلق كما حدث مع الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد الذي استطاع وخلال فترة وجيزة من الزمن التربع على قلوب اليمنيين؛ لما يتمتع به من دهاء وحكمة ونزاهة وشفافية جعلت منه وفي سابقة من نوعها أن يكون أول رئيس يسكن أولاده في منزل مستأجر بالعاصمة صنعاء.

ولفت الشيخ الفقيه في تصريح لصحيفة” المسيرة”، إلى أن الرئيس الشهيد الصمَّـاد لم يكن رجلاً عادياً وصل إلى سدة الحكم في ظروف استثنائية تمر بها اليمن جراء العدوان والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي، بل كان بمثابة الرجل المناسب لأبناء هذا البلد، بعد أن وقف على مسافة واحدة من الجميع دون تفريق، وكان القريب من كُـلّ فرد في هذا البلد وكان رجل دولة وسياسياً بامتياز.

بدوره، أوضح الشيخ صادق حسن البعداني -أبرز مشايخ ووجهاء وأعيان وحكماء محافظة إب-، أن الرئيس الشهيد الصمَّـاد كان يتمتع بجوانب إنسانية عالية، فقد كان همه الأول والأخير كيف يخدم الناس ويخفف من معاناتهم وآلامهم، وخير دليل على ذلك الدعوة التي أطلقها خلال فترة حكمه بضرورة بناء الوطن وتنمية اقتصاده إلى جانب الدفاع عن أمنه واستقراره تحت شعار “يدٌ تبني ويدٌ تحمي” القائم حتى اليوم، وفاءً وتقديراً لهذا الرجل الذي كان بحجم وطن.

وبين الشيخ صادق البعداني في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أن الرئيس الشهيد الصمَّـاد رحمه الله كان هو اللاعب الرئيس في نزع فتيل الصدام على الساحة الوطنية التي كان يراهن عليها تحالف العدوان؛ مِن أجلِ إسقاط العاصمة خُصُوصاً فتنة ديسمبر التي كان له دور رئيسي بعد الله عز وجل في إخمادها وإسقاطها، ولقد كان هو رجل المرحلة التي يتطلبها اليمنُ وشعبُه في الوقت الراهن، مُضيفاً: “فبفضل حكمته وحسه المسئول النابع من وطنيته وإخلاصه لشعبه، استطاع الصمَّـاد أن يعيد بوصلة الأمور لوضعها الطبيعي وإخراج البلد إلى بر الأمان والبقاء على الجبهة الداخلية قوية أمام العدوان ومخطّطاته التآمرية على هذا الوطن”.

ونوّه الشيخ البعداني بأن الرئيس صالح الصمَّـاد، كان بحقٍّ الرجل الاستثنائي في هذه المرحلة الفارقة من حياة اليمنيين، حيث كان هو الجندي المجهول الذي غابت كُـلّ جهوده ومواقفه النبيلة والوطنية عن الذكر في خضم التوترات والخلافات السياسية خلال الفترة السابقة، وقبيل استشهاده كادت أن تنتهي بما لا يحمد عقباه لولا جهود هذا الرجل الذي عمل منذ تعيينه رئيساً للمجلس السياسي الأعلى بتاريخ 6 أغسطُس 2016 وحتى استشهاده بمحافظة الحديدة، على قلب رجل واحد، وأصبح لسان حال كُـلّ يمني بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجّـهاتهم، ساعياً دوماً إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا فوق كُـلّ مصالح واعتبارات.

من جانبه، اعتبر يحيى رسام -أحد وجهاء مديرية الشغادرة بمحافظة حجّـة-، أن غياب الرئيس الشهيد الصمَّـاد عن المشهد السياسي شكل أثراً بالغاً في نفوس الشعب اليمني، موضحًا أنه لم يكن يألو جهداً -رحمه الله- في تقديم كُـلّ ما يلزم؛ مِن أجلِ تقارب وجهات النظر بين أي متخاصمين.

وَأَضَـافَ رسام في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أن الرئيس الشهيد الصمَّـاد تمكّن بحنكة القائد المقتدر والحكيم اليماني من تحويل ذلك الخلاف إلى أخوة صادقة ومواقف وطنية تترجم ذلك عبر توحيد الصفوف ولفت الأنظار صوب العدوّ المشترك للجميع في هذا البلد، وهو تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، وتكثيف الجهود على رفد مختلف الجبهات بالمال والرجال والعتاد، مبينًا أن الصمَّـاد الذي عاش شريفاً ومات شريفاً سيظلُّ خالداً في نفوس أبناء هذا الوطن، وستذكره الأجيال القادمة بكل خير وسيظل صفحة ناصعة البياض في سجل التاريخ.

المسيرة

قد يعجبك ايضا