حاجة البشرية للتقوى

|| من هدي القرآن ||

اليوم نحن مدعون جَميعاً بدعوة الله المؤمنين كمؤمنين والمؤمنات في كُلّ أرجاء المعمورة، البشرية كافة، في موقع التكليف نحن مدعوون للتقوى، الله سبحانه وتعالى يقول {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [لقمان: 33] الكثير والكثير من الآيات القرآنية تدعونا جَميعاً إلى التقوى وتحثنا على التقوى، وتجد أن الأَنبياء فيما حكاه الله عنهم في قرآنه الكريم كان من أهم ما يركزون عليه دعوة أُمَــمهم إلى التقوى، من أهم ما يدعون إليه ويوجّهون إليه ويرشدون اليه.

اليومَ لو نأتي لنقيّم واقعنا الإسْـلَامي بشكل عام على مستوى أمتنا الإسْـلَامية نجدُ ما أحوجنا إلى تقوى الله وما أحوجنا إلى الهدى، إن أهمَّ ما تعانيه أُمَّتُنا اليوم على مستواها العام في الشعوب والبلدان أَوْ على نحو عام طبعاً، إنما تعانيه ومن أكبر ما تعانيه عندما كان هناك انفصامٌ في واقع الحياة في المواقف الكبرى وفي المسؤوليات العامة، انفصام عن التقوى وانفصام عن الهدى إلى حد كبير وطبعاً الطابع العام، إن حالةَ الانحراف وحالة الضياع وحالة الانفصام، هذه شاملة لكل أَبْنَاء الأمة معاذ الله هناك الكثير والكثير وهناك التوجهات الإيْجَابية في واقع الآمة، لكن الطابع الذي قد طغى في واقع الأمة والذي هو مؤثّرٌ في واقع الأمة على الكثير والكثير من حكومات وأنظمة وملوك وأمراء وزعماء هو حالة الانفصام، هذه المسؤوليات العامة المواقف العامة القضايا الكبرى تفصلُ عن الهدى عن تعاليم الله عن توجيهات الله عن الضوابط الدينية والأَخْـلَاقية والمبدئية.

وكذلك على مستوى السياسات العامة والمواقف النتيجةُ هي أن نرى الكثير مثلاً من أَبْنَاء أمتنا الإسْـلَامية أن نرى الكثير من الدول من الحكومات تتجهُ في سياساتها العامة ومواقفها الرئيسية وتجاه قضايا مهمة جدًّا يترتب عليها حروبٌ، يترتب عليها سفك دماء، تترتب عليها تبعات كثيرة جدًّا في واقع الناس، يتجهون ليلحقوا بالركب الأَمريكي والإسْرَائيْلي، أي تقوىً هذه؟!، أي سلوك في طريق الهداية إذَا كانت دولةٌ ما حكومةٌ نظامٌ ما حزب ما طائفة ما أي اتجاه كان ينتسب إلى الإسْـلَام ينتسب إلى القرآن ينتسب إلى اتباع النبي محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- ثم يقرر أن يسيرَ في سياساته العامة وفي مواقفه الرئيسية تجاه القضايا الكبرى للأمة بكل ما سيترتب عليها من حروب ومن أحداث من سفك للدماء من سياسات عامة وتصرّفات كثيرة وتفاصيل كثيرة، أن يتجهَ الاتجاه الأَمريكي والاتجاه الإسْرَائيْلي، هذا لا يمثل إلا انحرافاً حقيقياً وبكل وضوح وبكل تأكيد عن طريق الهداية وعن مسلك الحق وعن التقوى.

ما أبعدَ من يتجه هذا الاتجاه ما أبعدَه عن تقوى الله سبحانه وتعالى، لقد سعى البعض إلى أن يجعلَ من الحالة الدينية حالة منحصرةً على شكليات من الدين أَوْ فرائضَ محدودة من الدين فُصلت عن واقع المسؤولية عن المواقف عن السياسات العامة التي لها الأثرُ الكبيرُ في حياة الناس وفي واقع الناس وتلامس واقع البشرية في أمنها واستقرارها وسعادتها أَوْ شقائها ومعاناتها الكبيرة، هذه طامةٌ، هذه كارثة، هذه مغالطة لا تنفع أولئك.

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي

قد يعجبك ايضا