بعد هزائمها المتلاحقة .. السعودية عاجزة عن دفع مرتبات مُرتزقتها

|| صحافة ||

تصر السعودية على جعل الأزمة اليمنية مستمرة إلى ما لا نهاية ، إصرار تؤكده المشاهد الدموية التي اعتدنا رؤيتها على وسائل الإعلام كافة ضد أبناء هذا البلد اليتيم، وإن من آخر اهتمامات الرياض ما يتعرض له اليمن من خراب وتدمير وما يتعرض له اليمنيون من قتل وتشريد وتجويع، فيما يبدو أنها تستلذ بإزهاق أرواح الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، كلام يبرهنه إصرار السعودية على تجنيد أعداد كبيرة من الشباب اليمني وزجهم في القتال على حدودها الجنوبية مع اليمن، لتزيد حجم المأساة الكارثية هناك والتي كانت مسبهها الأبرز.

 

شراء الضمائر

بدأت قصة تجنيد الشباب اليمني للقتال على الحدود الجنوبية المشتركة مع اليمن قبل عدة أعوام ، سببها الأول ظن السعودية أن تحرك عملائها الذين جلبتهم بالمال لقتال أبناء جلدتهم سيكون أفضل فيما لو كان منطلقه من الأراضي السعودية ، بما يحد من خسائرها البشرية الفادحة، ثانياً فشل طيران الجيش السعودي الذريع في معارك الجبال الوعرة ضد “انصارالله” الذين يمتلكون الخبرة القتالية العالية في تلك المناطق الجبلية ، وبناء على ذلك قامت السعودیة عبر سماسرتها بشراء الضمائر وتجنيد أعداد من الشبان بينهم أطفال في مقتبل العمر للقتال في جبهة عدوانهم، وقامت بتقديم التسهيلات للمجندين للدخول إلى الأراضي السعودية ، حيث يُعد دخول اليمنيين إلى السعودية  أمراً أشبه بالمستحيل  لمن لا يملك تأشيرة عمل أو زيارة حج أو عمرة ، إضافة إلى الدور المشبوه للقنصلية اليمنية في جدة والتي ساهمت بشكل أساسي في عملية التجنيد ، من خلال منح المقاتلين وثيقة تتضمن المعلومات الشخصية للمقاتل بما يسهل أكثر في عملية دخولهم إلى الأراضي السعودية.

 

فشل على فشل

لم تظهر السنوات المنصرمة أيَّ تقدم يذكر لقوات العدوان بقيادة السعودية، رغم كل ما قامت به من أعمال التجنيد والتحشيد وجلب المرتزقة ، فشل كبير يسجل للمملكة وعملائها بعد تأكيد الكثير من التقارير الإعلامية أن أعداداً كبيرة من المجندين تقتل بين الجبهة وأقرب مركز للإسعافات الأولية ، روايات أخرى نقلت عن العديد من المقاتلين أن الكثير من المجندين كانوا ينزفون حتى الموت بعد إصابهم ، بسبب بُعد مراكز الإسعاف مسافات طويلة عن جبهات القتال ، فيما أشار متخصصون طبيون للمجندين  إلى أن المقاتلين كانوا “يموتون بين أيديهم” بسبب شح مقومات الإسعافات الأولية لديهم.

المضحك المبكي أن السعودية قد سلمت زمام الأمور لعدد من المقاتلين الذين تمت ترقيتهم بطرق تدعو للسخرية، فيما تزج بمقاتلين آخرين بشكل مباشر في جبهات القتال من دون أيَ تدريب، مايعكس حجم خساراتها المتلاحقة غير آبهة بأرواح من غَرر المال بهم ليصبحوا في جبهة العدو ضد بلادهم، أموال لم يستطع الكثير منهم التمتع بها، فقد انتهى بهم الحال أشلاء متفرقة على الجبهات اليمنية الصامدة، فيما يدفن من كان حظه سعيداً في قبور جماعية  متناثرة.

 

فضائح مدويَّة

من ضمن الاغراءات التي قدمتها سماسرة السعودية للمجندين أنهم سينالون إجازات كل ثلاثة أشهر، وهذا الشيء لم يحصل بالتأكيد ويرفض قادة المجندين منح أيّ إجازة قبل مرور سنة كاملة ، وكلنا نعلم ماذا يعني أن تعترض بوجه السعودية ومن يواليها حيث يُزج بعشرات المقاتلين في السجون ليتم التحقيق معهم وترحيلهم بتهم مختلفة تحت صفة “مجهولين” ، فيما كشفت تقرير نشرته قناة الجزيرة القطرية عن تظاهر مجندين يمنيين ينتمون للواء الثالث-حرس حدود الواقع في منطقة الربوعة السعودية يوم الجمعة ، مطالبين بصرف رواتبهم المتوقفة منذ ستة أشهر، ومن ثم إعادتهم إلى اليمن ، وأوضح التقرير أن التظاهرة أعقبت مطالب وجهها المحتجون إلى “صالح أحمد البرعي” قائد اللواء الذي أحال بعضاً منهم إلى السجون  بحجة التحريض وإثارة الفوضى.

من المؤسف أن الحرب اليمنية مازالت مستعرة  ومن المؤلم أن الدم اليمني مازال ينزف بالتزامن مع صمت و تخاذل أممي لا يمكن وصفه بأقبح العبارات، لكن المذهل حقاً هو الصمود الجبار لليمنيين رغم كل المحاولات لتقسيمهم وتفتيت بلادهم ورغم كل الإمكانات التي سخرتها قوى العدوان لإخضاعهم ، فما من شيء تغيرعلى جبهات القتال، وسيبقى اليمن شامخاً حراً لا يقبل الذل ولا الهوان.

 

 

الوقت التحليلي

قد يعجبك ايضا