الذنوب لها آثار وعقوبتها في الدنيا قبل الآخرة

” مقالات ” زيد الغرسي

يواصل السيد القائد محاضراته الرمضانية حول بعض من الآيات القرآنية وفي محاضرته السادسة تحدث عن موضوع الذنوب وآثارها وبدأ المحاضرة بالحديث أنه مع الوعيد الشديد وحجم العذاب الكبير الذي سيتلقاه العصاة في النار فتح الله باب التوبة للعاصين والمذنبين في الدنيا ودعاهم بلطف ورحمة إلى التوبة..

والتوبة في الدنيا تعني الإقلاع عن الذنوب والمعاصي وامتلاك العزم والإرادة بعدم الرجوع إليها ولا يظن الإنسان إنه سيرتكب ذنب ويتوب وهكذا، لا فالتوبة هي الإقلاع عن المعاصي.

ثم بدأ السيد القائد بمقدمة تمهيدية عن التوبة بالحديث عن الذنوب ووضح فيها نقاطا هامة ترد على بعض الثقافات المغلوطة التي ترسخت في أوساط الناس بسبب انتشار الفكر التكفيري المخالف لكتاب الله..

في هذا المحور تطرق السيد الى ان للذنوب اثار في الحياة وفي الآخرة واثارها في الحياة تكون في عدة جوانب منها

– على المستوى النفسي للفرد المذنب حيث يعيش الإنسان الضيق والهم واليأس والضجر والضنك بسبب الذنوب ..

– على مستوى الأسرة حيث تتفكك الأسرة وينهد تماسكها وتصير أسرة مبعثرة ..

– على مستوى المجتمع بشكل عام حيث يصير متفرقا ومبعثرا وتكثر فيه المفاسد والجرائم ..

– على مستوى الأمن حيث تكثر جرائم القتل والنهب والاغتصاب وغيرها من الجرائم ..

ثم أشار السيد إلى نقطة هامة جدا كانت مغيبة عند الكثير من أبناء الإسلام وهي أن الجزاء على الذنوب يكون في الدنيا قبل الآخرة لأن البعض يتصور أن العقوبة في الآخرة فقط وهذا غير صحيح يقول الله تعالى ” لهم خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة ” وبسبب هذا المفهوم الخاطئ يرتكب الإنسان الجرائم ويتمادى فيها …

كما تطرق إلى مفهوم مغلوط وخطير على الإنسان، وهو أن الإنسان المؤمن ليس عليه عقوبة إذا ارتكب المعاصي وكأن الإسلام أصبح بطاقة تصريح له لارتكاب الذنوب والمعاصي، وهذا غير صحيح ..

فالله يتعامل مع الإنسان على أساس عمله والجنة والنار حسابهما مبني على ما قدمه الإنسان من عمل.

وهذه من المفاهيم الخاطئة التي رسخها الوهابيون وكانت سببا في تساهل الإنسان لارتكاب المعاصي ” تقول له ليش يا أخي يقلك الله غفور رحيم ” صحيح أنه غفور رحيم لكنه شديد العقاب كما قال تعالى ” اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ” …

أيضا تطرق إلى نقطة أخرى هامة جدا وهي أن الذنوب تكون من شقين :-

الأول من مخالفة توجيهات الله تعالى وارتكاب المعاصي ..

والثاني من التقصير والاهمال والتساهل في العمل بتوجيهات الله فكلاهما ذنوب ..

فلا يظن الإنسان أنه إذا صلى وصام وما أكل حق أحد أنه سيدخل الجنة كما هو سائد لدى البعض، لا ،

التقصير في بقية العبادات كالجهاد والإنفاق ومعاداة أعداء الله هي ذنوب، فالله هدد المؤمنين من يؤمن ببعض الكتاب ويرفض البعض الآخر بقوله تعالى ” أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ” …

ثم تحدث السيد إلى موضوع التوبة وأن الله دعا الإنسان للتوبة وعدم اليأس؛ لأن اليأس قد يدفع الإنسان للاستمرار في ارتكاب المعاصي لكن الله رحيم يغفر الذنوب مهما كانت إذا تاب الإنسان وتخلص منها ولم يرجع إليها قال تعالى ” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ” …

وسيواصل الحديث عن التوبة في محاضرة يوم غد إن شاء الله …

#زيد_الغرسي

قد يعجبك ايضا