ومن وحي المحاضرات الرمضانية للسيد القائد: أهمية التوبة إلى الله

موقع أنصار الله  || تقارير ||

كما يعودنا دائماً بإطلالته اليومية في شهر رمضان المبارك، يطل علم الهدى السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” في شهر رمضان المبارك لهذا العام، ويقدم للناس الدروس الرمضانية العظيمة بشكل يومي كجرعات إيمانية ضرورية ونورانية من هدي القرآن الكريم، ليهدي الناس إلى الصرط المستقيم.

وبالرغم من مرور خمسة أعوام من العدوان الظالم على اليمن، واستمرار تأمر قوى الاستكبار على شعب الإيمان والحكمة،  إلا أن كل ذلك لم يصرفه عن أداء هذه المسؤولية الكبرى؛ لأنه ربما يدرك أهمية ما وهبه الله من الحكمة والإيمان ومايترافق معها من مسؤولية كبيرة.

ودائماً ما يطل السيد القائد وهو هادئ النفس، مطمئن القلب، ويبدو للمشاهد لدروسه ومحاضراته على شاشة التلفاز بأنه إنسان يحمل مسؤولية كبرى على هذه اﻷرض وفي هذا الزمان، ويلحظ كل مشاهد لدروس السيد القائد حرصه الشديد على هداية الناس، وعظمة رحمته بهم، وحبه الخير والصلاح لهم، وشغفه المفرط في هدايتهم، وإيمانة أن هدى الله إذا ما وصل إلى أبناء الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية كافة، واستقر في قلوبهم فإنه يمثل أقوى وأنجح سلاح يمكن أن يتسلحوا به ويستطيعوا من خلاله مواجهة أعدائهم، والتغلب عليهم، والقضاء على كل الأخطار التي تواجههم في شتى مجالات الحياة.

وفي خضم ذلك، فبعد إن تتاول السيد القائد في محاضراته التي القاها منذ بداية شهر رمضان المبارك قضية الجزاء في الأخرة وأهوال يوم القيامة، انتقل السيد القائد إلى الحديث عن الطريقة القرآنية للنجاة من عذاب الأخرة وأهوال يوم القيامة، وتحدث في المحاضرة السادسة والسابعة عن التوبة من المعاصي والذنوب التي يرتكبها الإنسان في الحياة الدنيا، وكيفية التوبة التي تنجي الإنسان من الوقوع في جهنم والعياذ بالله.

ومن وحي المحاضرة السابعة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، يمكن أن نستشف أبرز المواضيع الرئيسة التي ركز عليها السيد القائد إذ يؤكد “سلام الله عليه” أن كل نواهي الله وأوامره تعود منفعتها للعبد ولصالحه ودفعاً للضر عنه وعن الحياة من حوله.

وتركزت البداية في محاضرة السيد القائد عن الحديث عن الضوابط الشرعية التي جاءت من عند الله لتضبط حياة الانسان بشكل صحيح حتى لا ينحرف، إذ يبين السيد القائد أن المسألة ليست هيمنة وتسلط، بل أنها مسألة توازن وضبط لما فيه مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة، وأنه من رحمة الله بنا كبشر فإنه رسم لنا طريق الهداية على ارقى ما يمكن ولم يتركنا هكذا بدون أن يرعانا ويرشدنا ويرسل الينا الرسل وينزل علينا الكتب، ولهذا فقد اكتملت حجة الله علينا بما نعرفه وما نسمعه من هدى وارشاد وتذكير.

وعن الذنوب والمعاصي، فقد كان حديث الـسيد القائد استثنائياً وشاملاً ومفصلاً إلى درجة أنه  اثبت وبين من آيات القرآن الكريم أن الذنوب والمعاصي من الظلم للنفس سواء الذنوب والمعاصي من ارتكاب الفواحش والمحرمات، أو التقصير عن العمل في ماوجهنا الله إليه، وأضاف أن الذنوب والمعاصي تترك آثار خطيرة وسلبية على الإنسان بدء من شخصيته، حيث يبين أن الانسان بارتكابه للذنوب والمعاصي يسيئ إلى الله عز وجل الذي أنعم على الإنسان النعم الكثيرة؛ لأنه بذلك يقابل النعمة بالاساءة لله المنعم عليه، ويستخدم ما انعم الله به للاساءة اليه، وقال: “نحن بالمعاصي والذنوب التي نرتكبها نسيء الى أنفسنا ونسيء الى الله بمخالفتنا لما وجهنا الله اليه وهذا جحود وإساءة ونكران لإحسان الله وعظيم نعمه علينا واستخدام نعمه فيما يكره وكل المعاصي التي يرتكبها الانسان فيها تعدي وتصرفات سيئة على الحياة من حوله”.

وفي مقابل ذلك، يؤكد السيد القائد أن الله عز وجل اودع في فطرة الانسان ما يساعده على التقوى والسمو بالنفس وما يساعده على مكارم الاخلاق والتصرفات الصحيحة بحكمة وليس فقط في الفطرة، بل في المنهج المتمثل في كتب الله واعظمها القرآن الكريم، أضف الى ذلك الرسل والانبياء وأعلام الهدى، وما يقدمونه من نصح وتذكير مستمر، وكذلك نعم الله التي هي مسؤولية على الإنسان، وأن استخدامها فيما يرضي الله هو العمل الأنجح.

وفي سياق ذلك، انتقل السيد القائد إلى الحديث عن موضوع مهم جداً وهو موضع الغرائز النفسية، حيث يبين أن الله عز وجل جعل لنا من الحلال ما يستوعب غرائزنا بشكل ايجابي ينفعنا في الدنيا والآخرة، لكن البعض يغرق في بحر غرائزه وينطلق ورائها حتى ترمي به الى مكان سحيق هو جهنم والعياذ بالله، وقال أن الإنسان بالذنوب والمعاصي ينحط عن انسانيته ويتحول إلى أشبه شيء كبعض الحيوانات التي لا تعرف من الحياة إلا الأكل والشراب وغير ذلك من الغرائز التي لا تتجاوز المحيط الشخصي، وتؤثر عليه سلباً وتجعله يهيم على وجهه فيخسر الدنيا والأخرة.

وفي الوقت الذي يؤكد فيه على أنه لا يوجد مبرر للإنسان في الاصرار على الاستمرار في المعاصي، فإنه يتحدث عن موضوع مهم وخطير في المحاضرة، إذ قال أن الانسان الذي يحاول تبرير استمراره في المعاصي هو يورط نفسه تحت أي مسمى أو عنوان، فهو لا يملك الحجة الكافية والدليل المقنع؛ ذلك لأنه لا مبرر له في ذلك، وقال إذا كنت تمني نفسك بالشفاعة فالشفاعة ليست للمفسدين والمقصرين والمستهترين والانسان إذا أصر على الذنوب تفسد نفسيته ويصبح فريسة سهلة للشيطان ويصل إلى مرحلة الخذلان من قبل الله ثم لا تقبل توبته.

وفي هذا الصدد، يؤكد السيد القائد أن طلب المغفرة المتواصله مهم جداً لتكفير الذنوب والمعاصي، ويشدد بأن ‏التسوييف من اخطر الاشياء على الانسان عندما يقول: “ساتوب في مرحلة اخرى”، ويشير إلى أن التسويف قد يفقد الانسان التوفيق في التوبة وقد ينزلق بالانسان الى ارتكاب ذنوب أكبر، بالاضافة إلى أن الخشية من الله تنمي في الانسان الالتزام والاستقامة واجتناب الذنوب والمعاصي والكبائر.

 

*الهروب الدائم الى الله بالتوبة المستمرة*.

يؤكد السيد القائد أن الطمع في الحصول على رضوان الله واستشعار التقصير والرجوع الدائم الى الله بالاستغفار والتوبة هي من أعظم صفات المتقين، ويبين أن الطمع هنا هو طمعاً ايجابياً قائم على الحرص على النجاة والخلاص من الوقوع في سخط الله، وبما أن الله قد قدم الكثير من العروض والمغريات للإنسان التي اذا تم استغلالها بشكل صحيح فهي كفيلة بأن تنتشله من المستنقع الخطير الذي قد وقع فيه فكيف لا يكون هناك اقبال وتدافع وازدحام على بوابة رحمة الله التي هي التوبة؟.

في المحاضرة الرمضانية السابعة للـسيد القائد “يحفظه الله”، يمكن القول أنه قدم مسألة التوبة بطريقة قرآنية فريدة من نوعها قائمة على الحرص على هداية الناس، ذلك أنها طريقة مشحونة بالأدلة والآيات القرآنية والشواهد،  إلى درجة أن الـسيد القائد نجح في أن يتغلغل في أعماق النفوس والقلوب، ويخاطبها من الداخل ويحذرها ويقدم لها النصح ويرشدها ويكتب على جدران القلوب عدد من الآيات القرآنية المهمة والعظيمة، وهذا ما يمكن وصفه بأنه يمثل رحمة من الله للناس، يتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.

وفي هذا الصدد، يمكن القول إن ما يتناوله السيد القائد من الآيات القرآنية الكريمة من كتاب الله بالرغم من أنها في متناول أيدينا جميعاً ونقرأها عشرات أو مئات المرات، لكننا جميعاً لم نحيط بكل معانيها وأنوارها، وكل ما تهدي إليه، كذلك فإننا حينما نغوص في أعماقها أثناء الدروس والمحاضرات نجد فيها نور المتقين، وفلاح المؤمنين، وهدى الصالحين.

وفي خضم ذلك، فإنه يجب علينا جميعاً أن ندرك أن هذه الدروس تمثل دلالة قاطعة بأن الله عز وجل قد مّن علينا بنعمة عظيمة وبعلم من أعلام هداته، وخصنا بها دون سائر الأمم وفي ذلك تكريم لنا وتشريف وقد وجب علينا شكر الله على هذه المنحة العظيمة، وأنه يجب أن نحذر الجحود بهذه النعمة العظيمة وأن نعمل على أن ننجوا من عاقبة ذلك الجحود والذي لو حدث والعياذ بالله فإنه سيكون علينا وبالاً عظيماً وعقاباً شديداً وسخصاً من الله في الدنيا واﻵخرة.

وهذا ما يعني ويؤكد لنا جميعاً بأن علينا أن نعّي أهمية هذه الدروس وندرك أهمية الاستفادة منها، وأن تنفيذها وتطبيقها في حياتنا اليومية وتجسيدها في سلوكنا ومعاملاتنا هو أمر لا بد منه، وأن التفريط بها أعظم خسارة وأفدح خسارة نتكبدها بها في حياتنا.

 

قد يعجبك ايضا