هو البحر الذي لا يدرك قعره ..
” مقالات ” أمةالملك الخاشب
في بداية مقالي المتواضع هذا أؤكد أن محاضرات السيد القائد لا تحتاج الى شرح أو إضافة فكل محاضراته تأتي بأبسط ألفاظ اللغة العربية وأكثرها فهما بين كل الطبقات ولكنها أكثر ما تحتاج الى تطبيق عملي في كل نواحي حياتنا المعيشية الأسرية والمجتمعية وعلى مستوى قيادة الدولة فهي تخاطب الكل بلا استثناء كلا من موقع مسؤوليته .
في سورة العصر التي لا تتعدى السطرين في كتاب الله تعالى وهي 3 آيات فقط
نقرأها يوميا نحفظها لأطفالنا لسهولة ألفاظها وقصر آياتها نرددها منذ نشأتنا بل كانت أولى السور التي حفظناها جميعا منذ نعومة أظافرنا في هذه الحياة وكذلك نفعل مع أطفالنا
لكننا جميعنا لو وقفنا مع أنفسنا قليلا وصارحناها هل كانت نظرتنا لسورة العصر بنفس قيمتها الحقيقة التي استمعنا لها اليوم على لسان السيد القائد النور العلم؟
غاص في تفاصيلها واعتبرها هي المقياس أو الميزان الذي يستطيع فيها كل واحد أن يعرف نفسه هل هو خاسر أم رابح فكان ذاك اللقب كالذي طرحه السيد القائد للسورة
لن أعيد شرح وتلخيص ما طرحه السيد القائد في محاضرته الرمضانية العاشرة لأن كلامه سلس وبسيط ومفهوم لكل الفئات ولكل الأعمار ولكل من يفهم اللغة العربية من مختلف الجنسيات العربية, ولأن كلامه صادق ونابع من شعور بالمسؤولية على كل أفراد هذه الأمة في مشارق الأرض ومغاربها
ولكنه ورغم أنه لم يكمل شرحها في المحاضرة الرمضانية العاشرة إلا أن من يستمع إليه يشعر بأنه بحر لا يدرك قعره وريث علم جده الإمام علي عليه السلام وهذا والله شاهد ليس كلام عنصري أو سلالي كما يعتقد بعض قاصري العقول الذين يصنفون الأحاديث حسب أهوائهم .
فهل فكر أحد منا من قبل محاضرة السيد القائد بمقياس الخسارة الفادحة التي وردت في هذه السورة الصغيرة عندما يشعر بحزن وخسارة على فقد أي شيئ في الدنيا ؟ وهل فكر وهو يردد السورة بأنه قد يكون من الخاسرين؟
وحتى عندما وضح أن الخسارة تبدأ من الدنيا وليست فقط في الأخرة وهي خسارة الحياة الطيبة بحرمان الإنسان من الرعاية الإلهية وحرمانه من العزة والكرامة في الدنيا أيضا كشف حقائق كانت غائبة عن الكثير ممن يقرأون السورة كروتين طبيعي بدون تأثير
فالله تعالى يقدم العروضات المغرية لنا والمربحة ولا يريد للإنسان سوى السعادة والخير ولكن الإنسان هو من يعرض وينأى بجانبه
فالعناصر الأربعة التي هي سر الفلاح والنجاح والتي ذكرت في سورة العصر وفصلها السيد القائد وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر , كل عنصر من عناصرها يحتاج لتفاصيل وشرح عميق بدأ به السيد القائد الليلة فجعلنا نبحر معه في الثلاثين الدقيقة التي ما كنا نريدها أن تنتهي
أهم ما يجب أن يتم تطبيقه في الواقع العملي الشخصي وعلى مستوى الدولة هو الإتقان في العمل الذي هو أساس الدين فلو جعل الإنسان نيته لرضا الله ويتقن كل أعماله ولو كانت أعمال خاصه به سيفوز بالتأييد والرعاية الإلهية
وهذه دعوة لكل مسؤولي الدولة من مدراء ووزراء ووكلاء ونواب وغيرهم أن يجعلوا شعار الله يحب الإتقان في العمل هو الأساس والجوهر ويعملوا على تدريب كوادرهم وغرس هذه المبادئ في نفوسهم فستكون النتيجة مبهرة حتى على المستوى الاقتصادي وغيره فقد كشف لكم السيد القائد السر في نجاح بعض الأمم وتفوقها رغم أنها ليست مسلمة ولا دين لها وهو التزامها بالقيم والمبادئ والدقة في العمل والابتعاد عن التلفيق أو مثلما نقول بلهجتنا اليمنية الإبتعاد عن القضّا واللّفاق فهل يا ترى سنجد تطبيق في الواقع العملي أم مجرد تخاذل أو خذلان وتفريط وتقصير ؟؟
فليت كل مسؤول يستشعر أن المنصب الذي هو فيه أنما هو امتحان من الله ليرى ماهو فاعل فيه وسيزول عنه المنصب ويبقى الأثر الطيب