الإنسان والعمل بين الربح والخسارة
” مقالات ” زيد البعوة
اللهم اهدنا وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم
وجودك ايها الإنسان في هذه الدنيا لها نهاية زمنية وبداية ازلية وهذا الوجود مرهون بالعمل الذي عملته في الدنيا وهذا العمل لا يخرج عن إطار الربح والخسارة وانت نعم انت من تحصد الربح او تجني الخسارة لهذا عندما تدرك ان لوجودك هدف وان لعملك اثر يترتب عليه فوزك او هلاكك أليس الأجدر بك ان تشحن رصيدك بأعمال صالحة تضمن لك الفوز؟ بلى والله
سورة من قصار السور القرآنية تحوي الكثير من العبر والدروس العظيمة والمهمة والخطيرة سورة (العصر) على ضوء هذه السورة المباركة كان حديث المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد عبدالملك الحوثي حفظه الله هذه السورة التي تخاطب الإنسان بشكل عام ذكر وانثى كافر ومؤمن لهذا كان الخطاب والتحذير فيها عاماً للناس اإن الإنسان لفي خسر (إلا) اداة استثناء مرهونة بشروط واعمال ومواقف وفق توجيهات الله
والعصر قسم إلهي عظيم ومخيف وفيه دروس وعبر ووعد ووعيد يقول السيد القائد عندما يقسم الله على موضوع معين فهذا يدل على أهمية هذا الموضوع وخطورته والمقسم هو الله اما المقسم عليه وهو العصر والمقصود من القسم وهو الإنسان والهدف من القسم وهو التحذير للإنسان الذي هو معرض للخسارة الحتمية للإنسان (لك انت) كانسان وهذا امر يفترض ان يكون مزعجاً للإنسان ومثيراً له يحركه للعمل على ما يجنبه هذه الخسارة
الإنسان لديه الفرصة هنا في الدنيا لتلافي الخسارة والسعي للفوز والنجاة وسورة العصر هي عبارة عن معيار ان صح التعبير تجعل الإنسان يميز نفسه ويقيم واقعه ويعرف اين هو يتجه والخسارة لها اسباب والربح أيضا له اسباب ولم يترك الله الموضوع هكذا مبهماً دون ارشاد الى ما فيه فوز الإنسان وربحة وتحذيره مما فيه خسارته وهلاكه وكما قال الـ س الـ ق ان الخسارة الحتمية التي يقسم الله عليها في سورة العصر هي الخسارة الحقيقية والتي تبدأ من هنا من الدنيا خسارة رضوان الله والجنة وخسارة النفس الى الأبد.
الخسارة التي تتحدث عنها سورة العصر هو فيما يفوتك مما وعد الله به عباده الصالحين المفلحين تفوتك الرعاية الإلهية الخاصة بعباد الله المؤمنين المفلحين وتفوتك الجنة ورضوان الله تعالى تخسر سعيك وعملك وجهدك لأنك في نهاية المطاف انما تكسب منه الوزر إذا كنت لا تعمل وفق ما يريد الله يقول الـسيد القائد ان مقياس الخسارة يقاس بما يفوت الإنسان او بما يقع فيه ولا نجاة من هذه الخسارة الا المضي على الطريق الذي رسمه الله في سورة العصر
وبعد الحديث عن الربح والخسارة تحدث الـسيد عن ما يمكن ان يقي الإنسان من الخسارة وما يمكن ان يضمن له الربح وفق ما جاء في سورة العصر بداية من الإيمان وتحدث كيف يجب ان يكون هذا الإيمان قائلاً ان الذين آمنوا المقصود بهم في سورة العصر هم الذي يعيشون حالة الإيمان بمفهومه القرآني ايمان يدففعك الى ان تخشى الله فوق خشيتك من الناس خوف من عذاب الله يحررك من كل العوائق التي تتمثل في الخوف من اشياء اخرى اما مادية او غير ذلك ايمان قائم على محبة الله يكون عندك احب من اي شيء في هذا الوجود ايمان ترجوا فيه الله تعالى ورغبه فيما عنده من الخير وايمان قائم على الثقة بالله تثق بوعده ووعيده إيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ايمان يدفعك الى العمل وقال الإيمان الذي ليس وفق المفهوم القرآني لا يجدي شيئاً .
وكان للعمل النصيب الأوفر في محاضرة السيد وكانة بداية الحديث عن العمل بسؤال مهم وجهه السيد على النحو التالي كيف يكون عملك صالحاً ؟ ثم اجاب عندما يتوافق عملك مع ما شرعه الله تعالى والإتقان في العمل ان يكن كاملاً متقنا وان يكون عملك خالياً من الشوائب والمفاسد وتحدث عن العمل بشكل عام العمل الدنيوي والعمل الديني مؤكداً ان جوهر نجاح العمل هو الإتقان والحرص القائم على المسؤولية من منطلق دوافع إيمانية .
لهذا المحاضرة العاشرة تناولت مواضيع مهمة وخطيرة بالنسبة للإنسان تمثلت في الخسارة والربح والإيمان والصبر والتواصي والعمل والإتقان الا ان الموضوع الأهم في المحاضرة التي وعد الـسيد باستكمالها هو موضوع العمل وإتقان العمل واستدل بالحديث النبوي ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه واكد ان الأمة الإسلامية لو تعمل بأتقان في اعمالها الشاملة في جميع المجالات بإتقان كما وجه الله لكانت ارقى الأمم .
المحاضرة العاشرة وموضوع الذي تمحور حول مضمون سورة العصر هي عبارة عن نقطة ومحطة اساسية لا بد ان يقف الإنسان عندها ويقيم نفسه ويعرف مصيرة وما يريد الله منه وماذا يجب عليه ان يفعل قبل فوات الآوان ..!
نسأل من الله ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه.